المجموع : 6
عَرَفتَ دِيارَ زَينَبَ بِالكَثيبِ
عَرَفتَ دِيارَ زَينَبَ بِالكَثيبِ / كَخَطِّ الوَحيِ في الرَقِّ القَشيبِ
تَعاوَرُها الرِياحُ وَكُلُّ جَونٍ / مِنَ الوَسمِيِّ مُنهَمِرٍ سَكوبِ
فَأَمسى رَسمُها خَلَقاً وَأَمسَت / يَباباً بَعدَ ساكِنِها الحَبيبِ
فَدَع عَنكَ التَذَكُّرَ كُلَّ يَومٍ / وَرُدَّ حَرارَةَ الصَدرِ الكَئيبِ
وَخَبِّر بِالَّذي لا عَيبَ فيهِ / بِصِدقٍ غَيرِ إِخبارِ الكَذوبِ
بِما صَنَعَ المَليكُ غَداةَ بَدرٍ / لَنا في المُشرِكينَ مِنَ النَصيبِ
غَداةَ كَأَنَّ جَمعَهُمُ حِراءٌ / بَدَت أَركانُهُ جُنحَ الغُروبِ
فَلاقَيناهُمُ مِنّا بِجَمعٍ / كَأُسدِ الغابِ مِن مُردٍ وَشيبِ
أَمامَ مُحَمَّدٍ قَد آزَروهُ / عَلى الأَعداءِ في رَهجِ الحُروبِ
بِأَيديهِم صَوارِمُ مُرهَفاتٌ / وَكُلُّ مُجَرَّبٍ خاظي الكُعوبِ
بَنو الأَوسِ الغَطارِفِ آزَرَتها / بَنو النَجّارِ في الدينِ الصَليبِ
فَغادَرنا أَبا جَهلٍ صَريعاً / وَعُتبَةَ قَد تَرَكنا بِالجَبوبِ
وَشَيبَةَ قَد تَرَكنا في رِجالٍ / ذَوي حَسَبٍ إِذا اِنتَسَبوا حَسيبِ
يُناديهِم رَسولُ اللَهِ لَمّا / قَذَفناهُم كَباكِبَ في القَليبِ
أَلَم تَجِدوا حَديثِ كانَ حَقّاً / وَأَمرُ اللَهِ يَأخُذُ بِالقُلوبِ
فَما نَطَقوا وَلَو نَطَقوا لَقالوا / صَدَقتَ وَكُنتَ ذا رَأيٍ مُصيبِ
وَلا وَاللَهِ ما تَدري هُذَيلٌ
وَلا وَاللَهِ ما تَدري هُذَيلٌ / أَمَحضٌ ماءُ زَمزَمَ أَم مَشوبُ
وَما لَهُم إِذا اِعتَمَروا وَحَجّوا / مِنَ الحَجَرَينِ وَالمَسعى نَصيبُ
وَلَكِنَّ الرَجيعَ لَهُم مَحَلٌّ / بِهِ اللُؤمُ المُبَيَّنُ وَالعُيوبُ
كَأَنَّهُمُ لَدى الكَنّاتِ أَصلاً / تُيوسٌ بِالحِجازِ لَهُم نَبيبُ
هُمُ غَرّوا بِذِمَّتِهِم خُبَيناً / فَبِئسَ العَهدُ عَهدُهُمُ الكَذوبُ
وَهُم بِالبَظرِ تَأزَمُ أَسكَتاهُ / عَلَيهِ ما يَجيءُ وَما يَجيبُ
تَحوزُهُمُ وَتَدفُعُهُم عَلَيَّ / فَقَد عاشوا وَلَيسَ لَهُم قُلوبُ
مُزَينَةُ لا يُرى فيها خَطيبُ
مُزَينَةُ لا يُرى فيها خَطيبُ / وَلا فَلجٌ يُطافُ بِهِ خَصيبُ
وَلا مَن يَملَءُ الشيزى وَيَحمي / إِذا ما الكَلبُ أَجحَرَهُ الضَريبُ
رِجالٌ تَهلِكُ الحَسَناتُ فيهِم / يَرَونَ التَيسَ كَالفَرَسِ النَجيبُ
مَتى تُنسَب قُرَيشٌ أَو تُحَصَّل
مَتى تُنسَب قُرَيشٌ أَو تُحَصَّل / فَما لَكَ في أُرومَتِها نِصابُ
نَفَتكَ بَنو هُصَيصٍ عَن أَبيها / لِشِجعٍ حَيثُ تُستَرَقُ العِيابُ
وَأَنتَ اِبنُ المُغيرَةِ عَبدُ شَولٍ / قَدِ اِندَبَ حَبلَ عاتِقِكَ الوِطابُ
إِذا عُدَّ الأَطائِبُ مِن قُرَيشٍ / تَلاقَت دونَ نِسبَتِكُم كِلابُ
وَعِمرانَ اِبنَ مَخزومٍ فَدَعها / هُناكَ السِرُّ وَالحَسَبُ اللُبابُ
فَخَرتُم بِاللِواءِ وَشَرُّ فَخرٍ
فَخَرتُم بِاللِواءِ وَشَرُّ فَخرٍ / لِواءٌ حينَ رُدَّ إِلى صُؤابِ
جَعَلتُم فَخرَكُم فيهِ لِعَبدٍ / مِنَ اِلأَمِ مَن يَطا عَفَرَ التُرابِ
حَسِبتُم وَالسَفيهُ أَخو ظُنونٍ / وَذَلِكَ لَيسَ مِن أَمرِ الصَوابِ
بِأَنَّ لِقاءَنا إِذ حانَ يَومٌ / بِمَكَّةَ بَيعُكُم حُمرَ الثِيابِ
أَقَرَّ العَينَ أَن عُصِبَت يَداهُ / وَما إِن تُعصَبانِ عَلى خِضابِ
إِذاً وَاللَهِ نَرميهِم بِحَربٍ
إِذاً وَاللَهِ نَرميهِم بِحَربٍ / تُشيبُ الطِفلَ مِن قَبلِ المَشيبِ