رَضِيتُ بحكم سابقَةِ القضاءِ
رَضِيتُ بحكم سابقَةِ القضاءِ / وإن أَضحتْ تُكَدِّر صَفْوَ مائي
وهل يسطيع أهلُ الأرضِ حَلاَّ / لِعَقْدِ شُدَّ من فوق السماء
إلى كَمْ تهدِم الأحداثُ ركْنِي / وتَرْميني بجوْرٍ واعتداء
يُعاقِبُني الزمانُ بغير ذنبٍ / وتخذُلني يَدي وذوو اصطفائي
ويَسْعَى بي لمن لو جاء ساعٍ / به عندي لخُضِّبَ بالدماء
حياتي بين واشٍ أو حَسُودٍ / وساعٍ بي يُسَرُّ بطول دائي
فإنْ وشَّى عليّ الزُّورَ باغٍ / فَصبْراً للمَقادِرِ والقضاء
وما أنا يا أبا المنصور إلاّ / كما تُدْرِي على مَحْضِ الوفاء
أتعلَمُ كيف كان لك انعطافي / وكيف رأيتَ قِدْماً فيك رائي
أحين ملكتَني والناسَ طرَّاً / ورُحْتَ خليفة في ذا الفضاء
وحين رجوتُ نَصْرُك لي فإنِّي / بمُلْكِكَ بالغٌ أقصى رجائي
يجيئك مُبْغضٌ لي ساعياً بي / يرومُ لديك نَقْصِي في خَفاء
فيثِلبُني ويَرْجِعُ سالمِاً لم / تَهِجْك عليه أسبابُ الإخاء
وإن تَكُ ما قَبِلتَ له مقالاً / فحقُّك رَمْيُه بيد البلاء
وقد بلَّغتني أمَلي فتمِّمْ / تَتمَّ لك السلامةُ في البقاء
ولا تَشْغَلْ ضميري باستماعٍ / لواشٍ فيّ مهدوم البِناء
فقد طيّبتَ عيشي في سرورٍ / وقد أنعمتَ بالي في رخاء
وعيشي زائدٌ طِيباً إذا لم / يُكِّدْره لديك بنو الزِّناء