نأت سلمى وأمست في عدو
نأت سلمى وأمست في عدو / تحث إليهم القلص الصعابا
وحل النعف من قنوين أهلي / وحلت روض بيشة فالربابا
وقطع وصلها سيفي وإني / فجعت بخالد عمدا كلابا
وإن الأحوصين تولياها / وقد غضبا علي فما أصابا
على عمد كسوتهما قبوحا / كما أكسو نساءهما السلابا
وإني يوم غمرة غير فخر / تركت النهب والأسرى الرغابا
فلست بشاتم أبدا قريشا / مصيبا رغم ذلك من أصابا
فما قومي بثعلبة بن سعد / ولا بفزارة الشعرى رقابا
وقومي إن سألت بنو لؤي / بمكة علموا الناس الضرابا
سفهنا باتباع بني بغيض / وترك الأقربين بنا انتسابا
سفاهة فارط لما تروى / هراق الماء واتبع السرابا
لعمرك إنني لأحب كعبا / وسامة أخوتي حبي الشرابا
فما غطفان لي بأب ولكن / لؤي والدي قولا صوابا
فلما إن رأيت بني لؤي / عرفت الود والنسب القرابا
رفعت الرمح إذ قالوا قريش / وشبهت الشمائل والقبابا
صحبت شظية منهم بنجد / تكون لمن يحاربهم عذابا
وحش رواحة القرشي رحلي / بناقته ولم ينظر ثوابا
كأن السيف والانساع منها / وميثرتي كسين أقب جابا
فيا لله لم أكسب أثاما / ولم أهتك لذي رحم حجابا
أقاموا للكتائب كل يوم / سيوف المشرفية والحرابا
فلو أني أشاء لكنت منهم / وما سيرت اتبع السحابا
ولا قظت الشربة كل يوم / أعدى من مياههم الذبابا
مياها ملحة بمبيت سوء / لبيت سقا بهم صردى سغابا
كأن التاج معقود عليهم / إذا وردت لقاحهم شزابا