وما يَومُ الفِرنْجَةِ مِنكَ فذٌّ
وما يَومُ الفِرنْجَةِ مِنكَ فذٌّ / فَتَحصِرُ عَدَّهُ خُطَطُ الحِسابِ
أَجاشَ الأَربعاءُ لَهُمْ خَميساً / بَعيدُ الغورِ مُلتَطِمُ العُبابِ
وَأَحكِم بِالخَطيمِ لَهُم خِطاماً / أَمرَّ برِيمِهِ مُرَّ الضّرابِ
مَشَوْا مُتَسانِدينَ إِلى صَليبٍ / يُبَرْقِعُ هَبوَةَ الصمِّ الصِّلابِ
تَلُفُّهُمُ المَنايا في الثَّنايا / وَتَفجؤُهُمْ شعوبُ مِنَ الشَّعابِ
أَطاشَتْ سَهمَ كَبشِهِمُ هَناةٌ / فَكُنتَ ذُبابَ طائِشَةِ الذّبابِ
حَلَلتَ التّاجَ عَنْهُ وَحَلَّ تاجاً / مَكانَ العِقْدِ مِن عِقدِ الكِعابِ
أَنافَ عَلى العِقَابِ فَكانَ أَشْهَى / وَأَبهى مِنهُ في ظِلّ العِقابِ
فَأَشْرَف وَهوَ عَن شَرفٍ مَعوقٍ / وَأَصعَد وَهوَ غايَةُ الاِنصِبابِ
تُكاشِرُهُ الشَّوامِتُ وهوَ مُغْضٍ / ثَناهُ مُنَاهُ عَن رَجْعِ الجَوَابِ
بَعيداً عَن قِراعٍ وَاِقتِراعٍ / يَؤوبُ لَهُ إِلى يَومِ المَآبِ
وَكَم سَوطٍ بِخَيلِكَ أَقبلوه ال / صُدورَ فَكانَ سَوطاً مِن عَذابِ
تَركتَهُم بِأَرضِ الشّامِ شاماً / لِظُفْرٍ تَتّقيهِ أَو لِنَابِ
هَتكتَ حِجابهُ وَالشَّمسُ وَسْنَى / بِشَمسٍ لا تُوَارَى بالحجابِ
بِأَبيضَ مِن حَبِيكِ الهِندِ صافٍ / مَصُونِ المَتْنِ مُبتَذِلِ الذُّبابِ
لَهُ سِمَةُ الشّيوخِ صَفاءَ شَيبٍ / وَفي خَطَراتِهِ نَزَقُ الشّبابِ
أَلا يا ناظِرَ الدُّنيا بِعَيْنٍ / أَرَتْهُ عِلابَها خَدْع السّرابِ
تَبَطَّنَها فَطَلّقَها ثَلاثاً / عَلى عِزِّ التَمَلُّقِ والخِلابِ
فَلا يَأوي إِلى رَأيٍ شَعاعٍ / وَلا يثني إِلى أَمَلٍ خَرابِ
تَرَفَّعَ عَن مُجاوَزَةِ الأَماني / وَحَلَّقَ عَن مُحاضَرَةِ التّصابي
صَلاةُ اللَّهِ كُلَّ دُرورِ شَمسٍ / عَلى مَثْوَى أَبيكَ مِنَ التُرابِ
فَقَد أَلْقَى إِلى الإِسلامِ عَضْباً / يُطَبِّقُ في النّوائبِ غيرَ نابي
تَجِيشُ لَهُ رَوَاسٍ كَالرَّواسي / تُمدُّ لَها جِفانٌ كَالجَوابي