القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الكل
المجموع : 252
عَفا نَهيا حَمامَةَ فَالجَواءُ
عَفا نَهيا حَمامَةَ فَالجَواءُ / لِطولِ تَبايُنٍ جَرَتِ الظِباءُ
فَمِنهُم مَن يَقولُ نَوىً قَذوفٌ / وَمِنهُم مَن يَقولُ هُوَ الجَلاءُ
أَحِنُّ إِذا نَظَرتُ إِلى سُهَيلٍ / وَعِندَ اليَأسِ يَنقَطِعُ الرَجاءُ
يَلوحُ كَأَنَّهُ لَهَقٌ شَبوبٌ / أَشَذَّتهُ عَنِ البَقَرِ الضِراءُ
وَبانوا ثُمَّ قيلَ أَلا تَعَزّى / وَأَنّى يَومَ واقِصَةَ العَزاءُ
سَنَذكُرُكُم وَلَيسَ إِذا ذُكِرتُم / بِنا صَبرٌ فَهَل لَكُمُ لِقاءُ
وَكَم قَطَعَ القَرينَةَ مِن قَرينٍ / إِذا اِختَلَفا وَفي القَرنِ اِلتِواءُ
فَماذا تَنظُرونَ بِها وَفيكُم / جُسورٌ بِالعَظائِمِ وَاِعتِلاءُ
إِلى عَبدِ العَزيزِ سَمَت عُيونُ ال / رَعِيَّةِ إِن تُخُيِّرَتِ الرِعاءُ
إِلَيهِ دَعَت دَواعيهِ إِذا ما / عِمادُ المُلكِ خَرَّت وَالسَماءُ
وَقالَ أولوا الحُكومَةِ مِن قُرَيشٍ / عَلَينا البَيعُ إِذ بَلَغَ الغَلاءُ
رَأوا عَبدَ العَزيزِ وَلِيَّ عَهدٍ / وَما ظَلَموا بِذاكَ وَلا أَساؤوا
فَزَحلِفها بِأَزفُلِها إِلَيهِ / أَميرَ المُؤمِنينَ إِذا تَشاءُ
فَإِنَّ الناسَ قَد مَدّوا إِلَيهِ / أَكُفَّهُم وَقَد بَرِحَ الخَفاءُ
وَلَو قَد بايَعوكَ وَلِيَّ عَهدٍ / لَقامَ القِسطُ وَاِعتَدَلَ البِناءُ
أَنا المَوتُ الَّذي آتى عَلَيكُم
أَنا المَوتُ الَّذي آتى عَلَيكُم / فَلَيسَ لِهارِبٍ مِنّي نَجاءُ
عَفا مِن آلِ فاطِمَةَ الجِواءُ
عَفا مِن آلِ فاطِمَةَ الجِواءُ / فَيُمنٌ فَالقَوادِمُ فَالحِساءُ
فَذو هاشٍ فَميثُ عُرَيتِناتٍ / عَفَتها الريحُ بَعدَكَ وَالسَماءُ
فَذِروَةُ فَالجِنابُ كَأَنَّ خُنسَ ال / نِعاجِ الطاوِياتِ بِها المُلاءُ
يَشِمنَ بُروقَهُ وَيَرُشُّ أَريَ ال / جَنوبِ عَلى حَواجِبِها العَماءُ
فَلَمّا أَن تَحَمَّلَ آلُ لَيلى / جَرَت بَيني وَبَينَهُمُ الظِباءُ
جَرَت سُنُحاً فَقُلتُ لَها أَجيزي / نَوىً مَشمولَةٌ فَمَتى اللِقاءُ
تَحَمَّلَ أَهلُها مِنها فَبانوا / عَلى آثارِ مَن ذَهَبَ العَفاءُ
كَأَنَّ أَوابِدَ الثيرانِ فيها / هَجائِنُ في مَغابِنِها الطِلاءُ
لَقَد طالَبتُها وَلِكُلِّ شَيءٍ / وَإِن طالَت لَجاجَتُهُ اِنتِهاءُ
تَنازَعَها المَها شَبَهاً وَدُرُّ ال / نُحورِ وَشاكَهَت فيها الظِباءُ
فَأَمّا ما فُوَيقَ العِقدِ مِنها / فَمِن أَدماءَ مَرتَعُها الخَلاءُ
وَأَمّا المُقلَتانِ فَمِن مَهاةٍ / وَلِلدُرِّ المَلاحَةُ وَالصَفاءُ
فَصَرِّم حَبلَها إِذ صَرَّمَتهُ / وَعادى أَن تُلاقيها العَداءُ
بِآرِزَةِ الفَقارَةِ لَم يَخُنها / قِطافٌ في الرِكابِ وَلا خَلاءُ
كَأَنَّ الرَحلَ مِنها فَوقَ صَعلٍ / مِنَ الظِلمانِ جُؤجُؤُهُ هَواءُ
أَصَكَّ مُصَلَّمِ الأُذُنَينِ أَجنى / لَهُ بِالسِيِّ تَنُّومٌ وَآءُ
أَذَلِكَ أَم شَتيمُ الوَجهِ جَأبٌ / عَلَيهِ مِن عَقيقَتِهِ عِفاءُ
تَرَبَّعَ صارَةً حَتّى إِذا ما / فَنى الدُحلانُ عَنهُ وَالإِضاءُ
تَرَفَّعَ لِلقَنانِ وَكُلِّ فَجٍّ / طَباهُ الرِعيُ مِنهُ وَالخَلاءُ
فَأَورَدَها حِياضَ صُنَيبِعاتِ / فَأَلفاهُنَّ لَيسَ بِهِنَّ ماءُ
فَشَجَّ بِها الأَماعِزَ فَهيَ تَهوي / هُوِيَّ الدَلوِ أَسلَمَها الرِشاءُ
فَلَيسَ لَحاقُهُ كَلَحاقِ إِلفٍ / وَلا كَنَجائِها مِنهُ نَجاءُ
وَإِن مالا لِوَعثٍ خاذَمَتهُ / بِأَلواحٍ مَفاصِلُها ظِماءُ
يَخِرُّ نَبيذُها عَن حاجِبَيهِ / فَلَيسَ لِوَجهِهِ مِنهُ غِطاءُ
يُغَرِّدُ بَينَ خُرمٍ مُفضِياتٍ / صَوافٍ لَم تُكَدِّرها الدِلاءُ
يُفَضِّلُهُ إِذا اِجتَهَدا عَلَيهِ / تَمامُ السِنِّ مِنهُ وَالذَكاءُ
كَأَنَّ سَحيلَهُ في كُلِّ فَجرٍ / عَلى أَحساءِ يَمؤودٍ دُعاءُ
فَآضَ كَأَنَّهُ رَجُلٌ سَليبٌ / عَلى عَلياءَ لَيسَ لَهُ رِداءُ
كَأَنَّ بَريقَهُ بَرَقانُ سَحلٍ / جَلا عَن مَتنِهِ حُرُضٌ وَماءُ
فَلَيسَ بِغافِلٍ عَنها مُضيعٍ / رَعِيَّتَهُ إِذا غَفَلَ الرِعاءُ
وَقَد أَغدو عَلى ثُبَةٍ كِرامٍ / نَشاوى واجِدينَ لِما نَشاءُ
لَهُم راحٌ وَراوُوقٌ وَمِسكٌ / تُعَلُّ بِهِ جُلودُهُمُ وَماءُ
يَجُرّونَ البُرودَ وَقَد تَمَشَّت / حُمَيّا الكَأسِ فيهِم وَالغِناءُ
تَمَشّى بَينَ قَتلى قَد أُصيبَت / نُفوسُهُمُ وَلَم تُهرَق دِماءُ
وَما أَدري وَسَوفَ إِخالُ أَدري / أَقَومٌ آلُ حِصنٍ أَم نِساءُ
فَإِن قالوا النِساءُ مُخَبَّآتٍ / فَحُقَّ لِكُلِّ مُحصَنَةٍ هِداءُ
وَإِمّا أَن يَقولَ بَنو مَصادٍ / إِلَيكُم إِنَّنا قَومٌ بِراءُ
وَإِمّا أَن يَقولوا قَد وَفَينا / بِذِمَّتِنا فَعادَتُنا الوَفاءُ
وَإِمّا أَن يَقولوا قَد أَبَينا / فَشَرُّ مَواطِنِ الحَسَبِ الإِباءُ
فَإِنَّ الحَقَّ مَقطَعُهُ ثَلاثٌ / يَمينٌ أَو نِفارٌ أَو جِلاءُ
فَذَلِكُمُ مَقاطِعُ كُلِّ حَقٍّ / ثَلاثٌ كُلُّهُنَّ لَكُم شِفاءُ
فَلا مُستَكرَهونَ لِما مَنَعتُم / وَلا تُعطونَ إِلّا أَن تَشاؤوا
جِوارٌ شاهِدٌ عَدلٌ عَلَيكُم / وَسِيّانِ الكَفالَةُ وَالتَلاءُ
بِأَيِّ الجيرَتَينِ أَجَرتُموهُ / فَلَم يَصلُح لَكُم إِلّا الأَداءُ
وَجارٍ سارَ مُعتَمِداً إِلَيكُم / أَجاءَتهُ المَخافَةُ وَالرَجاءُ
فَجاوَرَ مُكرَماً حَتّى إِذا ما / دَعاهُ الصَيفُ وَاِنقَطَعَ الشِتاءُ
ضَمِنتُم مالَهُ وَغَدا جَميعاً / عَلَيكُم نَقصُهُ وَلَهُ النَماءُ
وَلَولا أَن يَنالَ أَبا طَريفٍ / إِسارٌ مِن مَليكٍ أَو لِحاءُ
لَقَد زارَت بُيوتَ بَني عُلَيمٍ / مِنَ الكَلِماتِ آنِيَةٌ مِلاءُ
فَتُجمَع أَيمُنُ مِنّا وَمِنكُم / بِمُقسَمَةٍ تَمورُ بِها الدِماءُ
سَتَأتي آلَ حِصنٍ حَيثُ كانوا / مِنَ المُثُلاتِ باقِيَةٌ ثِناءُ
فَلَم أَرَ مَعشَراً أَسَروا هَدِيّاً / وَلَم أَرَ جارَ بَيتٍ يُستَباءُ
وَجارُ البَيتِ وَالرَجُلُ المُنادي / أَمامَ الحَيِّ عَقدُهُما سَواءُ
أَبى الشُهَداءُ عِندَكَ مِن مَعَدٍّ / فَلَيسَ لِما تَدِبُّ لَهُ خَفاءُ
تُلَجلِجُ مُضغَةً فيها أَنيضٌ / أَصَلَّت فَهيَ تَحتَ الكَشحِ داءُ
غَصِصتَ بِنيئِها فَبَشِمتَ عَنها / وَعِندَكَ لَو أَرَدتَ لَها دَواءُ
وَإِنّي لَو لَقيتُكَ فَاِجتَمَعنا / لَكانَ لِكُلِّ مُندِيَةٍ لِقاءُ
فَأُبرِئُ موضِحاتِ الرَأسِ مِنهُ / وَقَد يَشفي مِنَ الجَرَبِ الهِناءُ
فَمَهلاً آلَ عَبدِ اللَهِ عَدّوا / مَخازِيَ لا يُدَبُّ لَها الضَراءُ
أَرونا سُنَّةً لا عَيبَ فيها / يُسَوّى بَينَنا فيها السَواءُ
فَإِن تَدعوا السَواءَ فَلَيسَ بَيني / وَبَينَكُمُ بَني حِصنٍ بَقاءُ
وَيَبقى بَينَنا قَذَعٌ وَتُلفَوا / إِذاً قَوماً بِأَنفُسِهِم أَساؤوا
وَتوقَد نارُكُم شَرَراً وَيُرفَع / لَكُم في كُلِّ مَجمَعَةٍ لِواءُ
ذَهَبتَ وَلَم تَزُر أَهلَ الشِفاءِ
ذَهَبتَ وَلَم تَزُر أَهلَ الشِفاءِ / وَما لَكَ في الزِيارَةِ مِن جَداءِ
كَبِرتَ فَلَستَ مِن شَرطِ الغَواني / وَفارَقتَ الصِبا غَيرَ الخَفاءِ
وَشابَ بَنوكَ فَاِستَحيَيتَ مِنهُم / وَأُبتَ إِلى العَفافَةِ وَالحَياءِ
وَغُرمٍ قَد حَمَلتُ جَناهُ غَيري / وَفَيتُ بِهِ عَلى حُبِّ الوَفاءِ
وَمَولى قَد نَصَحتُ لَهُ فَأَعيَت / عَلَيَّ أُمورُهُ كُلَّ العَياءِ
فَلَو ما كُنتُ أَروَعَ أَبطَحِيّاً / أَبِيَّ الضَيمِ مُطَّرِحَ الدَناءِ
لَوَدَّعتُ الجَزيرَةَ قَبلَ يَومٍ / يُنَسّي القَومَ أَطهارَ النِساءِ
فَكُنتُ هُناكَ أَحيَنَ مِن ثَفالٍ / يُعَدَّلُ فَوقَهُ سَقَطُ الرِعاءِ
فَذالِكَ أَم مُقامُكَ وَسطَ قَيسٍ / وَتَغلِبَ بَينَها سَفكُ الدِماءِ
وَقَد مَلَأَت كِنانَةُ بَينَ مِصرٍ / إِلى عُليا تِهامَةَ فَالرُهاءِ
بَرازيقاً تَمُرُّ مُسَوَّماتٍ / وَأَلوِيَةً تَؤولُ إِلى لِواءِ
بَنو شَيخٍ بِمَكَّةَ خِندِفِيٍّ / دَفَنّاهُ بِأَبطَحَ ذي كَداءِ
يُهينونَ النُفوسَ بِكُلِّ صِدقٍ / وَلَو بيعَت لَقامَت بِالغَلاءِ
وَنَدمانٍ يَرى غَبَناً عَلَيهِ
وَنَدمانٍ يَرى غَبَناً عَلَيهِ / بِأَن يُمسي وَلَيسَ لَهُ اِنتِشاءُ
إِذا نَبَّهتَهُ مِن نَومِ سُكرٍ / كَفاهُ مَرَّةً مِنكَ النِداءُ
فَلَيسَ بِقائِلٍ لَكَ إيهِ دَعني / وَلا مُستَخبِرٍ لَكَ ما تَشاءُ
وَلَكِن سَقِّني وَيَقولُ أَيضاً / عَلَيكَ الصِرفَ إِن أَعياكَ ماءُ
إِذا ما أَدرَكَتهُ الظُهرُ صَلّى / وَلا عَصرٌ عَلَيهِ وَلا عِشاءُ
يُصَلّي هَذِهِ في وَقتِ هاذي / فَكُلُّ صَلاتِهِ أَبَداً قَضاءُ
وَذاكَ مُحَمَّدٌ تَفديهِ نَفسي / وَحُقَّ لَهُ وَقَلَّ لَهُ الفِداءُ
بِبابِ بُنَيَّةِ الوَضّاحِ ظَبيٌ
بِبابِ بُنَيَّةِ الوَضّاحِ ظَبيٌ / عَلى ديباجَتَي خَدَّيهِ ماءُ
كَماءِ الدَنِّ يَسكَرُ مَن رَآهُ / فَيَخفِتُ وَالقُلوبُ لَهُ سِباءُ
يَعذُبُ مَن يَشاءُ بِمُقلَتَيهِ / إِذا رَنَتا وَيَفعَلُ ما يَشاءُ
مَرَرتُ بِهَيثَمَ بنِ عَدِيِّ يَوماً
مَرَرتُ بِهَيثَمَ بنِ عَدِيِّ يَوماً / وَقِدماً كُنتُ أَمنَحُهُ الصَفاءَ
فَأَعرَضَ هَيثَمٌ لَمّا رَآني / كَأَنّي قَد هَجَوتُ الأَدعِياءَ
وَقَد آلَيتُ أَن أَهجو دَعِيّاً / وَلَو بَلَغَت مُروءَتُهُ السَماءَ
نَضَت عَنها القَميصَ لِصَبِّ ماءِ
نَضَت عَنها القَميصَ لِصَبِّ ماءِ / فَوَرَّدَ وَجهَها فُرطُ الحَياءِ
وَقابَلَتِ النَسيمَ وَقَد تَعَرَّت / بِمُعتَدِلٍ أَرَقَّ مِنَ الهَواءِ
وَمَدَّت راحَةً كَالماءِ مِنها / إِلى ماءٍ مُعَدٍّ في إِناءِ
فَلَمّا أَن قَضَت وَطَراً وَهَمَّت / عَلى عَجَلٍ إِلى أَخذِ الرِداءِ
رَأَت شَخصَ الرَقيبِ عَلى التَداني / فَأَسبَلَتِ الظَلامَ عَلى الضِياءِ
فَغابَ الصُبحُ مِنها تَحتَ لَيلٍ / وَظَلَّ الماءُ يَقطِرُ فَوقَ ماءِ
فَسُبحانَ الإِلَهِ وَقَد بَراها / كَأَحسَنِ ما يَكونَ مِنَ النِساءِ
أَصابَت قَلبَهُ حَدَقُ الظِباءِ
أَصابَت قَلبَهُ حَدَقُ الظِباءِ / وَأَسلَمَ لُبَّهُ حُسنُ العَزاءِ
وَأَقفَرَتِ المَنازِلُ مِن سُلَيمى / وَكانَت لِلمَوَدَّةِ وَالصَفاءِ
وَطالَ ثَواؤُهُ في دِمنَتَيها / فَهَيَّجَ شَوقَهُ طولُ الثَواءِ
وَلَجَّ بِهِ الجَفاءُ فَلَيسَ يَدري / أَيَظعَنُ أَم يُقيمُ عَلى الجَفاءِ
وَهَل خُلِقَ الفَتى إِلّا لِيَهوى / وَيَأنَسَ بِالدُموعِ وَبِالدِماءِ
أَلِاَنَ عَلِمتُ أَنَّ البَعثَ حَقٌّ
أَلِاَنَ عَلِمتُ أَنَّ البَعثَ حَقٌّ / وَأَنَّ اللَهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ
رَأَيتُ الخَثعَمِيَّ يُقِلُّ أَنفاً / يَضيقُ بِعَرضِهِ البَلَدُ الفَضاءُ
سَما صَعُداً فَقَصَّرَ كُلُّ سامٍ / لِهَيبَتِهِ وَغَصَّ بِهِ الهَواءُ
هُوَ الجَبَلُ الَّذي لَولا ذُراهُ / إِذاً وَقَعَت عَلى الأَرضِ السَماءُ
وَعالِمَةٍ وَقَد جَهِلَت دَوائي
وَعالِمَةٍ وَقَد جَهِلَت دَوائي / بِلا جَهلٍ وَقَد عَلِمَت بِدائي
يَموتُ بِها المُتَيَّمُ كُلَّ يَومٍ / عَلى فَوتِ المَواعِدِ وَاللِقاءِ
لَها ثَغرٌ وَمُبتَسِمٌ وَريقٌ / يَنوبُ عَنِ المُعَتَّقَةِ الطِلاءِ
وَطَرفٌ ساحِرٌ غَنِجٌ كَحيلٌ / وَوَجهٌ لَيسَ يُنكَرُ لِلضِياءِ
فَبوؤسى لِلكَئيبِ بِها إِذا ما / بَدَت تَختالُ في حُسنِ الرُواءِ
كَأَنَّ لَها عَلى قَلبي رَقيباً / مِنَ الصَدِّ المُبَرِّحِ وَالجَفاءِ
وَلَوعاتُ الهَوى هُنَّ اللَواتي / دَعَونَكَ لِلبُلابِلِ وَالغِناءِ
وَطَيفٍ طافَ بي سَحَراً فَأَذكى / حَرارَةَ لَوعَتي وَجَوى حَشائي
وَفي طَيفِ الخَيالِ شِفا المُعَنّى / وَرِيُّ الصادِياتِ مِنَ الظَماءِ
وَلَكِنّي أَشَدُّهُمُ غَراماً / وَأَكثَرُهُم أَصانيفَ البَلاءِ
يَقولُ لِيَ العَذولُ وَلَيسَ يَدري / بِأَنَّ اللَومَ مِن شِيَعِ الخَناءِ
أَجِدَّكَ كَم تُغَرِّرُكَ الأَماني / وَتَطرَحُكَ المَطامِعُ بِالعَراءِ
وَأَنتَ مُشَرِّقٌ في غَيرِ عَزمٍ / وَأَنتَ مُغَرِّبٌ عَن غَيرِ راءِ
فَقُلتُ الدَهرُ يَطلِبُني بِثَأرٍ / وَأَيّامُ الحَوادِثِ بِالدِماءِ
وَما لِلحُرِّ في بَلَدٍ مُقامٌ / إِذا قامَ الأَديبُ مَعَ العَياءِ
وَهَل جُرحٌ يُرَبُّ بِغَيرِ آسٍ / وَهَل غَرسٌ يَطولُ بِغَيرِ ماءِ
غَريتُ بِأَربَعٍ بيدٍ وَعَنسٍ / وَلَيلٍ دامِسٍ وَرَحيلِ ناءِ
وَلَولا أَحمَدٌ وَنَدى يَدَيهِ / لَباتَ المُعتَفونَ عَلى الطَواءِ
أَبو بَكرٍ فَكَم آسى جَريحاً / وَكَم عَمَّ الأَعِلّا بِالشِفاءِ
فَتىً في كَفِّهِ أَبَداً فُراتٌ / يَفيضُ عَلى الرِجالِ مَعَ النِساءِ
فَتىً ناديهِ مَكرُمَةٌ وَفَخرٌ / لِأَربابِ المَفاخِرِ وَالعَلاءِ
رَأى حَوزَ الثَناءِ أَجَلَّ كَسباً / وَحَسبُ المَرءِ مَكسَبَةُ الثَناءِ
وَلَم يَكُ واعِداً وَعداً كَذوباً / وَلا قُوَلٌ يَقولُ بِلا وَفاءِ
هُوَ الخِلُّ الوَدودُ لِكُلِّ خِلٍّ / يَدومُ عَلى المَوَدَّةِ وَالإِخاءِ
هُوَ البَحرُ الَّذي حُدِّثتَ عَنهُ / هُوَ الغَيثُ المُغيثُ مِنَ السَماءِ
لَهُ الأَخلاقُ أَخلاقُ المَعالي / وَآياتُ المُروءَةِ وَالسَخاءِ
أَبا بَكرٍ بَنَيتَ بِناءَ طَولٍ / مِنَ الإِحسانِ لَيسَ مِنَ البِناءِ
فَلا زالَت نُجومُكَ طالِعاتٍ / عَلى رَغمِ الحَواسِدِ وَالعِداءِ
فَتَبلُغُ فيهِ أَقصى كُلِّ حالٍ / تُقَدِّرُ نَيلَهُ في الإِنتِهاءِ
وَكَم عانَيتُ قَبلَكَ مِن جَميلٍ / قَبيحِ الفِعلِ عِندَ الإِجتِداءِ
مَعاشِرُ مالَهُم خُلُقٌ وَلَكِن / لَهُم نِعَمٌ تَدُلُّ عَلى الرَخاءِ
تَعودُ وُجوهُهُم سوداً إِذا ما / نَزَلتُ بِهِم لِمَدحٍ أَو جَداءِ
فِداؤُكَ مِنهُمُ مَن لَيسَ يَدري / وَيَعلَمُ كَيفَ مَدحي مِن هِجائي
فَعِش بِسَلامَةٍ وَاِنعَم هَنيئاً / بِطولِ العُمرِ في عِزِّ البَقاءِ
وَلا زالَت سِنوكَ عَلَيكَ تَجري / بِإِنعامٍ يَتِمُّ بِلا اِنقِضاءِ
وَإِنَّ وَسيلَتي وَأَجَلَّ مَتّي / إِلَيكَ بِحَقِّ أَصحابِ الإِساءِ
وَأَنتَ فَعارِفٌ سَلَفي وَجَدّي / فَقيهُ الأَرضِ في حَشدِ المُلاءِ
وَأَعمامي فَقَد عُدُوا قَديماً / مِنَ العُظَماءِ أَهلِ الإِعتِلاءِ
وُجودُكَ كُلُّهُ حَسَنُ وَلَكِن / أَجَلُّ الجودِ حُسنُ الإِبتِداءِ
عَفَت ذاتُ الأَصابِعِ فَالجِواءُ
عَفَت ذاتُ الأَصابِعِ فَالجِواءُ / إِلى عَذراءَ مَنزِلُها خَلاءُ
دِيارٌ مِن بَني الحَسحاسِ قَفرٌ / تُعَفّيها الرَوامِسُ وَالسَماءُ
وَكانَت لا يَزالُ بِها أَنيسٌ / خِلالَ مُروجَها نَعَمٌ وَشاءُ
فَدَع هَذا وَلَكِن مَن لَطيفٍ / يُؤَرِّقُني إِذا ذَهَبَ العِشاءُ
لِشَعثاءَ الَّتي قَد تَيَّمَتهُ / فَلَيسَ لِقَلبِهِ مِنها شِفاءُ
كَأَنَّ خَبيأَةٍ مِن بَيتِ رَأسٍ / يَكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وَماءُ
عَلى أَنيابِها أَو طَعمُ غَصٍّ / مِنَ التُفّاحِ هَصَّرَهُ اِجتِناءُ
إِذا ما الأَشرِباتُ ذُكِرنَ يَوماً / فَهُنَّ لِطَيِّبِ الراحِ الفِداءُ
نُوَلّيها المَلامَةَ إِن أَلَمنا / إِذا ما كانَ مَغثٌ أَو لِحاءُ
وَنَشرَبُها فَتَترُكُنا مُلوكاً / وَأُسداً ما يُنَهنِهُنا اللِقاءُ
عَدِمنا خَيلَنا إِن لَم تَرَوها / تُثيرُ النَقعَ مَوعِدُها كَداءُ
يُبارينَ الأَسِنَّةِ مُصغِياتٍ / عَلى أَكتافِها الأَسَلُ الظِماءُ
تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ / تُلَطِّمُهُنَّ بِالخُمُرِ النِساءُ
فَإِمّا تُعرِضوا عَنّا اِعتَمَرنا / وَكانَ الفَتحُ وَاِنكَشَفَ الغِطاءُ
وَإِلّا فَاِصبِروا لِجَلادِ يَومٍ / يُعينُ اللَهُ فيهِ مَن يَشاءُ
وَقالَ اللَهُ قَد يَسَّرتُ جُنداً / هُمُ الأَنصارُ عُرضَتُها اللِقاءُ
لَنا في كُلِّ يَومٍ مِن مَعَدٍّ / قِتالٌ أَو سِبابٌ أَو هِجاءُ
فَنُحكِمُ بِالقَوافي مَن هَجانا / وَنَضرِبُ حينَ تَختَلِطُ الدِماءُ
وَقالَ اللَهُ قَد أَرسَلتُ عَبداً / يَقولُ الحَقَّ إِن نَفَعَ البَلاءُ
شَهِدتُ بِهِ وَقَومي صَدَّقوهُ / فَقُلتُم ما نُجيبُ وَما نَشاءُ
وَجِبريلٌ أَمينُ اللَهِ فينا / وَروحُ القُدسِ لَيسَ لَهُ كِفاءُ
أَلا أَبلِغ أَبا سُفيانَ عَنّي / فَأَنتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواءُ
هَجَوتَ مُحَمَّداً فَأَجَبتُ عَنهُ / وَعِندَ اللَهِ في ذاكَ الجَزاءُ
أَتَهجوهُ وَلَستَ لَهُ بِكُفءٍ / فَشَرُّكُما لِخَيرِكُما الفِداءُ
هَجَوتَ مُبارَكاً بَرّاً حَنيفاً / أَمينَ اللَهِ شيمَتُهُ الوَفاءُ
فَمَن يَهجو رَسولَ اللَهِ مِنكُم / وَيَمدَحُهُ وَيَنصُرُهُ سَواءُ
فَإِنَّ أَبي وَوالِدَهُ وَعِرضي / لِعِرضِ مُحَمَّدٍ مِنكُم وِقاءُ
فَإِمّا تَثقَفَنَّ بَنو لُؤَيٍّ / جَذيمَةَ إِنَّ قَتلَهُمُ شِفاءُ
أولَئِكَ مَعشَرٌ نَصَروا عَلَينا / فَفي أَظفارِنا مِنهُم دِماءُ
وَحِلفُ الحَرِثِ اِبنِ أَبي ضِرارٍ / وَحِلفُ قُرَيظَةٍ مِنّا بُراءُ
لِساني صارِمٌ لا عَيبَ فيهِ / وَبَحري لا تُكَدِّرُهُ الدِلاءُ
أَلا أَبلِغ خُزاعِيّاً رَسولاً
أَلا أَبلِغ خُزاعِيّاً رَسولاً / فَإِنَّ الغَدرَ يَنقُضُهُ الوَلاءُ
وَإِنكَ خَيرُ عُثمانَ بنِ عَمروٍ / وَأَسناهُم إِذا ذُكِرَ السَناءُ
وَبايَعتَ الرَسولَ وَكانَ خَيراً / إِلى خَيرٍ وَأَدّاكَ الثَراءُ
فَما يَغلِبكَ أَو لا تَستَطِعهُ / مِنَ الأَشياءِ لا يَغلِب عِداءُ
صَلاتُهُمُ التَصَدّي وَالمُكاءُ
صَلاتُهُمُ التَصَدّي وَالمُكاءُ /
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني / وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ
خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ / كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ
لِيَجزِ اللَّهُ مِن جُشَمَ بنِ بَكرٍ
لِيَجزِ اللَّهُ مِن جُشَمَ بنِ بَكرٍ / فَوارِسَ نَجدَةٍ خَيرَ الجَزاءِ
بِما حاموا عَلَيَّ غَداةَ دارَت / بِوادي الأَخرَمَينِ رَحى صُداءِ
بِضَربٍ تَشخَصُ الأَبصارُ مِنهُ / وَطَعنٍ مِثلِ أَفراغِ الدِلاءِ
صَباحَ الخَيلُ دامِيَةٌ كُلاها / تَرَقَّصٌ بِالفَوارِسِ كَالظِباءِ
وَأَعرَضَ فارِسُ الهَيجاءِ جَحشٌ / وَجَحشٌ نِعمَ حامِيَةِ النِساءِ
فَنادى في العَجاجَةِ أَينَ عَمروٌ / كَأَنّي فَقعَةٌ أَو طَيرُ ماءِ
فَأَطعَنُهُ وَقُلتُ لَهُ خُذَنَّها / مُشَوَّهَةً تَبجِسُ بِالدِماءِ
فَما اِفتَرَقَت لِذاكَ نَباتُ نَعشٍ / وَلا كَسَفَت لَهُ شَمسُ السَماءِ
قَتَلنا مِنهُمُ سَبعينَ جَحشاً / وَوَلَّونا بِأَقفِيَةِ الإِماءِ
وَأُبنا بِالهِجانِ مُردَفاتٍ / خَطَبناهُنَّ بِالأُسلِ الظِماءِ
وَقُدنا مِنهُم سَرَواتِ قَومٍ / كَجُربِ الإِبلِ تُطلى بِالهِناءِ
تَجَهَّز طالَ في النَصَبِ الثَواءُ
تَجَهَّز طالَ في النَصَبِ الثَواءُ / وَمُنتَظَرُ الثَقيلِ عَلَيَّ داءُ
تَرَكتُ رِياضَةَ النَوكى قَديماً / فَإِنَّ رِياضَةَ النَوكى عَياءُ
إِذا ما سامَني الخُلَطاءُ خَسفاً / أَبَيتُ وَرُبَّما نَفَعَ الإِباءُ
وَإِغضائي عَلى البَزلاءِ وَهنٌ / وَوَجهُ سَبيلِها رَحبٌ فَضاءُ
قَضَيتُ لُبانَةً وَنَسَأتُ أُخرى / وَلِلحاجاتِ وَردٌ وَاِنقِضاءُ
عَلى عَينَي أَبي أَيّوبَ مِنّي / غِطاءٌ سَوفَ يَنكَشِفُ الغِطاءُ
جَفاني إِذ نَزَلتُ عَلَيهِ ضَيفاً / وَلِلضَيفِ الكَرامَةُ وَالحِباءُ
غَداً يَتَعَلَّمُ الفَجفاجُ أَنّي / أَسودُ إِذا غَضِبتُ وَلا أُساءُ
نَأَت سَلمى وَشَطَّ بِها التَنائي / وَقامَت دونَها حَكَمٌ وَحاءُ
وَأَقعَدَني عَنِ الغُرِّ الغَواني / وَقَد نادَيتُ لَو سُمِعَ النِداءُ
وَصِيَّةُ مَن أَراهُ عَلَيَّ رَبّاً / وَعَهدٌ لا يَنامُ بِهِ الوَفاءُ
هَجَرتُ الآنِساتِ وَهُنَّ عِندي / كَماءِ العَينِ فَقدُهُما سَواءُ
وَقَد عَرَّضنَ لي وَاللَهُ دوني / أَعوذُ بِهِ إِذا عَرَضَ البَلاءُ
وَلَولا القائِمُ المَهديُّ فينا / حَلَبتُ لَهُنَّ ما وَسِعَ الإِناءُ
وَيَوماً بِالجُدَيدِ وَفَيتُ عَهداً / وَلَيسَ لِعَهدِ جارِيَةٍ بَقاءُ
فَقُل لِلغانِياتِ يَقِرنَ إِنّي / وَقَرتُ وَحانَ مِن غَزَلي اِنتِهاءُ
نَهاني مالِكُ الأَملاكِ عَنها / فَثابَ الحِلمُ وَاِنقَطَعَ العَناءُ
وَكَم مِن هاجِرٍ لِفَتاةِ قَومٍ / وَبَينَهُما إِذا اِلتَقَيا صَفاءُ
وَغَضّات الشَبابِ مِنَ العَذارى / عَلَيهنَّ السُموطُ لَها إِباءُ
إِذا نَبَحَ العِدى فَلَهُنَّ وُدّي / وَتَربِيتي وَلِلكَلبِ العُواءُ
لَهَوتُ بِهِنَّ إِذ مَلَقي أَنيقٌ / يَصِرنَ لَهُ وَإِذ نَسَمي شِفاءُ
وَأَطبَقَ حُبُّهُنَّ عَلى فُؤادي / كَما اِنطَبَقَت عَلى الأَرضِ السَماءُ
فَلَمّا أَن دُعيتُ أَصَبتُ رُشدِي / وَأَسفَرَ عَنِّيَ الداءُ العَياءُ
عَلى الغَزَلى سَلامُ اللَهِ مِنّي / وَإِن صَنَعَ الخَليفَةُ ما يَشاءُ
فَهَذا حينَ تُبتُ مِنَ الجَواري / وَمِن راحٍ بِهِ مِسكٌ وَماءُ
وَإِن أَكُ قَد صَحَوتُ فَرُبَّ يَومٍ / يَهُزُّ الكَأسُ رَأسي وَالغِناءُ
أَروحُ عَلى المَعازِفِ أَربَخيّا / وَتَسقيني بِريقَتِها النِساءُ
وَما فارَقتُ مِن سَرَفٍ وَلَكِن / طَغى طَرَبي وَمالَ بِيَ الفَتاءُ
أَوانَ يَقولُ مُسلِمَةُ ابنُ قَيسٍ / وَلَيسَ لِسَيِّدِ النَوكى دَواءُ
رُوَيدَكَ عَن قِصافَ عَلَيكَ عَينٌ / وَلِلمُتَكَلِّفِ الصَلِفِ العَفاءُ
فَلا لاقى مَناعِمَهُ اِبنُ قَيسٍ / يُعَزّيني وَقَد غُلِبَ العَزاءُ
أَفَرخَ الزِنجِ طالَ بِكِ البَلاءُ
أَفَرخَ الزِنجِ طالَ بِكِ البَلاءُ / وَساءَ بِكِ المُقَدَّمُ وَالوَراءُ
تَنيكُ وَتَستَنيكُ وَما لِهَذا / وَهَذا إِذ جَمَعتَهُما دَواءُ
بَكَيتَ خِلافَ كِنديرٍ عَلَيهِ / وَهَل يُغني مِنَ الحَربِ البُكاءُ
فَحَدِّثني فَقَد نُقِّصتَ عُمراً / وَكِنديراً أَقَلَّ فَتىً تَشاءُ
كَفى شُغلاً تَتَبُّعُ كُلِّ أَيرٍ / أَصابَكَ في اِستِكَ الداءُ العَياءُ
أَما في كُربُحٍ وَنَوى لِقاطٍ / وَأَبعارٍ تُجَمِّعُها عَزاءُ
تُشاغِلُ آكِلَ التَمرِ اِنتِجاعاً / وَتُكدي حينَ يَسمَعُكَ الرِعاءُ
وَعِندي مِن أَبيكَ الوَغدِ عِلمٌ / وَمِن أُمٍّ بِها جَمَحَ الفَتاءُ
أَبوكَ إِذا غَدا خِنزيرُ حَشٍّ / وَأُمُّكَ كَلبَةٌ فيها بَذاءُ
فَما يَأتيكَ مِن هَذا وَهَذا / إِذا اِجتَمَعا وَضَمَّهُما الفَضاءُ
أَلا إِنَّ اللَئيمَ أَباً قَديماً / وَأَمّاتٍ إِذا ذُكِرَ النِساءُ
نَتَيجٌ بَينَ خِنزيرٍ وَكَلبٍ / يَرى أَنَّ الكِمارَ لَهُ شِفاءُ
أَفَرخَ الزِنجِ كَيفَ نَطَقتَ بِاِسمي / وَأَنتَ مُخَنَّثٌ فيكَ التِواءُ
رَضيتَ بِأَن تُناكَ أَبا بَناتٍ / وَلَيسَ لِمَن يُناكُ أَباً حَياءُ
وَقَد قامَت عَلى أُمٍ وَأُختٍ / شُهودٌ حينَ لَقّاها الزِناءُ
إِذا نيكَت حُشَيشَةُ صاحَ ديكٌ / وَصَوَّتَ في اِستِ أُمِّكَ بَبَّغاءُ
فَدَع شَتمَ الأَكارِمِ فيهِ لَهوٌ / وَلَكِن غِبُّهُ أَيَهٌ وَداءُ
لِأُمِّكَ مَصرَعٌ في كُلِّ حَيٍّ / وَخُشَّةُ هَمُّها فيكَ الكِراءُ
وَقَد تَجِرَت بِأُختِكُمُ غَنِيٌّ / فَما خَسِرَ التِجارُ وَلا أَسَاءوا
أَصابوا صِهرَ زِنجِيٍّ دَعِيٍّ / بِبَرصاءَ العِجانِ لَها ضَناءُ
فَما اِغتَبَطَت فَتاةُ بَني غَنِيٍّ / وَلا الزِنجِيُّ إِنَّهُما سَواءُ
وَأُعرِضُ عَن مَطاعِمَ قَد أَراها
وَأُعرِضُ عَن مَطاعِمَ قَد أَراها / فَأَترُكُها وَفي بَطني اِنطِواءُ
فَلا وَأَبيكَ ما في العَيشِ خَيرٌ / وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ
يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ
يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ / وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ
إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي / وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025