المجموع : 6
لَقَد دَجّى الزَمانُ فَلا تَدَجّوا
لَقَد دَجّى الزَمانُ فَلا تَدَجّوا / وَلَجَّ فَلَم يَدَع خَصماً يَلَجُّ
أَراني قَد نَصَحتُ فَما لِنُصحي / إِذا ما غارَ في أُذُنٍ يُمَجُّ
عَجِبنا لِلرَكائِبِ مُبرَياتٍ / يَسيلُ بِهِنَّ بَعدَ الفَجِّ فَجُّ
تُنِصُّ إِلى تِهامَةَ مُبتَغاها / صَلاحَ وَلَيسَ في النِياتِ وَجُّ
هِيَ الدُنِّيا عَلى ما نَحنُ فيهِ / مَعاشٌ يُمتَرى وَدَمٌ يُثَجُّ
لَيالِيَ ما بِمَكَّةَ مِن مَقامٍ / وَلا بَيتٌ بِأَبطَحِها يَحِجُّ
وَما فَتِئَت وُلاةُ الأَمرِ فيها / على الصَفراءِ تُصرِفُ أَو تَشِجُّ
وَقَد كُذِبَ الصَحيحُ بِلا اِرتِيابٍ / فَهَل صَدَقَ الأَصَمُّ أَو الأَشَجُّ
مَضى أَهلُ الرَجاءِ عَلى سَبيلٍ / كَأَنَّهُمُ العَظائِمُ لَم يُرَجّوا
فَما لِلرُمحِ قَرَّبَهُ رِجالٌ / يُنَصَّلُ لِلمَنيَّةِ أَو يُزَجُّ
أَلا إِنَّ الظِباءَ لَفي غُرورٍ
أَلا إِنَّ الظِباءَ لَفي غُرورٍ / تُرَجّي الخُلدَ بَعدَ لُيوثِ تَرجِ
وَأَشرَفُ مَن تَرى في الأَرضِ قَدراً / يَعيشُ الدَهرَ عَبدَ فَمٍ وَفَرجِ
وَحُبُّ الأَنفُسِ الدُنِّيا غُرورٌ / أَقامَ الناسَ في هَرجٍ وَمَرجِ
وَإِنَّ العِزَّ في رُمحٍ وَتُرسٍ / لِأَظهَرُ مِنهُ في قَلَمٍ وَدَرجِ
وَما أَختارُ أَنّي المَلكُ يُجبى / إِلَيَّ المالُ مِن مَكسٍ وَخَرجِ
فَدَع إِلفَيكَ مِن عَرَبٍ وَعُجمٍ / إِلى حِلفَيكَ مِن قَتَبٍ وَسَرجِ
سِراجُكَ في الدُجُنَّةِ عَينُ ضارٍ / وَإِلّا فَالكَواكِبُ خَيرُ سُرجِ
مَتّى كَشَّفتَ أَخلاقَ البَرايا / تَجِد ما شِئتَ مِن ظُلمٍ وَحِرجِ
ضَغائِنُ لَمّ تَزَل مِن قِبَلِ نوحٍ / عَلى ما هانَ مِن فِزرٍ وَعَرجِ
فَجَّرَت قَتلَ هابِلٍ أَخوهُ / وَأَلقَت بَينَ مُعتَزَلٍ وَمُرجي
وَخانَت وِدَّ لُقمانٍ لُقَيماً / لَيالِيَ حَرَّفَت سَمُراً بِشَرجِ
فَدارِ مَعيشَةً وَاِحمَل أَذاةً / لِمَن صاحَبتَ مِن حَوصٍ وَبُرجِ
فَإِنَّ الأُسدَ تَتبَعُها ذِئابٌ / وَغِربانٌ فَمِن عُوَرٍ وَعُرَجِ
مَسيرُكَ في البِلادِ أَقَلُّ رُزءاً / مَعَ الفِئَتَينِ مِن قُمَرٍ وَخُرجِ
وَكَم خَدَعَت هِزَبراً كانَ جَبراً / مِنَ الأَملاكِ ذاتُ حُلىً وَدَرجِ
وَجَدتُ الناسَ في هَرجٍ وَمرجِ
وَجَدتُ الناسَ في هَرجٍ وَمرجِ / غُواةٌ بَينَ مُعتَزِلٍ وَمُرجي
فَشَأنُ مُلوكِهِم وَنَزفٌ وَنَزفٌ / وَأَصحابُ الأُمورِ جُباةُ خَرجِ
وَهُمُّ زَعيمِهِم إِنهابُ مالٍ / حَرامِ النَهبِ أَو إِجلالُ فَرجِ
وَإِنَّ شَرّارَةً وَقَعَت بِوادٍ / لِتُحرِقَ وَحدَها سَمُراً بِشَرجِ
رُكوبُ النَعشِ أَسرَعُ لِاِبنِ دَهرٍ / يُريدُ الخَيرَ مِن قَتَبٍ وَسَرجِ
غَدا العُصفورُ لِلبازي أَميراً / وَأَصبَحَ ثَعلَباً ضِرغامُ تَرَجِ
أَفي الدُنِّيا لَحاها اللَهُ حَقٌّ / فَيُطلَبَ في حِنداسِها بِسُرجِ
وَصَفتُكَ فَإِبتَهَجتَ وَقُلتَ خَيراً
وَصَفتُكَ فَإِبتَهَجتَ وَقُلتَ خَيراً / لِتُجزِيَني فَأَدرَكَني اِبتِهاجي
إِذا كانَ التَقارُضُ مِن مُحالٍ / فَأَحسَنُ مِن تَمادُحِنا التَهاجي
إِذا أَثنى عَليَّ المَرءُ يَوماً
إِذا أَثنى عَليَّ المَرءُ يَوماً / بِخَيرٍ لَيسَ فِيَّ فَذاكَ هاجِ
وَحَقِيَّ إِن أَساءَ بِما إِفتَراهُ / فَلُؤمٌ مِن غَريزَتِيَ اِبتِهاجي
ألم يَبْلُغْكَ فَتْكي بالمَواضي
ألم يَبْلُغْكَ فَتْكي بالمَواضي / وسُخْري بالأسِنّةِ والزُّجاجِ
وأنّي لا يُغَيِّرُ لي قَتيراً / خِضابٌ كالمُدامِ بلا مِزاجِ
مَنَعْتُ الشّيْبَ مِن كَتَمِ التراقي / ولم أمْنَعْهُ مِنْ خِطْرِ العَجاج
فهل حُدّثْتَ بالحِرْباءِ يُلْقي / برأسِ العَيْرِ مُوضِحَةَ الشِّجاج
تَصيحُ ثَعالِبُ المُرّانِ كَرْباً / صِياحَ الطّيرِ تَطْرَبُ لابْتِهاج
غَديرٌ نَقّتِ الخُرْصانُ فيه / نَقيقَ عَلاجِمٍ واللّيلُ داج
أضَاةٌ لا يَزالُ الزَّغْفُ منها / كفِيلاً بالإضاءَةِ في الدّياجي
حَرامٌ أنْ يُرَاقَ نَجيعُ قِرْنٍ / يجُوبُ النَّقْعَ وهْوَ إليّ لاجي
يُقَضِّبُ عنه أمْرَاسَ المَنَايا / لِباسٌ مِثْلُ أغْراسِ النِّتاج
تَعَوَّذَ بي حَليفُ التاجِ قِدْماً / وفارِسُ لم تَهُمّ بعَقْدِ تاج
شَهِدْتُ الحرْبَ قبلَ ابْنَيْ بَغِيضٍ / وكُنْتُ زَمانَ صَحْراءِ النِّباجِ
فلا يُطْمِعْكَ في الغَمَراتِ وِرْدي / فإنّي رَبّةُ المُرّ الأُجاج
فإنْ تَرْكُدْ بغِمْدِكَ لا تَخَفْني / وإنْ تَهْجُمْ علَيّ فغَيْرُ ناج
متى تَرُمِ السّلوكَ بيَ الرّزايا / تَجِدْ قَضّاءَ مُبْهَمَةَ الرِّتاج
يَرُدّ حديدَكَ الهِنْديَّ سَرْدي / رُفاتاً كالحَطيمِ مِن الزُّجاج
تُناجِيني إذا اختَلَفَ العَوالي / أتَدري وَيْبَ غيرِكَ مَن تُناجي
كأنّ كُعُوبَها مُتَنَاثِراتٍ / نَوَى قَسْبٍ تُرَضَّخُ للنّواجي
مُمَوَّهَةٌ كأنّ بها ارتِعاشاً / لفَرْطِ السّنّ أو داءِ اختِلاج
تَضَيَّفُني الذّوابِلُ مُكْرَهاتٍ / فتَرْحَلُ ما أُذيقَتْ مِن لَماج
تَفِيء غُرُوبُهُنّ الزُّرْقُ عنّي / بلا كَرْبٍ يُعَدّ ولا عُناج
فلو كان المُثَقَّفُ جُمْلَةَ اسْمٍ / أبى التّرخيمَ صارَ حُروفَ هاج
كنَجْمِ الرَّجْمِ صُكّ به مَريدٌ / فأبْدَعَ في انجِذامٍ وانعِراج
كبَيْتِ الشِّعْرِ قَطَّعَهُ لِوَزْنٍ / هَجينُ الطَّبْعِ فهْوَ بلا انتِساج
إذا ما السّهْمُ حاوَلَ فيّ نَهْجاً / فإنّي عنه ضَيِّقَةُ الفِجاج
وهل تَعْشُو النّبالُ إلى ضِياءٍ / ثَنَى السّمْراءَ مُطْفَأَةَ السّراج
يَهُونُ علَيّ والحِدْثانُ طاغٍ / أتُنْذِرُني الفوارِسُ أم تُفاجي
فلو طُعِنَ الفتى بأشَدّ غُصْنٍ / حَنَاهُ أشَدُّ حِصْنٍ في الهِياج
أخالَتْني ظِماءُ الخَطّ لُجّاً / فألْفَتْ رُكْنَ شابَةَ في اللَّجاج
وليسَ لكَرّ يوْمِ الشّرّ نافٍ / سِوى كَرٍّ من الأدْراعِ ساج
مِن الماذِيّ كالآذِيّ أرْدَى / عَواسِلَ غيرَ طَيّبَةِ المُجاج
وكانَ العارُ مِثْلَ الحتْفِ يأتي / على نَأْيِ المَنازِلِ والخِلاج
فإنّ بَني نُوَيْرَةَ أدرَكَتْهُمْ / مَسَبّتُهُمْ بعَبْدِ أبي سُواج