المجموع : 3
معاذَ اللهِ أنْ أُزجي عِتاباً
معاذَ اللهِ أنْ أُزجي عِتاباً / أكونُ به بعيداً عن صَوابِ
ولا سيما عِتابَ أخي عَلاءٍ / سليم العِرْض من عارٍ وعابِ
تودُّ مضاءهُ بيضُ المواضي / ويحسد جودهُ دَرُّ السَّحابِ
ولكني مَريرٌ ذو غباءٍ / وإنْ حُلِّيتُ بالشيمِ العِذابِ
ولم أخْشَ الذُّبابَ لهُ ولكنْ / ثناني حُبُّ حَلْواءِ الذُبابِ
ولو نبأُ الخسيفةِ نَمَّ يوماً / لضاقَ القاعُ بالحُمْسِ الغضابِ
وأقبلتِ الغطارفُ من تميمٍ / بنو الصَّيْفِيِّ لا سعدُ الربابِ
إذا سُلَّتْ سيوفهُم لروْعِ / فلا إغْمادَ إلا في الرقابِ
فإنْ أمسيتُ بدراً في مَقامٍ / فأنت الشمس من غير ارْتيابِ
حماني النُّورَ ذو ذَنْبٍ ولكنْ / بعُقْدةِ مُرْتجٍ في ظل بابِ
وكم لك يا عليَّ الخيرِ عندي / أيادٍ لا تُعَدَّدُ بالحسابِ
لها أرَجٌ إذا حَدَّثتُ عنها / كما نُشرت لطيماتُ العِيابِ
فكُن لي في العِباب أخا احْتمالٍ / فمعْيارُ المودَّةِ في العتابِ
سهرتُ ونام عن سهري رجالٌ
سهرتُ ونام عن سهري رجالٌ / يَروْنَ المجد والعَليْاءَ عابا
أشيمُ بروقَ عقَّاقٍ مُسِفٍّ / من الآراءِ يمْطُرني صَوابا
تألَّق عن حجا صفوٍ وراقَتْ / فصاحتُهُ وحكمتُه فطابا
لأبلُغَ مدح أبْلَج سلْجَقيٍّ / بنى في المجد أبنيةً رِحابا
بأكثرهمْ إِذا ركبوا عَجاجاً / وأرفعِهمْ إِذا نزلوا قِبابا
وأصعبِهمْ إِذا يلقى نِزالاً / وأسْهلِهمْ إِذا يُغْشى حجابا
وأوعَرِهمْ إِذا غَضبوا سَجايا / وأمْرَعِهمْ إِذا انتجعوا جنابا
يلوذُ الشعرُ منه بمضْرحيٍّ / يفوقُهمُ إِذا انتسبوا نِصابا
غياثُ الدين والدُّنيا بِسعْيٍ / يحوزُ الحمدَ أو يحوي الثَّوابا
إِذا ما أوسعَ الاسلامَ نَصْراً / غدا يحمي من الخطْبِ الصِّحابا
فتى السُّمْرِ الذوابلِ والمَذاكي / إِذا ما الشمسُ أغْدفتِ النِّقابا
تَعافُ جيادُه غُدْرَ الفيافي / فيوردها الجماجمَ والرِّقابا
وتكرهُ بيضُه الأجْفانَ عِزّاً / فيجعلُ كلَّ ذي تاجٍ قِرابا
ويختارُ الصَّوارمَ والعَوالي / فيُتلفُها طِعاناً أو ضِرابا
إِذا ما رأسُ مملكةٍ مُطاعٌ / عصى سلطانه أضحى ذُنابى
يُبيحُ قصورَه صُمَّ الحَوامي / فتجْعلُ كلَّ شامخةٍ تُرابا
غمامٌ صَيِّبٌ والبِشْرُ بَرْقٌ / يعُمُّ الأرض سَحّاً وانْسكابا
دماءُ حُروبه وندَى يَديهِ / يُسيلانِ المَذانبَ والشِّعابا
فلا طاشتْ لرائعةٍ حُباهُ / ولا زالتْ معاجِمُه صِلابا
يَسوسُ الأمْر وجْبَتُه ضَجاجٌ
يَسوسُ الأمْر وجْبَتُه ضَجاجٌ / ولا نَزَقٌ يَشينُ ولا اصْطخابُ
ويبْسِمُ والخطوبُ مُكَلِّحاتٌ / لها ظُفُرٌ تَصولُ به ونابُ
وتَهْمي كفُّهُ كَرَماً وجوداً / إذا ما ضَنَّ بالقَطْرِ السَّحابُ
يسرُّكَ منهُ والأيامُ غُدْرٌ / وَكِيدُ العَهدِ يحْمَدُه الصِّحابُ
ونِعْمَ مَبيتُ طُرَّاقِ اللَّيالي / إذا صَفِرتْ من المَحْلِ الوطابُ
وزيرٌ لا يُقاسُ بهِ وزيرٌ / هو السَّلْسالُ والقومُ السَّرابُ
إذا ما فاخروهُ فهوَ نَجْمٌ / مُضيءٌ ثاقبٌ وهُمُ التُّرابُ
قديمُ عُلاً تَقَيَّلَهُ حَديثٌ / وطابَ السَّعي منهُ والنِّصابُ
به الآباءُ تَفْخَرُ والمَعالي / وصوْبُ القَطْرِ والدهُ السَّحاب
بأبْلَجَ لا يَنامُ على اضْطِغانٍ / ولا يُفْني بَسالَتَهُ احْتِرابُ
ولا يُبْلي بَشاشَتَهُ عُلُوٌّ / ولا يُدْني مَلالَتَهُ اقْتِرابُ
يَبُثُّ ثَناءَهُ ضَيْفُ الدَّياجي / وبالصُّبْحِ القَشاعِمُ والذِّئابُ
فيُيْتِمُ مِنْ وَغاهُ ومنْ قِراهُ / أصَيْبيَةَ الفَوارِسِ والسِّقابُ
دُخانٌ للنُّجومِ بهِ اخْتفِاءٌ / ونَقْعٌ للشموسِ بهِ نِقابُ
ومَن مثل الوزير الصَّدر يُقْضى / بحُجَّتِهِ إذا عَزَبَ الصَّوابُ
خَواطِرهُ كمثْل ظُباهُ ليسَتْ / بنابيَةٍ وإِنْ كَثُرَ الضِّرابُ
تَدُرُّ كمثْلِ نائلهِ إذا ما / أبى أنْ يمْريَ الخِلْفَ العِصاب
إذا عَضُد الهُدى والدين أجْرى / عَزائمهُ إلى رَوْعٍ تُهابُ
تمنَّتْها الصَّوارِمُ والعَوالي / مَضاءً والمُسَوَّمَةُ العِرابُ
فأجْلى الطَّرْدُ عن نصرٍ وشيكٍ / تُرَدِّدُهُ المَجامِعُ والرِّحابُ
لَميْمونِ النَّقيبَةِ والمَساعي / مَطالِبُهُ ثَناءٌ أوْ ثَوابُ
يَنوبُ الرَّأيُ منهُ عنْ نِزالٍ / ويُغْنيهِ عن الجيشِ الكِتابُ
صَفوحٌ عنْ أعاديهِ إذا ما / غَدا للْغَيظِ وَقْدٌ والتِهابُ
إذا جَحدتْهُ ألْسُنُها أَقَرَّتْ / بنعمَتِه الضَّمائرُ والرِّقابُ
فهُنِّىءَ في عُلاهُ كلُّ عَشْرٍ / وعِيدٍ لارْتِحالِهُما إيابُ
مَدى الأيَّامِ ما هَطلَتْ سَماءٌ / ومَدَّ بمُفْعَمِ السَّيْلِ الشِّعابُ