المجموع : 8
إِذا اِشتَمَلَت عَلى اليَأسِ القُلوبُ
إِذا اِشتَمَلَت عَلى اليَأسِ القُلوبُ / وَضاقَ لِما بِهِ الصَدرُ الرَحيبُ
وَأَوطَنَتِ المَكارِهُ وَاِطمَأَنَّت / وَأَرسَت في أَماكِنِها الخُطوبُ
وَلَم تَرَ لِاِنكِشافِ الضُرِّ وَجهاً / وَلا أَغنى بِحيلَتِهِ الأَريبُ
أَتاكَ عَلى قُنوطٍ مِنكَ غَوثٌ / يَمُنُّ بِهِ اللَطيفُ المُستَجيبُ
وَكُلُّ الحادِثاتِ إِذا تَناهَت / فَمَوصولٌ بِها فَرَجٌ قَريبُ
سَليمُ العَرضِ مَن حَذِرَ الجَوابا
سَليمُ العَرضِ مَن حَذِرَ الجَوابا / وَمَن دارى الرِجالَ فَقَد أَصابا
وَمَن هابَ الرِجالَ تَهَيَّبوهُ / وَمَن يُهِنِ الرِجالَ فَلَن يُهابا
وَذي سَفهٍ يُخاطِبُني بِجَهلٍ
وَذي سَفهٍ يُخاطِبُني بِجَهلٍ / فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
يَزيدُ سَفاهَةً وَأَزيدُ حُلماً / كَعودٍ زادَ بِالإِحراقِ طِيبا
عَجِبتُ لِجازِعٍ باكٍ مُصابِ
عَجِبتُ لِجازِعٍ باكٍ مُصابِ / بِأَهلٍ أَو حَميمٍ ذي اِكتِئابِ
يَشُقُّ الجَيبَ يَدعو الوَيلَ جَهلاً / كَأَنَّ المَوتَ بِالشَيءِ العُجابِ
وَساوى اللَهُ فيهِ الخَلقَ حَتّى / نَبِيَّ اللَهِ مِنهُ لَم يُحابِ
لَهُ مَلَكٌ يُنادي كُلَّ يَومٍ / لِدوا لِلموتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ
قَريحُ القَلبِ مِن وَجَعِ الذُنوبِ
قَريحُ القَلبِ مِن وَجَعِ الذُنوبِ / نَحيلُ الجِسمِ يَشهَقُ بِالنَحيبِ
أَضرَّ بِجِسمِهِ سَهَرُ اللَيالي / فَصارَ الجِسمُ مِنهُ كَالقَضيبِ
وَغَيَّرَ لَونَهُ خَوفٌ شَديدٌ / لِما يَلقاهُ مِن طَولِ الكَروبِ
يُنادي بِالتَضَرُّعِ يا إِلَهي / أَقِلني عَثرَتي وَاِستُر عُيوبي
فَزِعتُ إِلى الخَلائِقِ مُستَغيثاً / فَلَم أَرَ في الخَلائِقِ مِن مُجيبِ
وَأَنتَ تُجيبُ مَن يَدعوكَ رَبّي / وَتَكشِفُ ضُرَّ عَبدِكَ يا حَبيبي
وَدائي باطِنٌ وَلَدَيكَ طِبُّ / وَمِن لي مِثلَ طِبِّكَ يا طَبيبي
حَبيبٌ لَيسَ يَعْدِلُهُ حَبيبُ
حَبيبٌ لَيسَ يَعْدِلُهُ حَبيبُ / وَما لِسِواهُ في قَلبي نَصيبُ
حَبيبٌ غابَ عَن عَيني وَجِسمي / وَعَن قَلبي حَبيبي لا يَغيبُ
سَيَكفيني المَليكُ وَحَدُّ سَيفٍ
سَيَكفيني المَليكُ وَحَدُّ سَيفٍ / لَدى الهَيجاءِ يَحسَبُهُ شِهابا
وَأَسمَرُ مِن رِماحِ الحَظِّ لَدنٍ / شَدَدتُ غِرابَهُ أَن لا يُحابا
أَذودُ بِهِ الكَتيبَةَ كُلَّ يَومٍ / إِذا ما الحَربُ تَضطَرِمُ اِلتِهابا
وَحَولي مَعشَرٌ كَرُمُوا وَطابوا / يُرَجّونَ الغَنيمَةَ وَالنِهابا
وَلا يَنحونَ مِن حَذَرِ المَنايا / سُؤالَ المالِ فيها وَالإِيابا
فَدَع عَنكَ التَهَدُّدُ وَاصْلَ ناراً / إِذا خَمُدَت صَلَيتَ لَها شِهابا
إِذا ضاقَ الزَمانُ عَلَيكَ فَاِصبِر
إِذا ضاقَ الزَمانُ عَلَيكَ فَاِصبِر / وَلا تَيأَس مِنَ الفَرَجِ القَريبِ
وَطِب نَفساً بِما تَلِد اللَيالي / عَسى تَأتيكَ بِالوَلَدِ النَجيبِ