أَمِنْكِ الشّوقُ أرّقنِي فَهاجا
أَمِنْكِ الشّوقُ أرّقنِي فَهاجا / وقد جَزَعتْ ركائبُنا النّباجا
وطيفُكِ كيف زارَ بذاتِ عِرْقٍ / مضاجعَ فِتْيةٍ وَلَجوا الفِجاجا
تَطرَّقَنا ونحن نخالُ إلّا / يَعوجَ بِنا منَ البَلوى فَعاجا
فأوْهَمنا اللِّقاءَ ولا لقاءٌ / وناجى لو بصدقٍ منه ناجي
ألَمَّ بنا وما رَكبَ المطايا / ولا أَسرى ولا اِدّلجَ اِدّلاجا
ومُعتَكِرِ الغدائرِ باتَ وَهْناً / يُسقّيني بريقتهِ مُجاجا
أَضاءَتْ لي صَباحتُهُ فكانتْ / وَجُنحُ الليلِ مُلتبسٌ سِراجا
وَمُنتسبٍ إِلى كرمِ البوادِي / خبرْتُ فكانَ ألْأَمَ مَنْ يُفاجا
غذاهُ اللؤْمَ صِرْفاً والداهُ / فضمَّ إليهِ من صَلَفٍ مِزاجا
وَكَفٍّ لا تُمدُّ إلى جميلٍ / كَأنَّ بِها وَما شَنجتْ شناجا
عَدانِي بِالطّفيفةِ مِن حقوقي / وَأَطبقَ دون ضفَّتِيَ الرِّتاجا
وَقَد حَاججتُهُ فيها مبيناً / فما أرعى مسامعَهُ الحِجاجا
يَلجُّ وَكَم أَدالَ اللّه ممّنْ / عَلى غُلَوائِهِ ركب اللَّجاجا
ألا قلْ للأجادِلِ من بُوَيْهٍ / أرى أوَداً شديداً وَاِعوِجاجا
ومُثْقَلَةً كؤوداً لا تُرادى / وداهيةً صموتاً لا تُناجى
ديارُكُمُ لكمْ قولاً ويَجْبِي / سِواكمْ من جَوانبها الخَراجا
وَفي أَرجاءِ دِجْلَةَ مؤْبِداتٌ / وَأَدواءٌ تريد لَها عِلاجا
رَعانا بَعْدَكمْ مَن كانَ يَرعى / عَلى الغِيطانِ إِبْلاً أو نِعاجا
وذُؤبانٌ تخطّفُ كلَّ يومٍ / لكمْ ما خفّ من نَعَمٍ وَراجا
فَمن عَنّا يُبلِّغُكمْ خطوباً / إذا ذُكِرتْ يَصَمُّ لها المُناجى
تَملّكنا ببُعدِكُمُ الأعادي / وعاد نميرُنا مِلْحاً أُجاجا
فَما نَرجُو لِتيهَتِنا رشاداً / وَلا نَرجو لِضيقتنا اِنفِراجا
وَإنَّ بِنا وَما يَدري المعافى / شَجىً في الصّدرِ يَعتلجُ اِعتِلاجا
وإنَّ السّرحَ تحمِيهِ أسودٌ / فلا دَرّاً نصيبُ ولا نِتاجا
ونحن وغيرُكمْ والٍ علينا / كظالِعةٍ نطالبها الرّواجا
ومَنْ ضربَ القليبَ ببطنِ سَجْلٍ / ولم يشدُدْ إلى وَذَمٍ عِناجا
أَرونا النّصْفَ فيمنْ جارَ دهراً / فإنّ بنا إلى الإنصافِ حاجا
فإنّكُمُ الشّفاءُ لكلِّ داءٍ / وَيَأبْى كيُّكُمْ إلّا نِضاجا
وَصونوا الدّولةَ الغرّاءَ ممّنْ / يُداجِي بالعداوةِ أو يُداجى
يريمُ كصلِّ رَمْلةِ بَطن وادٍ / فإمّا فرصةٌ هاجتْهُ هاجا
ولا تنتظّروا في الحرب منهمْ / تماماً طالما نُتِجَتْ خِداجا
فما زالوا متى قُرِعوا صخوراً / مُلَمْلَمَةً وإنْ صُدعوا زجاجا
لعلِّي أن أراها عن قريبٍ / على الزّوراءِ تمترقُ العَجاجا
عليها كلُّ أرْوَعَ من رجالٍ / كرامٍ طالما شَهِدوا الهِياجا
تَراهمْ يولغون ظُبا المَواضي / ويُرْوُونَ الأسنّةَ والزّجاجا
وَتَلقاهمْ كأنّ بِهمْ أُواماً / إِلى أَن يَبْزلوا بدمٍ وِداجا
فَدونَك يا شقيقَ اللؤْمِ قولاً / يَسوؤك ثمَّ يوسِعنا اِبتِهاجا
وخذْ ما هِجتَ من كَلِمٍ بواقٍ / فما حقُّ المُفَوَّهِ أن يُهاجا