شدت سحراً بالسنة فصاح
شدت سحراً بالسنة فصاح / حمائم إيك معتلج البطاح
فقرطت المسامع بالتهاني / هواتف بالغدو وبالرواح
فغنِّ ما صفالك أن تغنّي / فدىً لك كل فتخاء الجناح
شدت بحمى الغري مبشرات / ببرء فتى المكارم والسماح
لقد شاء الاله بأن يراه / زعيم ذوي المفاخر والنجاح
فخوَّلهُ السلامة وارتضاه / أمام هدى لنهي واقتراح
وقدَّر أن يدوم فردَّ عنه / سهام حوادث القدر المتاح
غداة جلى لنا الأفراح يوم / وسيم الوجه جوال الوشاح
وعاطتنا المسرة فيه راحاً / كما عاطى النديم كؤوس راح
فقمنا فيه نبتدر الأماني / بدار الخمس للماء القراح
فيا ابن المجتني ثمر المعالي / ولو من بين مشتبك الرماح
ويا ابن النازلين هضاب عز / على الجوزاء مشرفة النواحي
وكل منيفة الطرفين أرخت / ذوائبها على هام الضراح
تركت نواظر الحساد تهمي / بفيض دم كأفواه الجراح
لئن مرضت بصحتك الأعادي / فجودك طب أنفسها الشحاح
حملت على المنايا السود عضباً / تفلُّ صفاحه بيض الصفاح
فلا أعطى الزمان لها مناها / فرب فساد قومٍ من صلاح
وكم لبنانِ مجدك من يراع / لما حطَّته كف الدهر ماحي
وحيث غدالك القِدحُ المعلى / فلم تقمر لعمر أبي قداحي
ونلتُ من المسرَّة منك مالو / اردتُ به لطرتُ بلا جناح
فخذ بيدي وفضل قياد رقّي / فما لسواك منقادٌ جماحي
أعزَّ وأنني الرقُّ المفدّى / فلا تقبل بذلّي قول لاح
قصرتُ على مديحك نظم شعري / فطال نظام شعري وامتداحي
فيا ترب العلوم ومن إذا ما / دُعي للعلم بادر بارتياح
لقد قلدتَ جيد العلم عقداً / يروق نضارة المقل الصحاح
إذا العلماء اقعدها كفاح / لنيل العلم قمتَ بلا كفاح
فحزتَ الجل منه بلا سلاحٍ / فكيف وأنت شاكٍ بالسلاح
وعاد العيد فيك قريرَ عين / يرنِّح عطفه نشوان صاحي
بِوجه يستهل البشر منه / تبلج مثل شارقة الصباح
أعاد به الهوى ايام لهوٍ / اعدن عليَّ أيام الملاح
ولا برحت بناديه الأماني / تنادي الركب حيَّ على الفلاح
توءم رباعك الوفاد غرنى / غداة الجدب بالأبل الطلاح
قواصد خير من ركب المطايا / وأندى العالمين بطون راح
تحيي منه ذا وجهٍ حيي / إذا ما صدَّ ذو الوجه الوقاح