المجموع : 6
أدارَ الكأس مترعةً شرابا
أدارَ الكأس مترعةً شرابا / وأهداها لنا ذهباً مذابا
وقد غارت نجوم الصبح لمَّا / رأته وهو قد كشفَ النقابا
وقالَ ليَ الهوى فيه اصطحبها / وطِبْ نفساً بها فالوقت طابا
ونحنُ بجنَّةٍ لا خلدَ فيها / ولا واش نخاف به العقابا
ونارُ الحسن في وَجَنات أحوى / من الغلمان تلتهب التهابا
أدرها يا غلام عَليَّ صرفاً / وأرشفني بريقتك الرضابا
أدرها مُزَّة تحلو وَدَعني / أُقبِّل من ثناياك العذابا
أراش سهامَ مقلته غريرٌ / إذا أرمى بها قلباً أصابا
وطافَ بها على الندمان يسعى / كأَنَّ بكفِّهِ منها خضابا
وشَرِبٍ يشهدون الغيَّ محضاً / إذا الشيطان أبصرهم أنابا
عكفت بهم على اللَّذَّات حتَّى / قرعت بهم من الغايات بابا
متى حجب الوقار اللَّهو عنهم / رأوا أنْ يرفعوا ذاك الحجابا
وقاموا للَّتي لا عيبَ فيها / يرَوْنَ بتركها للعاب عابا
كأَنَّ مجالس الأفراح منهم / كؤوس الرَّاح تنظمهم حبابا
تريك مذاهباً للقومِ شتَّى / وتذهب في عقولهم ذهابا
تحرَّينا السرور وَرُبَّ رأيٍ / أرادَ الخِطْءَ فاحتمل الصوابا
وما زلنا نريق دمَ الحميَّا / ونشربها وقد ساغتْ شرابا
إلى أن أقلعت ظلم الدياجي / كما طيَّرتَ عن وكرٍ غرابا
وغنَّتنا على الأَغصان وُرْقٌ / نهزّ لهنَّ أعطافاً طرابا
وقد ضحكَ الأَقاح الغضُّ منَّا / وأبصرَ من خلاعتنا عجابا
وظلّ البان يرقص والقماري / تغنِّيه انخفاضاً وانتصابا
وفينا كلُّ مبتهج خليعٍ / طروب شبَّ عارضه وشابا
إذا شرب المدام وأطربته / أعادَ على المشيبِ بها الشبابا
ألا بأبي من العشَّاق صبٌّ / متى ذكر الغرام له تصابى
بكُلِّ مهفهفِ الأعطاف يعطو / بجيد الظبي روع فاسترابا
إذا وطئ التراب بأخمصيه / تمنَّى أن يكون له ترابا
وأيم الله إنك مستهام / إذا استعذبت في الحبِّ العذابا
أعدْ لي ذكر أقداحٍ كبارٍ / ملاءً من شربك أو قرابا
وخلِّ اليوم عنك حديث سلمى / فلا سلمى أريد ولا الربابا
ومن قول الشجيّ سألت ربعاً / خلا ممَّن أُحبّ فما أجابا
وخذ بحديث سلمانٍ فإنِّي / أحبّ به الثناء المستطابا
يهاب مع الجمال ولا يدارى / ويوصف بالجميل ولا يحابى
فلو فاكهته لجنيت شهداً / ولو عاديته لشهدت صابا
ولم ترَ قبله عينٌ رأته / جميلاً راح محبوباً مهابا
ينوب عن الصَّباح إذا تجلَّى / وما ناب الصَّباح له منابا
بنفسي من أفديه بنفسي / وما فدَّاه من أحدٍ فخابا
رغبت عن الأنام به فأضحى / يطوِّقني أياديه الرغابا
فكان ليَ الثناء عليه دأباً / وكان له الندى والجود دابا
هم الرأس المقدَّمُ من قريش / يريك الناس أجمعها ذنابا
وهم من خير خلق الله أصلاً / وفرعاً واحتساباً وانتسابا
ويرضى الله ما رضيت قريشٌ / ويغضب إنْ هم راحوا غضابا
ففيهم شيَّد الله المعالي / وفيهم أنزل الله الكتابا
أولئك آلُ بيتٍ أنزلوها / تراثاً عن أبيهم واكتسابا
شواهق من جبال المجد تسمو / مفاخرها وأبنية رحابا
وأخلاقاً مهذَّبة لِداناً / وإيماناً من الجدوى رطابا
إليكم ننتمي وبكم نباهي / من البحر الشرايع والعبابا
وفي الدَّارين ما زلنا لديكم / نجوز الأجر منكم والثوابا
وأبلغ ما يكون به التَّمنِّي / دنوًّا من جنابك واقترابا
زماناً راعني بنواك شهراً / فما لي لا أريع به الركابا
فليس العيدُ ما أوفى بعيدٍ / ولم أشهد به ذاكَ الجنابا
وعاتبنا بفرقتك الليالي / على ما كانَ حزناً واكتئابا
فأمَّا أقصر الأَشراف باعاً / فأطولهم مع الدُّنيا عتابا
فيا قمراً عن الزوراء غابا / زماناً للتنزُّه ثمَّ آبا
طلعت طلوع بدر التِّمِّ لمَّا / غَرَبْتَ فلا لقيت الاغترابا
وجئت فجئتنا بالخيرِ سيلاً / تُسيلُ به الأباطح والهضابا
فإنَّك كلَّما استُسقيت وبلاً / سقيت وكنت يومئذٍ سحابا
فمن مِنَح شرحتَ لنا صدوراً / ومن مِنَنٍ تقلّدها الرقابا
ولمَّا أنْ نظمتُ له القوافي / ولجت بها على الضرغام غابا
وقمتُ عليه أُنشدُها وأهدي / لحضرته الدعاء المستجابا
إذا منع اللئيم ندى يديهِ / أبى إلاَّ انصباباً وانسكابا
دعاه إلى الهوى داعي التّصابي
دعاه إلى الهوى داعي التّصابي / فراح يذكر أيّام الشباب
يذيل مدامعاً قد أرسَلَتها / لواعج فرط حزن واكتئاب
وأبصره العذول كما تراه / بما قاسى شديد الاضطراب
وفي أحشائه وجدٌ كمينٌ / يعذّبه بأنواع العذاب
فلام ولم يُصِب باللّوم رشداً / وكان العذر أهدى للصواب
جفته الغانيات وقد جفاها / فلا وصل من البيض الكعاب
وكان يروعه من قبل هذا / هوى سلمى وزينب والرباب
يروع إلى الدمى صابٍ إليها / ويأنس في أوانها العراب
أعيدي النَّوح يا ورقاء حتَّى / كأنَّكِ قد شكوتكِ بعض ما بي
بكيت وما بكيت لفقد إلفٍ / على أني أصبتُ ولم تُصابي
وذكّرني وميض البرق ثغراً / برود الشرب خمري الرضاب
وما أظمأك يا كبدي غليلاً / إلى رشف الثنايات العذاب
أتنسى يا هذيم غداة عُجنا / على ربع نهاب للذهاب
فَأوْقَفْنا المطيَّ على رسوم / كآثار الكتاب من الكتاب
وأطلال لميَّةَ باليات / بكت أطلالَها مقلُ السحاب
نسائلها عن النائين عنها / فتعجز يا هذيم عن الجواب
هنالك كانت العبرات منا / خضاباً أو تنوب عن الخضاب
أُمني النفس بعد ذهاب قومي / بما يرجو المفارق من إياب
ذريني يا أميم من الأماني / فما كانت خلا وعد كذاب
ذريني أصحب الفلوات إنِّي / رأيتُ الجدَّ أوفقَ بالطلاب
فما لي يا أميمة في خمول / يطول به مع الدنيا عتابي
سقيم بين ظهراني أناسٍ / أروم بهم شراباً من سراب
يجنّبني نداهم صَون عرضي / وتركي للدنيّة واجتنابي
وكم لي فيهمُ من قارصات / وما نفدت سهام من جعابي
سأرسلها وإنْ كانت حثياً / عليها من أباة الضيم آبي
وإنّي مثلما عَلِمَتْ سُعادٌ / وقورُ الجأش مِقْلاقُ الركاب
وأدَّرع القتام لكلّ هول / كما أغمدت سيفاً في قراب
وأصحبُ كلّ مُبْيضّ السجايا / وجنح الليل مسودّ الإهاب
ليأخذ من أحاديثي حديثاً / غنياً عن معاطاة الشراب
بمدح محمَّدٍ ربّ المعالي / ورائق صفوة الحسب اللباب
وها أنا لا أزال الدهر أثني / عليه بالثناء المستطاب
فأطرب فيه لا طرب الأغاني / وكأس الراح ترقص بالحباب
إذا دارٌ نَبتْ بي رحَّلَتها / عزائم باسل عالي الجناب
أطرّزُ باسمه بُرْدَ القوافي / كوشي البرد طرز بالذهاب
وفيه تنزل الحاجات منا / وتنزل في منازله الرحاب
إذا آب الرجاءُ إليه لاقى / بساحة مجده حسن المآب
تواضع وهو عالي القدر سامٍ / ولا عجبٌ هو ابنُ أبي تراب
شريف من ذؤابة آل بيتٍ / براء في الدنا من كل عاب
يشرفني إذا أدنيت منه / دنوّي من علائي واقترابي
وفيما بيننا والفضل قربى / من العرفان والنسب القراب
أهيم بمدحه في كل وادٍ / وأقرع في ثناه كل باب
إلى حضراته الأمداح تجبى / ومن ثم انتَمى فيها لجابي
يرغّب فضله الفضلاء فيه / ويطمعهم بأيديه الرغاب
عطاء ليس يسبقه مطال / وقد يعطي الكثير بلا حساب
وينفق في سبيل الله مالاً / لأبناء السبيل وفي الرقاب
جزى الله الوزير الخير عنا / وأجزاه بأضعاف الثواب
فقد سَرَّ العراقَ ومن عليها / بقاضٍ لا يروغ ولا يحابي
وأبقى الله للإسلام شيخاً / به دفع المصاب عن المصاب
بمثل قضائه فصل القضايا / ومثل خطابه فصل الخطاب
من القوم الذين عَلَوْا وسادوا / كما تعلو الرؤوس على الذناب
أطلّوا بالعلاء على البرايا / كما طلّ الجبال على الروابي
ليهنك أنت يا بغداد منه / بطلعة حسن مرجوٍ مهاب
أقام العدل في الزوراء حتَّى / وجدنا الشاء يأنس بالذئاب
وأنى لا يطاع الحق فيها / ولا تجري الأمور على الصواب
وسيف الله في يد هاشميّ / صقال المتن مشحوذ الذباب
خروجك من دمشق الشام ضاهى / خروج العضب أصلت للضراب
وجئت مجيء سيل الطمّ حتَّى / لقد بلغ الروابي والزوابي
بعلم منك زخّار العباب / وفضل منك ملآن الوطاب
فمن هذا ومن هذا جميعاً / أتيت الناس بالعجب العجاب
وراح الناس يا مولاي تدعو / لعزك بالدعاء المستجاب
فلا أفلتْ نجومك في مغيب / ولا حُجِبَتْ شموسُك في ضباب
لآلِ المصطفى عِلْمُ وجودٌ
لآلِ المصطفى عِلْمُ وجودٌ / يحوزُهما مَجيدٌ أو نَجيبُ
وفي هذا الزَّمان من البرايا / لمحمودَين ساقَهما النصيب
تَورَّث علمَهم قَمَرُ الفتاوى / وشمسٌ ما لها أبداً مغيب
وحازَ فخارهم وكذا علاهم / وجودهم تَوَرَّثه النقيب
ذكرتُ على النوى عهد التَّصابي
ذكرتُ على النوى عهد التَّصابي / فأشجاني وهيَّجَ بعضَ ما بي
وشوَّقني معالم كنتُ فيها / بأنعم طيبِ عيشٍ مستطاب
فَبِتُّ احِنُّ من شوق إليها / كما حنَّ المشيبُ إلى الشباب
سقى تلك الديار وساكنيها / مُلِثُّ القَطر منهلّ الرباب
فكم ظبيٍ هنالك في كناسٍ / ينوب بفتكه عن ليث غاب
بنفسي من أفدّيه بنفسي / ويعذب في تجنّيه عذابي
ولي قلبٌ تَوَقَّدَ في التهابٍ / ولي دمع توالى بانسكاب
وليلٍ طال بالزفرات منّي / ولم يقصر لحزني واكتئابي
وكم همٍ أساءَ إلى فؤادي / وطال مع الزمان به عتابي
وأزعجني عن الأحباب بينٌ / وبالبينِ انزعاجي واضطرابي
تعلِّلني بموعدها الأماني / وما التعليل بالوعد الكذاب
وتطمعني بما لا أرتجيه / وهل أرجو شراباً من سراب
وما فَعَلتْ بأصحابي المنايا / فأبْقَتْني وقد أخَذَتْ صحابي
وما لي من أُنيب إليه يوماً / إذا ما عضّني يوماً بناب
وما كتَبتْ يدايَ له كتاباً / ولكن كانَ في أمِّ الكتاب
أذاقَنيَ النَّوى حلواً ومرًّا / وجرّعني الهوى شهداً بصاب
أطوِّف في البلاد وأنتحيها / فما أغنى اجتهادي في الطّلاب
وأيَّةُ قفرة لم أرْمِ فيها / ولم أُزْعِجْ بِمَهْمَهها ركابي
لبستُ غُبارها وخرجت منها / كما استلَّ الحُسام من القراب
ولم أبلُغْ مقام العزّ إلاَّ / بعبد القادر العالي الجناب
وما نلنا المنى من السّعي حتَّى / نَزَلْنا في منازله الرِّحاب
كريم طيب الأخلاق بَرٍّ / بيوم الجود أندى من سحاب
فما سُئِل النَّدى والجودَ إلاَّ / وأسْرَعَ بالثواب وبالجواب
إذا ما أُبْت بالنَّعماء عنه / حَمِدْتُ بفضله حُسنَ المآب
أو انتَسَبَ انجذابٌ من قلوب / فما لسواه ينتسِبُ انجذابي
فيا بدرَ الجَمال ولا أُماري / ويا ربَّ الجميل ولا أحابي
سَأشكرُ فضلَك الضّافي وأدعو / لمجدك بالدعاء المستجاب
على نِعمٍ بجودك قد أُفيضَتْ / ولا ترجو بها غير الثواب
وممَّا سَرَّني وأزالَ همِّي / دُنُوِّي من جنابك واقترابي
ولم أبْرَحْ أهيمُ بكلّ وادٍ / وأقْرَعُ في ثنائك كل باب
وأرغَبُ عن سواك بكل حالٍ / وأطْمَعُ في أياديك الرغاب
ولم تبرحْ مدى الأيام تُدعى / لكشف الضر أو دفع المصاب
أصاب بما حباك به مشيرٌ / مشيرٌ بالحقيقة والصواب
وولاّك العمارة إذ تولى / أُمورَ الحكم بالبأس المهاب
فقُمْت مقامه بالعدل فيها / وقد عمرتها بعد الخراب
وذلَّلْتَ الصِّعاب وأنتَ أحرى / وموصوف بتذليل الصعاب
فلا يحزنك أقوال الأعادي / فما جَزِعَتْ أسودٌ من كلاب
لقد حلَّقْتَ في جَوِّ المعالي / فكنتَ اليومَ أمْنَعَ من عقاب
عَلَوْتَ بقَدْرِك العالي عليهم / كما تعلو الجبال على الرَّوابي
وما ضاهاك من قاصٍ ودانٍ / بعدل الحكم أو فصل الخطاب
وحُزْتَ مكارم الأخلاق طرًّا / ومنها جئت بالعجب العجاب
ألا يا سيّدي طال اغترابي / فرخِّصْ لي فَدَيْتُك بالذهاب
فأرجعُ عنك مُنْقَلِباً بخير / وأحْمَدُ من مكارمك انقلابي
وأنظِمُ فيك طول العمر شكراً / كما انتظم الحباب على الشراب
وليس يهمُّني في الدهر همٌّ / وفيك تَعَلُّقي ولك انتسابي
فمن شوقٍ إلى وطنٍ وأهلٍ / غَدَوْتُ اليومَ ذا قلبٍ مذاب
ومن مرضٍ أٌقاسيه ووجدٍ / رضيتُ من الغنيمة بالإياب
هَلُمَّ بنا نزورُ أبا الخصيبِ
هَلُمَّ بنا نزورُ أبا الخصيبِ / ونرعى جانِبَ العيش الخصيبِ
نعاشر أهْلَهُ ونقيمُ فيه / بخفض العيش من حسن وطيب
كرامٌ قد نزلت بهم غريباً / فكانوا سلوة الرجل الغريب
وعبد الواحد الموصوف فيهم / بطول الباع والصَّدر الرَّحيب
هو الشَّهم الَّذي لا عيب فيه / سوى العرض النقيّ من العيوب
لقد تُقنا إلى ذاك المحيَّا / ولا تَوْقَ المحبِّ إلى الحبيب
فحيِّ ابنَ المبارك من كريم / أحبّ إلى القلوب من القلوب
يرى فعل الجميل عليه فرضاً / وصنع المكرمات من الوجوب
نُصيبُ بفضله الأَعراض منه / ونرجع عنه في أوفى نصيب
حكى إحسانه صوب الغوادي / فقلنا ديمة القطر الصَّبيب
إذا المستصرخون دَعَوْه يوماً / فقد أمنت بكشَّاف الكروب
وإنْ أبْصَرَتْ منه البِشْرَ يبدو / فأبشرْ منه بالفرج القريب
يلذّ لدى سؤال ندى يديه / فيثني عطف مرتاح طروب
ومبتسم بوجه الضَّيف زاه / ووجه الدَّهر مشتدّ القطوب
أَجَلّ عصابة كرمت وجادت / على العافين في اليوم العصيب
كريمٌ قد تفرَّع من كريم / نجيبٌ ينتمي لأبٍ نجيب
رأيت الأَكرمين على ضروب / وهذا خير هاتيك الضروب
وقَدْرٍ ما استخفَّته الرَّزايا / ولا راعته قارعة الخطوب
ولا استهْوَتْه نَفْسٌ في هوانٍ / ولم يَدْنُ إلى أدنى معيب
منارٌ يُستمدُّ الرأي منه / وعنه رميَّة السَّهْمِ المصيب
فأَشهَدُ أنَّه فردُ المعالي / وما أنا منه في شكٍّ مريب
عليه ذوو العقول إذَنْ عيالٌ / وها هو إرْبةُ الفطن الأَريب
فتعرض رأيُها أبداً عليه / كما عرض المريض على الطَّبيب
فداك الباخلون وهم كثيرٌ / فداءَ النَّحر من بُدنٍ ونيب
بيومٍ عنده الإِنفاق فيه / أشدّ على الجبان من الحروب
ولا أَفلَتْ كواكِبُك الزَّواهي / ولا أَذِنَتْ شموسُكَ للغروب
تَلفَّتَ في مَنازل آلِ مَيٍّ
تَلفَّتَ في مَنازل آلِ مَيٍّ / فَلَمْ يَرَ يا سُلَيْمى من يُحِبُّ
فلم يرقأ له إذ ذاك طرف / ولم يَصْبِرْ له إذ ذاك قلب
وتحتَ ضلوعِه للوجدِ نار / تَشُبُّ من الشجون وليس تخبو
يُلامُ على الهوى من غير علمٍ / وهل يصغي إلى اللّوام صبُّ
وأطلال بميثاء دروساً / سَقَتْ أطلالها سحب وسحب
تذكّرني بها فيها التّصابي / وعَيشاً كلُّه لهو ولعب
وغزلاناً لها في القلب مرعًى / ومن عَبرات هذا الطرف شرب
ويجمَعُنا ومن نهواه شملٌ / بحَيثُ يضمُّنا والحيّ شِعب
وحيث الشّيحُ ينفحُ والخزامى / وحيث البانُ لدن القدّ رطب
إلى أرواحها ترتاح روحي / وألقى بالأحِبَّة ما أُحِب
ولي حتَّى أرى الأحبابَ فيها / على الأيام طول الدهر عتب