القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ أبي حَصِينة الكل
المجموع : 2
سَلامٌ يُثقِلُ البُزلَ النَواجي
سَلامٌ يُثقِلُ البُزلَ النَواجي / وَتُمرِعُ مِنهُ مُمحِلَةُ الفِجاجِ
عَلى مَلِكٍ يُفاجِئُ كُلَّ خَطبٍ / فَيَقهَرُ بِالعَزيمَةِ مَن يُفاجي
أَعَفُّ الناسِ مُعتَجِراً بِبُردٍ / وَأَبهى الناسِ مُعتَصِباً بِتاجِ
يَفيضُ بَنانُهُ وَالغَيثُ مُكدٍ / وَيُشرِقُ وَجهُهُ وَاللَيلُ داجي
غَنِيٌّ بِالعُلى عَن كُلِّ وَصفٍ / كَما اِستَغنى النَهارُ عَنِ السِراجِ
يَجِلُّ عَن المَديحِ وَأَيُّ مَدحٍ / مَدَحتَ بِهِ المُعِزَّ فَأَنتَ هاجي
فَلا يَغرُركَ مِنهُ لَيانُ خُلقٍ / فَكَم ماءٍ يُغرِّقُ وَهوَ ساجي
كَريمُ الوالِدَينِ تَجاذَبَتهُ / عُروقٌ غَيرُ فاسِدَةِ المِزاجِ
أَبا العُلوانِ يا مَن لا أُحابِي / بِحَقٍّ في هَواهُ وَلا أُداجي
أَتاني مِنكَ غِبَّ العِيدِ عَتبٌ / صَدَعتَ بِهِ الحَشا صَدعَ الزُجاجِ
وَأَزعَجَني فَأَزعَجتُ القَوافي / إِلَيكَ لِفَرطِ ذاكَ الإِنزِعاجِ
وَضاقَ بيَ الفَضاءُ وُرُبَّ ضِيقٍ / يَؤُولُ إِلى اتِّساعٍ وَانفِراجِ
أَتَحسَبُني شُغِلتُ وَأَيُّ شُغلٍ / سِوى شُغلِي بِمَدحِكَ وَابتِهاجي
وَنَظمُ غَرائِبِ الكَلِمِ اللَواتي / يَبينُ بِهِنَّ عُذري وَاِحتِجاجي
فَكُن بِي مُحسِناً ظَنّاً فَقَلبِي / لِوُدّكَ غَيرُ مُنغَلِقِ الرِتاجِ
وَدُونَكَ فَاِستَمِع نَجوى مُحِبٍّ / يُناجي مِنكَ أَكرَمَ مَن يُناجي
لِيُوضِحَ عُذرَهُ إِيضاحَ صُبحٍ / جَلَت أَنوارُهُ ظُلَمَ الدَياجي
فَأُقسِمُ لَو حَجَجتُ إِلَيكَ عاماً / لَما اِستَكثَرتُ ذاكَ عَلى حَجاجي
إِلى مَلِكٍ يَغيبُ سُرُورُ قَلبي / لِغَيبَتِهِ وَيَنقَطِعُ اِبتِهاجي
وَتَعتَلِجُ الصَبابَةُ في فُؤادي / لِفِرقَتِهِ أَشَدَّ الاعتِلاجِ
مَتى اِختَلَجَت بِقُربٍ مِنهُ عَيني / فَقَد قَرَّت بِذاكَ الاختِلاجِ
كَلاهُ اللَهُ مِن نُوَبِ اللَيالي / وَبَلَّغني الَّذي أَنا مِنهُ راجي
أَهاجَكَ بِاللَوى الرَبعُ الخَلِيُّ
أَهاجَكَ بِاللَوى الرَبعُ الخَلِيُّ / فَقَلبُكَ مِن تَذَكُّرِهِ شَجِيُّ
كَأَنَّ بِقِيَّةَ العَرَصاتِ فيهِ / عَلى الأَزمانِ بُردٌ أَتحَمِيُّ
نَعِمتَ بِأِهلِهِ زَمَناً فَبانُوا / فَأَنتَ لِبَينِهم كَلِفٌ شَقِيُّ
سَقى العَرَصاتِ بَعدُهُم مُلِثٌ / سِماكيُّ الحَيا أَو مرزَمِيُّ
لِهَدهَدَةِ الرُعودِ بِهِ اِصطِخابٌ / كَما اِصطخَبَ اليَراعُ الفارِسيُّ
إِذا وَسِميُّه أَرخى عَلَيهِ / عَزالِيَهُ تَعَقَّبه الوَلِيُّ
وَلِيٌّ تُمرِعُ البَطحاءُ مِنهُ / وَيُكسى النورَ مَلعَبُها الحَلِيُّ
كَأَنَّ حَبِيَّهُ رِفدٌ حَباهُ / مُعِزُّ الدَولَةِ المَلِكُ السَخِيُّ
فَتىً تَندى لِسائِلِهِ يَداهُ / كَما تَندى لِوارِدِها الرَكِيُّ
بَنى فَخراً لِقَيسٍ ما بَناهُ / لِقَيس قَبلَهُ إِلّا النَبِيُّ
حَليمٌ عَن جَرائِمِنا إِلَيهِ / وَلَولا الحِلمُ لَم يَسرُ السَرِيُّ
لَهُ طَعمانِ مِن نُعمى وَبُوسى / فَذا صَبِرٌ وَذا عَسَلٌ جَنِيُّ
يَضُرُّ كَما يَسُرُّ مُؤَمِّلِيهِ / فَإِمّا مُحسِنٌ بِكَ أَو مُسِيُّ
كَذاكَ السَيفُ تَقطَعُ شَفرَتاهُ / وَمَلمَسُهُ تُلامِسُهُ وَطِيُّ
وَفِتيانٍ رَمى بِهِم إِلَيهِ / لِحُسنِ حَديثِهِ البَلَدُ الزَكِيُّ
كَأَنَّهُمُ وَقَد سَهِمُوا سِهامٌ / وَلَكِنَّ المَطِيّ لَها قِسِيُّ
مَطِيُّ لَم تَدَع فِيهِنَّ نِيّاً / وَهَل يَبقى عَلى النِيّاتِ نِيُّ
خَوامِسُ إِن عَدِمنَ وَرُودَ ماءٍ / فَفي ذِكرِ المُعِزِّ لَهُنَّ رِيُّ
فَتىً جاهِي بِنائِلِهِ عَريضٌ / وَبالي مِن مَكارِمِهِ رَخِيُّ
أَبا العُلوانِ يا مَلِكاً نَخِيّاً / نَماهُ إِلى العُلى المَلِكُ النَخِيُّ
أَخُصُّكَ بِالثَنا ما دُمتُ حَيا / لِأَنَّكَ بِالثَنا مِنّي حَرِيُّ
وَمَدَحي لا يَزيدُكَ في عُلُوٍّ / لِأَنَّكَ مِن سِوى مَدحي عَلِيُّ
فَدُونَكَها مُحَبَّرَةَ القَوافي / يَضيقُ بِوسِعها البَلَدُ القَصِيُّ
شُرُوداً لا يَليقُ بِها مَكانٌ / كَما شَرَد الأَقَبُّ الأَخدَرِيُّ
نَتيجَةَ خاطِرٍ مِن غَيرِ جَهلٍ / أَطاعَ فَريدَها الكَلِمُ العَصِيُّ
كَأَنَّي حينَ أُنشِدُها جَريرٌ / وَشانِئُكَ الفَرَزدَقُ أَو عَدِيُّ
بَقيتُم آل مِرداسٍ فَإِنّي / بِكُم عَن كُلِّ مَخلوقٍ غَنِيّ
وَلا زِلتُم مَصابيحَ المَعالي / فَإِنَّ زَمانَكُم زَمَنٌ بَهِيُّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025