المجموع : 4
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ / وَقَلَّ الصِدقُ وَاِنقَطَعَ الرَجاءُ
وأَسلَمَني الزَمانُ إِلى صَديقٍ / كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ لَهُ رَعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيتَ لَهُ بِحَقٍّ / وَلَكِن لا يُدومُ لَهُ وَفاءُ
أَخِلّاءٌ إِذا اِستَغنَيتُ عَنهُم / وَأَعداءٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ
يُديمونَ المَوَدَّةَ ما رَأوني / وَيَبقى الوُدُّ ما بَقِيَ اللِقاءُ
وَإِن غُنّيتُ عَن أَحَدٍ قَلاني / وَعاقَبَني بِما فيهِ اِكتِفاءُ
سَيُغنيني الَّذي أَغناهُ عَنّي / فَلا فَقرٌ يَدومُ وَلا ثَراءُ
وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لِلّهِ تَصفو / وَلا يَصفو مَعَ الفِسقِ الاِخاءُ
وَكُلُّ جِراحَةٍ فَلَها دَواءٌ / وَسوءُ الخُلقِ لَيسَ لَهُ دَواءُ
وَلَيسَ بِدائِمٍ أَبَداً نَعيمٌ / كَذاكَ البُؤسُ لَيسَ لَهُ بَقاءُ
إِذا أَنكَرتُ عَهداً مِن حَميمٍ / فَفي نَفسي التَكَرُّمُ وَالحَياءُ
إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى / بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم يَنَلهُ
وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم يَنَلهُ / وَآخَرُ ما سَعى جمَعَ الثَراءَ
وَساعٍ يِجمَعُ الأَموالَ جَمعاً / لِيورِثَها أَعادِيَهُ شَقاءَ
وَما سِيّانِ ذو خُبرٍ بَصيرٌ / وَآخَرُ جاهِلٌ لَيسا سَواءَ
وَمَن يَستَعتِبِ الحَدَثانِ يَوماً / يَكُن ذاكَ العِتابُ لَهُ عَناءَ
وَيُزري بالفَتى الإِعدامُ حَتّى / مَتى يُصِبِ المَقالَ يُقَل أَساءَ
إِذا عَقَدَ القَضاءُ عَلَيكَ أَمراً
إِذا عَقَدَ القَضاءُ عَلَيكَ أَمراً / فَلَيسَ يَحُلُّهُ إِلّا القَضاءُ
فَما لَكَ قَد أَقَمتَ بِدارِ ذُلٍّ / وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ فَضاءُ
تَبَلَّغْ بِاليَسيرِ فَكُلُّ شَيءٍ / مِنَ الدُنيا يَكونُ لَهُ اِنتِهاءُ
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي / وَلَكِن أَلقِ دَلوَكَ في الدَلاءِ
تَجِئكَ بِمِلئِها يَوماً وَيَوماً / تَجِئكَ بِحَمأَةٍ وَقَليلِ ماءِ
وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي / تُحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ
فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري / بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ
مُقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ / وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ
لَنِعمَ اليَومُ يَومُ السَبتِ حَقّاً / لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بَلا اِمتِراءِ
وَفي الأَحَدِ البِناءُ لِأَنَّ فيهِ / تَبَدّى اللَهُ في خَلقِ السَماءِ
وَفي الإِثنَينِ إِن سافَرتَ فيهِ / سَتَظفَرُ بِالنَجاحِ وَبِالثَراءِ
وَمِن يُردِ الحِجامَةَ فَالثُلاثا / فَفي ساعاتِهِ سَفكُ الدِماءِ
وَإِن شَرِبَ اِمرِؤٌ يَوماً دَواءً / فَنِعمَ اليَومُ يَومُ الأَربِعاءِ
وَفي يَومِ الخَميسِ قَضاءُ حاجٍ / فَفيهِ اللَهُ يَأذَنُ بِالدُعاءِ
وَفي الجُمُعاتِ تَزويجٌ وَعُرسٌ / وَلذَّاتُ الرِجالِ مَعَ النِساءِ
وَهَذا العِلمُ لا يَدْريهِ إِلّا / نَبِيٌّ أَو وَصِيُّ الأَنبِياءِ