كذا من شام بارقة العذاب
كذا من شام بارقة العذاب / ومنته المنى رشف الرضاب
يلاقي الدهر مصفر الحواشي / ويرعى العيش مغبر الجناب
أأن قدح الصبا في الأفق ناراً / تركت الجفن مخضلَّ السحاب
أأن سجع الحمام طربت وجداً / وعادتك العوائد من رَباب
أوجداً سرْع هذا واكتئابا / حلفت لتوكلَن بغير نابِ
ألم أنذرك عن طلب الصبايا / ألم أخبرك عن نكدِ التصابي
حياءك يا حمام وبعضَ هذا / لعل جميع ما بك بعض ما بي
فقدت حمامة وفقدتُ ليلى / وأسود مثل خافية الغُرابِ
أليس الشيب أغزاني جيوشاً / فآبت بالسبايا من شبابي
أليس الدهر غير في عذاري / بوفديه وذلك من مُصابي
فعللني بأعذب من شرابِ / وأخلفني بأكذب من سرابِ
وقاريّ القميص له ذماء / تقطع دونه مهج الضَّبابِ
حذاريّ الجناح أرقت فيه / لغير حزازة ولغير عابِ
ولما أسمع القاضي نداء / وأعجلني المثول عن الجوابِ
حباني من قريضك عقد در / وأسمعني به فصل الخطابِ
نسيباً لو تجسم مجتناه / لضمن حلية صدر الكعاب
ومدحاً لو يصيب على المساوي / لعدن مساعياً وشك انقلاب
ولفظاً كنت أحسبه شروداً / تحاوَلُ دونه عصم الهضاب
ومعنى كنت أعهده نفوراً / عن الألباب أحذر من غُرابِ
قواف تُستطاب إذا أعيدت / وحسبك من معاد مُستطابِ
وليت نشيدها وجلوت منها / على الأسماعِ أبكار النقابِ
وظلت أذوب في يدها اهتزازاً / وكدت أشق من طرب ثيابي
وصرت إذا سردت البيت منها / لفرطِ العجب أخرج من إهابي
فظنك في سواي وتلك حالي / ووهمك في الجميعِ وذاك دابي
وكُلفت الجواب فقلت غُنم / لعمر أبيك لم يك في حسابي
ولولا ما أؤكد من ذمامِ / يقل له نشاطي وانتدابي
أخا العشرين أنت من المعالي / بمنزلةِ الْحُسامِ من القرابِ
تراضعنا معاً ثدي الليالي / وذلك بيننا رحم انتسابِ
فرأيك في مطالبتي إذا ما / نشطت فإنه عين الصوابِ