القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَحمود سامِي البارُودِي الكل
المجموع : 7
أَعِدْ يا دَهْرُ أَيَّامَ الشَّبَابِ
أَعِدْ يا دَهْرُ أَيَّامَ الشَّبَابِ / وَأَيْنَ مِنَ الصِّبَا دَرْكُ الطِّلابِ
زَمَانٌ كُلَّما لاحَتْ بِفِكْرِي / مَخَايِلُهُ بَكَيْتُ لِفَرْطِ ما بِي
مَضَى عَنِّي وَغَادَرَ بِي وَلُوعاً / تَوَلَّدَ مِنْهُ حُزْنِي وَاكْتِئَابِي
وَكَيْفَ تَلَذُّ بَعْدَ الشَّيْبِ نَفْسِي / وَفِي اللَّذَّاتِ إِنْ سَنَحَتْ عَذَابِي
أَصُدُّ عَنِ النَّعِيمِ صُدُودَ عَجْزٍ / وَأُظْهِرُ سَلْوَةً وَالْقَلْبُ صَابِي
وَمَا فِي الدَّهْرِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ / يَكُونُ قِوَامُها رَوْحَ الشَّبَابِ
فَيَا للهِ كَمْ لِي مِنْ لَيَالٍ / بِهِ سَلَفَتْ وَأَيَّامٍ عِذَابِ
إِذِ النَّعْمَاءُ وَارِفَةٌ عَلَيْنَا / وَمَرْعَى اللَّهْوِ مُخْضَرُّ الْجَنَابِ
نَطِيرُ مَعَ السُّرُورِ إِذَا انْتَشَيْنَا / بِأَجْنِحَةِ الْخَلاعَةِ وَالتَّصَابِي
فَغُدْوَتُنَا وَرَوْحَتُنَا سَوَاءٌ / لعَابٌ في لعَابٍ في لعَابِ
وَرُبَّتَ رَوْضَةٍ مِلْنا إِلَيْهَا / وَقَرْنُ الشَّمْسِ تِبْرِيُّ الإِهَابِ
نَمَتْ أَدْوَاحُها وسَمَتْ فَكَانَتْ / عَلَى السَّاحاتِ أَمْثَالَ الْقِبابِ
فَزَهْرُ غُصُونِهَا طَلْقُ الْمُحَيَّا / وَجَدْوَلُ مائِها عَذْبُ الرُّضابِ
كَأَنَّ غُصُونَها غِيدٌ تَهَادَى / مِنَ الزَّهْرِ الْمُنَمَّقِ في ثِيَابِ
سَقَتْهَا السُّحْبُ رَيِّقَها فَمَالَتْ / كَمَا مَالَ النَّزِيفُ مِنَ الشَّرَابِ
فَسَبَّحَ طَيْرُها شُكْراً وَأَثْنَتْ / بِأَلْسِنَةِ النَّباتِ عَلَى السَّحَابِ
وَيَوْمٍ ناعِمِ الطَّرَفَيْنِ نَادٍ / عَلِيلِ الْجَوِّ هَلْهَالِ الرَّبَابِ
سَبَقْتُ بِهِ الشُّرُوقَ إِلَى التَّصَابِي / بُكُوراً قَبْلَ تَنْعابِ الغُرابِ
وسُقْتُ مَعَ الْغُواةِ كُمَيْتَ لَهْوٍ / جَمُوحاً لا تَلِينُ عَلَى الْجِذَابِ
إِذَا أَلْجَمْتَها بِالْمَاءِ قَرَّتْ / وَدَارَ بِجِيدِها لَبَبُ الْحَبابِ
مُوَرَّدَةً إِذَا اتَّقَدَتْ بِكَفٍّ / جَلَتْها لِلأَشِعَّةِ في خِضَابِ
هُوَ العَصْرُ الَّذِي دَارَتْ عَلَيْنَا / بِهِ اللَّذَّاتُ واضِعَةَ النِّقَابِ
نُجَاهِرُ بِالْغَرَامِ وَلا نُبَالِي / وَنَنْطِقُ بِالصَوابِ وَلا نُحَابِي
فَيَا لَكَ مِنْ زَمانٍ عِشْتُ فِيهِ / نَدِيمَ الرَّاحِ وَالْهيفِ الكِعابِ
إِذَا ذَكَرَتْهُ نَفْسِي أَبْصَرَتْهُ / كَأَنِّي مِنْهُ أَنْظُرُ فِي كِتابِ
تَحَوَّلَ ظِلُّهُ عَنِّي وَأَذْكَى / بِقَلْبِي لَوْعَةً مِثلَ الشِّهَابِ
كَذَاكَ الدَّهْرُ مَلَّاقٌ خَلُوبٌ / يَغُرُّ أَخَا الطَّمَاعَةِ بِالْكِذَابِ
فَلا تَرْكَنْ إِلَيْهِ فَكُلُّ شَيْءٍ / تَرَاهُ بِهِ يَؤُولُ إِلَى ذَهابِ
وَعِشْ فَرْداً فَمَا في الناسِ خِلٌّ / يَسُرُّكَ في بِعَادٍ وَاقْتِرَابِ
حَلَبْتُ الدَّهْرَ أَشْطُرَهُ مَلِيَّاً / وَذُقْتُ الْعَيْشَ مِنْ أَرْيٍ وَصابِ
فَمَا أَبْصَرْتُ فِي الإِخْوَانِ نَدْبَاً / يَجِلُّ عَنِ الْمَلامَةِ وَالْعِتَابِ
وَلَكِنَّا نُعَاشِرُ مَنْ لَقِينَا / عَلَى حُكْمِ الْمُرُوءَةِ وَالتَغَابِي
بِقَلْبِي لِلْهَوَى داءٌ عَجِيبُ
بِقَلْبِي لِلْهَوَى داءٌ عَجِيبُ / تَحَيَّرَ فِي تَلافِيهِ الطَّبِيبُ
إِذا أَخْفَيْتُهُ أَبْلَى فُؤادِي / وَإِنْ أَظْهَرْتُهُ غَضِبَ الْحَبيبُ
وَبَاكِيَةٍ شَجَتْ قَلْبِي بِلَحْنٍ
وَبَاكِيَةٍ شَجَتْ قَلْبِي بِلَحْنٍ / تَهِيجُ لَهُ الْمَسامِعُ وَالْقُلوبُ
سَأَلْتُ فَقِيلَ قَدْ فَقَدَتْ حَبِيباً / وَهَلْ يَبْقَى عَلَى الدُّنْيَا حَبِيبُ
بَكَيْتُ لَهَا وَلَمْ أَفْهَمْ صداهَا / وَقَدْ يَبْكِي مِنَ الطَّرَبِ الْغَرِيبُ
بَلَوْتُ سَرائِرَ الإِخْوَانِ حَتَّى
بَلَوْتُ سَرائِرَ الإِخْوَانِ حَتَّى / رَأَيْتُ عَدُوَّ نَفْسِي مِنْ حَبِيبِي
فَلا تَأْمَنْ عَلَى سِرٍّ صِحاباً / فَإِنَّهُمُ جَواسِيسُ الْعُيُوبِ
أَلَمْ تَعْلَمْ وَخَيْرُ الْقَوْلِ أَبْقَى
أَلَمْ تَعْلَمْ وَخَيْرُ الْقَوْلِ أَبْقَى / بِأَنَّ الصَّمْتَ مَنْجَاةُ الأَرِيبِ
فَلا تَأْمَنْ عَلَى سِرٍّ حَبِيباً / فَقَدْ يَأْتِي الْعَدُوُّ مِنَ الْحَبِيبِ
أَتُخْفِرُ ذِمَّتِي وَتَرُومُ عَطْفِي
أَتُخْفِرُ ذِمَّتِي وَتَرُومُ عَطْفِي / لَقَدْ مَنَّتْكَ نَفْسُكَ بِالْكِذابِ
فَمَا بَعْدَ الْقَطِيعَةِ مِنْ تَلاقٍ / وَلا بَعْدَ الْخَديعَةِ مِنْ عِتَابِ
وَكَيْفَ يَصِحُّ بَعْدَ الْغَدْرِ وُدٌّ / وَتَسْلَمُ نِيَّةٌ بَعْدَ ارْتِيَابِ
رُوَيْدَكَ إِنَّنِي صَعْبٌ أَبِيٌّ / عَلَى الأَقْرَانِ مَرْهُوبُ الْجَنَابِ
أُجَاهِرُ بِالْعِدَاءِ وَلا أُبَالِي / وأَنْطِقُ بِالصَّوَابِ ولا أُحَابِي
فَمَا زَنْدِي لَدَى الْعَوْصَاءِ كَابٍ / وَلا سَيْفِي غَدَاةَ الْحَرْبِ نابِي
يَهَابُ الْقِرْنُ بَادِرَتِي فَيَمْضِي / ومَا جَرَّدْتُ سَيْفِي مِنْ قِرابِ
فَإِنْ رُمْتَ السَّلامَةَ فَاجْتَنِبْنِي / عَدُوَّاً فَالسَّلامَةُ فِي اجْتِنابِي
فَقَدْ عَادَيْتُ أَعْظَمَ مِنْكَ قَدْراً / ومَا ضَاقَتْ عَلَى بَدَنِي ثِيَابِي
فإِنْ تَنْزَعْ فَأَنْتَ طَلِيقُ عَفْوِي / وإِنْ تَطْمَعْ فَسَوْفَ تَرَى عِقَابِي
عَدِمْتَ حَمِيَّةً وَسَقِمْتَ وُدَّاً
عَدِمْتَ حَمِيَّةً وَسَقِمْتَ وُدَّاً / فَلَمْ تُدْرِكْ لِمَكْرُمَةٍ نَصِيبَا
فَمَا أَحْزَنْتَ في حَرْبٍ عَدُوَّاً / وَلا أَفْرَحْتَ فِي سِلْمٍ حَبِيبَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025