المجموع : 3
بِمدحكم القَريض حلى وَطابا
بِمدحكم القَريض حلى وَطابا / وَمِن مَدح الكِرام فَقَد أَصابا
وَمن قَصَدت قَصايده سِواكُم / فَصفقة شعره خسرت وَخابا
لَكُم أَحدو القَوافي طيعات / وَأركبها لغيركم صِعابا
قَصدت لحيكم وَأَنا مُقيم / وَزُرتكم وَلَم أَوجف رِكابا
بَنات الفكر عَني يَممتكم / وَقَد طَوَت المَفاوز وَالهِضابا
تُزفُّ إِلَيكُم متبرجات / وَتضرب دُون غَيركم حِجابا
سَأَدرك غاية الآمال فيها / إِذا وَصَلَت دِيارَكُم الرِحابا
وَإِن نَزلت عَلى أَمل لَدَيكُم / فَقَد لَذَّ النُزول لَها وَطابا
وَقَد وَفدت عَلى كَرَم وَريف / فَأَدرَكت الأَماني وَالرغابا
أَراها عِندَكُم مُتأهلات / وَتَشكو عِندَ غَيرِكُم اِغتِرابا
علمنا أَنَكُم عرب كِرام / فاتحفناكُم الغرر العرابا
فَإِن حابيتموها بِالتفات / فمثلكم الَّذي أَعطى وَحابا
فَكم أَتعبت فكري بِالقَوافي / وَجَنَّبت المَطاعم وَالشَرابا
وَأَرعى النجم أَوَّل ما تبدّى / إِلى أَن لَفّ شَملته فَغابا
عباب الشعر كَم قَد غصت فيهِ / لأتحفكم لآلئه الرطابا
وَعِندي أَنَكُم خزان رزقي / إِذا ما الرزق أَعجَزَني طلابا
وَلمّا إِن مَدحت مُلوك عَصري / وَجَدت الناس كُلَهُم سَرابا
وَحينَ قَصدتكم ظمآن قَلب / وَجَدت نداكم البَحر العبابا
هداك اللَه يا سُلطان نَجد / وَسهَّل مِن مَقاصدك الصِعابا
وَأَعطاك الهبات بِلا حساب / كَما تُعطي الهبات وَلا حِسابا
وَلَولا أَنتَ ماجَت أَرض نَجد / وَما سَكَنت جَوانبها اضطِرابا
لَقَد وَطأتها بِالسَيف حَتّى / تَرَكت الشاة تَرتَع وَالذِئابا
وَيَلتَقط الحمام بكل أَرض / وَلا صَقراً يَخاف وَلا عِقابا
بِوَجهك جلّيت ظُلمات نَجد / كَعَين الشَمس إِن جَلت الضَبابا
وَكَم مَردت شَياطين الأَعادي / فَقيضت الحسام لَهُم شِهابا
لَقَد كانَت بُيوَتُهم عمارا / وَحين عَصوكُمُ أَمسَت خَرابا
وَلَولا الحلم منِكَ بِطشت فيهم / وَلا شيخا تَركت وَلا شَبابا
وَما أَعددت لِلأَعداء إِلّا / سُيوف الهند وَالأَسل الحِرابا
فَسمرك بِالضُلوع لَها ولوع / وَبيضك قَد تعشَّقت الرقابا
فَكَم مسحت سُيوفَكُم رُؤوساً / وَصَيرت النَجيع لَها خِضابا
وَلَو جَمَّعتُم رُوس الأَعادي / بَنَيتُم بِالقفار بِها قِبابا
إِذا اِفتَخرت مُلوك الأَرض طراً / فَأَنتَ اليَوم أَخصبهم جَنابا
وَأَصدقهم وَأَسمحهم يَمينا / وَأَنطقهم وَأَفصحهم خِطابا
فَزادَكَ هَيبة رَب البَرايا / وَنكَّس مِن مَهابتك الرِقابا
عَلامَ دُموع أَعيننا تَصوب
عَلامَ دُموع أَعيننا تَصوب / إِذا لِحَبيبه اِشتاقَ الحَبيب
وَفيمَ نَضيق بِالأَزراء ذرعا / وَفي الجَنات مَنزله رَحيب
أَصابَكَ يا حَبيب اللَه حَتف / أَصيب بِهِ القَبائل وَالشُعوب
وَحادَكَ لِلرَدى سَفر بَعيد / يُؤوب القارضان وَلا يؤوب
أَقم وَاللَه جارَك في ضَريح / موسدة بهِ مَعك القُلوب
وَأَبناء العُلوم عَليك لابَت / كَسرب قَطا عَلى وَرد يَلوب
ألا لا حانَ يَومك فَهُوَ يَوم / عَلى دين الهُدى يَوم عَصيب
بُكاك المنبر السامي علاء / كَأَنَّك فَوقَ ذروته خَطيب
وَتَلتقف الأَفاضل مِنكَ وَحياً / بِهِ لَكَ يَهبط الفكر المصيب
نَظرت بِنور رَبك كُل غَيب / فَكانَت نَصب عَينيك الغيوب
تَرى العلماء حشدا وَاحتفالاً / لِتَعرف كَيفَ تَسأل أَو تُجيب
كَأَنَّهُم لَديك رِفاق شُرب / تُدار عَلَيهُم مِن فيك كُوب
إمام زماننا مذ نبت عَنهُ / حَسبنا أَنَّهُ ظهر المَنوب
ولو لَم تحرس الإِسلام أَضحى / يَعلّق بَينَ أَعيُنِنا الصَليب
لَئن شقت عَلى المَوتى جُيوب / فَحَق بِأَن تَشق لَكُ القُلوب
سَترت عُيوب هذا الدَهر حيناً / فبعدك ملء عَيبته عُيوب
وَكُنت بَقية الحَسنات مِنهُ / فَبعدك كُلما فيهِ ذُنوب
نَشرت العلم في الآفاق حَتّى / طَوى أَضلاع شانئك الوَجيب
تَساقط حكمة فَتطير فيها / إِلى الناس الشَمائل وَالجنُوب
قَضيت العُمر في تَعب وَجُهد / وَما نالَ المُنى إِلا التعوب
فلم يَرقدك عَن علم شَباب / وَلم يقعدك عَن نفل مشيب
وَتَترك ما يَريبك كُل حين / مجاوزة إِلى مالا يريب
لَوَ أنَّ شَعوب يِدفعها عِلاج / لَما ذهبت بِبقراط شعوب
إِذا الأَجل المتاح أَصابَ شَخصاً / فَلا عَجب إِذا أَخطا الطَبيب
أروّاد العُلوم ألا أقيموا / بِيأس إن مرتعه جَديب
فَقَد وَاللَه قشَّع مِن سماه / ضَحوك البَرق وَكَّاف سَكوب
وَإِن خَصيب هذا المصراودي / فَلا مَصر هُناك وَلا خَصيب
ألا يا دهر مِنكَ خَطب / عَلَينا فيهِ هَونت الخُطوب
فَبعد صَنيعك ارم لا نبالي / اتخطئنا سِهامك أَم تُصيب
فَيا صَبراً أمام الناس صَبرا / فَكُل الناس مِثلك قَد أصيبوا
بلاء عمَّ وَالأَمثال قالَت / إِذا ما عَمَت البَلوى تَطيب
إِلَيكَ الدَهر قَد أَلقى زِماماً / فَقُد يَنقد كَما اِنقادَ الجَنيب
لَقَد صَدق المخيلة مِنكَ بشر / يَلوح وَراءه كَرم وَطيب
وَبشر سِواك كان لَهُ شَبيهاً / سَراب القاع وَالبَرق الخَلوب
لَقَد كَرمت طِباعك في زَمان / بِهِ كَرم الطِباع هُوَ العَجيب
وَما أَعداك هذا الجيل بُخلاً / كَأَنَّك بَينَ أظَهرهم غَريب
فَما أَسفَرت في اللأواء إِلا / وَجاءَ بِوجهك الفَرج القَريب
تَخاف وَتَرتَجي دَوماً فَأَنتَ ال / فُرات العَذب وَالنار الشَبوب
فَفي بَذل النَدى غَيث ضَحوك / وَفي يَوم الوَغى لَيث قَطوب
أَغيرك تَطلب العَلياء كَفوا / وَمُنذُ وَلدت أَنتَ لَها رَبيب
أَقول لِمَن يُحاول أَن يُباري / علاك وَغره الأَمل الكَذوب
نعم سَتنال ما تبغي وَلَكن / إِذا ما عادَ للضرع الحَليب
سَقى جَدث الحبيب سحاب عفو / مِن الرضوان تلفحه الهَبوب
أَخي إِن الزَّمان لَهُ صُروف
أَخي إِن الزَّمان لَهُ صُروف / وَأَعظمها مفارقة الأَحبه
فَها أَنا بِالغريين وَلَكن / إِلى بَغداد نَفسي مشرئبة
حلفت بِمن أَترك وَهُم حَجيج / وَفي عتبات دارك وَهِيَ كعبه
كَأَنّي بَينَ إِخواني غَريب / وَدار لَست فيها دار غربه
ذكرت لَياليا قَد كُنت فيها / بقربك أَجتلي كاس المَحبه
لَقد شبَّهت وَجهك بَدر تمّ / وَلَكن الفَضيلة للمُشبه