القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 4
أَخي وَاللَهِ قَد مُلِئَ الوِطابُ
أَخي وَاللَهِ قَد مُلِئَ الوِطابُ / وَداخَلَني بِصُحبَتِكَ اِرتِيابُ
رَجَوتُكَ مَرَّةً وَعَتَبتُ أُخرى / فَلا أَجدى الرَجاءُ وَلا العِتابُ
نَبَذتَ مَوَدَّتي فَاِهنَأ بِبُعدي / فَآخِرُ عَهدِنا هَذا الكِتابُ
سَكَتُّ فَأَصغَروا أَدَبي
سَكَتُّ فَأَصغَروا أَدَبي / وَقُلتُ فَأَكبَروا أَرَبي
وَما أَرجوهُ مِن بَلَدٍ / بِهِ ضاقَ الرَجاءُ وَبي
وَهَل في مِصرَ مَفخَرَةٌ / سِوى الأَلقابِ وَالرُتَبِ
وَذي إِرثٍ يُكاثِرُنا / بِمالٍ غَيرِ مُكتَسَبِ
وَفي الرومِيِّ مَوعِظَةٌ / لِشَعبٍ جَدَّ في اللَعِبِ
يُقَتِّلُنا بِلا قَوَدٍ / وَلا دِيَةٍ وَلا رَهَبِ
وَيَمشي نَحوَ رايَتِهِ / فَتَحميهِ مِنَ العَطَبِ
فَقُل لِلفاخِرينَ أَما / لِهَذا الفَخرِ مِن سَبَبِ
أَروني بَينَكُم رَجُلاً / رَكيناً واضِحَ الحَسَبِ
أَروني نِصفَ مُختَرِعٍ / أَروني رُبعَ مُحتَسِبِ
أَروني نادِياً حَفلاً / بِأَهلِ الفَضلِ وَالأَدَبِ
وَماذا في مَدارِسِكُم / مِنَ التَعليمِ وَالكُتُبِ
وَماذا في مَساجِدِكُم / مِنَ التِبيانِ وَالخُطَبِ
وَماذا في صَحائِفِكُم / سِوى التَمويهِ وَالكَذِبِ
حَصائِدُ أَلسُنٍ جَرَّت / إِلى الوَيلاتِ وَالحَرَبِ
فَهُبّوا مِن مَراقِدِكُم / فَإِنَّ الوَقتَ مِن ذَهَبِ
فَهَذي أُمَّةُ اليابا / نِ جازَت دارَةَ الشُهُبِ
فَهامَت بِالعُلا شَغَفاً / وَهِمنا بِاِبنَةِ العِنَبِ
رَمَيتُ بِها عَلى هَذا التَبابِ
رَمَيتُ بِها عَلى هَذا التَبابِ / وَما أَورَدتُها غَيرَ السَرابِ
وَما حَمَّلتُها إِلّا شَقاءً / تُقاضيني بِهِ يَومَ الحِسابِ
جَنَيتُ عَلَيكِ يا نَفسي وَقَبلي / عَلَيكِ جَنى أَبي فَدَعي عِتابي
فَلَولا أَنَّهُم وَأَدوا بَياني / بَلَغتُ بِكِ المُنى وَشَفَيتُ ما بي
سَعَيتُ وَكَم سَعى قَبلي أَديبٌ / فَآبَ بِخَيبَةٍ بَعدَ اِغتِرابِ
وَما أَعذَرتُ حَتّى كانَ نَعلي / دَماً وَوِسادَتي وَجهَ التُرابِ
وَحَتّى صَيَّرَتني الشَمسُ عَبداً / صَبيغاً بَعدَ ما دَبَغَت إِهابي
وَحَتّى قَلَّمَ الإِملاقُ ظُفري / وَحَتّى حَطَّمَ المِقدارُ نابي
مَتى أَنا بالِغٌ يا مِصرُ أَرضاً / أَشُمُّ بِتُربِها ريحَ المَلابِ
رَأَيتُ اِبنَ البُخارِ عَلى رُباها / يَمُرُّ كَأَنَّهُ شَرخُ الشَبابِ
كَأَنَّ بِجَوفِهِ أَحشاءَ صَبٍّ / يُؤَجِّجُ نارَها شَوقُ الإِيابِ
إِذا ما لاحَ ساءَلنا الدَياجي / أَبَرقُ الأَرضِ أَم بَرقُ السَحابِ
أَيَدري المُسلِمونَ بِمَن أُصيبوا
أَيَدري المُسلِمونَ بِمَن أُصيبوا / وَقَد وارَوا سَليماً في التُرابِ
هَوى رُكنُ الحَديثِ فَأَيُّ قُطبٍ / لِطُلّابِ الحَقيقَةِ وَالصَوابِ
مُوَطَّأَ مالِكٍ عَزِّ البُخاري / وَدَع لِلَّهِ تَعزِيَةَ الكِتابِ
فَما في الناطِقينِ فَمٌ يُوَفّي / عَزاءَ الدينِ في هَذا المُصابِ
قَضى الشَيخُ المُحَدِّثُ وَهوَ يُملي / عَلى طُلّابِهِ فَصلَ الخِطابِ
وَلَم تَنقُص لَهُ التِسعونَ عَزماً / وَلا صَدَّتهُ عَن دَركِ الطِلابِ
وَما غالَت قَريحَتَهُ اللَيالي / وَلا خانَتهُ ذاكِرَةُ الشَبابِ
أَشَيخَ المُسلِمينَ نَأَيتَ عَنّا / عَظيمَ الأَجرِ مَوفورَ الثَوابِ
لَقَد سَبَقَت لَكَ الحُسنى فَطوبى / لِمَوقِفِ شَيخِنا يَومَ الحِسابِ
إِذا أَلقى السُؤالَ عَلَيكَ مُلقٍ / تَصَدّى عَنكَ بِرُّكِ لِلجَوابِ
وَنادى العَدلُ وَالإِحسانُ إِنّا / نُزَكّي ما يَقولُ وَلا نُحابي
قِفوا يا أَيُّها العُلَماءُ وَاِبكوا / وَرَوّوا لَحدَهُ قَبلَ الحِسابِ
فَهَذا يَومُنا وَلَنَحنُ أَولى / بِبَذلِ الدَمعِ مِن ذاتِ الخِضابِ
عَلَيكَ تَحِيَّةُ الإِسلامِ وَقفاً / وَأَهليهِ إِلى يَومِ المَآبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025