المجموع : 7
وَمُنتَصِحٍ يُكَرِّرُ ذِكرَ نَشوى
وَمُنتَصِحٍ يُكَرِّرُ ذِكرَ نَشوى / عَلَى عَمدٍ لِيَبعَثَ لي اِكتِئابا
فَقُلتُ وَعدَّ ما كانَت تُساوي / سَيَحسُبُ ذاكَ مَن خَلَقَ الحِسابا
عَطِيَّتُهُ إِذا أَعطى سُرورٌ / وَإِن أَخَذَ الَّذي أَعطى أَثابا
فَأَيُّ النِعمَتَينِ أَعَمُّ فَضلاً / وَأَحمَدُ في عَواقِبِها إِيابا
أَنِعمَتُهُ الَّتي أَهدَت سُروراً / أَم الأُخرى الَّتي أَهدَت ثَوابا
بَلِ الأُخرى وَإِن نَزَلَت بِكُرهٍ / أَحَقُّ بِشُكرِ مَن شَكَرَ اِحتِسابا
يَشيبُ الناسُ في زَمَنٍ طَويلٍ
يَشيبُ الناسُ في زَمَنٍ طَويلٍ / وَلي في كُلِّ ثالِثَةٍ مَشيبُ
وَأُخفي الشَيبَ جهدي وَهوَ يَبدو / كَما غَطّى عَلى الرَيبِ المُريبُ
إِذا ما الشَيبُ جارَ عَلى الشَبابِ
إِذا ما الشَيبُ جارَ عَلى الشَبابِ / فَعاجِلهُ وَغالِط في الحِسابِ
وَقُل لا مَرحَباً بِكَ مِن نَزيلٍ / وَعَذِّبهُ بِأَنواعِ العَذابِ
بِنَتفٍ أَو بِقَصّ كُلّ يَومٍ / وَأَحياناً بِمَكروهِ الخِضابِ
فَإِن هُوَ لَم يحر وَأَتى لِوَقتٍ / فَقُل في رُحبِ دارٍ وَاِقتِرابِ
وَلا تَعرِض لَهُ إِلّا بِخَيرٍ / وَإِن عَدّى عَلى شَرخِ الشَبابِ
وَخُذ لِلشَيبِ أُهبَتَهُ وَبادِر / وَخَلِّ عِنانَ رَحلِكَ لِلذهابِ
فَقَد جَدَّ الرَحيلُ وَأَنتَ مِمَّن / يَسيرُ عَلى مُقَدِّمَةِ الرِكابِ
فَإِن يَكُنِ المَشيبُ طَرا عَلَينا
فَإِن يَكُنِ المَشيبُ طَرا عَلَينا / وَوَلّى بِالبَشاشَةِ وَالشَبابِ
فَإِنّي لا أُعاقِبُهُ بِشَيءٍ / يَكونُ عَلَيَّ أَهونَ مِن خِضابِ
رَأَيتُ بِأَنَّ ذاكَ وَذا عَذابٌ / فَيَنتَقِمُ العَذابُ مِنَ العَذابِ
أَتَفرَحُ أَن تَرى حُسنَ الخِضابِ
أَتَفرَحُ أَن تَرى حُسنَ الخِضابِ / وَقَد وارَيتَ بَعضَكَ في التُرابِ
أَلَم تَعلَم وَفرطُ الجَهلِ أَولى / بِمِثلِكَ أَنَّهُ كَفَنُ الشَبابِ
لَقَد أَلزَمتَ لهزمَتَيكَ هَوناً / وَذُلاً لَم يَكُن لَك في الحِسابِ
أَحينَ رَمى سَوادَ الرَأسِ شيبٌ / فَغَيَّرَهُ فَزِعتَ إِلى الخِضابِ
فَكُنتَ كَمَن أَطَلَّ عَلى عَذابٍ / فَفَرَّ مِنَ العَذابِ إِلى العَذابِ
تَهَيَّ لِنُقلَةٍ لا بُدَّ مِنها / فَقَد أَثبَتَّ رِجلَكَ في الرِكابِ
أَلا لا مَرحَباً بِفراقِ لَيلى
أَلا لا مَرحَباً بِفراقِ لَيلى / وَلا بِالشَيبِ إِذ طَرَدَ الشَبابا
شَبابٌ بانَ مَحموداً وَشَيبٌ / ذَميمٌ لَم نَجِد لَهُما اِصطِحابا
فَما مِنكَ الشَبابُ وَلَستَ مِنهُ / إِذا سَأَلَتكَ لِحيَتُكَ الخِضابا
وَما يَرجو الكَبيرُ مِنَ الغَواني / إِذا ذَهَبَت شَبيبَتُهُ وَشابا
لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ
لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ / فَكُلُّهُمُ يَصيرُ إِلى ذهابِ
أَلا يا مَوتُ لَم أَرَ مِنكَ أَقسى / أَبَيتَ فَما تَحيفُ وَما تُحابي
كَأَنَّكَ قَد هَجَمتَ عَلى مَشيبي / كَما هَجَمَ المَشيبُ عَلى شَبابي