المجموع : 7
صُدُودُكَ هَلْ لَهُ أَمَدٌ قَرِيبٌ
صُدُودُكَ هَلْ لَهُ أَمَدٌ قَرِيبٌ / وَوَصْلُكَ هَلْ يَكُونُ وَلا رَقِيبُ
قُضاةَ الحُسْنِ ما صُنْعِي بِطرْفٍ / تَمَنَّى مِثْلَهُ الرَّشأُ الرَّبِيبُ
رَمَى فَأَصابَ قَلْبِي باجْتِهادٍ / صَدَقْتُمْ كُلُّ مُجْتَهدٍ مُصِيبُ
بِأيّ حُشَاشةٍ وَبِأَيّ طَرْفٍ / أحَاوِلُ في الهَوَى عَيْشاً يَطيبُ
وَهذِي فِيكَ لَيْسَ لَهَا نَصيرٌ / وَهَذَا مِنْكَ لَيْسَ لَهُ نَصِيبُ
وَفِي تِلْكَ الهَوادِجِ ظَاعِناتٌ / سَرَيْنَ وكُلُّ ذِي وَلَهٍ حَبيبُ
إذا أَسْفَرْنَ فانكسَرَتْ عُيُونٌ / لَهُنَّ فَتَكنَ فَانكَسَرَتْ قُلُوبُ
فَيَا تِلْكَ الذَّوائِب هَلْ صَبَاحٌ / فَلِي في لَيْلِكُنَّ أَسَىً مُذِيبُ
وَيَا تِلْكَ اللِّحَاظِ أَرَى عَجيباً / سِهاماً كُلَّما كُسِرَتْ تُصِيبُ
وَيا تِلْكَ المعاطِفِ خَبِّرِينَا / مَتَى يَتعطَّفُ الغُصْنُ الرَّطيبُ
فَيَا قَاضِي القُضَاةِ مَتَى يُوَفِّي
فَيَا قَاضِي القُضَاةِ مَتَى يُوَفِّي / حُقُوقَ صِفَاتِكَ اللَّسِنُ الأَرِيبُ
فَتىً رَقَّتْ خَلائِقُه كَشِعْرِي / حَوَى وَصْفَيْنِ كُلُّهُما عَجيبُ
فَفِي كَرمٍ لِأَشْرَفِهِ مَديحٌ / وفي حُسْنٍ لِأَلْطَفِهِ نَسِيبُ
صَدَقْتُمْ قَدُّه يَحْكي القَضِيبا
صَدَقْتُمْ قَدُّه يَحْكي القَضِيبا / أَلْمْ تَرهُ حَوى زَهْراً وَطِيبا
ولكنْ تَحْمِلُ الكثْبانُ باناً / وَلَمْ أَرَ بانةً حَملتْ كَثيبا
وَلمَّا أَنْ تلاقَيْنا وأَبْدى / لَنا شَفقُ الضُّحَى كَفَّاً خَضِيبا
مَلأتُ يَدَيْهِ مِنْ ياقوتِ دَمْعي / وَكُنْتُ مَحقْتُ لُؤْلُؤَهُ نَحِيبا
ذهلتُ عَن النَّسيبِ به فباتتْ / محاسِنُه تُعَلّمني النَّسيبا
وَبِتُّ أَهابُ سُودَ الأُسْدِ لمَّا / دَنَا وَعَهِدْتُهُ ظَبْياً رَبيبا
فيا لِلَّه لَحْظُك مِنْ عَدوٍّ / أَراكَ لأجْلِهِ أَبداً حَبيبا
أيا قمراً أَعِدْ عِنْدِي طُلوعاً / وَإِلَّا فاتخِذْ عِنْدي مَغيبا
وَيَا لَيْلَ الذَّوائبِ طلْتَ فاقْصُرْ / وَكُنْ مِنْ تَحْتِ أَخْمصهِ قَرِيبا
عَذَابِي مِنْ ثَنَايَاكَ العِذَابِ
عَذَابِي مِنْ ثَنَايَاكَ العِذَابِ / فَهَلْ شَفَعَ الرِّضَا عِنْدَ الرُّضَابِ
تَكَلُّفُ مَنْ تَكَلَّفَ مِنْكَ وُدّاً / طِلابٌ للِشَّرَابِ مِنَ السَّرابِ
نُسِبْتَ إِلى الجَمالِ وَفِيكَ بُعْدٌ / أَضَافَ لَكَ الجَمالَ إِلى الحِجَابِ
أَمَا وَهَوايَ فِيكَ لغَير عارٍ / كَمَا زَعَمَ الوُشاةُ وَلا بِعَابِ
وَمَا يَحْويهِ خَدُّكَ لاِجْتِنَاءٍ / وَمَا يُوحِيهِ صَبُّكَ لاجْتِنَابِ
ومَدْحِي حَاكماً في الجُودِ أَنْهَى / وَأَدْنَى في السَّخَاءِ مِنَ السَّحَابِ
لأنْتَ وإِنْ هَجَرْتَ فَدتْكَ رُوحِي / أَلذُّ إِليَّ مِنْ صِلَةِ الشَّبابِ
فَتىً فيهِ المعارِفُ وَالمَعالي / جَمَعْنَ لَهُ العِرَابَ إِلَى الغِرابِ
فَيُطْرِبُ حِينَ يَضْرِبُ في خُطُوبٍ / ويُعْرِبُ حِينَ يُغْرِبُ في خِطَابِ
أَمُوْضِحَ ثَغْرَ غَامِضِ كُلِّ عِلْمٍ / إِذَا مَا عَنْهُ أُغْلِقَ كُلُّ بَابِ
وَكَاشِفَ كُلِّ مَظْلِمَةٍ وَظُلْمٍ / بِآراءٍ خُلِقْنَ مِنَ الصَّوابِ
رَميْتَ عِدَاكَ في حَرْبٍ بِبَرْحٍ / بِأَمْثالِ البِحَارِ مِنَ الحِرَابِ
فَطَارَتْ أَنْفُسٌ فَوْقَ الثُّرَيَّا / وَغَارَتْ أَرْؤُسٌ تَحْتَ التُّرابِ
وَحْسبي أَنْ تَطلَّبْتُ المَعالِي / بِأَنَّ إِلى مَحبَّتِكَ انْتِسَابي
تَسَلطَن في المِلاَحِ بُخانِقِيٌّ
تَسَلطَن في المِلاَحِ بُخانِقِيٌّ / فَلم يَرْضَ بِبدْرِ التَّمِّ نائبْ
وَقَدْ صَفّتْ لهُ الأتراكُ جُنْداً / وَأَصْبَحَ رَاكباً تَحْتَ العَصَائِبْ
شَدَا حَالِي لِيُطْرِبَهُمْ
شَدَا حَالِي لِيُطْرِبَهُمْ / بِلَفْظٍ لِلْهَوَى يُعْربْ
فَقَالَ لِسَانُ حَالهُمُ / مُغَنِّي الحَيِّ مَا يُطْرِبْ
تُرى يا جِيرَةَ الشِّعْبِ
تُرى يا جِيرَةَ الشِّعْبِ / يُسَرُّ بِوَصْلِكُمْ قَلْبي
وَتَجْمَعُ بَيْنَنَا دارٌ / عَلَى الإِكْرامِ والرُّحْبِ
أُهَيْلَ الحَيِّ وَاعطَشِي / لِذَاكَ المَنْهَلِ العَذْبِ
وَيَا شَوْقِي إِلى عَيْشٍ / مَضَى في ظِلّهِ الرَّحبِ
وَأَيَّامٍ بلا عَتَبٍ / تَقَضَّتْ في ذَرَا عَتْبِ
إذا ذُكِرَتْ لَياليه / تَهيَّجَ لاعِجُ القَلْبِ
وَيحْكِي قَلْبُ عَاشِقهِ / حَديثَ نسيمهِ الرَّطْبِ
فَغَنِّ بِذِكْرِهَا سَعْدٌ / وَأثْنِ معَاطِفَ الرَّكْبِ
وَمُحْتجبٍ بِمُبتَسمٍ / يُمزِّقُ ظُلْمَةَ الحُجبِ
مِنَ الأَقْمارِ مَنْزِلتا / هُ في طَرفْي وفي قلبي
وَظَبْيِ نَفارَ بِالأَسْرا / رِ يَأْنَسُ لَيْسَ بِالتّرب