القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إبراهيم الطَّبَطَبائيّ الكل
المجموع : 4
عليك بملعب الرشأ الربيب
عليك بملعب الرشأ الربيب / وصد النفس عن مغنى لعوب
وما قولي وقد ذهبت شعاعاً / يا نفس اذهبي جزعاً وذوبي
وجيران بجنب منىً سقاهم / بصبه رباب حيا سكوب
مضى عصر الشباب الطلق نهباً / بأسرهم وذا عصر المشيب
تذب عن اللما المعسول منهم / لحاظ جآذر بلحاظ ذيب
أيا ريم الأجيرع حبذا لو / بقلبي ترتعي حب القلوب
وترعي الطرف زهر أريض روض / بمرعى فوق خدك غير موبي
أحبك ما بدت في الأفق شمس / ومال أخو الغزالة للمغيب
أحلئ عن ورودك ثم أدنوا / دنو الطير حام على قليب
حناناً كم قرعت عليك نابا / وكم رحلت يوم نواك نيبي
غداة قطيع رمل الجزع صفحا / تنافر قاطعاً رمل الكثيب
واعفر من ظباء القاع خشف / يشير إليَّ بالعنم الرطيب
ترصد رقدة الرقباء حتى / ذا ما هومت عين الرقيب
أتى والليل رطب الذيل يمشي / على وجل بمهزوز قضيب
والوى الجيد تذرف مقلتاه / وحيا بالخضيب وبالشنيب
فقمت إليه أرشف منه ريقاً / ألذَّ من المدامة للشروب
وبتنا حيث لا عين ترانا ال / عشية غير معقوص السبيب
بليل لا نراقب فيه إلا / نسيم الصبح هب من الجنوب
يصادقني الحديث به وألهو / أموه عنه بالفجر الكذوب
إلى أن لاح حاجبه طلوعاً / ومال النجم يجنح للغروب
فقمت مودّعاً أملود غصن / سرى بمسيَّر البرد القشيب
وجئت الحي لم تعلق برودي / سوى عبق تعلق بالجيوب
وهي جلدي وما رست الخطوبا
وهي جلدي وما رست الخطوبا / فلم يغمزن لي عوداً صليبا
لئن أورثنني شجنا طويلا / فما قصرن لي باعاً رحيبا
بكى نضوي فهيج إذ رثالي / جوى أورى الفؤاد به لهيبا
عجبت يحن من كلف وشوق / وكنت أظنه نضواً طروبا
يذكرني رغاه بغام ظبي / أغنَّ الصوت قد سلب القلوبا
إذا هب النسيم الرطب وهنا / ثنى من عطفه غصناً رطيبا
يريك بوجهه قمراً شروقا / إذا استبخلته لبس الغروبا
وكم قد شمت من رشأ ربيب / ولم أرَ مثله رشأ ربيبا
إذا انسابت أفاعي الجعد دبت / عقارب فوق عارضه دبيبا
ولست أشم من دارين طيبا / إذا استنشقت من صدغيه طيبا
يحبك يا غزال الجزع قلبي / فيجزع ريبة أن تتريبا
وهب لك باللوى وطن فإني / أرى لك في الحشا مرعى خصيبا
بودّي أن أقبل منك نحرا / وارشف مرشفاً خصِراً شنيبا
وعيشك لم يفز بالعيش إلّا / محب بات يعتنق الحبيبا
أطعت ذوي الهوى بهوى حبيب / عصيت به المعنف والرقيبا
إذا استعطفته يحمرّ غيضا / ولم يرع اصفراري والشحوبا
نضا عن منكبيَّ رداء صبري / فألبسني الأسى برداً قشيبا
ومن يخفي الهوى فرقا فإني / به أبدي الصبابة والنحيبا
ولما لم أفز بالوصل منه / ولم أر من مودته نصيبا
غدوت أقول والأجفان تهمي / كغادية الحياء دما سكوبا
يؤجج في الحشا عباس نارا / يكاد القلب منها إن يذوبا
تراه الناس بسّاماً فمالي / أراه علي عبّاسا قطوبا
قطعت سهول يثرب والهضابا
قطعت سهول يثرب والهضابا / على شدنية تطوي الشعابا
سرت تطوي الفدافد والروابي / وتجتاز المفاوز والرحابا
إذا انبعثت يثور لها قتام / لوجه الشمس تنسجه نقابا
يجشمها المهالك مشمعل / يخوض من الردى بحراً عبابا
هزبر من بني الكرار أضحى / يؤلب للوغى أسداً غضابا
غداة تألبت أرجاس حرب / لتدرك بالطفوف لها طلابا
فكر عليهم بليوث غاب / لها اتخذت قنا الخطي غابا
إذا انتدبت وجردت المواضي / تضيّق في بني حرب الرحابا
وهبَّ بها لحرب بني زياد / لدى الهيجا قساورة صلابا
فبين مشمر للموت يصبو / صبوَّ متيم ولها تصابى
وآخر في العدى يعدو فيغدو / يكسِّر في صدورهم الحرابا
إلى أن غودرت منهم جسوماً / ترى قاني الدماء لها خضابا
وضلَّ يدير فرد الدهر طرفاً / ينادي بالنصير فلن يجابا
فمهما كرَّ ضلت منه رعبا / أسوداً لحرب تضطرب اضطرابا
يصول بأسمر طوراً وطورا / بأبيض صارم يفري الرقابا
وأروع لم تروّعه المنايا / إذا ازدلفت تجاذبه جذابا
يهز مثقفاً ويسلّ عضبا / كومض البرق يلتهب التهابا
نضا للضرب قرضابا صنيعا / أبى إلا الرقاب له قرابا
رمى ورموا سهام الحتف حتى / إذا ما أخطأوا مرمىً أصابا
إلى أن خرَّ منعفرا كسته / سواقي الريح غادية ثيابا
وما أخطأت من نشب فمما
وما أخطأت من نشب فمما / رمى فأصابني حظ الأديب
يصيب السهم وهو بكف مخط / ويخطي السهم في كف المصيب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025