المجموع : 8
إِذا لاقى بَنو مَروانَ سَلّوا
إِذا لاقى بَنو مَروانَ سَلّوا / لِدينِ اللَهِ أَسيافاً غِضابا
صَوارِمَ تَمنَعُ الإِسلامَ مِنهُم / يُوَكَّلُ وَقعُهُنَّ بِمَن أَرابا
بِهِنَّ لَقوا بِمَكَّةَ مُلحِديها / وَمَسكِنَ يُحسِنونَ بِها الضَرابا
فَلَم يَترُكنَ مِن أَحَدٍ يُصَلّي / وَراءَ مُكَذِّبٍ إِلّا أَنابا
إِلى الإِسلامِ أَو لاقى ذَميماً / بِها رُكنَ المَنِيَّةِ وَالحِسابا
وَعَرَّدَ عَن بَنيهِ الكَسبُ مِنهُم / وَلَو كانوا ذَوي غَلَقٍ شَغابا
أَكانَ الباهِلِيُّ يَظُنُّ أَنّي
أَكانَ الباهِلِيُّ يَظُنُّ أَنّي / سَأَقعُدُ لا يُجاوِزُهُ سِبابي
فَإِنّي مِثلُهُ إِن لَم أُجاوِز / إِلى كَعبٍ وَرابِيَتَي كِلابِ
أَأَجعَلُ دارِماً كَاِبنَي دُخانٍ / وَكانا في الغَنيمَةِ كَالرِكابِ
وَلَو سَيَّرتُمُ فيمَن أَصابَت / عَلى القَسِماتِ أَظفاري وَنابي
إِذاً لَرَأَيتُمُ عِظَةً وَزَجراً / أَشَدَّ مِنَ المُصَمِّمَةِ العِضابِ
إِذا سَعدُ بنُ زَيدِ مَناةَ سالَت / بِأَكثَرِ في العَديدِ مِنَ التُرابِ
رَأَيتَ الأَرضَ مَغضِيَةً بِسَعدٍ / إِذا فَرَّ الذَليلُ إِلى الشِعابِ
وَإِنَّ الأَرضُ تَعجَزُ عَن رِجالٍ / وَهُم مِثلُ المُعَبَّدَةِ الجِرابِ
رَأَيتُ لَهُم عَلى الأَقوامِ فَضلاً / بِتَوطاءِ المَناخِرِ وَالرِقابِ
أَباهِلَ أَينَ مَنجاكُم إِذا ما / مَلَأنا بِالمُلوكِ وَبِالقِبابِ
تِهامَةَ وَالبِطاحَ إِذا سَدَدنا / بِخِندِفَ مِن تِهامَةَ كُلَّ بابِ
فَما أَحَدٌ مِنَ الأَقوامِ عَدّوا / عُروقَ الأَكرَمينَ عَلى اِنتِسابِ
بِمُحتَفِظينَ إِن فَضَّلتُمونا / عَلَيهِم في القَديمِ وَلا غِضابِ
وَلَو رَفَعَ الإِلَهُ إِلَيهِ قَوماً / لَحِقنا بِالسَماءِ مَعَ السَحابِ
وَهَل لِأَبيكَ مِن حَسَبٍ يُسامي / مُلوكَ المالِكَينِ ذَوي الحِجابِ
رَأَيتُ نَوارَ قَد جَعَلَت تَجَنّى
رَأَيتُ نَوارَ قَد جَعَلَت تَجَنّى / وَتُكثِرُ لي المَلامَةَ وَالعِتابا
وَأَحدَثُ عَهدِ وَدَّكَ بِالغَواني / إِذا ما رَأسُ طالِبِهِنَّ شابا
فَلا أَسطيعُ رَدَّ الشَيبِ عَنّي / وَلا أَرجو مَعَ الكِبَرِ الشَبابا
فَلَيتَ الشَيبَ يَومَ غَدا عَلَينا / إِلى يَومِ القِيامَةِ كانَ غابا
فَكانَ أَحَبَّ مُنتَظَرٍ إِلَينا / وَأَبغَضَ غائِبٍ يُرجى إِيابا
فَلَم أَرَ كَالشَبابِ مَتاعَ دُنيا / وَلَم أَرَ مِثلَ كِسوَتِهِ ثِيابا
وَلَو أَنَّ الشَبابَ يُذابُ يَوماً / بِهِ حَجَرٌ مِنَ الجَبَلَينِ ذابا
فَإِنّي يا نُوارُ أَبى بَلائي / وَقَومي في المَقامَةِ أَن أُعابا
هُمُ رَفَعوا يَدَيَّ فَلَم تَنَلني / مُفاضَلَةً يَدانِ وَلا سِبابا
ضَبَرتُ مِنَ المِئينَ وَجَرَّبَتني / مَعَدٌّ أُحرِزَ القُحامَ لِرِغابا
بِمُطَّلِعِ الرِهانِ إِذا تَراخى / لَهُ أَمَدٌ أَلَحَّ بِهِ وَثابا
أَميرَ المُؤمِنينَ وَقَد بَلَونا / أُمورَكَ كُلَّها رُشداً صَوابا
تَعَلَّم إِنَّما الحَجّاجُ سَيفٌ / تُجَذُّ بِهِ الجَماجِمَ وَالرِقابا
هُوَ السَيفُ الَّذي نَصَرَ اِبنَ أَروى / بِهِ مَروانُ عُثمانَ المُصابا
إِذا ذَكَرَت عُيونُهُمُ اِبنَ أَروى / وَيَومَ الدارِ أَسهَلَتِ اِنسِكابا
عَشِيَّةَ يَدخُلونَ بِغَيرِ إِذنٍ / عَلى مُتَوَكِّلٍ وَفّى وَطابا
خَليلِ مُحَمَّدٍ وَإِمامِ حَقٍّ / وَرابِعِ خَيرِ مَن وَطِئَ التُرابا
فَلَيسَ بِزايِلٍ لِلحَربِ مِنهُم / شِهابٌ يُطفِؤونَ بِهِ شِهابا
بِهِ تُبنى مَكارِمُهُم وَتُمرى / إِذا ما كانَ دِرَّتُها اِعتِصابا
وَخاضِبِ لِحيَةٍ غَدَرَت وَخانَت / جَعَلتَ لِشَيبِها دَمَهُ خِضابا
وَمُلحَمَةٍ شَهِدتَ لِيَومَ بَأسٍ / تَزيدُ المَرءَ لِلأَجَلِ اِقتِرابا
تَرى القَلعِيَّ وَالماذِيَّ فيها / عَلى الأَبطالِ يَلتَهِبُ اِلتِهابا
شَدَختَ رُؤوسَ فِتيَتَها فَداخَت / وَأَبصَرَ مَن تَرَبَّصَها فَتابا
رَأَيتُكَ حينَ تَعتَرِكُ المَنايا / إِذا المَرعوبُ لِلغَمَراتِ هابا
وَأَذلَقَهُ النِفاقُ وَكادَ مِنهُ / وَجيبُ القَلبِ يَنتَزِعُ الحِجابا
تَهونُ عَلَيكَ نَفسُكَ وَهوَ أَدنى / لِنَفسِكَ عِندَ خالِقِها ثَوابا
فَمَن يَمنُن عَلَيكَ النَصرَ يَكذِب / سِوى اللَهِ الَّذي رَفَعَ السَحابا
تَفَرَّد بِالبَلاءِ عَلَيكَ رَبٌّ / إِذا ناداهُ مُختَشِعٌ أَجابا
وَلَو أَنَّ الَّذي كَشَّفتَ عَنهُم / مِنَ الفِتَنِ البَلِيَّةَ وَالعَذابا
جَزوكَ بِها نُفوسَهُمُ وَزادوا / لَكَ الأَموالَ ما بَلَغوا الثَوابا
فَإِنّي وَالَّذي نَحَرَت قُرَيشٌ / لَهُ بِمِنىً وَأَضمَرَتِ الرِكابا
إِلَيهِ مُلَبَّدينَ وَهُنَّ خوصٌ / لِيَستَلِموا الأَواسِيَ وَالحِجابا
لَقَد أَصبَحتُ مِنكَ عَلَيَّ فَضلٌ / كَفَضلِ الغَيثِ يَنفَعُ مَن أَصابا
وَلَو أَنّي بِصينِ اِستانَ أَهلي / وَقَد أَغلَقتُ مِن هَجرَينِ بابا
عَلَيَّ رَأَيتُ يا اِبنَ أَبي عَقيلٍ / وَرائي مِنكَ أَظفاراً وَنابا
فَعَفوُكَ يا اِبنَ يوسُفَ خَيرُ عَفوٍ / وَأَنتَ أَشَدُّ مُنتَقِمٍ عِقابا
رَأَيتُ الناسَ قَد خافوكَ حَتّى / خَشوا بِيَدَيكَ أَو فَرَقوا الحِسابا
وَلَولا أَنَّ أُمّي مِن عَدِيٍّ
وَلَولا أَنَّ أُمّي مِن عَدِيٍّ / وَأَنّي كارِهٌ سُخطَ الرَبابِ
إِذاً لَأَتى الدَواهي مِن قَريبٍ / بِخِزيٍ غَيرِ مَصروفِ العِقابِ
أَروني مَن يَقومُ لَكُم مَقامي
أَروني مَن يَقومُ لَكُم مَقامي / إِذا ما الأَمرُ جَلَّ عَنِ العِتابِ
إِلى مَن تَفزَعونَ إِذا حَثَوتُم / بِأَيديكُم عَلَيَّ مِنَ التُرابِ
وَما أَحَدٌ إِذا الأَقوامُ عَدّوا
وَما أَحَدٌ إِذا الأَقوامُ عَدّوا / عُروقَ الأَكرَمينَ إِلى التُرابِ
بِمُحتَفِظينَ إِن فَضَّلتُمونا / عَلَيهِم في القَديمِ وَلا غِضابِ
وَلَو رَفَعَ السَحابُ إِلَيهِ قَوماً / عَلَونا في السَماءِ إِلى السَحابِ
أَنا اِبنُ العاصِمينَ بَني تَميمٍ
أَنا اِبنُ العاصِمينَ بَني تَميمٍ / إِذا ما أَعظَمُ الحَدَثانِ نابا
نَما في كُلِّ أَصيَدَ دارِمِيٍّ / أَغَرَّ تَرى لِقُبَّتِهِ حِجابا
مُلوكٌ يَبتَنونَ تَوارَثوها / سُرادِقَها المُقاوِلُ وَالقِبابا
مِنَ المُستَأذَنينَ تَرى مَعَدّاً / خُشوعاً خاضِعينَ لَهُ الرِقابا
شُيوخٌ مِنهُمُ عُدُسُ بنُ زَيدٍ / وَسُفيانُ الَّذي وَرَدَ الكُلابا
يَقودُ الخَيلَ تَركَبُ مِن وَجاها / نَواصِيَها وَتَغتَصِبُ الرِكابا
تَفَرَّعَ في ذُرى عَوفِ بنِ كَعبٍ / وَتَأبى دارِمٌ لي أَن أُعابا
وَضَمرَةُ وَالمُجَبِّرُ كانَ مِنهُم / وَذو القَوسِ الَّذي رَكَزَ الحِرابا
يَرُدّونَ الحُلومَ إِلى جِبالٍ / وَإِن شاغَبتَهُم وَجَدوا شِغابا
أُلاكَ وَعيرِ أُمَّكَ لَو تَراهُم / بِعَينِكَ ما اِستَطَعتَ لَهُم خِطابا
رَأَيتَ مَهابَةً وَأُسودَ غابٍ / وَتاجَ المُلكِ يَلتَهِبُ اِلتِهابا
بَنو شَمسِ النَهارِ وَكُلِّ بَدرٍ / إِذا اِنجابَت دُجُنَّتُهُ اِنجِيابا
فَكَيفَ تُكَلِّمُ الظَربى عَلَيها / فِراءُ اللُؤمِ أَرباباً غِضابا
لَنا قَمَرُ السَماءِ عَلى الثُرَيّا / وَنَحنُ الأَكثَرونَ حَصىً وَغابا
وَلَستُ بِنائِلٍ قَمَرَ الثُرَيّا / وَلا جَبَلي الَّذي فَرَعَ الهِضابا
أَتَطلُبُ يا حِمارَ بَني كُلَيبٍ / بِعانَتِكَ اللَهاميمَ الرِغابا
وَتَعدِلُ دارِماً بِبَني كُلَيبٍ / وَتَعدِلُ بِالمُفَقّئَةِ السِبابا
فَقُبِّحَ شَرُّ حَيَّينا قَديماً / وَأَصغَرُهُ إِذا اِغتَرَفوا ذِنابا
وَلَم تَرِثِ الفَوارِسِ مِن عُبَيدٍ / وَلا شَبَثاً وَرِثتَ وَلا شِهابا
وَطاحَ اِبنُ المَراغَةِ حينَ مَدَّت / أَعِنَّتُنا إِلى الحَسَبِ النِسابا
وَأَسلَمَهُم وَكانَ كَأُمِّ حِلسٍ / أَقَرَّت بَعدَ نَزوَتِها فَغابا
وَلَمّا مُدَّ بَينَ بَني كُلَيبٍ / وَبَيني غايَةٌ كَرِهوا النِصابا
رَأَوا أَنّا أَحَقُّ بِآلِ سَعدٍ / وَأَنَّ لَنا الحَناظِلَ وَالرِبابا
وَأَنَّ لَنا بَني عَمروٍ عَلَيهِم / لَنا عَدَدٌ مِنَ الأَثَرَينِ ثابا
ذُبابٌ طارَ في لَهَواتِ لَيثٍ / كَذاكَ اللَيثُ يَلتَهِمُ الذُبابا
هِزَبرٌ يَرفِتُ القَصَراتِ رَفتاً / أَبى لِعُداتِهِ إِلّا اِغتِصابا
مِنَ اللائي إِذا أُرهِبنَ زَجراً / دَنَونَ وَزادَهُنَّ لَهُ اِقتِرابا
أَتَعدِلُ حَومَتي بِبَني كُلَيبٍ / إِذا بَحرِي رَأَيتَ لَهُ اِضطِرابا
تَرومُ لِتَركَبَ الصُعَداءَ مِنهُ / وَلَو لُقمانُ ساوَرَها لَهابا
أَتَت مِن فَوقِهِ الغَمَراتُ مِنهُ / بِمَوجٍ كادَ يَجتَفِلُ السَحابا
تَقاصَرَتِ الجِبالُ لَهُ وَطَمَّت / بِهِ حَوماتُ آخَرُ قَد أَنابا
بِأَيَّةِ زَنمَتَيكَ تَنالُ قَومي / إِذا بَحرِي رَأَيتُ لَهُ عُبابا
تَرى أَمواجَهُ كَجِبالِ لُبنى / وَطَودِ الخَيفِ إِذ مَلَأَ الجَنابا
إِذا جاشَت ذُراهُ بِجُنحِ لَيلٍ / حَسِبتَ عَلَيهِ حَرّاتٍ وَلابا
مُحيطاً بِالجِبالِ لَهُ ظِلالٌ / مَعَ الجَرباءِ قَد بَلَغَ الطِبابا
فَإِنَّكَ مِن هِجاءِ بَني نُمَيرٍ / كَأَهلِ النارِ إِذ وَجَدوا العَذابا
رَجَوا مِن حَرِّها أَن يَستَريحوا / وَقَد كانَ الصَديدُ لَهُم شَرابا
فَإِن تَكُ عامِراً أَثرَت وَطابَت / فَما أَثرى أَبوكَ وَما أَطابا
وَلَم تَرِثِ الفَوارِسِ مِن نُمَيرٍ / وَلا كَعباً وَرِثتَ وَلا كِلابا
وَلَكِن قَد وَرِثتَ بَني كُلَيبٍ / حَظائِرَها الخَبيثَةَ وَالزِرابا
وَمَن يَختَر هَوازِنَ ثُمَّ يَختَر / نُمَيراً يَختَرِ الحَسَبَ اللُبابا
وَيُمسِك مِن ذُراها بِالنَواصي / وَخَيرَ فَوارِسٍ عُلِموا نِصابا
هُمُ ضَرَبوا الصَنائِعَ وَاِستَباحوا / بِمَذحِجَ يَومَ ذي كَلَعٍ ضِرابا
وَإِنَّكَ قَد تَرَكتَ بَني كُلَيبٍ / لِكُلِّ مُناضِلٍ غَرَضاً مُصابا
كُلَيبٌ دِمنَةٌ خَبُثَت وَقَلَّت / أَبى الآبي بِها إِلّا سِبابا
وَتَحسِبُ مِن مَلائِمِها كُلَيبٍ / عَلَيها الناسُ كُلَّهُمُ غِضابا
فَأَغلَقَ مِن وَراءِ بَني كُلَيبٍ / عَطِيَّةُ مِن مَخازي اللُؤمِ بابا
بِثَديِ اللُؤمِ أُرضِعَ لِلمَخازي / وَأَورَثَكَ المَلائِمَ حينَ شابا
وَهَل شَيءٌ يَكونُ أَذَلَّ بَيتاً / مِنَ اليَربوعِ يَحتَفِرُ التُرابا
لَقَد تَرَكَ الهُذَيلُ لَكُم قَديماً / مَخازِيَ لا يَبِتنَ عَلى إِرابا
سَما بِرِجالِ تَغلِبَ مِن بَعيدٍ / يَقودونَ المُسَوَّمَةَ العِرابا
نَزائِعَ بَينَ حُلّابٍ وَقَيدٍ / تُجاذِبُهُم أَعِنَّتَها جِذابا
وَكانَ إِذا أَناخَ بِدارِ قَومٍ / أَبو حَسّانَ أَورَثَها خَرابا
فَلَم يَبرَح بِها حَتّى اِحتَواهُم / وَحَلَّ لَهُ التُرابُ بِها وَطابا
عَوانِيَ في بَني جُشَمَ بنِ بَكرٍ / فَقَسَّمَهُنَّ إِذ بَلَغَ الإِيابا
نِساءٌ كُنَّ يَومَ إِرابَ خَلَّت / بُعولَتَهُنَّ تَبتَدِرُ الشِعابا
خُواقُ حِياضِهِنَّ يَسيلُ سَيلاً / عَلى الأَعقابِ تَحسِبُهُ خِضابا
مَدَدنَ إِلَيهِمُ بِثُدِيِّ آمٍ / وَأَيدٍ قَد وَرِثنَ بِها حِلابا
يُناطِحنَ الأَواخِرَ مُردَفاتٍ / وَتَسمَعُ مِن أَسافِلِها ضِغابا
لَبِئسَ اللاحِقونَ غَداةَ تُدعى / نِساءُ الحَيِّ تَرتَدِفُ الرِكابا
وَأَنتُم تَنظُرونَ إِلى المَطايا / تَشِلُّ بِهِنَّ أَعراءً سِغابا
فَلَو كانَت رِماحُكُمُ طِوالاً / لَغِرتُمُ حينَ أَلقَينَ الثِيابا
يَئِسنَ مِنَ اللَحاقِ بِهِنَّ مِنكُم / وَقَد قَطَعوا بِهِنَّ لِوىً حِدابا
فَكَم مِن خائِفٍ لي لَم أَضِرهُ / وَآخَرَ قَد قَذَفتُ لَهُ شِهابا
وَغُرٍّ قَد نَسَقتُ مُشَهَّراتٍ / طَوالِعَ لا تُطيقُ لَها جَوابا
بَلَغنَ الشَمسَ حَيثُ تَكونُ شَرقاً / وَمَسقَطَ قَرنِها مِن حَيثُ غابا
بِكُلِّ ثَنِيَّةٍ وَبِكُلِّ ثَغرٍ / غَرائِبُهُنَّ تَنتَسِبُ اِنتِسابا
وَخالي بِالنَقا تَرَكَ اِبنَ لَيلى / أَبا الصَهباءِ مُحتَفِراً لِهابا
كَفاهُ التَبلِ تَبلَ بَني تَميمٍ / وَأَجزَرَهُ الثَعالِبَ وَالذِئابا
لَئِن تَفرَكَّ عِلجَةُ آلِ زَيدٍ
لَئِن تَفرَكَّ عِلجَةُ آلِ زَيدٍ / وَيُعوِزكَ المُرَقَّقُ وَالصِنابُ
فَقِدماً كانَ عَيشُ أَبيكَ مُرّاً / يَعيشُ بِما تَعيشُ بِهِ الكِلابُ