المجموع : 4
تَجَمَّعَ أَهلُهُ زُمَراً إِلَيهِ
تَجَمَّعَ أَهلُهُ زُمَراً إِلَيهِ / وَصاحَت عِرسهُ أَودى فَصاحوا
تُخاطِبُنا بِأَفواهِ المَنايا / مِنَ الأَيّامِ أَلسِنَةٌ فِصاحُ
نَصَحتُكُم أَهينوا أُمَّ دَفرٍ / فَما يَبقى لَكُم مِنها نِصاحُ
نطيحُ وَلا نُطيقُ دِفاعَ أَمرٍ
نطيحُ وَلا نُطيقُ دِفاعَ أَمرٍ / فَكَيفَ يَروعُنا الغادي النَطيحُ
وَلَم يَكُ أَهلُ خَيبَرَ أَهلَ خُبرٍ / بِما لاقى السَلالِمُ وَالوَطيحُ
وَجَدتُ الغَيبَ تَجهَلُهُ البَرايا / فَما شِقٌ هُديتَ وَما سَطيحُ
كَفَتكَ حَوادِثُ الأَيّامِ قَتلاً
كَفَتكَ حَوادِثُ الأَيّامِ قَتلاً / فَلا تَعرِض لِسَيفٍ أَو لِرُمحِ
تَراضى أَهلُ دَهرِكَ بِالمَخازي / فَكَيفَ تُعيبُ رامِقَةً بِلَمحِ
وَأَصحابُ الشَريفِ وَلا تَساوٍ / كَأَصحابِ اِبنِ زَرعَةَ وَاِبنِ سَمحِ
ألاحَ وقد رأى بَرْقاً مُلِيحاً
ألاحَ وقد رأى بَرْقاً مُلِيحاً / سَرَى فأتَى الحِمى نِضْواً طَليحا
كما أغْضَى الفَتى ليَذوقَ غُمْضاً / فصادَفَ جَفْنُه جَفْناً قَريحا
إذا ما اهْتَاجَ أحمَرَ مُستَطِيراً / حَسِبْتَ اللّيلَ زَنْجيّاً جرِيحا
أقُولُ لصاحِبي إذْ هامَ وَجْداً / ببَرْقٍ ليسَ يُثْبِتُه نُزُوحا
وهاجَتْهُ الجَنُوبُ لوَصْلِ حَيّ / أقامَ ويَمّموا داراً طَرُوحا
سِفَاهٌ لَوْعَةُ النّجْدِيّ لمّا / تَنَسّمَ من حِيالِ الشأمِ رِيحا
وَغَيٌّ لَمْحُ عينكَ شَطْرَ نجْدٍ / إذا ما آنسَتْ بَرْقاً لَمُوحا
وأمْرَاضُ المَواعِدِ أعْلَمَتْني / بأنّ وَرَاءها سَقَماً صَحيحا
متى نُصْبحْ وقد فُتْنا الأعَادي / نُقِمْ حتى تقُولَ الشّمسُ رُوحا
بأرْضٍ للحَمامَةِ أنْ تُغَنّي / بها ولِمَنْ تأسَفَ أن يَنُوحا
أعُبّادَ المَسيحِ يَخافُ صَحْبي / ونحنُ عَبيدُ مَنْ خَلَقَ المَسيحا
رأيْتُكَ واحداً أبْرَحْتَ عَزْماً / ومثْلُكَ مَن رَأى الرّأيَ النّجيحا
فلم تُؤْثِرْ على مُهْرٍ فَصيلاً / ولم تَخْتَرْ على حِجْرٍ لَقُوحا
رَكبْتَ الليْلَ في كَيدِ الأعادي / وأعْدَدْتَ الصّباحَ له صَبوحا
وأعْظَمُ حادثٍ فَرَسٌ كَريمٌ / يكُونُ مَلِيكُهُ رجُلاً شَحيحا
تُريكَ له سماءً فوْقَ أرْضٍ / فَرُوجُ قَوائِمٍ يُعْدَدْنَ لُوحا
أصِيلُ الجَدّ سابقهُ تَراه / على الأَيْنِ المُكَرَّرِ مُسْتَريحا
كَأنّ غَبوقَهُ مِن فَرْطِ رِيّ / أباهُ جِسمُه فغَدا مَسِيحا
كأنّ الرّكضَ أبْدى المحْضَ منه / فمَجّ لَبانُه لَبَناً صَريحَا
وأرْبابُ الجِيادِ بَنو عليّ / مُزِيرُوهَا الذّوابِلَ والصّفيحا
وخيرُ الخيْلِ ما ركبوا فجَنّبْ / غُراباً والنّعامةَ والجَموحا
وأحْمَى العالَمينَ ذِمارَ مجْدٍ / بَنو إسْحاقَ إنْ مَجْدٌ أُبِيحا
ومَعْرِفَةُ ابنِ أحمَدَ أمّنَتْني / فما أخْشَى الحَقيبَ ولا النّطيحَا
إذا استبَقَتْ خُيولُ المجدِ يوْماً / جرَيْنَ بَوَارِحاً وجرى سَنيحا
ولو كَتَبَ اسمَه مَلِكٌ هَزيمٌ / على راياتِهِ وَا لى الفُتوحا
فيا ابْنَ محَمّدٍ والمَجْدُ رِزْقٌ / بقَدْرِكَ سُدْتَ لا قَدَراً أُتيحا
وما فَقَدَ الحُسَينَ ولا عَلِيّاً / وَلِيُّ هُدىً رآكَ له نَصيحا
إليكَ ابْنَ الرّسولِ حُثِثْنَ شَوْقاً / ولم يُحْذَيْنَ من عَجَلٍ سَريحا
همَمْنَ بدُلْجَةٍ وخَشِينَ جُنْحاً / فبِتْنا فوقَ أرجُلِها جُنوحَا
أشَحْنَ وقد أقَمْنَ على وَفَازٍ / ثلاثَ حَنادِسٍ يَرْعَينَ شِيحا
دُجًى تتشابَهُ الأشْباحُ فيه / فيُجْهَلُ جِنسُها حتى يَصيحا
فمَرّ العامُ لم تَطْرُقْ أنِيساً / بدارِهِمُ ولم تَسْمَعْ نُبوحا
ولا عَبَثَتْ بعُشْبٍ في ربيعٍ / ولا وَرَدَتْ على ظَمَإٍ نَضِيحا
فأُقْسِمُ ما طُيورُ الجَوّ سُحْماً / كَهُنّ ولا نَعامُ الدّو رُوحا
ودُونَ لِقائِكَ الهَضْباتُ شُمّاً / تَفُوتُ الطَّرْفَ والفَلَواتُ فِيحا
فجاءَكَ كلّها بالرّوحِ فَرْداً / وقد سِرْنا به جَسَداً ورُوحا
تَبُوحُ بفَضْلِكَ الدّنيا لتَحظى / بذاكَ وأنتَ تَكْرَهُ أنْ تَبُوحا
وما للمِسْكِ في أنْ فاحَ حَظّ / ولكنْ حظّنَا في أنْ يَفوحَا
وقد بَلَغَ الضُّراحَ وساكِنيهِ / نَشَاكَ وزارَ مَن سَكَنَ الضَّريحا
يَفيضُ إليْكَ غَوْرُ الماءِ شَوْقاً / ويُظْهِرُ نَفْسَهُ حتى يَسيحا
ولو مَرّتْ بخَيْلِكَ هُجْنُ خيلٍ / وهَبْنَ لعُجْمِها نسَباً صريحا
ولو رُفعَتْ سُرُوجُكَ في ظَلامٍ / على بُهُمٍ جَعَلْنَ لها وُضُوحا
ولو سَمِعَتْ كلامَكَ بُزْلُ شَوْلٍ / لعادَ هَديرُ بازِلِها فَحيحا
وقد شَرّفْتَني وَرَفَعْتَ إِسْمي / به وأنَلْتَني الحَظّ الرّبيحا
أجَلْ ولو أنّ عِلْمَ الغيبِ عندي / لقُلتُ أفَدْتَني أجَلاً فَسيحا
وكَوْنُ جَوابِهِ في الوَزْنِ ذَنْبٌ / ولكِنْ لم تَزَلْ مَوْلىً صَفُوحا
وذلكَ أنّ شِعْرَكَ طالَ شِعْري / فما نِلْتُ النّسِيبَ ولا المَديحا
ومَنْ لم يَسْتَطِعْ أعْلامَ رَضْوَى / ليَنزِلَ بعضَها نَزَلَ السُّفوحا
شقَقْتَ البحرَ مِن أدبٍ وفَهْمٍ / وغَرّقَ فكرُكَ الفِكْرَ الطّموحا
لعِبْتَ بسِحْرِنَا والشّعْرُ سِحْرٌ / فتُبْنا منه تَوْبَتَنا النّصوحا
فلو صَحّ التّناسُخُ كنْتَ موسى / وكان أبوكَ إسحقَ الذّبيحَا
ويُوشَعُ رَدّ يُوحى بعضَ يومٍ / وأنتَ متى سفَرتَ رَدَدْتَ يُوحى
فنالَ مُحِبُّك الدّارَيْنِ فَوْزاً / وذاقَ عدُوُّك المَوْتَ المُريحا
ومَنْ لم يَأتِ دارَكَ مُسْتَفِيداً / أتاها في عُفاتِكَ مُسْتَميحا
فكُنْ في المُلْكِ يا خيرَ البَرايا / سُليْماناً وكُنْ في العُمْرِ نوحا