المجموع : 4
بذكر الله تزدادُ الذنوبُ
بذكر الله تزدادُ الذنوبُ / وتحتجبُ البصائرُ والقلوبُ
وترك الذكر أفضل منه حالاً / فإنَّ الشمسَ لها غروبُ
تدبر أيها الحبرُ اللبيبُ
تدبر أيها الحبرُ اللبيبُ / أموراً قالها الفطنُ المصيبُ
وحقِّق ما رمى لك من معانٍ / حواها لفظُه العذبُ العجيب
ولا تنظره في الكوان تشقى / ويتعب جسمُك الفَذّ الغريب
إذا ما كنت نسختها فما لي / أروم البعد والمعنى قريب
فخلع عليه
فخلع عليه / ما كان عليه
خلعت عليك أثوابي / وكان التَرك أولى بي
لأنَّ القومَ ما قاموا / من أجلِ الله بالبابِ
ولكن قد أبتْ نفسي / سوى كرمي وأحسابي
فما سيفي له نابي / ولاطَرفي له كابي
سأركضه وأنكصُه / وأحمي البابَ بالبابِ
سوى هذا فلا أرجو / شفاءً منه مما بي
على هذا مضى الأسلا / ف مني ثم أحبابي
فدأبُ القومِ إشراكٌ / كما توحيدُه دابي
فربٌّ واحدٌ خيرٌ / من أملاكٍ وأربابِ
جعلتُ منزلي قبري / وأكفاني من أثوابي
وأغلقتُ من أجل الله / دونَ القومِ أبوابي
فما أنا منهم خربٌ / ولا القومُ من أحزابي
ولولا صبيةٌ يتم / لما فارقتُ محرابي
عجبت لمن دعا ولمن أجابا
عجبت لمن دعا ولمن أجابا / وما علم الدعاء ولا الجوابا
فلما ان تحققَّ من دعاه / وحقق ما دعاه به أنابا
ولكن بالإيابةِ عن قبولٍ / لدعوته فأخطأ ما أصابا
وأما العارفون به فقاموا / عن الكشف الذي يهدي الصوابا
وقرر شرعّه تقرير حبر / وأنزله على شخص كتابا
وفازَ المؤمنون به ونالوا / من الله السعادةَ والثوابا
ونالَ المذنبون كثيرَ عفوٍ / وفي الدنيا فما أمنوا العقابا
إقامة حدِّه المشروعِ فيهم / يقامُ به وقد قبلَ المتابا
ولا ينجيه منه قبولُ توبٍ / إذا علم الإمامُ وقد أنابا
وبدينه الإمام ويصطفيه / ويوليه العقوبةَ والعقابا
وما حكمُ القيامة فيه هذا / وإنْ وفاه خالقه الحسابا
يراه الأشعريُّ بغير حدٍّ / ويثبتُ منكروه له الحجابا
ومن شهدَ الأمور بلا غطاء / تراه وما تراه إذا يحابى
ويشهده العليم بكلِّ وجه / ويعلم أنه إنْ خابَ خابا
ولولا كونُه ما كان كون / وبالإتيان أشهدنا السحابا
أتاك بها الحكمُ الفصلِ فينا / ويفتح ظُله فيه وبابا