المجموع : 4
تَغَيَّرَتِ المَنازِلُ بِالكَثيبِ
تَغَيَّرَتِ المَنازِلُ بِالكَثيبِ / وَعَفّى آيَها نَسجُ الجَنوبِ
مَنازِلُ مِن سُلَيمى مُقفِراتٌ / عَفاها كُلُّ هَطّالٍ سَكوبِ
وَقَفتُ بِها أُسائِلُها وَدَمعي / عَلى الخَدَّينِ في مِثلِ الغُروبِ
نَأَت سَلمى وَغَيَّرَها التَنائي / وَقَد يَسلو المُحِبُّ عَنِ الحَبيبِ
فَإِن يَكُ قَد نَأَتني اليَومَ سَلمى / وَصَدَّت بَعدَ إِلفٍ عَن مَشيبي
فَقَد أَلهو إِذا ما شِئتُ يَوماً / إِلى بَيضاءَ آنِسَةٍ لَعوبِ
أَلا أَبلِغ بَني لَأمٍ رَسولاً / فَبِئسَ مَحَلُّ راحِلَةِ الغَريبِ
لِضَيفٍ قَد أَلَمَّ بِها عِشاءً / عَلى الخَسفِ المُبَيِّنِ وَالجُدوبِ
إِذا عَقَدوا لِجارٍ أَخفَروهُ / كَما غُرَّ الرِشاءُ مِن الذَنوبِ
وَما أَوسٌ وَلَو سَوَّدتُموهُ / بِمَخشِيِّ العُرامِ وَلا أَريبِ
أَتوعِدُني بِقَومِكَ يا اِبنَ سُعدى / وَذَلِكَ مِن مُلِمّاتِ الخُطوبِ
وَحَولي مِن بَني أَسَدٍ حُلولٌ / مُبِنٌّ بَينَ شُبّانٍ وَشيبِ
بِأَيديهِم صَوارِمُ لِلتَداني / وَإِن بَعُدوا فَوافِيَةُ الكُعوبِ
هُمُ ضَرَبوا قَوانِسَ خَيلِ حُجرٍ / بِجَنبِ الرَدهِ في يَومٍ عَصيبِ
وَهُم تَرَكوا عُتَيبَةَ في مَكَرٍّ / بِطَعنَةِ لا أَلَفَّ وَلا هَيوبِ
وَهُم تَرَكوا غَداةَ بَني نُمَيرٍ / شُرَيحاً بَينَ ضِبعانٍ وَذيبِ
وَهُم وَرَدوا الجِفارَ عَلى تَميمٍ / بِكُلِّ سَمَيدَعٍ بَطَلٍ نَجيبِ
وَأَفلَتَ حاجِبٌ تَحتَ العَوالي / عَلى مِثلِ المُوَلَّعَةِ الطَلوبِ
وَحَيَّ بَني كِلابٍ قَد شَجَرنا / بِأَرماحٍ كَأَشطانِ القَليبِ
إِذا ما شَمَّرَت حَربٌ سَمَونا / سُمُوَّ البُزلِ في العَطَنِ الرَحيبِ
أَسائِلَةٌ عُمَيرَةُ عَن أَبيها
أَسائِلَةٌ عُمَيرَةُ عَن أَبيها / خِلالَ الجَيشِ تَعتَرِفُ الرِكابا
تُؤَمِّلُ أَن أَؤوبَ لَها بِنَهبٍ / وَلَم تَعلَم بِأَنَّ السَهمَ صابا
فَإِنَّ أَباكِ قَد لاقى غُلاماً / مِنَ الأَبناءِ يَلتَهِبُ اِلتِهابا
وَإِنَّ الوائِلِيَّ أَصابَ قَلبي / بِسَهمٍ لَم يَكُن يُكسى لُغابا
فَرَجّي الخَيرَ وَاِنتَظِري إِيابي / إِذا ما القارِظُ العَنَزِيُّ آبا
فَمَن يَكُ سائِلاً عَن بَيتِ بِشرٍ / فَإِنَّ لَهُ بِجَنبِ الرَدهِ بابا
ثَوى في مُلحَدٍ لا بُدَّ مِنهُ / كَفى بِالمَوتِ نَأياً وَاِغتِرابا
رَهينَ بِلىً وَكُلُّ فَتىً سَيَبلى / فَأَذري الدَمعَ وَاِنتَحِبي اِنتِحابا
مَضى قَصدَ السَبيلِ وَكُلُّ حَيٍّ / إِذا يُدعى لِمَيتَتِهِ أَجابا
فَإِن أَهلِك عُمَيرَ فَرُبَّ زَحفٍ / يُشَبَّهُ نَقعُهُ عَدواً ضَبابا
سَمَوتُ لَهُ لِأَلبِسَهُ بِزَحفٍ / كَما لَفَّت شَآمِيَةٌ سَحابا
عَلى رَبِذٍ قَوائِمُهُ إِذا ما / شَأَتهُ الخَيلُ يَنسَرِبُ اِنسِرابا
شَديدِ الأَسرِ يَحمِلُ أَريَحِيّاً / أَخا ثِقَةٍ إِذا الحَدَثانُ نابا
صَبوراً عِندَ مُختَلَفِ العَوالي / إِذا ما الحَربُ أَبرَزَتِ الكَعابا
وَطالَ تَشاجُرُ الأَبطالِ فيها / وَأَبدَت ناجِذاً مِنها وَنابا
فَعَزَّ عَلَيَّ أَن عَجِلَ المَنايا / وَلَمّا أَلقَ كَعباً أَو كِلابا
وَلَمّا أَلقَ خَيلاً مِن نُمَيرٍ / تَضِبُّ لِثاتُها تَرجو النِهابا
وَلَمّا تَلتَبِس خَيلٌ بِخَيلٍ / فَيَطَّعِنوا وَيَضطَرِبوا اِضطِرابا
فَيا لِلناسِ إِنَّ قَناةَ قَومي / أَبَت بِثَقافِها إِلّا اِنقِلابا
هُمُ جَدَعوا الأُنوفَ فَأَوعَبوها / وَهُم تَرَكوا وَهُم بَني سَعدٍ يَبابا
أَجَدَّ مِن آلِ فاطِمَةَ اِجتِنابا
أَجَدَّ مِن آلِ فاطِمَةَ اِجتِنابا / وَأَقصَرَ بَعدَ ما شابَت وَشابا
وَشابَ لِداتُهُ وَعَدَلنَ عَنهُ / كَما أَبلَيتَ مِن لُبسٍ ثِيابا
فَإِن تَكُ نَبلُها طاشَت وَنَبلي / فَقَد نَرمي بِها حِقَباً صِيابا
فَتَصطادُ الرِجالَ إِذا رَمَتهُم / وَأَصطادُ المُخَبَّأَةَ الكَعابا
وَناجِيَةٍ حَمَلتَ عَلى سَبيلٍ / كَأَنَّ عَلى مَغابِنِها مَلابا
وَأَفلَتَ حاجِبٌ فَوتَ العَوالي
وَأَفلَتَ حاجِبٌ فَوتَ العَوالي / عَلى شَقّاءَ تَلمَعُ في السَرابِ
وَلَو أَدرَكنَ رَأسَ بَني تَميمٍ / عَفَرنَ الوَجهَ مِنهُ بِالتُرابِ