القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ حَمْدِيس الكل
المجموع : 4
أراك ركبتَ في الأهوال بحراً
أراك ركبتَ في الأهوال بحراً / عظيماً ليس يُؤمن من خطوبهْ
تُسَيّرُ فلْكهُ شرْقاً وغَرْباً / وتُدْفَعُ من صَبَاهُ إلى جنوبه
وأصعبُ من ركوبِ البحر عندي / أُمُورٌ ألجأتكَ إلى ركوبه
ألا كمْ تُسْمِعُ الزمن العتابا
ألا كمْ تُسْمِعُ الزمن العتابا / تخاطبُهُ ولا يدري الخطابا
أتطمعُ أن يردّ عليك إلفاً / ويُبْقي ما حييتَ لك الشبابا
ألم تَرَ صرفه يُبلي جديداً / ويتركُ آهلَ الدّنْيا يَبابا
وإن كان الثواءُ عليك داءً / فبرؤك في نوىً تُمطي الركابا
وهمّكَ همّ مرتقِبٍ أموراً / تسيحُ على غرائبها اغترابا
وإن أخا الحزامةِ مَن كَراهُ / كَحَسْوِ مُرَوّعِ الطيرِ الثِّغابا
فتىً يستطعمُ البيضَ المواضي / ويستسقي اللهاذمَ لا السحابا
فصرِّفْ في العُلى الأفعالَ حزماً / وعزْمًا إن نحوْتَ بها الصّوابا
وكن في جانبِ التحريض ناراً / تزيدُ بنفحةِ الرّيحِ التهابا
فلم يُمِهِ الحسامَ القينُ إلّا / ليصرفَ عند سلَّتهِ الرّقابا
ولا ترْغبْ بنفسك عن فلاةٍ / تخالُ سَرَابَ قيْعَتها شَرابا
فكم مُلْكٍ يُنال بخوْض هُلْكٍ / فلا يُبْهِمْ عليك الخوفُ بابا
وقفتُ من التناقضِ مُستريباً / وقد يقفُ اللبيبُ إذا استرابا
كأنّ الدهرَ محْسنُهُ مُسيءٌ / فما يَجْزي على عملٍ ثوابا
ولو أخذَ الزّمان بكفّ حرّ / لكان بطبعِهِ أمْراً عُجابا
يَجُرّ عليّ شرْبُ الراحِ همّاً / ويورثُ قلبيَ الشدوُ اكتئابا
وفي خُلُقِ الزّمان طباعُ خُلْفٍ / تُمرِّرُ في فمي النُّغَبَ العذابا
وقد بُدِّلتُ بعد سَرَاةِ قومي / ذئاباً في الصّحابةِ لا صحابا
وألفيتُ الجليسَ على خلافي / فلسْتُ مجالِساً إلّا كِتابَا
وما العنقاءُ أعوزُ من صديقٍ / إذا خَبُثَ الزمانُ عليك طابا
وما ضاقتْ عليَّ الأرضُ إلّا / دَحَوْتُ مكانَها خُلُقاً رحابا
سأعتسِفُ القفارَ بِمُرْقِلاتٍ / تجاوزني سباسِبَها انتهابا
تخالُ حديث أيديها سراعاً / حثيثَ أناملٍ لقطت حسابا
وتحسبُ خافقَ الهادي وجيفاً / يظنّ زمامَ مخطمه حُبابا
وَأَسرى تَحتَ نَجمٍ من سناني / إِذا نَجمٌ عنِ الأَبصارِ غابا
وإنّ المَيْتَ في سفرِ المعالي / كمن نالَ المُنى منها وآبا
ويُنجدني على الحدثان عضْبٌ / يُذلل قرعه النوَبَ الصعابا
يمانٍ كلما استمطرْتُ صوْباً / به من عارض المهَجات صابا
كأن عليه نارَ القينِ تُذكى / فلولا ماءُ رَوْنَقِهِ لَذابا
كأنّ شُعاعَ عينِ الشمسِ فيه / وإن كان الفِرِنْدُ به ضَبابا
كأنّ الدَّهْرَ شَيّبَهُ قديماً / فما زال النجيعُ لهُ خضابا
كأنّ ذُبابَهُ شادي صَبوحٍ / يحرّكُ إن ضربتُ به رقابا
وكنّا في مواطِنِنا كراماً / تعافُ الضيمَ أنفسُنا وتابى
ونطلع في مطالعنا نجوماً / تعدّ لكلّ شيطان شهابا
صبرنا للخطوب على صُروفٍ / إذا رُمِيَ الوليدُ بهنّ شابا
ولم تَسْلَمْ لنا إلا نفوسٌ / وأحسابٌ نُكَرّمهاْ احتسابا
ولم تخْلُ الكواكبُ من سقوطٍ / ولكن لا يُبَلّغُها الترابا
وكنتُ إذا مرضتُ رجوتُ عيشاً
وكنتُ إذا مرضتُ رجوتُ عيشاً / لياليَ كنتُ في شرخ الشبابِ
فصرتُ إذا مرضت خشيت موتاً / وقلتُ قد انقضى عَدَدُ الحسابِ
فنفسُ الشيخ تضعف كلّ حينٍ / وقوّتُهُ على طَرَفِ الذّهابِ
ولستُ مُصَدّقاً خُدَعَ الأماني / وهل تُوكى المَزَادُ على السّرابِ
رُوَيْدَكِ يا معذِّبَةَ القلوبِ
رُوَيْدَكِ يا معذِّبَةَ القلوبِ / أما تَخْشَينَ من كسْبِ الذنوبِ
متى يُجْري طلوعُكِ في جفوني / سنا شمسٍ مواصلةِ الغروبِ
وكم تُبْلي الكروبُ عليك جسمي / ألا فَرَجٌ لديك من الكروبِ
وأنْتِ قدحتِ في أعشارِ قلبي / بسهميك المُعلّى والرّقيبِ
ولم أسمع بأنّ عيونَ عِينٍ / تُفيضُ سهامَهُنَّ على القلوبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025