أحقّا ما روت عنك الرّواة
أحقّا ما روت عنك الرّواة / ترى أم في حديثهم هنات
و هل نبأ رواه البرق صدق / أم الأسلاك فيه كاذبات
غلبت الموت فيه و ذاك أمر / ستكبره القرون الآتيات
و هوّنت المنون لشاربيها / فلا ألم هناك و لا شكاة
سلكت صعابها ما فلّ حدّ / لعزمك لا و لا غمزت قناة
و أرخصت الحياة فيا لكنز / أزالته المقاديم الأباة
بسطت يديك بسطة أريحيّ / فكانت من عطاياك الحياة
و كنت هناك أجرأهم جنانا / إذا طاشت من القوم الحصاة
و أثبتهم لدى الجلّى فؤادا / إذا ما أعوز القوم الثبات
بلغت من العدى بالموت ما لم / تبلّغه السيوف المرهفات
لقد و قفوا لديك و هي حيارى / فراعهم سكونك و الأناة
رأوك تهشّ في وجه المنايا / و حولك في الحياة الطّيبات
و تبتسم للمنون و قد تسنّت / لو اخترت النجاة لك النجاة
و تقتبل الردى ظمأ و جوعا / ليذكو الغرس بعدك و النبات
فأكبرك العداة و ربّ حرّ / تغنّت في بطولته العداة
عصيت العاطفات فمتّ جوعا / و من بعض القيود العاطفات
و لم تبخل بنفسك و هي كنز / متى بخلت بأنفسها الكماة
لقد حرّرتعا فسمت صعودا / كما سمت النجوم النّيرات
علوت بها عن الأعراض حتّى / تساوى الموت عندك و الحياة