المجموع : 9
أُحبُّ المِهْرَجانَ لأنَّ فيهِ
أُحبُّ المِهْرَجانَ لأنَّ فيهِ / سروراً للملوكِ ذوي السَناءِ
وباباً للمصير إلى أوانٍ / تُفتَّح فيه أبوابُ السماءِ
أُشبِّههُ إذا أَفضَى حميداً / بإفضاءِ المَصيفِ إلى الشتاءِ
رجاءَ مؤمِّليكَ إذا تناهَى / بهم بعد البلاءِ إلى الرخاءِ
فَمَهرِجْ فيه تحت ظلال عيشٍ / ممدَّدةٍ على عيشٍ فضاءِ
أخا نِعَمٍ تتمُّ بلا فناءٍ / إذا كان التمامُ أخا الفناءِ
يزيدُ اللَّه فيها كلَّ يومٍ / فلا تنفكُّ دائمةَ النَّماءِ
ويُصْحبُك الإلهُ على الأَعادي / مساعدةَ المَقادرِ والقضاءِ
شهدتُ لقد لهوتَ وأنت عفُّ / مصونُ الدِّين مبذولُ العطاءِ
تَغَنَّتك القيانُ فما تغنَّتْ / سوى محمولِ مدحِك من غِناءِ
وأحسَنُ ما تغنّاك المغنِّي / غناءٌ صاغَهُ لك من ثناءِ
كَمُلْتَ فلستُ أسألُ فيك شيئاً / يَزيدُكَهُ المَليكُ سوى البقاءِ
وبعدُ فإنّ عذري في قصوري / عن الباب المحجَّب ذي البهاءِ
حدوثُ حوادثٍ منها حريقٌ / تَحيَّف ما جمعت من الثراءِ
فلم أسألْ له خَلَفاً ولكنْ / دعوتُ اللَّه مجتهدَ الدعاءِ
ليجعَلَه فداءَك إنْ رآه / فداءك أيها الغالي الفداءِ
وأما قبلَ ذاك فلم يكن لي / قَرارٌ في الصباح ولا المساءِ
أعاني ضيعةً ما زلتُ منها / بِحمدِ اللَّه قِدْماً في عناءِ
فرأيَك مُنعِماً بالصفحِ عنِّي / فما لي غيرَ صفحِك من عَزاءِ
ولا تعتب عليَّ فداك أهلي / فتُضعِفَ ما لقيتُ من البلاءِ
ألم تَرَ لابن بلبلَ إذ حماني
ألم تَرَ لابن بلبلَ إذ حماني / مَواردَهُ وأَوْرادِي ظِماءُ
سألت الأرضَ تنكيراً عليه / فلم تفعلْ فنكَّرتِ السماءُ
وصاعدُ ما تَصعَّدَ بل تَهَاوَى / ولكنْ جادَ ما صَعِد الدعاءُ
رعى هذا الأنامَ فكان ذئباً / أحصَّ وما الذئابُ وما الرِّعاءُ
إذا ما المدح سار بلا ثواب
إذا ما المدح سار بلا ثواب / من الممدوح فهو لهُ هجاءُ
لأن الناس لا يخفى عليهم / أمنعٌ كان منهُ أم عطاءُ
مُخفَّفةٌ مُثَقَّلةٌ تراها
مُخفَّفةٌ مُثَقَّلةٌ تراها / كأنْ لم يَغْذُ نِصْفَيها غِذاءُ
إذا الإغبابُ جَدَّد حسنَ شيءٍ / من الأشياءِ جَدَّدها اللقاءُ
لها ريقٌ تَشِفُّ له الثنايا / وتَروِي عنه لا مِنه الظِّماءُ
وأنفاسٌ كأنفاسِ الخُزامَى / قبيلَ الصبحِ بَلَّتها السماءُ
تنفّسَ نشرُها سحَراً فجاءت / به سَحَريّةُ المَسْرَى رُخاءُ
يقول القائلون ضَويتَ جِدّاً
يقول القائلون ضَويتَ جِدّاً / ولم تُنْضِجْكَ أرحامُ النِّساءِ
ومن إنضاجها إياي أعْرت / عظامي من لحومِهمُ الوِطاءِ
إذا ما كنتُ ذا عودٍ صليب / فيكفيني القليلُ من اللِّحاءِ
رأيتُك لا تَلَذُّ لطعمِ شيءٍ
رأيتُك لا تَلَذُّ لطعمِ شيءٍ / تَطعَّمُهُ سوى طعمِ العطاءِ
وما أُهدي إليك من امتياحي / أحبَّ إليك مِن حُسْن الثناءِ
فما لي عند تحكيكي مديحي / أُجشِّمُ خاطري ثقل العناءِ
ولكني أُلقِّي العُرْفَ عُرْفاً / وإن كنت الغنيَّ عن الجزاءِ
أبيتُم أن تُفيدوا شكرَ مثلي
أبيتُم أن تُفيدوا شكرَ مثلي / بل اللَّهُ الذي خلق الإباءَ
رآني اللَّه أرفعَ من جَداكم / وأنَّى تُمْطِر الأرضُ والسماءَ
لَنعمَ اليومُ يومُ السبت حقاً
لَنعمَ اليومُ يومُ السبت حقاً / لصيدٍ إن أردت بلا امتراءِ
وفي الأحدِ البناءُ فإن فيه / بدا الرحمنُ في خلق السماءِ
وفي الإثنين إن سافرت فيه / تَنبأ بالنجاح وبالنجاءِ
وإن رمت الحجامة فالثلاثا / فذاك اليوم مهراقُ الدماءِ
وإن رام امرؤٌ يوماً دواءً / فنعم اليومُ يوم الأربعاءِ
وفي يومِ الخميسِ قضاء خيرٍ / ففيه الله يأذن بالقضاءِ
ويوم الجمعة التنعيمُ فيه / وتزويج الرجالِ مع النساءِ
طلابُكَ للحظوظِ من العناءِ
طلابُكَ للحظوظِ من العناءِ / فدعْها للسفاهةِ والجِباءِ
وكِدْ دُنْياكَ ما بُقِّيتَ فيها / بصافيةٍ أرقَّ من الهواءِ
ولا تُتْبِع حُمَيَّاً الكأس نُقْلاً / سوى أعراضِ أولادِ الزناءِ