صبوتُ إلى سُليْمى والرَّبابِ
صبوتُ إلى سُليْمى والرَّبابِ / وما لأخي المشيبِ وللتصابي
وربّ خريدةٍ ريّا رَداحٍ / خَدَلَّجةٍ بَرْهرَهةٍ كَعابِ
صموتِ الحَجِل تثنى المِرطَ منها / على كَفَلٍ كدِعصِ الرملِ رابي
خلوتُ بها فلم ألممْ بسوءِ / ولم يكُ بيننا غيرُ العتابِ
إذا ما المرء شابَ له قذالٌ / وعلَّله المواشطُ بالخضابِ
فقد ولّت بَشاشتُه وأودى / فقم يا صاحِ نَبكِ على الشبابِ
فليس بعائد ما فاتَ منه / إلى أحدٍ إلى يومِ المآبِ
إلى يوم يؤوبُ الناسُ فيه / إلى دنياهُم قبلَ الحسابِ
أدين بأنّ ذاك كذاكَ حقّاً / وما أنا بالنُّشورِ بذي ارتيابِ
لأن الله خبَّر عن رجالٍ / حيوا من بعدِ درسٍ بالترابِ
وأهوجَ نالَ جهلاً من عليٌّ / فقلتُ له رويدَك للجوابِ
أليس بذي المكارمِ من قريشٍ / إذا عُدوا وفي الحَسَب اللُّبابِ
وفي الإسلام أوَّلَ أوَّليهِ / وفي الهيجاءِ مشهورَ الضرابِ
ببدرٍ ثم أُحْدٍ ثم سَلْعٍ / غداةَ غدا بأبيضَ غير نابِ
إلى عمرٍو وعمرو من قريشٍ / تمكّن من ذُراها في النِّصابِ
ألا يا قومِ للعَجَبِ العُجابِ / لِخُفِّ أبي الحسين وللحُبابِ
عَدوٌّ من عُداةِ الجنِّ وغدٌ / بعيدُ في المَرادة من صوابِ
أتى خُفّاً له وانسابَ فيه / لنيهشَ رجلَه منه بنابِ
لينهشَ خيرَ من ركب المطايا / أميرَ المؤمنينَ أبا تُرابِ
فَخَرَّ من السماء له عُقاب / من العُقبان أو شبهُ العُقابِ
فطارَ به فحلّق ثم أهوى / به للأرضِ من دونِ السَّحابِ
فصكّ بِخُفِّهِ وانسابَ منه / وولّى هارباً حَذَرَ الحِصابِ
إلى جُحر له فانساب فيه / بعيدِ القعر لم يُرتَجْ ببابِ
كريهُ الوجهِ أسودُ ذو بصيصٍ / حديدُ النابِ أزرقُ ذو لُعابِ
يَهِلّ له الجريءُ إذا رآه / حثيثُ الشّدِّ محذورُ الوِثابِ
تأخرّ حَيْنُه ولقد رماه / فأخطأه بأحجارٍ صِلابِ
ودوفع عن أبي حسنٍ عليٍّ / نقيعُ سِمامِه بعدَ انسيابِ