المجموع : 7
وَقالوا هَل رَأَيتَ أَبا دُؤاد
وَقالوا هَل رَأَيتَ أَبا دُؤاد / فَقُلتُ نَعَمْ رَأَيتُ أَبا الحُبابِ
فَقالوا لا عَلَيكَ رَأَيتَ مِنهُ / كَأَشبَه بِالغُرابِ مِنَ الغُرابِ
تَأَيَّدَ وَاِدَّعى القُربا
تَأَيَّدَ وَاِدَّعى القُربا / وَأَثرى وَاِستَفادَ أَبا
لِتَهنِكَ دَولَةٌ حَدثَت / فَأَحدَثَ عِزُّها نَسَبا
صَنايعه إِلى الأَنذا / لِ تُخبِر أَنَّهُ كذَبا
دَعا شَجوى دُموعَ العَينِ مِنِّي
دَعا شَجوى دُموعَ العَينِ مِنِّي / فَبادَرتِ الدُّموعُ عَلى ثِيابي
وَقالَ القَلبُ سَمعُكَ ساقَ حَتفي / عَلى عَمدٍ وَأَغرَقَ في عَذابي
فَقالَت سَمعُكَ الجاني هَلاكي / بِأَغلَظَ ما يَكونُ مِنَ العِقابِ
وَلا تَغفَل فَتفقِدني فَأَبقى / بِلا قَلبٍ إِلى يَومِ الحِسابِ
فَإِنِّي بَينَ أَطيافِ المَنايا / مُقيمٌ بَينَ أَظفارٍ وَنابِ
فَقالَ السَّمعُ حينَ عَتَبتُ لمهُ / على حُبِّ الخدَلَّجَةِ الكعابِ
وَعَيتُ كَلامَ مُكتَحِلٍ غَريرٍ / فَأَعياني لَهُ رَجعُ الجَوابِ
فَأَدَّيتُ الكَلامَ وَلَم أجِبهُ / إِلى القَلبِ المولَّع بِالتَّصابي
فَعاقِب قَلبَكَ المِلجاجَ فيهِ / وَدَعني لا تَنطَّع في عِقابي
فَقُلتُ صَدَّقَتني وَعَذَلَت قَلبي / وَلَم أحمِل عَلى عَيني عِتابي
فَقالَ القَلبُ ثُمَّ أَقَرَّ ها قَد / عَشِقتَ أَميرَةً تَهوى اِجتِنابي
تَصَبَّر قَد سَقَينَكَ كَأسَ عِشقٍ / حُمَيَّاها تَجول على الحِجابِ
تُنَغِّصُكَ الطَّعامَ وَكُلَّ عَيشٍ / وَتَمزُج ما يَسوؤك بِالشَّرابِ
فَقُلتُ لَهُ قَطَعتَ الصُّلبَ مِنّي / وَقَد أَلصَقتَ خَدِّي بِالتُّرابِ
لَعَلَّكَ قَد كَلِفتَ بِحُبِّ قَصف / فَقالَ القَلبُ قَد قَرطَست ما بي
فَقُلتُ قَتَلتَني وَأَذَبتَ جِسمي / وَقَد آذَنتَ روحي بِالذّهابِ
كَأَنّي عَن قَليلٍ غَير شك / مُسَجَّى بَينَ أَصحابي لِما بي
وَما لي لا أَموتُ وَهَمُّ نَفسي / يُباعِدُني وَيَزهَدُ في اِقتِرابي
إِذا عاهَدتُهُ عَهدَ التَّصابي / يُصَيِّرُ عَهدَهُ لَمعَ السَّرابِ
يُريدُ بِذاكَ تَعذيبي وَغَيظي / وَتَصييرَ الوِصالِ إِلى تَبابِ
وَلَم يَرحَم مُطالَبَتي وَجَهدي / وَما لاقيتُ من طول اكتِئابِ
أَصابَ جَفاؤُهُ قَلبي بِضُرٍّ / وَأَخلَقَ ما لَبِستُ مِنَ الثِّيابِ
وَناوَلَني وَراءَ الظَّهرِ مِنِّي / بِيُسرى الكَفِّ في غِلَظ كِتابي
فَكَيفَ تَلَطُّفي لِأَغَرَّ أَحوَى / إِذا ما زُرتُ أَسرَفَ في سبابي
لَقَد كُنتُ الغَني فَلَم يُجِرني / شَقاءُ الجَدِّ مِن حُبِّ الخِلابِ
وَلي طَرفٌ يُنازِعُني إِلَيها
وَلي طَرفٌ يُنازِعُني إِلَيها / أُحاوِلُ صَرفَهُ عَنِّي فَيابى
أُقاتِلُهُ لأَصرِفَهُ قِتالاً / وَيَأبى نَحوَها إِلَّا ذهابا
فَطَرفي هكَذا وَإِذا أَرادَت / لِتَصرِفَ طَرفَها عَنِّي أَجابا
أَحينَ مَلَكتَ يا إِنسانُ أَمري / فَتَحتَ مِنَ العَذابِ عَلَيَّ بابا
أَدالَ اللَّهُ مِنكَ بِيَومِ صِدقٍ / يَكونُ لِما سَبَقتَ بِهِ عِقابا
أَتَعزِفُ أم تُقيمُ عَلى التَّصابي
أَتَعزِفُ أم تُقيمُ عَلى التَّصابي / فَقَد كَثُرَت مُناقَلَةُ العِتابِ
إِذا ذُكِرَ السُّلوُّ عَنِ التَّصابي / نَفَرتَ مِن اِسمِهِ نَفرَ الصِّعابِ
وَكَيفَ يُلامُ مِثلُكَ في التَّصابي / وَأَنتَ فَتى المَجانَةِ وَالشَّبابِ
سَأَعزِفُ إِن عزَفت عَنِ التَّصابي / فَأَغرَتني المَلامَةُ بِالتَّصابي
فَدَيتُكِ قَد كَفَفتُ عَنِ العِتابِ
فَدَيتُكِ قَد كَفَفتُ عَنِ العِتابِ / لما حاذَرتُ مِن سوءِ الجَوابِ
وَلَم أَرَ حيلَةً تُجدي لِنَفعٍ / لَدَيكُم غَيرَ صَبري وَاِحتِسابي
وَأَعمَلتُ الأَماني فيكِ حَتَّى / كَأَنِّي قَد مَلَكتُكِ في الحِسابِ
أُعاتَبُ في الهَوى وَأَقَلُّ وَجدي / بِمَن أَهوى يَجل عَنِ العِتابِ
أَلا لِلَّهِ ما جَنتِ الخُطوبُ
أَلا لِلَّهِ ما جَنتِ الخُطوبُ / تُخُرمَ مِن أَحبَتنا حَبيبُ
فَماتَ الشِّعرُ مِن بَعد اِبن أَوس / فَلا أَدَب يُحَسُّ وَلا أَديبُ
وَكُنتَ ضَريبَ وَحدِكَ يا اِبنَ أَوس / وَهذا الناسُ أَخلافٌ ضُروبُ
لَئِن قَطَعَتكَ قاطِعَةُ المَنايا / لَمَنكَ وَفيكَ قُطِّعَتِ القُلوبُ