المجموع : 3
أَلَم تَربَع عَلى الطَلَلِ المُريبِ
أَلَم تَربَع عَلى الطَلَلِ المُريبِ / عَفا بَينَ المُحَصَّبِ فَالطَلوبِ
بِمَكَّةَ دارِساً دَرَجَت عَلَيهِ / خِلافَ الحَيِّ دَيلُ صَباً دَؤوبِ
فَأَقفَرَ غَيرَ مُنتَضِدٍ وَنُؤيٍ / أَجَدَّ الشَوقَ لِلقَلبِ الطَروبِ
كَأَنَّ الرَبعَ أُلبِسَ عَبقَرِيّاً / مِنَ الجَنَدِيِّ أَو بَزِّ الجَروبِ
كَأَنَّ مَقَصَّ رامِسَةٍ عَلَيهِ / مَعَ الحِدثانِ سَطرٌ في عَسيبِ
لِنُعمٍ إِذ تَعاوَدَهُ هُيامٌ / بِهِ أَعيا عَلى الحاوي الطَبيبِ
لَعَمرُكَ إِنَّني مِن دَينِ نُعمٍ / لَكَالداعي إِلى غَيرِ المُجيبِ
وَما نُعمٌ وَلَو عُلِّقتُ نُعماً / بِجازِيَةِ النَوالِ وَلا مُثيبِ
وَما تَجزي بِقَرضِ الوُدِّ نُعمٌ / وَلا تَعِدُ النَوالَ إِلى قَريبِ
إِذا نُعمٌ نَأَت بَعُدَت وَتَعدو / عَوادٍ أَن تُزارَ مَعَ الرَقيبِ
وَإِن شَطَّت بِها دارٌ تَعَيّا / عَلَيهِ أَمرُهُ بالَ الغَريبِ
أُسَمّيها لِتُكتَمَ بِاِسمِ نُعمٍ / وَيُبدي القَلبُ عَن شَخصٍ حَبيبِ
وَأَكتُمُ ما أُسَمّيها وَتَبدو / شَواكِلُهُ لِذي اللُبِّ الأَريبِ
فَإِمّا تُعرِضي عَنّا وَتُعدي / بِقَولِ مُماذِقٍ مَلِقٍ كَذوبِ
فَكَم مِن ناصِحٍ في آلِ نُعمٍ / عَصَيتُ وَذي مُلاطَفَةٍ نَسيبِ
فَهَلّا تَسأَلي أَفناءَ سَعدٍ / وَقَد تَبدو التَجارِبُ لِلَّبيبِ
سَبَقنا بِالمَكارِمِ وَاِستَبَحنا / قُرى ما بَينَ مَأرِبَ فَاِلدُروبِ
بِكُلِّ قِيادِ سَلهَبَةٍ سَبوحٍ / وَسامي الطَرفِ ذي حُضرٍ نَجيبِ
وَنَحنُ فَوارِسُ الهَيجا إِذا ما / رَئيسُ القَومِ أَجمَعَ لِلهُروبِ
نُقيمُ عَلى الخُطوبِ فَلَن تَرانا / نُشَلُّ نَخافُ عاقِبَةَ الخُطوبِ
وَيَمنَعُ سِربَنا في الحَربِ شُمٌّ / مَصاليتٌ مَساعِرُ لِلحُروبِ
وَيَأمَنُ جارُنا فينا وَتُلقى / فَواضِلُنا بِمُحتَفَظٍ خَصيبِ
وَنَعلَمُ أَنَّنا سَنَبيدُ يَوماً / كَما قَد بادَ مِن عَدَدِ الشُعوبِ
فَنَجتَنِبُ المَقاذِعَ حَيثُ كانَت / وَنَكتَسِبُ العَلاءَ مَعَ الكَسوبِ
وَلَو سُئِلَت بِنا البَطحاءُ قالَت / هُمُ أَهلُ الفَواضِلِ وَالسُيوبِ
وَيُشرِقُ بَطنُ مَكَّةَ حينَ نُضحي / بِهِ وَمُناخُ واجِبَةِ الجَنوبِ
وَأَشعَثَ إِن دَعَوتَ أَجابَ وَهناً / عَلى طولِ الكَرى وَعَلى الدُؤوبِ
وَكانَ وَسادَهُ أَحناءُ رَحلٍ / عَلى أَصلابِ ذِعلِبَةٍ هَبوبِ
أُقيمُ بِهِ سَوادَ اللَيلِ نَصّاً / إِذا حُبَّ الرُقادُ عَلى الهُبوبِ
أَرِقتُ فَلَم أَنَم طَرَبا
أَرِقتُ فَلَم أَنَم طَرَبا / وَبِتُّ مُسَهَّداً نَصِبا
لَطَيفِ أَحَبِّ خَلقِ اللَ / هِ إِنساناً وَإِن غَضِبا
إِلى نَفسي وَأَوجَهِهِم / وَإِن أَمسى قَدِ اِحتَجَبا
وَصَرَّمَ حَبلَنا ظُلماً / لِبَلغَةِ كاشِحٍ كَذَبا
فَلَم أَردُد مَقالَتَها / وَلَم أَكُ عاتِباً عَتِبا
وَلَكِن صَرَّمَت حَبلي / فَأَمسى الحَبلُ مُنقَضِبا
أَلا يا مَن أُحِبُّ بِكُلِّ نَفسي
أَلا يا مَن أُحِبُّ بِكُلِّ نَفسي / وَمَن هُوَ مِن جَميعِ الناسِ حَسبي
وَمَن يَظلِم فَأَغفِرهُ جَميعاً / وَمَن هُوَ لا يَهُمُّ بِغَفرِ ذَنبِ