ترنمت المثاني والمثالث
ترنمت المثاني والمثالث / فجاء بوصفه ثان وثالث
وحيد الذات والأسماء شتى / وهن إلى تحققه بواعث
تجلى بالحجاب على أناس / طبائعهم برؤيته دمائث
فقرَّت فيه أعينهم وقوم / تحجب عندهم فيمن يحادث
وأحفته مظاهره لديهم / فكل سائل عنه وباحث
فيدني من يشاء إليه فصلاً / ويبعد من يشاء ولا مناكث
هو انفراد الكثير بما تجلى / وما قد غاب منه عن الحوادث
دنا قلبي إليه وقد تدلى / بقلبي فالتقى فان وماكث
فلم يك هاهنا أحد سواه / وقد عبثت من الكون العوابث
ترى كل العقول به حيارى / ولا يدري الشجاع به الدلاهث
ولكن من هداه هداه كشفاً / إليه فلا علوم ولا مباحث
وجل عن العلوم ومقتضاها / وما هي غير آداب الموارث
ورثناها عن السلف اقتفاء / لشأن العارفين به الملاوث
ألا يا من تجلّى في فؤادي / فذبت به وطهرت الخبائث
وكان ولم أكن وحلفت إني / كغيري لا أكون ولست حانث
وجودك منشأي وبه فنائي / كحال الأخفياء بك الأشاعث
مجرد نسبة بالوهم قامت / ومحض إضافة بالجهل كارث
شهدنا وجهك المميمون فينا / شهود فتى لعلم الغيب وارث
ونحن السابقون إليك طلقاً / وإن نبحت أكاليب لواهث
وفينا الهاشمية من قريش / مناسبة نفت سحر النوافث
تطير بنا إلى أوج المعالي / وتسري بالنجيبات الحثائث