المجموع : 6
خلقت على مرادي واقتراحي
خلقت على مرادي واقتراحي / فذكرك حضرتي في وقت راحي
ولى من طرة لك أو جبين / شجون في المساء وفي الصباح
بروحي أنت ذو جفن كليل / وعيني منه دامية الجراح
غزاني جفنه وشكا فتوراً / فواحرباه من شاكي السلاح
وتيّاه سمحت له بدمع / يرى أن السماح من الرباح
ومالي لا أسيل أجاج دمعي / على عذب بمبسمه قراح
يحمِّر أوجه الكاسات هزؤاً / ويضحك في الرياض على الأقاحي
أقمت به على نيران برح / فما لي كابن قيس من براح
سقى صوب الحيا زمناً أقامت / عليه صبابتي ومحاه ماح
وكاسات أشد يدي عليها / مخافة أن تطير من الجماح
صفت فصفا الزمان وبشرتنا / فحلق درع بشراها النواحي
وقد كال النديم بها نضاراً / علمنا أنها داعي السماح
بكف مزركش الأصداغ تهوى / لقبلتها وجوه للملاح
عشوت لكأسه لا للثريا / ونسر الشهب خفاق الجناح
كأني قد سلبت الديك عيناً / فثار من المنام إلى الصياح
كأني قد حملت على همومي / بها رايات لهوٍ وانشراح
كأني إذ صحا بالمحل أفقي / رأيت لقا الليالي غير ماح
إذا أبصرت جدّاً من زمان / فخالطه بشيءٍ من مزاح
وليل ظلت فيه لفرط عزمي / كأن الشهب من شرر اقتداحي
وموحشة المفاوز في رُباها / طغت إبلي وسلن مع البطاح
أرشّح ذا الخمائل مشمعلاّ / بها وأحيد عن ذات الوشاح
لعزٍّ أو لوَفر أجتنيه / على وفق احتياجي واجتياحي
عليَّ بها السرى وعلى أيادي / بني الفاروق إدراك النجاح
بني فضل الإله إذا أجيلت / غداة المحل أيسار القِداح
نجوم العلم أنواء العطايا / جياد السبق آساد الكفاح
لآلي السلك في نسب نظيم / ودعنا من أنابيب الرّماح
لأحمدهم مناهي الحمد عنهم / فيا كرم اختتام وافتتاح
أخو الإغضاء عن تقصير مثن / وفي طلب العلاءِ أخو الطماح
وذو الجود الذي يروي عطاءً / لطالب راحتيه عن رباح
وذو القلم الذي إن قال أغنى / عن استسماع قعقعة السلاح
سويد القلب قلب العيش منه / وإلا فهو قادمة الجناح
فطوراً فائض العذب المهنى / وطوراً فائض السم الذُّباح
أبا العباس قد حفظت ثغورٌ / برأيك فهي باسمة النواحي
تسوَّكُ بالقنا مما حبتها / بزاتك أو تمضمض بالصفاح
وسامي الملك منك شهاب عزم / كفى المرّاد قبل الإلتماح
وذا همم إذا ضلت سيوف / تنادي الجيش حيّ على الفلاح
حللت بواديَيْ مصر وشامٍ / محلّ النيل والسحب الدّلاح
يمين مكارم أو صدر سرّ / مليّ بالمصون وبالمباح
وأغرقت ابن بحر في بيان / أطاف به على لجج فساح
بيان جوهريّ الوصف تروى / عوالي الحرب منه عن الصحاح
وأنَّ النرجس الحاكيك لفظاً / لينبي عن عيون رُباً وِقاح
وأن لراحتيك على الغوادي / فخاراً ما عليه من جناح
فؤاد البرق منه في التهابٍ / ووجه الدّجنِ منه في افتضاح
أما لِكَ رتبة العليا بلفظٍ / متينِ قوىً وأخلاقٍ سجاح
وباعث فكرتي سيما جبين / حمدت به السرى عند الصباح
عطفت عليّ في زمنٍ حرُونٍ / وجدْتَ برغم أيامٍ شحاح
وقربني جنابك بعدَ بعدٍ / ونهنهَ حاسدي بعد الجماح
ونطَّقني نداك وكنت حجلاً / فصرت اليوم أنطق من وشاح
إليك حسانَ شعر لم تعرها / ولا أحوجْتها حظّ القباح
من اللاتي زكت نسباً ورقت / عليك شمائل الخود الرداح
نزحت كلا الندى والعلم بحراً / فأخرجنا لآلي الإمتداح
بأيمنِ طالعٍ عقدُ سنيّ
بأيمنِ طالعٍ عقدُ سنيّ / جليّ اليمنِ متصلُ النجاح
ظفرت على قران السعد فيه / بشمسِ الحسنِ من شمسِ السماح
فنعمَ الأهلُ قد أضحتْ وماذا / يقولُ المدْحُ في أهلِ الصلاح
وراهبةٍ طرقناها بليل
وراهبةٍ طرقناها بليل / ودونَ مزارِها أرَجٌ يفوح
فهبتْ في الظلامِ إلى مدامٍ / كأن شعاعها قبسٌ يلوح
وحيتنا بعافيةٍ شمول / كما يترقرق الدمعُ السفوح
كأنا قد سلبنا الديكَ عيناً / فقامَ من الكرى فزعاً يصيح
أترضى يا وزيرَ الشامِ أنَّي
أترضى يا وزيرَ الشامِ أنَّي / بدهرِكَ أشتكي حالاً قبيحة
وأنَّ الناسَ تذبحُ في الضحايا / وما لي غير أجفانٍ ذبيحة
ويمضي العيدُ في أكلٍ وشربٍ / وما لي في الشريحةِ منه ريحه
نسيتُ ولستُ أنسى حسن بكر
نسيتُ ولستُ أنسى حسن بكر / وحسنَ عشية معها وصبحه
ضممتُ الخصرَ ثمَّ نحوت أمراً / فيا لك ضمة كانت وفتحه
أقولُ لمعشرٍ جلدوا ولاطوا
أقولُ لمعشرٍ جلدوا ولاطوا / وباتوا عاكفين على الملاح
لأنتم خيرُ من ركبَ المطايا / وأندَى العالمينَ بطونَ راح