ويومَ كَسَوْتَها رَهَجَ المُصلَّى
ويومَ كَسَوْتَها رَهَجَ المُصلَّى / تُنادِيها المُنى أهلاً وسهلا
مُجَلَّلَةً هوادِيها بِعِزٍّ / يجلّلُ أوْجُهَ الأعداءِ ذُلّا
إذا ضَلَّ العجاجُ بِهَا هَدَاها / جبينُكَ أنْ تُعَرِّجَ أو تَضِلّا
وقد نَشَقَتْ رِياحَ النَّصْرِ تُزْجِي / غمامَ الموتِ أبْرَقَ فاْستَهَلّا
شوازِبَ كالقِداحِ مُساهِماتٍ / ضَرْبتَ بِهَا العِدى حَزْناً وسَهْلا
وكنتَ نَصيحَها سِرّاً وجَهْراً / وكنتَ أمينَها قولاً وفِعْلا
وكنتَ وَليَّ حُكْمِ اللهِ فِيهَا / تُنِيرُ بنورِهِ صِدْقاً وعَدْلا
فحازَ الغدرُ أخْيَبَها سِهاماً / وطبْتَ ففُزْتَ بالقِدْحِ المُعَلَّى
فما جَلَتِ الدُّجى شمسٌ تَجَلَّتْ / كوجهِكَ فِي الوغى لما تَجلَّى
ولا راقَ الحُلِيُّ عَلَى سيوفٍ / كسيفكَ من دمائهِمُ مُحَلَّى
إذا التَقَتِ الفتوحُ عَلَيْكَ تَتْرى / فأولى للمصابِ بِهِنَّ أَولى
وجاءَتْكَ المُنى صُوَراً تَوَالى / فلا تَحْزُنْكَ صَفْحَةُ مَا تَوَلَّى
ولا يُؤْيِسْكَ أبراجٌ تَسامَتْ / بأهمَاجٍ فإنَّ لَدَيْكَ أعْلى
ورُبَّ عُقابِ شاهِقَةٍ تَعَلَّى / بِهَا أَمَلٌ إلى يَدِكُمْ تَدَلَّى