القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 6
لَقَد دَجّى الزَمانُ فَلا تَدَجّوا
لَقَد دَجّى الزَمانُ فَلا تَدَجّوا / وَلَجَّ فَلَم يَدَع خَصماً يَلَجُّ
أَراني قَد نَصَحتُ فَما لِنُصحي / إِذا ما غارَ في أُذُنٍ يُمَجُّ
عَجِبنا لِلرَكائِبِ مُبرَياتٍ / يَسيلُ بِهِنَّ بَعدَ الفَجِّ فَجُّ
تُنِصُّ إِلى تِهامَةَ مُبتَغاها / صَلاحَ وَلَيسَ في النِياتِ وَجُّ
هِيَ الدُنِّيا عَلى ما نَحنُ فيهِ / مَعاشٌ يُمتَرى وَدَمٌ يُثَجُّ
لَيالِيَ ما بِمَكَّةَ مِن مَقامٍ / وَلا بَيتٌ بِأَبطَحِها يَحِجُّ
وَما فَتِئَت وُلاةُ الأَمرِ فيها / على الصَفراءِ تُصرِفُ أَو تَشِجُّ
وَقَد كُذِبَ الصَحيحُ بِلا اِرتِيابٍ / فَهَل صَدَقَ الأَصَمُّ أَو الأَشَجُّ
مَضى أَهلُ الرَجاءِ عَلى سَبيلٍ / كَأَنَّهُمُ العَظائِمُ لَم يُرَجّوا
فَما لِلرُمحِ قَرَّبَهُ رِجالٌ / يُنَصَّلُ لِلمَنيَّةِ أَو يُزَجُّ
أَلا إِنَّ الظِباءَ لَفي غُرورٍ
أَلا إِنَّ الظِباءَ لَفي غُرورٍ / تُرَجّي الخُلدَ بَعدَ لُيوثِ تَرجِ
وَأَشرَفُ مَن تَرى في الأَرضِ قَدراً / يَعيشُ الدَهرَ عَبدَ فَمٍ وَفَرجِ
وَحُبُّ الأَنفُسِ الدُنِّيا غُرورٌ / أَقامَ الناسَ في هَرجٍ وَمَرجِ
وَإِنَّ العِزَّ في رُمحٍ وَتُرسٍ / لِأَظهَرُ مِنهُ في قَلَمٍ وَدَرجِ
وَما أَختارُ أَنّي المَلكُ يُجبى / إِلَيَّ المالُ مِن مَكسٍ وَخَرجِ
فَدَع إِلفَيكَ مِن عَرَبٍ وَعُجمٍ / إِلى حِلفَيكَ مِن قَتَبٍ وَسَرجِ
سِراجُكَ في الدُجُنَّةِ عَينُ ضارٍ / وَإِلّا فَالكَواكِبُ خَيرُ سُرجِ
مَتّى كَشَّفتَ أَخلاقَ البَرايا / تَجِد ما شِئتَ مِن ظُلمٍ وَحِرجِ
ضَغائِنُ لَمّ تَزَل مِن قِبَلِ نوحٍ / عَلى ما هانَ مِن فِزرٍ وَعَرجِ
فَجَّرَت قَتلَ هابِلٍ أَخوهُ / وَأَلقَت بَينَ مُعتَزَلٍ وَمُرجي
وَخانَت وِدَّ لُقمانٍ لُقَيماً / لَيالِيَ حَرَّفَت سَمُراً بِشَرجِ
فَدارِ مَعيشَةً وَاِحمَل أَذاةً / لِمَن صاحَبتَ مِن حَوصٍ وَبُرجِ
فَإِنَّ الأُسدَ تَتبَعُها ذِئابٌ / وَغِربانٌ فَمِن عُوَرٍ وَعُرَجِ
مَسيرُكَ في البِلادِ أَقَلُّ رُزءاً / مَعَ الفِئَتَينِ مِن قُمَرٍ وَخُرجِ
وَكَم خَدَعَت هِزَبراً كانَ جَبراً / مِنَ الأَملاكِ ذاتُ حُلىً وَدَرجِ
وَجَدتُ الناسَ في هَرجٍ وَمرجِ
وَجَدتُ الناسَ في هَرجٍ وَمرجِ / غُواةٌ بَينَ مُعتَزِلٍ وَمُرجي
فَشَأنُ مُلوكِهِم وَنَزفٌ وَنَزفٌ / وَأَصحابُ الأُمورِ جُباةُ خَرجِ
وَهُمُّ زَعيمِهِم إِنهابُ مالٍ / حَرامِ النَهبِ أَو إِجلالُ فَرجِ
وَإِنَّ شَرّارَةً وَقَعَت بِوادٍ / لِتُحرِقَ وَحدَها سَمُراً بِشَرجِ
رُكوبُ النَعشِ أَسرَعُ لِاِبنِ دَهرٍ / يُريدُ الخَيرَ مِن قَتَبٍ وَسَرجِ
غَدا العُصفورُ لِلبازي أَميراً / وَأَصبَحَ ثَعلَباً ضِرغامُ تَرَجِ
أَفي الدُنِّيا لَحاها اللَهُ حَقٌّ / فَيُطلَبَ في حِنداسِها بِسُرجِ
وَصَفتُكَ فَإِبتَهَجتَ وَقُلتَ خَيراً
وَصَفتُكَ فَإِبتَهَجتَ وَقُلتَ خَيراً / لِتُجزِيَني فَأَدرَكَني اِبتِهاجي
إِذا كانَ التَقارُضُ مِن مُحالٍ / فَأَحسَنُ مِن تَمادُحِنا التَهاجي
إِذا أَثنى عَليَّ المَرءُ يَوماً
إِذا أَثنى عَليَّ المَرءُ يَوماً / بِخَيرٍ لَيسَ فِيَّ فَذاكَ هاجِ
وَحَقِيَّ إِن أَساءَ بِما إِفتَراهُ / فَلُؤمٌ مِن غَريزَتِيَ اِبتِهاجي
ألم يَبْلُغْكَ فَتْكي بالمَواضي
ألم يَبْلُغْكَ فَتْكي بالمَواضي / وسُخْري بالأسِنّةِ والزُّجاجِ
وأنّي لا يُغَيِّرُ لي قَتيراً / خِضابٌ كالمُدامِ بلا مِزاجِ
مَنَعْتُ الشّيْبَ مِن كَتَمِ التراقي / ولم أمْنَعْهُ مِنْ خِطْرِ العَجاج
فهل حُدّثْتَ بالحِرْباءِ يُلْقي / برأسِ العَيْرِ مُوضِحَةَ الشِّجاج
تَصيحُ ثَعالِبُ المُرّانِ كَرْباً / صِياحَ الطّيرِ تَطْرَبُ لابْتِهاج
غَديرٌ نَقّتِ الخُرْصانُ فيه / نَقيقَ عَلاجِمٍ واللّيلُ داج
أضَاةٌ لا يَزالُ الزَّغْفُ منها / كفِيلاً بالإضاءَةِ في الدّياجي
حَرامٌ أنْ يُرَاقَ نَجيعُ قِرْنٍ / يجُوبُ النَّقْعَ وهْوَ إليّ لاجي
يُقَضِّبُ عنه أمْرَاسَ المَنَايا / لِباسٌ مِثْلُ أغْراسِ النِّتاج
تَعَوَّذَ بي حَليفُ التاجِ قِدْماً / وفارِسُ لم تَهُمّ بعَقْدِ تاج
شَهِدْتُ الحرْبَ قبلَ ابْنَيْ بَغِيضٍ / وكُنْتُ زَمانَ صَحْراءِ النِّباجِ
فلا يُطْمِعْكَ في الغَمَراتِ وِرْدي / فإنّي رَبّةُ المُرّ الأُجاج
فإنْ تَرْكُدْ بغِمْدِكَ لا تَخَفْني / وإنْ تَهْجُمْ علَيّ فغَيْرُ ناج
متى تَرُمِ السّلوكَ بيَ الرّزايا / تَجِدْ قَضّاءَ مُبْهَمَةَ الرِّتاج
يَرُدّ حديدَكَ الهِنْديَّ سَرْدي / رُفاتاً كالحَطيمِ مِن الزُّجاج
تُناجِيني إذا اختَلَفَ العَوالي / أتَدري وَيْبَ غيرِكَ مَن تُناجي
كأنّ كُعُوبَها مُتَنَاثِراتٍ / نَوَى قَسْبٍ تُرَضَّخُ للنّواجي
مُمَوَّهَةٌ كأنّ بها ارتِعاشاً / لفَرْطِ السّنّ أو داءِ اختِلاج
تَضَيَّفُني الذّوابِلُ مُكْرَهاتٍ / فتَرْحَلُ ما أُذيقَتْ مِن لَماج
تَفِيء غُرُوبُهُنّ الزُّرْقُ عنّي / بلا كَرْبٍ يُعَدّ ولا عُناج
فلو كان المُثَقَّفُ جُمْلَةَ اسْمٍ / أبى التّرخيمَ صارَ حُروفَ هاج
كنَجْمِ الرَّجْمِ صُكّ به مَريدٌ / فأبْدَعَ في انجِذامٍ وانعِراج
كبَيْتِ الشِّعْرِ قَطَّعَهُ لِوَزْنٍ / هَجينُ الطَّبْعِ فهْوَ بلا انتِساج
إذا ما السّهْمُ حاوَلَ فيّ نَهْجاً / فإنّي عنه ضَيِّقَةُ الفِجاج
وهل تَعْشُو النّبالُ إلى ضِياءٍ / ثَنَى السّمْراءَ مُطْفَأَةَ السّراج
يَهُونُ علَيّ والحِدْثانُ طاغٍ / أتُنْذِرُني الفوارِسُ أم تُفاجي
فلو طُعِنَ الفتى بأشَدّ غُصْنٍ / حَنَاهُ أشَدُّ حِصْنٍ في الهِياج
أخالَتْني ظِماءُ الخَطّ لُجّاً / فألْفَتْ رُكْنَ شابَةَ في اللَّجاج
وليسَ لكَرّ يوْمِ الشّرّ نافٍ / سِوى كَرٍّ من الأدْراعِ ساج
مِن الماذِيّ كالآذِيّ أرْدَى / عَواسِلَ غيرَ طَيّبَةِ المُجاج
وكانَ العارُ مِثْلَ الحتْفِ يأتي / على نَأْيِ المَنازِلِ والخِلاج
فإنّ بَني نُوَيْرَةَ أدرَكَتْهُمْ / مَسَبّتُهُمْ بعَبْدِ أبي سُواج

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025