المجموع : 4
أَلِلدُنيا أُعِدُّكَ يا بنَ عَمّي
أَلِلدُنيا أُعِدُّكَ يا بنَ عَمّي / فَأَعلَم أَم أُعِدُّكَ لِلحِسابِ
إِلى كَم لا أَراكَ تُنيلُ حَتّى / أَهُزَّكَ قَد بَرِئتُ مِنَ العِتابِ
وَما تَنفَكُّ مِن جَمعٍ وَوَضعٍ / كَأَنَّكَ عِندَ مُنقَطِعِ التَرابِ
فشرّك عن صديقكَ غيرُ ناءٍ / وخيركَ عند منقطع التراب
أَتَيتُكَ زائِراً فَأَتَيتُ كَلباً / فَحَظّي مِن إِخائِكَ لِلكِلابِ
فَبِئسَ أَخو العَشيرَةِ ما عِلمَنا / وَأَخبَثُ صاحبٍ لِأَخي اِغتِرابِ
أَيَرحَلُ عَنكَ ضَيفُكَ غَيرَ راضٍ / وَرَحلُكَ واسِعٌ خِصبُ الجَنابِ
فَقَد أَصبَحتَ مِن كَرَمٍ بَعيداً / وَمِن ضِدِّ المَكارِمِ في اللُبابِ
وَما بي حاجَةٌ لِجَداكَ لَكِن / أَرُدُّكَ عَن قَبيحِكَ لِلصَوابِ
وَهَبتُ القَومَ لِلحَسَنِ بنِ سَهلٍ
وَهَبتُ القَومَ لِلحَسَنِ بنِ سَهلٍ / فَعَوَّضَني الجَزيلَ مِنَ الثَوابِ
وَقالَ دَعِ الهِجاءَ وَقُل جَميلاً / فَإِنَّ القَصدَ أَقرَبُ لِلثَوابِ
فَقُلتُ لَهُ بَرِئتُ إِلَيكَ مِنهُم / فَلَيتَهُم بِمُنقَطِعِ التَرابِ
وَلَولا نِعمَةُ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ / عَلَيَّ لَسُمتُهُم سوءَ العَذابِ
بِشِعرٍ يَعجَبُ الشُعَراءُ مِنهُ / يُشَبِّهُ بِالهِجاءِ وَبِالعِتابِ
أَكيدُهُمُ مُكايَدَةَ الأَعادي / وَأَختِلُهُم مُخاتَلَةَ الذِئابِ
بَلَوتُ خِيارَهُم فَبَلَوتُ قَوماً / كُهولُهُمُ أَخَسُّ مِنَ الشَبابِ
وَما مُسِخوا كِلاباً غَيرَ أَنّي / رَأَيتُ القَومَ أَشباهَ الكِلابِ
أَبى لي أَن أُطيلَ الشِعرَ قَصدي
أَبى لي أَن أُطيلَ الشِعرَ قَصدي / إِلى المَعنى وَعِلمي بِالصَوابِ
وَإيجازي بِمُختَصَرٍ قَريبٍ / حَذَفتُ بِهِ الفُضولَ مِنَ الجَوابِ
فَأَبعَثَهُنَّ أَربَعَةً وَخَمساً / مُثَقَّفَةً بِأَلفاظٍ عَذابِ
خَوالِدَ ما حَدا لَيلٌ نَهاراً / وَما حَسُنَ الصِبا بِأَخي الشَبابِ
وَهُنَّ إِذا وَسَمتُ بِهِنَّ قَوماً / كَأَطواقِ الحَمائِمِ في الرِقابِ
وَهُنَّ إِذا أَقَمتُ مُسافَراتٌ / تَهادَتها الرُواةُ مَعَ الرِكابِ
أَبا بِشرٍ تَطاوَلَ بي العِتابُ
أَبا بِشرٍ تَطاوَلَ بي العِتابُ / وَطالَ بِيَ التَرَدُّدُ وَالطِلابُ
وَلَم أَترُك مِنَ الأَعذارِ شَيئاً / أُلامُ بِهِ وَإِن كَثُرَ الخِطابُ
سَأَلتَكَ حاجَةً فَطَوَيتَ كَشحاً / عَلى رَغمٍ وَلِلدَهرِ اِنقِلابُ
وَسُمتَني الدَنِيَّةَ مُستَخِفّاً / كَما خُزِمَت بِأَنفِها الصِعابُ
كَأَنَّكَ كُنتَ تَطلُبُني بِثَأرٍ / وَفي هَذا لَكَ العَجَبُ العِجابُ
فَإِن تَكُ حاجَتي غَلَبَت وَأَعيَت / فَمَعذورٌ وَقَد وَجُبَ الثَوابُ
وَإِن يَكُ وَقتُها شَيبَ الغُرابِ / فَلا قُضِيَت وَلا شابَ الغُرابُ
رَجَوتُكَ حينَ قيلَ لِيَ اِبنُ كِسرى / وَإِنَّكَ سِرُّ مُلكِهِمُ اللُبابُ
فَقَد عَجَّلتَ لي مِن ذاكَ وَعداً / وَأَقرَبُ مِن تَناوُلِهِ السَحابُ
وَكُلٌّ سَوفَ يُنشَرُ غَيرَ شَكٍّ / وَيَحمِلُهُ لِطَيَّتِهِ الكِتابُ