أعلل بالغدو والرواح
أعلل بالغدو والرواح / بوخد مهجنات بني رياح
إذا ما زمزم الحادى أعدت / لقطع البيد أجنحة الرياح
وعدو الجاريات وما أقلت / عتاق الخيل من أهل الفلاح
وليس بناهب مني فؤاداً / فتور لواحظ البيض الملاح
ولا باتت تعاطيني الحميا / من الإبريق جائلة الوشاح
ولا نادمت ذا طرفٍ كحيلٍ / نزيفاً من غبوقٍ واصطباح
ولكني امرؤٌ عشق المنايا / فجاوز في الهوى حد الجماح
واقداحاً يدير الموت فيها / ذعافاً من مريشات القداح
أحن لها هوىً وأذوب شوقاً / إذا نشرت ذبابات الصباح
بمستن العجاجة والمنايا / تنافثها أنابيب الرماح
رواق النقع فيها جنح ليلٍ / ولمع حدادها فلق الصباح
وأطراف الأسنة في سماها / مصابيحٌ تجلت للكفاح
فمن نغماتها طربى ومما / تصبب من دم الهامات راحي
وأجنح للهياج على أغرٍ / فيغدو القلب منخفض الجناح
وأثنى الجيش منهزماً بجاشٍ / يتوق لزورة الأجل المتاح
أمام القائم المهدي شمس ال / معالي بدر دائرة الصلاح
هو القطب الذي دارت عليه به / أفلاك أُفق الإفتتاح
وبحرٌ تستمد السحب منه / وتستجديه امواج السماح
متى يأتي فنسعف في زمانٍ / نبيت به بأفئدةٍ صحاح
تحف به الكتائب من لويٍ / كرام الخيم ترفل بالسلاح
بأم الخضر موكبه فيدعو / كعمار هلموا للرواح
ويتلوه رجال الله حتى / يغص بجيشه رحب البطاح
وبين يديه روح الله عيسى / ينادي الناس حيّ على الفلاح
فتحي الأرض بعد الموت حتى / تميس هوىً وتبسم عن أقاح
ويملأ رحبها قسطاً وعدلاً / ويمحو ظلمة الجور المتاح
ألا يا غاية الآمال يا من / به سلك الورى سُبل النجاح
إليك المشتكى من جور دهر / أبى إلا مساعدة الشحاح
ويقتل جدك السامي حسينٌ / على ظمأ ويثخن بالجراح
فذي أبناؤه والصحب صرعى / على وجه البسيطة كالأضاحي
وتلك نساؤه ركبن قسراً / ظهور نتائج العجف الطلاح
تسام بذلةٍ من بعد عزٍ / وبعد الخدر تشهر بالنواحي
تنادي بالليوث بني نزارٍ / حماة الظعن حيّ على الكفاح
ألا بأبي وغير أبي أباةٌ / أبوا إلا معانقة الصفاح
تنادوا للفنا حتى أبيدوا / وقد حرموا من الماء المباح
قضوا عطشاً ولكن بعد ما قد / قضوا حق الصفائح والرماح
لئن تظلم بعدهم النوادي / ولم يدر المساء من الصباح
فإن كريمه في رأس رمحٍ / شعاع سناه يغني عن براح
فديتك هل دريت وأنت أدرى / بما يأتي وبالماضي المراح
بما قد نالكم من شر قومٍ / طووا عدوانكم تحت الوشاح
أبادوا جمعكم وسبوا نساكم / وساموكم بأفعالٍ قباح
إلا فانهض فما هذا التواني / أمالك من مقامك من براح
فقد عاثت بكم أيدي الأعادي / وثار الجور بالجيش الرداح
فكم قد حلّلوا ولكم أباحوا / حراما لم يكن بالمستباح
هم قد فوقوا حسدا إليكم / سهام الغي بالشر الصراح
وعفوا رسمكم بفغدا نهاباً / بأيدي العاصفات من الرياح
أما لولا وعودك وانتظاري / قيامك بالعشية والصباح
لعاجلني الدى وقضيت نحبي / وما روحت قلبي بارتياح
فسوف يماط ثوب الحزن عني / ويبدل ضيق صدري بانشراح
إليك من ابن كمون أقل ال / ورى بكراً تتيه على الملاح
عملت كبائراً وأتيت فيها / لتضمن محوها فأرى نجاحي
أتوب إلى آله الخلق منها / كما قد تاب حُر بني رياح