أَهاجَكَ بِاللَوى الرَبعُ الخَلِيُّ
أَهاجَكَ بِاللَوى الرَبعُ الخَلِيُّ / فَقَلبُكَ مِن تَذَكُّرِهِ شَجِيُّ
كَأَنَّ بِقِيَّةَ العَرَصاتِ فيهِ / عَلى الأَزمانِ بُردٌ أَتحَمِيُّ
نَعِمتَ بِأِهلِهِ زَمَناً فَبانُوا / فَأَنتَ لِبَينِهم كَلِفٌ شَقِيُّ
سَقى العَرَصاتِ بَعدُهُم مُلِثٌ / سِماكيُّ الحَيا أَو مرزَمِيُّ
لِهَدهَدَةِ الرُعودِ بِهِ اِصطِخابٌ / كَما اِصطخَبَ اليَراعُ الفارِسيُّ
إِذا وَسِميُّه أَرخى عَلَيهِ / عَزالِيَهُ تَعَقَّبه الوَلِيُّ
وَلِيٌّ تُمرِعُ البَطحاءُ مِنهُ / وَيُكسى النورَ مَلعَبُها الحَلِيُّ
كَأَنَّ حَبِيَّهُ رِفدٌ حَباهُ / مُعِزُّ الدَولَةِ المَلِكُ السَخِيُّ
فَتىً تَندى لِسائِلِهِ يَداهُ / كَما تَندى لِوارِدِها الرَكِيُّ
بَنى فَخراً لِقَيسٍ ما بَناهُ / لِقَيس قَبلَهُ إِلّا النَبِيُّ
حَليمٌ عَن جَرائِمِنا إِلَيهِ / وَلَولا الحِلمُ لَم يَسرُ السَرِيُّ
لَهُ طَعمانِ مِن نُعمى وَبُوسى / فَذا صَبِرٌ وَذا عَسَلٌ جَنِيُّ
يَضُرُّ كَما يَسُرُّ مُؤَمِّلِيهِ / فَإِمّا مُحسِنٌ بِكَ أَو مُسِيُّ
كَذاكَ السَيفُ تَقطَعُ شَفرَتاهُ / وَمَلمَسُهُ تُلامِسُهُ وَطِيُّ
وَفِتيانٍ رَمى بِهِم إِلَيهِ / لِحُسنِ حَديثِهِ البَلَدُ الزَكِيُّ
كَأَنَّهُمُ وَقَد سَهِمُوا سِهامٌ / وَلَكِنَّ المَطِيّ لَها قِسِيُّ
مَطِيُّ لَم تَدَع فِيهِنَّ نِيّاً / وَهَل يَبقى عَلى النِيّاتِ نِيُّ
خَوامِسُ إِن عَدِمنَ وَرُودَ ماءٍ / فَفي ذِكرِ المُعِزِّ لَهُنَّ رِيُّ
فَتىً جاهِي بِنائِلِهِ عَريضٌ / وَبالي مِن مَكارِمِهِ رَخِيُّ
أَبا العُلوانِ يا مَلِكاً نَخِيّاً / نَماهُ إِلى العُلى المَلِكُ النَخِيُّ
أَخُصُّكَ بِالثَنا ما دُمتُ حَيا / لِأَنَّكَ بِالثَنا مِنّي حَرِيُّ
وَمَدَحي لا يَزيدُكَ في عُلُوٍّ / لِأَنَّكَ مِن سِوى مَدحي عَلِيُّ
فَدُونَكَها مُحَبَّرَةَ القَوافي / يَضيقُ بِوسِعها البَلَدُ القَصِيُّ
شُرُوداً لا يَليقُ بِها مَكانٌ / كَما شَرَد الأَقَبُّ الأَخدَرِيُّ
نَتيجَةَ خاطِرٍ مِن غَيرِ جَهلٍ / أَطاعَ فَريدَها الكَلِمُ العَصِيُّ
كَأَنَّي حينَ أُنشِدُها جَريرٌ / وَشانِئُكَ الفَرَزدَقُ أَو عَدِيُّ
بَقيتُم آل مِرداسٍ فَإِنّي / بِكُم عَن كُلِّ مَخلوقٍ غَنِيّ
وَلا زِلتُم مَصابيحَ المَعالي / فَإِنَّ زَمانَكُم زَمَنٌ بَهِيُّ