لَنا بَرق ابتسامك قَد تَرائى
لَنا بَرق ابتسامك قَد تَرائى / أَعيذك أَن تَجنبنا الرواءا
فَإِنا غَير ريِّك ما اِنتَجعنا / وَلا شِمنا سِواه سناً أَضاءا
تَضمَّن بَرق خَدك وَالثَنايا / لِمران الحَشا عَسلا وَماءا
وَردن عُيوننا مِنهُ وَلَكن / صَدَرنَ قُلوبنا عَنهُ ظِماءا
بِنَفسي مِن أَعدُّ الفَضل مِنهُ / عَليَّ إِذا اِرتَضى نَفسي فِداءا
أَبيت بِحُبه إِلّا ولوعا / وَإِن هُوَ قَد أَبى إلا جفاءا
جَميل وَالجَمال لَهُ يُغطّي / عَلى بَصري كَأَن بِهِ غِشاءا
أَيحسن مَرة وَيُسيء ألفا / وَعِندي أَنَّهُ بي ما أَساءا
وَإِني لا أَذمُّ لَهُ عُهوداً / عَلى الحالين واصل أَم تَناءا
وَلَيسَ يُعدُّ في العشاق مَن لا / يَرى حالي مُعذبه سواءا
رَشاً عَقد الجَمال عَلَيهِ تاجاً / وَنَشّر مِن ضَفائره لِواءا
أَشار بِراحَتيهِ فَبايعته / قُلوب الناس طَوعاً أَو إِباءا
وَقَد أَمر الهِلال بِأَن يُوافي / فأَقبلَ بِالنُجوم لَهُ وَجاءا
فَأَطلعه بِمفرق وَفرتيه / وَأَخلى مِن مَطالعه السَماءا
أَقامَ مَقام قرطيهِ الثريا / وَأَطلَع مِن مَباسمه ذكاءا
وَفَوقَ الصَدر ركَّد حاجزيه / دِفاعاً لِلمُعانق وَاِتِقاءا
فَيا عَجَباً لَأَنجمه اللَواتي / تَلوح لَنا صَباحاً أَو مَساءا
يَهز الرُمح مِعطفه اِعتِدالاً / وَيَطوي القَوس حاجِبه اِنحناءا
وَتَحتَ لِثامه وَرد جَني / وَلَكن لا أَطيق لَهُ اِجتِناءا
يجرد مِن لَواحظه سُيوفاً / تعيد السَرد مُنتَثِراً هباءا
وَلَو في قَلبه القاسي اِتقينا / لَأَمكَن أَن يَكُون لَنا وقاءا
اَمقتنصي الظبا رِيمي دَعوه / وَدُونَكُم الجآذر وَالظِباءا
أتيلع قَد رَعى مقلي وَقَلبي / وَجَنَّبَ ماء وجرة وَالكلاءا
إِذا فَتح الجُفون كَسَرنَ قَلبي / وَاِنصَب حِينَ يَكسرها حَياءا
وَيَعثر بِالذَوائب حينَ يَخطو / كَما قَد قَيَّد الشرك الطلاءا
إِذا عاتبته خطر اِختيالا / وَأعرض بِالعَوارض كبرياءا
فَيبدي الدر مبسمه وَعَيني / فذا ضحكاً عليَّ وَذي بُكاءا
يَعيب جَماله اللاحي فأصغي / وَاعلم أَنَّهُ قالَ اِفتِراءا
أَينصب لِلهَوى شبك احتيال / وَمَن يَصطاد بِالشبك الهَواءا
يَقول ألا تعالج بالتسلي / غَراماً مِنهُ قَد كابدت داءا
نَعم يَدري بِأَن الحُب دائي / وَلا وَاللَه ما عَرف الدَواءا
فَعندي مِن خَفايا الغَيب سر / لِدائي لَو أَرَدت بِهِ شِفاءا
أَقول لَنارِ وَجدي حينَ شَبَت / وَفي كَبدي وَجَدت لَها سَناءا
أَيا نار الجَوى كُوني سَلاماً / فَإِبراهيم قَد بَلغ الرَجاءا
بَني بعقيلة مِن أَيّ بَيت / آله العَرش شرفه بِناءا
وَزفّت مِن عُمومته إِلَيهِ / فَتاةٌ ما رَأَت إِلا الخِباءا
كَأَنَّهُم عشية هيأوها / لِبَدر التَم قَد أَهدوا ذكاءا
فَتى أَكرومة وَفَتاة خِدر / بِبَيت المَجد قَد نَشآ أَسواءا
فَذا ساد الرِجال عُلا وَفَخرا / وَذي سادت بَعفتها النِساءا
إِلَيكَ أَبا التقي صَعدت فِيها / تَهاني لا تَطيق لَكَ اِرتِقاءا
أَبين النَجم تَطلبك القَوافي / فَتسمعك التَهاني وَالثَناءا
نَعم أَومي لِوَجه الأُفق فيها / كَما رَتلت ذِكراً اَو دُعاءا
كَأَنك واحد الأعداد مَهما / نُرد عَددا تقدّمت اِبتِداءا
فَيا أَلف الحُروف وَلو توفي / حُقوق ثَناك ما كانَت هِجاءا
تكلمنا بِها حاء وَقافاً / فَتكسبنا بِها عَيناً وَزاءا
إِلى الحَق اليَقين نَظرت حَتّى / كَأَن سَنا الصَباح لَكَ اِستَضاءا
وَلا تَزداد بِالباري يَقيناً / وَلَو كَشف الإِلَه لَكَ الغِطاءا
دَرى العلماء أنَّهُم اِستَراحوا / بِسَعيك يا أَشدّهم عناءا
لَظلك يَلجأون بِكُل ضيق / وَيَتبعون رَأَيك حَيث شاءا
أَمامك إِذ تَقول لَهُم أِماماً / وَخَلفك إِذ تَقول لَهُم وَراءا
لِأَنك أَنتَ أَبسطهم يَميناً / وَأَكبَرَهُم وَأَكَثَرَهُم عطاءا
وَأَقدرهم عَلى الجلى اِحتِمالاً / وَأَطيبهم وَأرحبهم فناءا
وَأَبذلهم وَأَمنعهم جِواراً / وَأَوصَلَهُم وَأَفصلهم قَضاءا
جَبينك وَهُوَ مَشكاة البَرايا / بِهِ نُور الأَمامة قَد أَضاءا
وَما لِلدَهر مِثلك مِن إِمام / بِهِ يَستَدفع الدَهر البلاءا
تَمت نَهاره بِالصَوم صَيفا / وَتحيي اللَيل منتفلا شِتاءا
ذوو التيجان تَرجف مِنكَ خَوفاً / إِذا لَهُم كِتاب مِنكَ جاءا
يَكاد بِأَن يَفر التاج مِنهُم / لِرَأسك لَو رَأى مِنكَ اِعتِناءا
يَزول إِذا أَرَدت بِهِ زَوالاً / وَيَبقى إن أَرَدت بِهِ بَقاءا
فَإِن جلي الصَدا مِنهُم وَإِلا / كَتبت عَلى رَئيسهم الجَلاءا
إِمام المُسلِمين بِكَ اِهتَدَينا / كَمَن يَستَرشد النجم اِهتِداءا
تَجيء لَكَ الوَرى مِن كُل فَج / بِهم ريح الرَجا تَجري رخاءا
أَتَت بِهُم رِقاب العيس تَهوي / فَلا نَصباً تَحس وَلا حفاءا
وَأموا مِنكَ في الإِسلام لَيثاً / وَخلُّوا خَلفَهُم بقرا وَشاءا
وَهُم شَتى المَطالب ذا نوالا / يؤمل مِن يَديك وَذا علاءا
فَللجهلاء تَمنحهم عُلوماً / وَللفقراء تَمنحهم غِناءا
أَبا الأَشياء جزت المَدح حَتّى / عَدَدت مَديحك السامي هجاءا
لَكَ البُشرى بِأَبناء كِرام / مِن الآباء قَد وَرثو الإباءا
هُمُ أتقى بَني الدُنيا جَميعاً / وَأَنقاهم وَأَطهرهم رِداءا
فَلا كَتقيهم أَبَداً كَمالاً / وَلا كَمحمد أَبَداً سَخاءا
هُمُ أَهل الوَفاء بِعصر سوء / بِهِ أَهلوه ما عَرفوا الوَفاءا
وَلَو أن السموأل كانَ فينا / لَرد عَن الوَفا طَبعاً وَفاءا
رَعوا ذِمَم الإِخاء وَلَيسَ حرا / لِعمر أَبيك من نسي الإِخاءا
وَكُل مَحاسن الصلحاء فيهُم / وَمِن عَيب الهَوى كانوا براءا
لَو أَنَّهُم بِعصر لَيسَ فيهِ اِن / قِطاع الوَحي كانوا أَنبياءا
سَلمتم ما تَلألأت الدراري / وَجنّ اللَيل وَالإِصباح ضاءا
وَدُمتُم في هَنا عيدٍ وَعُرسٍ / مَدى الأَيام بدءً وَاِنتِهاءا