القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 3
إذا نَبَتِ الدِّيارُ بحرِّ قومٍ
إذا نَبَتِ الدِّيارُ بحرِّ قومٍ / فليسَ على المُفارقِ من جناحِ
ومنذُ وجَدتُ من همِّي رسيساً / إلى روحي وأعوزني ارتياحي
وما صَعَّرْتُ للأيام خدِّي / ولم أخفِضْ لنائبةٍ جناحي
وضاقَ بيَ الخناق فلمتُ نفسي / وإن لم يلحُني باللَّوم لاحي
وقد أصبحتُ في زمنٍ ممارٍ / يريني الجدَّ من خللِ المزاحِ
رَفَضْتُ إقامتي وَرَكِبْتُ أمراً / حَريًّا أن يكونَ به صَلاحِي
تسيرُ بنا بلُجِّ البحر فُلك / كمثل الطَّير خافقة الجناحِ
وما زلنا بها حتَّى حللنا / صَبَاحاً في كويت آل الصبَّاحِ
لدى قوم أعزّ الناس جاراً / وأندى بالنوال بطون راحِ
أباةٌ لا يطوف الضَّيم فيهم / ولا جار لهم بالمستباحِ
غيوث مكارمٍ وليوث حربٍ / وأكفاءُ الشجاعةِ والكفاحِ
نزلت بهم على سعةٍ ورحبٍ / وأنس وابتهاجٍ وانشراحِ
فقومٌ ساد عبد الله فيهم / فبالبأسِ الشَّديدِ وبالسَّماحِ
إذا نزلوا لعمرُ أبيكَ أرضاً / حَموهَا بالأسِنَّةِ والرِّماحِ
فكم بدأوا بمكرمةٍ وثنَّوا / وكم نحروا العدى نحر الأضاحي
سَقَوا أعداءهم حمرَ المنايا / بسمر الخطِّ والبيضِ الصفاح
وما زالت مكارمهم تنادي / لدى الآمال حيَّ على الفلاحِ
بأيديهم شكيمة ذي اقتدارٍ / تَرُدُّ الجامحين عن الجماحِ
همُ وضعوا أفاويق المعالي / كما رَضَعَ الفَصيلُ من اللقاحِ
إذا ما زرتُهم يوماً وفى لي / ضميني للزيارةِ بالنجاحِ
بهم أطلَقتُ ألسنَة القوافي / بما تمليه من كَلِمٍ فصاحِ
لقد مُزجَتْ محبَّتهم بروحي / مزاج الرَّاح بالماءِ القراحِ
كأَنَّ مديحُهم عندي عقارٌ / به كانَ اغتباقي واصطباحي
ثمِلْتُ بهم وما خامَرْتُ خمراً / ولا راحي بسطتُ لكأس راحِ
ألذُّ من المدامة للندامى / وها أنا في هواهم غير صاحِ
ولو أنِّي اقترحتُ على زماني / وأعطاني الزمان على اقتراحي
لما فارقتُهم يوماً ومالي / إذا وُفِّقْتُ عنهم من براحِ
ويأبى ذاكَ لي قَدَرٌ متاح / ونحنُ بقبضةِ القدر المتاحِ
يقول ليَ النَّصوحُ هلكْتَ وَجْداً
يقول ليَ النَّصوحُ هلكْتَ وَجْداً / بمنْ تهوى وما كذَب النَّصوحُ
وقال إلى متى تبكي رسوماً / عَفَتْهنَّ الجنوب وكم تنوح
فغضَّ الطَّرف عن طَلَلٍ قديمٍ / فقد أودى بك الطَّرف الطَّموح
تلوحُ لعينِك الدِّمَن البوالي / وقد تخفى وآونةً تلوح
أراعَكَ ما ترى من رسم دارٍ / وطارَ بقلبك البرق اللّموح
فخَفِّضْ من فؤادك حين يبدو / لعينك بارقٌ وتَهُبُّ ريح
وفي الأَطلال ما تشكو إليها / من البلوى ولكنْ لا تبوح
مَحَت آثارها للحيّ نأيٌ / وممَّنْ أَنْتَ تهواه نزوح
كما مُحِيَتْ سطورٌ من كتابٍ / وما يدري لها عندي شروح
وقد راحت ركائب آل ميٍّ / فما راحت وللمشتاق روح
فقلتُ نعم ولي جفنٌ قريح / بعبرته ولي قلبٌ جريح
أروح على منازلها وأغدو / فأَغدو يا هذيم كما أَروح
لئنْ جاد السَّحاب وجادَ طرفي / أَرَيْتُ الدَّهرَ أيَّهما الشَّحيح
فدعني يا هذيم بها لعلِّي / أَموتُ من الغرام وأَستريح
سَأَلتُك عن منازلنا بنجدٍ
سَأَلتُك عن منازلنا بنجدٍ / وهاتيك الأَرجاء والبطاح
أَروَّاها الغمامُ الجون حتَّى / سقى ما حولهنَّ من النَّواحي
وهل نَبَتَ الثّمام أو الخزامى / فَعَطَّر فيه أنفاس الرياح
وهل لطم الشقيق بها خدوداً / مضَرّجة على ضحك الأَقاحي
وهل خَطَبَتْ على الأَثلاثِ منه / حمائِمُها بأَلْسِنَةٍ فِصاح
وكيفَ عَهِدْتُ أقواماً مرامي / لديهم أَنْ أراهم واقتراحي
وهل ذكرت نداماي الأوالي / غبوقي في رباها واصطباحي
منازل صَبْوَتي وديار وجدي / ومنشأ لوعتي ومدى رواحي
لقد كادَ الفؤاد يطيرُ شوقاً / إليها يا هذيم بلا جناح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025