المجموع : 4
أَبَا البركاتِ لي مولىً جَوادٌ
أَبَا البركاتِ لي مولىً جَوادٌ / مواهبُهُ كمُنهلِّ السّحابِ
يُحكِّمٌ في مكارِمهِ الأمانِي / ولو كلّفْتَهُ ردّ الشّبابِ
فَما بَالي أرَى ما أَبتغِيهِ / بعيداً عند مُنقَطِعِ السّرابِ
وعذرُكَ في قضا شُغلِي قضاءٌ / يُصرِّفُهُ فَما عُذْرُ الجَوابِ
نهار الشيب يكشف كل ريب
نهار الشيب يكشف كل ريب / تكفل ستره ليل الشباب
ينم على المعايب والمساوي / كما نم النصول على الخضاب
فهل لي بعد أن أضحى بفودي / نهار الشيب عذر في التصابي
غرضت من الحياة فكل عمري
غرضت من الحياة فكل عمري / تصرم بالحوادث والخطوب
فما طفرت يدي بسرور يوم / بغير هموم حادثة مشوب
صبا كالسكر أعقبه شباب / تقضى بالوقائع والحروب
ووافى بعده شيب بغيض / فلا سقيا لأيام المشيب
أراني طيب لذاتي ولهوي / يعد من الجهالة والعيوب
وأداني إلى كبر وضعف / وأدواء خفين على الطبيب
إذا رمت النهوض ظننت أني / حملت ذرى الشناخب من عسيب
فإن أنا قمت بعد الجهد أمشي / فمشي حين أعجل كالدبيب
تسيرني العصا هونا وخلفي / مسير الموت كالريح الهبوب
وأفنى الموت إخواني وقومي / وأترابي فها أنا كالغريب
وفيما قد لقيت ردى وموت / ولكن ليس قلبي كالقلوب
أبى لي أن أبالي بالرزايا
أبى لي أن أبالي بالرزايا / فؤاد لا يروع بالخطوب
ونفس لا تسف لمستفاد / ولا تأسى على وفر سليب
وعلمي أن ما أهوى وأخشى / يزول بغير شك عن قريب