سقت بالموصل القبر الغريبا
سقت بالموصل القبر الغريبا / سحائبُ ينتحبن له نحيبا
اذا أطلعنه أطلقن فيه / شعيب المزن منبعقاً شعيبا
ولطّمت البروق لها خدوداً / وشققت الرعودُ لها جيوبا
فان تراب ذلك القبر يحوى / حبيباً كان يدعى لي حبيبا
ظريفاً شاعراً فطناً لبيباً / أصيل الرأي في الجلى أريبا
اذا شاهدته رواك مما / يسرُّك رقة منه وطيبا
أبا تمام الطائي انا / لقينا بعدك العجب العجيبا
فقدنا منك علقاً لا ترانا / نصيب له مدى الدنيا ضريبا
وكنت أخا لنا تدني الينا / صميم الود والنسب القريبا
وكانت مذجحٌ تطوى علينا / جميعاً ثم تنشرنا شعوبا
فلما بنت نكرت الليالي / قريب الدار والأقصى الغريبا
وأبدى الدهر أقبحَ صفحيته / ووجهاً كالحاً جهماً قطوبا
فأحر بأن يطيب الموت فيه / وأحر بعيشةٍ إلا تطيبا