المجموع : 4
فؤادي طارَ في حبّ الملاحِ
فؤادي طارَ في حبّ الملاحِ / كأزهارٍ تطيرُ على الرياحِ
ولي طَربٌ لأنغامٍ وشعرٍ / وأمواهٍ وريحانٍ وراح
وأعشقُ في الطبيعةِ كلَّ حسنٍ / تراءى في الغدوّ وفي الرواح
وكلُّ الحسنِ عندي حسنُ خودٍ / حصانِ الدرعِ مقلاقِ الوشاح
تريني الحسنَ أجمَعَ في محيَّاً / طلاقَتُهُ كأنوارِ الصباح
عَذابي والعذوبةُ في هواها / وقد يرتاحُ قلبي في الجِراح
كعصفورٍ رأى شرَكاً وحبّاً / فلذَّ لهُ التعلّقُ بالجناح
ودونَ الماءِ كم ألقى شَفيراً / فلا أرتدُّ عن وردِ القراح
أسيِّدتي الظريفةُ أنتِ روحُ
أسيِّدتي الظريفةُ أنتِ روحُ / بريّا الوردِ تغدو أو تروحُ
بلفظِكِ وابتسامِكِ همتُ حتى / رأيتُ الصبحَ بينهما يلوحُ
فديتُكِ حدِّثيني تُطربيني / فصوتُكِ فيهِ ألحانٌ تنوح
وإن أنشَدتِ من شِعري قليلاً / تصبّاني على فيكِ الصّبوح
نذوبُ صبابةً وهوىً ولطفاً / وروحانا المعذبتانِ روح
ونأملُ في الهوى العذريِّ برءاً / لجرحَينا فتَنفَتِحُ الجروح
فهذا النورُ في عينيك منِّي / وطيبُك من فمي أبداً يفوح
أفِق فالديكُ قد صَدَحا
أفِق فالديكُ قد صَدَحا / وحَيِّ الدنَّ والقدَحا
ولاقِ الصُّبحَ مُنبلِجاً / وشمَّ الزَّهرَ مُنفتِحا
وفي الرَّوضِ انتشِق نفَساً / لطيفاً طاهراً نفَحا
وللعصفورِ زَقزَقَةٌ / كَتَطريبٍ جَلا ترَحا
فطولُ النَّومِ مَفسدةٌ / لما بالنَّومِ قد صَلحا
فنَم ريَّانَ مُغتَبقاً / وقُم ظمآنَ مُصطَبحا
وبكِّر فالبكورُ بهِ / أخُو الحاجاتِ قد نجَحا
فمَرأَى الفجرِ مُنبَثِقاً / يُحسِّنُ كلَّ ما قَبُحا
وشربُ الكاسِ مُترَعةً / يُرَوِّضُ كلَّ ما جَمَحا
من الدَّهر اغتَنِم فُرَصاً / إذا سَنَحَت وقد سَمَحا
فهذا الوردُ ننثُرُهُ / وهذا الكيلُ قد طفَحا
وهذي الخمرُ نشرَبُها / فنَمشي بعدَها مَرَحا
صَفَت فصَفا الزَّمانُ لنا / وعَربَدنا لهُ فصَحا
لعَمركَ إن مَدَدتُ يَدي / وقد أصبَحتُ مُنطرحا
أَبِتْ مُتَلمِّساً قدَحي / وقلبي يَلمسُ الفَرَحا
أبنتَ الرومِ في أعلى الصروحِ
أبنتَ الرومِ في أعلى الصروحِ / سَلوتُ هواكِ واندملت جروحي
عن العربيِّ قد أعرَضتِ جهلاً / فما أذعَنتِ للحقّ الصريح
وذاك لأن جنسَكِ غيرُ جنسي / وعزُّ المرءِ بالنسب الصحيح
سأخلعُ حلَّةً ألبَستِنِيها / فكانت مثلَ حلةِ ذي القروح