المجموع : 4
دَعَوتك وَالمَدامةُ في كؤوسٍ
دَعَوتك وَالمَدامةُ في كؤوسٍ / تَلألأُ كَالكَواكب في السَماءِ
وَجَيشي لِلهَوى أَغصانُ رَوضٍ / وَسرح السُرو تَخفق بِاللواء
وَإِني بَين جَناتٍ وَحورٍ / عَلى أَبهى المَناظر وَالمَرائي
سُرور لَو دَرى الزهّادُ ما هو / لَما تَركوا التنعُّمَ بِالشَقاء
فَبادر نغتنم للدهر يَوماً / عَلى غيظ المُناصح وَالمُرائي
وَلا تمهل فتهمل من صَفاء / فَإِني قَد عَزمت عَلى الصَفاء
جَبينُك أَيها الزاهي تَلألأْ
جَبينُك أَيها الزاهي تَلألأْ / وَدرّ الثَغرِ حَين بَدا تَلألأْ
فَقم كي نَرتشف ظَلم الحُميّا / فَداعي الصَفو قَد حَيى وَنَبَّأْ
وَلا تَدَعِ المَسرّةَ وَانتهزها / وَإِن خُتمت مبادي الراح فابدأْ
وَلا تَدرأ بمصباح الدياجي / وَلكن بالسرور الهمَّ فادرأْ
فشملك بَين أُنسٍ وَاجتماعٍ / وَقَلب حَسودك الباغي تجزّأْ
وَدَهرُك بَين إِحسانٍ وَحُسنٍ / وَأَعدانا كَما نَهوى وَأَسوأْ
فَلا تقنع مِن الدُنيا بِأَدنى / وَلا تعلق بغير هَوىً وَتعبأْ
وَكُن عِندَ الخَلاعة ظَبيَ أنس / وَإِنك للوغى لَيثٌ وَأَجرأْ
وَسُد أَهلَ الجَمالِ بكل فَضلٍ / وَعَن فَضل التَجني قم تبرّأْ
وَقَلِّد لبةَ الجَنّاتِ صُبحاً / بِأَنجُم خَندريسٍ ذاكَ أَضوأْ
وَلا تَسمَع مِن الواشي المُعنَّى / فَلا مَعنى لما أَوحى فَأَخطأْ
وَلا تتعب بحملك مشرفيّاً / فَإِن حسامَ لحظك مِنهُ أَوجأْ
تباعد بَيننا من بَعدِ قُربٍ
تباعد بَيننا من بَعدِ قُربٍ / وَكُدِّرَ عَيشُنا بَعد الصَفاءِ
فَكيفَ يَطيبُ في الدُنيا سُرورٌ / وَهَل هوَ غَيرُ أَيامِ اللقاء
سَقى أَيامَنا بالقرب غَيثٌ / وَحيّا اللَهُ أَوقاتَ الرضاء
لَقَد كانَ الشَبابُ لَهُ غُرورٌ / سَأَبكيهِ وَمَن لي بالبُكاء
وَإِني كلّما قالوا محبٌّ / أُجدّدُ للمحبة إنتمائي
وَإِن ذكروا وصالاً من حَبيبٍ / أَقول عدمتَ يا يومَ التَنائي
لَقَد كانَ الحَبيبُ وَكُنت صبّاً / تقدّمتُ الهَوى فَغدا ورائي
لِيَهنى الحاسدون فَقد بَعُدنا / إِذا كانَ الفراقُ إِلى بقائي
يقولون استرح واصبر وهوِّن
يقولون استرح واصبر وهوِّن / فكم بعد الشدائد من رخاءِ
فقلت الصبر يجمُل بالمُعنَّى / لحدٍّ ثم يؤذن بانقضاء
إنَّ الضعيفين إن جمّعت بينهما / قاموا بأمر له تعيى الأشداءُ
مثل اللطيفين إن ألّفت بينهما / كانت نتيجةَ ما ألّفته الماءُ