تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِها جُنوبُ
تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِها جُنوبُ / تُدافِعُ بِالإِنَابَةِ مَا يَنُوبُ
وَهَبَّتْ أَعْيُنٌ في اللَّهِ تَبْكِي / خَطَاياهَا وَقَدْ عُدِمَ الهُبُوبُ
يُغَازِلُها الكَرَى فَتَصُدُّ عَنْهُ / كَمَا صَدَّتْ عَن الفَرَجِ الكُرُوبُ
مُواصلةَ انْهِلالٍ بِانْهِمَالٍ / كَمَا حَيَّتكَ مِدْرَارٌ سَكُوبُ
أَلا إِنَّ السَّراةَ أنَاسُ نُسْكٍ / لَهُم أَبَداً عَلَى الحُسْنَى دؤُوبُ
مَحَبَّتُكُمْ إلَى الرَّحمَانِ زُلْفَى / وَحبُّ سِوَاكُمُ إثْمٌ وحُوبُ
وَلَوْلا أَنَّهُمْ فِينَا جِبالٌ / هَفَتْ بِالأَرْضِ والنَّاسِ الذنُوبُ
عَلَيهِم مِنْ شُحُوبِهمُ سِمَاتٌ / كَذا سِيمَا المُحِبِّينَ الشُّحوبُ
يَخَافُونَ البَيَاتَ وَمَا أَخَافُوا / فَقَدْ جَعَلَتْ جَوَانِحُهمْ تَذُوبُ
هُمُ انْتُدِبُوا إلَى الأَوْرَادِ لَيْلاً / فَملْءُ قُلوبِهِمْ مِنْها نُدُوبُ
وَقَدْ طَهُرَتْ خَلائِقُهُمْ صَفاءً / فَلَمْ تَعْلقْ بِعِرْضِهِم العُيوبُ
كأَنَّهُمْ بِما يُلْقَى إِلَيْهِمْ / تكاشِفُهُمْ بِخَافِيها الغُيوبُ