القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَعرُوف الرُّصافِيّ الكل
المجموع : 2
أحبّ صراحتى قولاً وفعلاً
أحبّ صراحتى قولاً وفعلاً / وأكره أن أميل إلى الرياء
فما خادعت من أحدٍ بأمرٍ / ولا أضمرت حَسواً في ارتغاء
ولست من الذين يرون خيراً / بابقاء الحقيقة في الخفاء
ولا ممّن يرى الأديان قامت / بوحيٍ مُنزلٍ للأنبياء
ولكن هنّ وضع واتبداع / من العقلاء أرباب الدهاء
ولست من الألى وهموا وقالوا / بأن الروح تعرج للسماء
لأن الأرض تسبح في فضاء / وما تلك السماء سوى الفضاء
ولست من الذين يرون فخراً / لمفتخرٍ باهراق الدماء
ولا ممّن قد ارتبطوا بماضٍ / فعاشوا ينظرون إلى الوراء
ولا ممّن يرى للناس حكماً / سوى الحكام أرباب القضاء
ولا ممّن تودّد في حضور / وعند الغيب جاهر بالعداء
ولا ممّن يرى الأنساب ممّا / يمتّ به الأنام إلى العلاء
ولا ممّن إذا وُبئوا استعاذوا / بتمتمة الدعاء من الوباء
ولا من معشر صَلَّوْا وصامُوا / لما وُعِدوه من حسن الجزاء
ولا ممّن يرون الله يجزي / على الصلوات بالحور الوضاء
ولا ممّن يرى الأشياء تفَنَى / بحيث تكون من عَدَم هواء
ولكن هنّ في جمعٍ وفرقٍ / تبدّلُ منهما صورَ البقاء
ولست من الذين يرون فضلاً / كبيراً للرجال على النساء
ولكن دالت الأيام حتى / تهلون هؤلاء بهؤلاء
قضَوا شهداء ليس لهم بواء
قضَوا شهداء ليس لهم بواء / فتمّ لهم على الدهر البقاء
قضوا لعزيز موطنهم ضحايا / فهم لعزيز موطنهم فداء
لهم في موتهم هذا حياة / مخلّدة يجلّلها الثناء
تباشرت الجنان بهم فأمست / بها من حسن مقدمهم بهاء
وحيّا جعفر الطيار منهم / نسوراً في الجنان لها اعتلاء
وطائرة مرفعة الذُنابى / بأجنحة الرياح لها ارتقاء
يجول بها من البنزين روح / كما جالت بأوردة دماء
بعصر الكهرباء أتت فأمسى / لعصر الكهرباء بها ازدهاء
تمرّ كأنها في الجو نَسر / إلى زهر النجوم له انتماء
وتختبط الهواء بساعدَيها / فتعصف منهما الريح الرخاء
فتمضي في الفضاء مضيّ سهم / عن القوس الضروح له ارتماء
فيبصر كالنجوم لها علوّ / ويسمع كالرعود لها رغاء
وقد ترمي الصواعق محرقاتٍ / بها في الأرض يندكّ البناء
قد امتطوُا الرياح بها فطاروا / إلى حيث احتفت بهم السماء
سموا فتضاءلوا فحكوا نجوماً / يصغّرها بأعيننا السناء
وفيهم كان للأوطان حبّ / وفي أوطانهم منهم رجاء
ألا يا طائرين قد استقلّت / بهم في الجوّ ريح جربياء
لقد نزل القضاء بكم أليماً / ولا منجاة إن نزل القضاء
فمتّم ميتةً بيضاء منها / بأعيننا قد أسودّ الفضاء
لقد عظمت مناحتكم فقامت / تنوح بها الحرائر والأماء
وشّققت الجُيوب لكم رجال / ولطمّت الخدود لكم نساء
غبطنا ميتة قد أعقبتكم / حياةً ليس يدركها الفناء
لكم بسقوطكم شرف ففيه / لموطنكم نهوض واعتلاء
ولا تأسَوا على الوطن المفدّى / ففي شبانه لكم الكفاء
فهم خلف لكم فيما أردتم / ولولا ذلكم عزّ العزاء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025