القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَفِيّ الدِّين الحِلّي الكل
المجموع : 13
وَعادِيَةٍ إِلى الغاراتِ ضَبحَاً
وَعادِيَةٍ إِلى الغاراتِ ضَبحَاً / تُريكَ لِقَدحِ حافِرِها اِلتِهابا
كَأَنَّ الصُبحَ أَلبَسَها حُجولاً / وَجِنحَ اللَيلِ قَمَّصَها إِهابا
جَوادٌ في الجِبالِ تُخالُ وَعلاً / وَفي الفَلَواتِ تَحسَبُها عُقابا
إِذا ما سابَقَتها الريحُ فَرَّت / وَأَبقَت في يَدِ الريحِ التَرابا
لَئِن حَكَمَت بِفُرقَتِنا اللَيالي
لَئِن حَكَمَت بِفُرقَتِنا اللَيالي / وَراعَتنا بِبُعدٍ بَعدَ قُربِ
فَشَخصُكَ لا يَزاكُ جَليسَ عَيني / وَذِكرُكَ لا يَزاكُ أَنيسَ قَلبي
لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ
لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ / فَما فَوقَ التُرابِ إِلى التُرابِ
كَذَلِكَ قالَ خَيرُ الخَلقِ طُرّاً / رَسولُ اللَهِ ذو الأَمرِ المُجابِ
فَمَرجِعُ كُلِّ حَيٍ لِلمَنايا / وَغايَةُ كُلِّ مُلكٍ لِلذَهابِ
بَنو الدُنيا فَرائِسُ لِلمَنايا / وَنابُ المَوتِ عَنها غَيرُ نابِ
وَمَن يَغتَرُّ في الدُنيا بِعَيشٍ / فَقَدطَلَبَ الشَرابَ مِنَ السَرابِ
دَعا اِبنَكَ لِلرَدى مَن لَيسَ يُعصى / وَداعي المَوتِ مَمنوعُ الجَوابِ
أَرانا فَقدُهُ الأَيّامَ سوداً / وَنادي الأُنسِ مُغبَرَّ الجَنابِ
وَما طيبُ الحَياةِ بِغَيرِ بِشرٍ / وَلا حُسنُ السَماءِ بِلا شِهابِ
فَلُذ بِالصَبرِ في اللَأئي وَأَحسِن / عَزاءَكَ وَاِغتَنِم حُسنَ الثَوابِ
فَإِنَّكَ مِن أُناسٍ لَيسَ يَخفى / عَلى آرائِهِم وُجهُ الصَوابِ
كَذا فَليَصبِرِ الرَجُلُ النَجيبُ
كَذا فَليَصبِرِ الرَجُلُ النَجيبُ / إِذا نَزَلَت بِساحَتِهِ الخُطوبُ
يَسُرُّ النَفسَ ثُمَّ يُسِرُّ حُزناً / يَضيقُ بِبَعضِهِ الصَدرُ الرَحيبُ
وَيُبدي البَأسَ لِلأَعداءِ كيلا / تُؤَنِّبَهُ الشَوامِتُ أَو تَعيبُ
وَمِثلُ عُلاكَ نورَ الدينِ مَن لا / يُقَلقِلُ قَبلَهُ نُوَبٌ تَنوبُ
فَإِنَّكَ في جِلادِ المُلكِ خَطبٌ / وَفي يَومِ الجَدالِ لَهُ خَطيبُ
تَخافُكَ حينَ تَزجُرُها الرَزايا / وَتُجلى حينَ تَلحَظُها الكُروبُ
بِقَلبٍ كُلِّ فِكرَتِهِ عُيونٌ / وَطَرفٌ كُلِّ نَظرَتِهِ قُلوبُ
وَإِنَّ يَدَ الرَدى وَوُقيتَ مِنها / سِهامُ خُطوبِها أَبَداً تُصيبُ
أَرَتكَ بِفَقدِ فَخرِ الدينِ رُزءاً / تُشَقُّ لَهُ المَرائِرُ لا الجُيوبُ
كَريمٌ ما بِسَمعِ نَداهُ وَقرٌ / وَلا في وَجهِ نائِلِهِ قُطوبُ
وَلَو أَنَّ الوَغى سَلَبَتهُ مِنّا / وَبَزَّتهُ الوَقائِعُ وَالحُروبُ
لَقامَ بِنَصرِهِ مِنّا رِجالٌ / تُزَرُّ عَلى دُروعِهِمُ القُلوبُ
بِبيضٍ يَغتَدي نَملُ المَنايا / لَهُ مِن فَوقِ صَفحَتِها دَبيبُ
وَخَيلٍ كُلَّما رَفَعَت عَجاجاً / جَلاهُ الدِرعُ وَالسَيفُ العَضيبُ
كَأَنَّ مُثارَ عِثيَرِها سَحابٌ / حَدَتهُ مِن سَنابِكِها جَنوبُ
أَفَخرَ الدينِ كَم أَعلَيتَ فَخراً / لِآلِكَ حينَ تَشهَدُ أَو تَغيبُ
بِرُغمي أَن تَبيتَ غَريبَ دارٍ / وَعِشتَ وَأَنتَ في الدُنيا غَريبُ
وَتَخلو مِنكَ أُمنِيَةُ المَعالي / وَيَمحَلُ ذَلِكَ المَرعى الخَصيبُ
وَتَدعوكَ الكُفاةُ وَلا تُناجي / وَتَسأَلُكَ العُفاةُ فَلا تُجيبُ
وَيُقسَمُ في الأَنامِ زَكاةُ مَدحٍ / وَما لَكَ في نِصابِهُم نَصيبُ
خَفيتَ عَنِ العُيونِ وَأَيُّ شَمسٍ / تَلوحُ وَلا يَكونُ لَها مَغيبُ
فَصَبراً يا بَني إِسحَقَ صَبراً / فَرَبُّ العَيشِ بِالحُسنى يُثيبُ
وَخَفَّض عَنكَ نورَ الدينِ حُزناً / تَكادُ الراسِياتُ بِهِ تَذوبُ
فَإِنَّ قَريبَ ما تَخشى بَعيدٌ / وَإِنَّ بَعيدَ ما تَرجو قَريبُ
وَليسَ الحَتفُ في الدُنيا عَجيبُ / وَلَكِنَّ البَقاءَ بِها عَجيبُ
حَوَيتَ الحَمدَ إِرثاً وَاِكتِسابا
حَوَيتَ الحَمدَ إِرثاً وَاِكتِسابا / وَفُقتَ الناسَ فَضلاً وَاِنتِسابا
فَكيفَ رَضيتَ أَن أَشكوكَ يَوماً / وَأُغلِظ في الكِتابِ لَكَ العِتابا
أُزَجّي الكُتبَ مِن فَذٍّ وَمَثنى / فَلَستَ تُعيدُ عَن خَمسٍ جَوابا
وَأَحسَبُ عَدَّها بِبَنانِ كَفّي / كَذَلِكَ شَأنُ مَن عَمِلَ الحِسابا
فَكَم أوليكَ وُدّاً وَاِعتِقاداً / فَتوليني صُدوداً وَاِجتِنابا
هَدَمتَ القَلبَ ثُمَّ سَكَنتَ فيهِ / فَكيفَ جَعَلتَ مَسكَنَكَ الخَرابا
فَزُرنا إِنَّ مَجلِسَنا أَنيقٌ / يَكادُ يُعيدُ مَنظَرُهُ الشَبابا
يُقابِلُهُ بُخاريٌّ تَلَظّى / فَتَحسَبُ حَرَّ آبٍ مِنهُ آبا
لَهُ تاجٌ يُريكَ النارَ تُجلى / وَتَنظُرُ لِلدُخانِ بِهِ اِحتِجابا
فَوِلدانٌ تُديرُ بِذا مُداماً / وَغِلمانٌ تُديرُ بِذا كِتابا
وَلَيلَتُنا شَبيهُ الصُبحِ نوراً / وَقَد عَقَدَ البَخورُ بِها ضَبابا
كَأَنَّ ظَلامَها بِالشَمعِ فَودٌ / وَقَد وَخَطَ القَتيرُ بِهِ فَشابا
وَيَرفُدُ ضَوءَ شَمعَتِنا غُلامٌ / لَها في اللَيلِ تَحسَبُهُ شِهابا
تَقاصَرَ دونَها قَدّاً وَقَدراً / وَجاوَزَها ضِياءً وَالتِهابا
إِذا اِقتَسَمَ العَقائِرَ مَن لَدَيها / جَعَلنا إِسمَهُ الشَحمَ المُذابا
وَقَهوَتُنا مِنَ المَطبوخِ حِلٌّ / إِذا دُعِيَ الفَقيهُ لَها أَجابا
تَجَلَّت في الزُجاجِ بِغَيرِ خِدرٍ / وَصَيَّرَتِ الحَبابَ لَها نِقابا
وَلَمّا ساقَنا نَظمٌ بَديعٌ / يَسَرُّ النَفسَ خَطّاً أَو خِطابا
جَعَلنا الماءَ شاعِرَنا فَلَمّا / جَرَت في فِكرِهِ نَظَمَ الحَبابا
فَزُرنا تَكمُلِ اللَذّاتُ فينا / وَلا تَفتَح لَنا في العَتبِ بابا
وَلا تَجعَل كَلامَ الضِدِّ عُذراً / تَصُدُّ بِهِ الأَحِبَّةَ وَالصِحابا
فَإِنَّ الراحَ لِلأَرواحِ رَوحٌ / إِذا حَضَرَت لِدَفعِ الهَمِّ غابا
وَمِثلُكَ لا يُدَلُّ عَلى صَوابٍ / وَأَنتَ تُعَلِّمُ الناسَ الصَوابا
لَئِن سَمَحَ الزَمانُ لَنا بُقُربٍ
لَئِن سَمَحَ الزَمانُ لَنا بُقُربٍ / نَشَرتُ لَدَيكَ ما في طَيِّ كُتبي
وَقُمتُ مَعَ المَقالِ مَقامَ عَتبٍ / تَوَهَّمَهُ الأَنامُ مَجالَ حَربِ
أَيا مَن غابَ عَن عَيني وَلَكِن / أَقامَ مُخَيَّماً في رَبعِ قَلبي
عَهِدتُكَ زائِري مِن غَيرِ وَعدٍ / فَكَيفَ هَجَرتَني مِن غَيرِ ذَنبِ
فَإِن تَكُ راضِياً بِدَوامِ سُخطي / وَإِن تَكُ واجِداً رَوحاً بِكَربي
فَحَسبي أَنَّني بِرِضاكَ راضٍ / وَحَسبي أَن أَبيتَ وَأَنتَ حَسبي
سَأُمسِكُ عَن جَوابِكَ لا لَعَيِّ
سَأُمسِكُ عَن جَوابِكَ لا لَعَيِّ / وَرَبُّ الأَمرِ مَمنوعُ الجَوابِ
وَلَو أَنّي أَمِنتُ وَقُلتُ عَدلاً / رَأَيتُ الخَطبَ أَهوَنَ مِن خِطابي
نَزِفُّ إِلَيكَ أَبكارَ المَعاني
نَزِفُّ إِلَيكَ أَبكارَ المَعاني / وَسائِرُها لَنا مِنكَ اِكتِسابُ
وَنَحمِلُ مِن نَداكَ إِلَيكَ مالاً / فَأَنتَ البَحرُ يُمطِرُهُ السَحابُ
حُضوري عِندَ مَجدِكَ مِثلُ غَيبي
حُضوري عِندَ مَجدِكَ مِثلُ غَيبي / وَبُعدي عَن جَنابِكَ مِثلُ قُربي
فَإِن تَكُ غائِباً عَن لَحظِ عَيني / فَلَستَ بِغائِبٍ عَن لَحظِ قَلبي
بِشَمسِ الدينِ لَم تُطِقِ الرَعايا
بِشَمسِ الدينِ لَم تُطِقِ الرَعايا / فَكيفَ وَقَد تَبَدَّلَ بِالنَجيبِ
رَعايا ما أَطاقوا بَأسَ كَبشٍ / مُحالٌ أَن يُطيقوا بَأسَ ذِئبِ
لَو كانَ لِريحِ نَكهَتِهِ هُبوبُ
لَو كانَ لِريحِ نَكهَتِهِ هُبوبُ / لَأَوشَكَتِ الجِبالُ لَها تَذوبُ
إِذا ما عابَ ضِرسُ أَبي عَلِيٍّ / فَلَيسَ يُطيقُ يَقلَعُهُ الطَبيبُ
تَحَمَّل مِن حَبيبِكَ كُلَّ ذَنبٍ
تَحَمَّل مِن حَبيبِكَ كُلَّ ذَنبٍ / وَعُدَّ خَطاهُ في وَفقِ الصَوابِ
وَلا تَعتُب عَلى ذَنبٍ حَبيباً / فَكَم هَجراً تَوَلَّدَ مِن عِتابِ
كتبت إلي ترغب في حضوري
كتبت إلي ترغب في حضوري / ورب الفضل دعوته تجاب
فقبلت الكتاب وقلت سمعا / لأمرك سيدي وأنا الجواب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025