ذَهَبتَ وَلَم تَزُر أَهلَ الشِفاءِ
ذَهَبتَ وَلَم تَزُر أَهلَ الشِفاءِ / وَما لَكَ في الزِيارَةِ مِن جَداءِ
كَبِرتَ فَلَستَ مِن شَرطِ الغَواني / وَفارَقتَ الصِبا غَيرَ الخَفاءِ
وَشابَ بَنوكَ فَاِستَحيَيتَ مِنهُم / وَأُبتَ إِلى العَفافَةِ وَالحَياءِ
وَغُرمٍ قَد حَمَلتُ جَناهُ غَيري / وَفَيتُ بِهِ عَلى حُبِّ الوَفاءِ
وَمَولى قَد نَصَحتُ لَهُ فَأَعيَت / عَلَيَّ أُمورُهُ كُلَّ العَياءِ
فَلَو ما كُنتُ أَروَعَ أَبطَحِيّاً / أَبِيَّ الضَيمِ مُطَّرِحَ الدَناءِ
لَوَدَّعتُ الجَزيرَةَ قَبلَ يَومٍ / يُنَسّي القَومَ أَطهارَ النِساءِ
فَكُنتُ هُناكَ أَحيَنَ مِن ثَفالٍ / يُعَدَّلُ فَوقَهُ سَقَطُ الرِعاءِ
فَذالِكَ أَم مُقامُكَ وَسطَ قَيسٍ / وَتَغلِبَ بَينَها سَفكُ الدِماءِ
وَقَد مَلَأَت كِنانَةُ بَينَ مِصرٍ / إِلى عُليا تِهامَةَ فَالرُهاءِ
بَرازيقاً تَمُرُّ مُسَوَّماتٍ / وَأَلوِيَةً تَؤولُ إِلى لِواءِ
بَنو شَيخٍ بِمَكَّةَ خِندِفِيٍّ / دَفَنّاهُ بِأَبطَحَ ذي كَداءِ
يُهينونَ النُفوسَ بِكُلِّ صِدقٍ / وَلَو بيعَت لَقامَت بِالغَلاءِ