أيجحد من جلالتك السناء
أيجحد من جلالتك السناء / وانت لعمتة الدنيا ضياء
برزت لساحة المجلا يتيماً / بقوم طم قسوتهم جفاء
وما لك يا رسول الله مال / ولا من ناصر الا القضاء
فأودع فيك مبدي الخلق سرا / تقر الارض فيه والسماء
فعرقك عرقه نوع شريف / اصيل قام فيه الاصفياء
وقد طبعت بطينتك المعالي / وحكم الطبع ليس به مراء
نرى هذي العناصر فاعلات / وهذا الماء يبصر والهواء
وان الشمس تبرز من سناها / شؤنا لا يقوم بها الهباء
ترعرع فيك طبع ما تثنى / لغيرك فاق من ذهبوا وجاؤا
نظام في الوجود به بهاءٌ / بعين الله طورك والبهاء
وعقل قد يدير رحى البرايا / ولفظ كالقضاء له مضاء
وعلم من جناب الله حارت / له العلماء زينه الحياء
وعدل فيه منك عظيم طول / وحلمك والتأود والسخاء
وزهد قد زوى الاكوان طرا / وصدق زان رونقه الوفاء
وصبر فيه تمكين وجاش / وفضل ما لبهجته انقضاء
وفرط شجاعة وشريف رأي / له بالحزم نشر وانطواء
وبر شامل وعظيم خلق / وبذل ليس يحجره العطاء
وقلب كله عطف ورفق / لديه الناس كلهم سواء
كشفت غطاء اقوام شداد / ولولا الحق ما كشف الغطاء
رأوا نور النبوة منك يجلى / بطرز ما جلته الانبياء
محقت الظلم والاهواء عنهم / وقام عن الغشاء بهم صفاء
وقد شهدوا لذاتك معجزات / بدست الصدق تم لها انجلاء
وعن علم الكيان كشفت سترا / لديه كلام من هذروا هواء
وزلزلت البرية بانقاسم / له هرع القلوب لها رغاء
وتذكر اسمك القدسي زهر / فيسبق قولها منها البكاء
وشرعك كله عدل وحق / وانصاف يزال به العناء