القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحَيْص بَيْص الكل
المجموع : 71
هنيئاً للمواسمِ والتَّهاني
هنيئاً للمواسمِ والتَّهاني / اذا انهزمت من الجَذَلِ الهمومُ
بَقاءٌ من جمالِ الدين يُحْمي / به الجاني ويحْمَدهُ العَديمُ
فانَّ مُحمَّداً عيدُ المَقاوي / وغَيثُهمُ اذا خَوَتِ النُّجومُ
وليس سُرورُ يومٍ مثل دهْرٍ / وأنْت سُرور فضلكَ لا يَريمُ
جلوتَ دُجي الحُظوظِ كما تجلَّى / بواضِحِ وجهكَ الليلُ البَهيمُ
وجُزْتَ الوصف حتى خِلتُ نقصاً / اذا مدحوكَ قولهمُ كَريمُ
فلولا قولُهمْ خِرقٌ جَوادٌ / لَخفَّتْ بي منَ الغَضبِ الحلومُ
وما عجبي لبذلِكَ والعَطايا / كما عَجبي لصبْرٍ لا يخيمُ
تكاثفُ فيك أثباجُ الأماني / وشمسُ سماءِ بِشْرِكَ ما تَغيمُ
وتُكدي المُزْن واليد منك تهْمي / فأينَ بنانُ كفِّكَ والغيومُ
لقد ملَّ العُفاةُ من العَطايا / وطبعُكَ لا المَلولُ ولا السَّؤومُ
ومُغْبرِّ المَطالعِ مُقْشعِرٍّ / تباعد عن أهِلَّتهِ النَّعيمُ
صدوقِ الشَّرِّ كاذبِ كلِّ نوْءٍ / تموتُ به الصَّفايا والقُرومُ
تداعى رِيْفُهُ عطَباً وحَتْقاً / فأسْعَدُ حالِ ساكنهِ السَّقيمُ
اذا سَلمتْ به أرماقُ حيٍّ / فَسالمهُ صَؤوتٌ أو بَغومُ
غَدتْ حَجرُ الحجال به قبُوراً / وصارَ مَصارعَ الأدْمِ الصَّريمُ
بعثْتَ عليه صْوباً منْ نَوالٍ / فمُتْلعِهُ بجمَّتهِ يَعومُ
فأصبحتِ السِّباخُ به رياضاً / يميسُ بها منْ النَّشْر النَّسيمُ
وكم أخْرستَ من لَجبٍ مهيبٍ / يَذَّلُّ لهَ السَّميذعُ والخَصيمُ
برأيٍ ينثرُ الهاماتِ ضَرْباً / وما نَمَّتْ على القِتْل الكُلومُ
فأضحى الجيشُ منبوذاً بقَفْرٍ / على أشْلائِه طَيْرٌ تَحومُ
وفي بُرْديكَ أغلبُ شمَّريٌّ / وَخِلٌّ في مودَّتهِ حَميمُ
اذا صافى فسلسالْ بَرودٌ / واِنْ عادى فمُنْقَعهُ سُمومُ
فَضَلْتَ فما تُبارى في المَعالي / ومنْ جحدَ الضُّحىغُمْرٌ مليمُ
وغيرُ مُنازعٍ في نُبْلِ قَدْرٍ / وقد شهدتْ يمفخرهِ تَميمُ
وكنتُ أظُنُّ في أثوابِ نَصْرٍ
وكنتُ أظُنُّ في أثوابِ نَصْرٍ / فتىً فَرْداً يُحامي أو يَجودُ
فلو لا أنْ بلوْتُ خِلالَ نَصْرٍ / وتجْرِبتي على الدَّعْوى شُهودُ
بصُرتُ بأيْهَميْ سَيْلٍ وخيلٍ / اذا طَرقَ الكَتائبُ والوفودُ
يُسيلُهما مِن الجاوانِ خِرْقٌ / لَبيقُ العِطْفِ مَسْعاهُ حميدُ
رشيدٌ في الطِّعانِ اذا العَوالي / مِن العُرَواءِ ضَلَّ بها الزُّنودُ
يموتُ الفارسُ المِقْدامُ منهُ / وتأمَنهُ الغَنائمُ والطَّريدُ
ويصدقُ وعْدهُ في مُعْتَفيهِ / اذا كَذَبَ البَوارقُ والرُّعودُ
ومَنْ بَطَلٌ كعزِّ الدين ثَبْتٌ / اذا ضَعُفَ المَذاكي والحَديدُ
هو الرِّئْبالُ منْ تحتِ العَوالي / ويومَ السَّلْمِ بَسَّامٌ وَدودُ
طلَبْتَ تَغزُّلي وأبَيْتُ اِلاَّ / ثَناءكَ اِنني صَبٌّ عَميدُ
وغادرتُ الهنودَ لِهِنْداونٍ / منازلُهُ الحُوَيْزَةُ لا الغُمودُ
اذا شوركْتَ في حالٍ بدونٍ
اذا شوركْتَ في حالٍ بدونٍ / فلا يَغْشاكَ عارٌ أو نُفورُ
تَشاركَ في الحياةِ بغيرِ خُلْفٍ / أرَ سْطاليسُ والكلبُ العَقورُ
اذا قيل الكريمُ أَخو العَطايا
اذا قيل الكريمُ أَخو العَطايا / وبَذَّالُ الرَّغائبِ والنَّوالِ
فأكْرَمُ منه ذو أنْفٍ أبيٍّ / يَصونُ الوجه عن ذُلِّ السُّؤالِ
وهلْ يُلفى جَوادٌ مثلَ حُرٍّ / أجَلَّ النَّفْسَ عنْ مِنَنِ الرجال
وفُرْقةُ ما يُعادُ عليكَ صَعْبٌ
وفُرْقةُ ما يُعادُ عليكَ صَعْبٌ / فكيفَ فِراقُ شيءٍ لا يُعادُ
جزى اللّهُ ابْن نوشروانَ خيراً
جزى اللّهُ ابْن نوشروانَ خيراً / جَلالَ الدين ما حَسُنَ الجزاءُ
أتاني لُطْفه وبيَ الْتِياثٌ / فعاجَلَني من اللُّطْفِ الشِّفاءُ
أسَيْفٌ سُلَّ أمْ ذَرِبٌ نطوق
أسَيْفٌ سُلَّ أمْ ذَرِبٌ نطوق / ونارُ أبي المُهَنَّدِ أمْ بُروقُ
تألَّقَتِ المَدائِحُ والعَطايا / فكلٌّ في الفَخارِ لهُ شُروقُ
نطْقتُ فأفْحمَ الفُصحاءَ شعري / وجادَ فَدونهُ الغْيثُ الدَّفوقُ
لقد سعدتْ زُهيْرٌ منْ تميمٍ / وخيرُ سَعادةٍ حَمْدٌ يَروقُ
بهنْديٍّ إِلى مدْحي تَرقَّوْا / وقد يُهْدي بخِرِّيتٍ فَريقُ
بسهْلِ الوجه صعْب البأس جلْدٍ / على الحَدثانِ يحْمدهُ الرَّفيقُ
يُحاذر بأسَهُ ونَدى يديهِ / كَميُّ الرَّوْع والمَحْلُ العَروق
فيشْقى الدارِ عُونَ به صباحاً / وكومٌ تحت جُنْحِ الليلِ روقُ
تيَقَّنَتِ الفَناءَ عِدىً واِبْلٌ / اذا يبدو لصارمهِ بُروقُ
كأنَّ ضيوفَ فخر الدينِ وُلْدٌ / يَضمُّهُمُ أبٌ بَرٌّ شَفيقُ
يجوعُ وزادُهمْ بُرٌّ وضَأنٌ / ويعْرَوْري ولِبْسُهمُ الرَّقيقُ
اذا الليلُ اكفَهرَّ بطارقيهِ / تَبلَّجَ منهُ بَسَّامٌ طَليقُ
يُروِّي القَيْلُ أعْظمهم لديهِ / ويْرْغِدهمْ صَبوحٌ أو غَبوقُ
ويزدحمون عند ذَرا حِماهُ / كأنَّ حَريمَ مَنْزلهِ طَريقُ
وجيَّاش الغوار ذي زَهاءٍ / يضيقُ بجيشهِ المَرْتُ السَّحيقُ
عُبابيٌّ لباسُ الموتِ فيه / لدى أبْطالهِ لُجٌّ عَميقُ
سَوابحُه سَوابقُه ومنهُ / عيونُ دَمٍ مَنابعُها العُروقُ
يَضيقُ القاعُ منْ صفَّيْهِ حتى / تَشكَّى طَرْدهُ رَعْنٌ ونيقُ
تميسُ على مَذاكيهِ كُماةٌ / كأنَّ الضَّرْبَ بينهمُ حَريقُ
يُسيغونَ المَنيَّةَ منْ إباءٍ / كأنَّ شَرابَ موتهمُ رَحيقُ
دِلاصٌ سابغٌ وظُبيَ حِدادٌ / وخَيْلٌ سُبَّقٌ وقَناً لُحوقُ
هزمْتهمُ بحملةِ شَمَّريٍّ / فهانَ الخطُبُ واتَّسعَ المَضيقُ
وأقسمُ لو نزلْتَ بجدْبٍ قاعٍ / تَفرَّعَ عندهُ العودُ الوَريقُ
ولو لمَسَتْ بداكَ صُخورَ طوْدٍ / لَطاحَ الرِّيمُ والوَعَلُ الفريقُ
كأنَّكَ بالمكارِمِ والمَعالي / وكسبِ المجدِ مشعوفٌ مَشوقُ
يعودكَ منْ هَواها عيدُ مَدْحٍ / كما يعتادُكَ الضَّيْفُ الطَّروقُ
تَسَلَّى العاشقونَ وأنتَ صَبٌّ / بطيبِ الذكْرِ وجْدُكَ ما يُفيقُ
لقد حُكِّمْتَ في شعري فأضْحى / لكَ الماثورُ منه والزَّنيقُ
وأعْرضَ عنْ رجالٍ أهْلِ عِزٍّ / سَما عنهمْ فُبخْلُهمُ نَتوقُ
ومنْ آل المُظفَّرِ عَبْقريٌّ
ومنْ آل المُظفَّرِ عَبْقريٌّ / يُضيفُ البأسَ منهُ إِلى السَّماحِ
تَقَّيلَ قوْمَه شَرفاً ومجْداً / وزاد عُلاً على الغُرِّ الصِّباحِ
فجاءَ كحدِّ سيفٍ هِنْدُوانٍ / يُصَرِّفهُ كَمِيٌّ في كِفاحِ
يُنيخُ الجارُ منه إِلى هُمامٍ / وشيكِ النَّصْرِ مرْجوِّ النجاحِ
إِلى عَضُدٍ لدين اللهِ يَحْمي / مُعاقدَه من الشَّرِّ المُتاحِ
يفوقُ الأوْرقَ العاديَّ صَبْراً / وعند العزْمِ أطْرافَ الرَّماحِ
وتلقاهُ سِماماً في الأعادي / وفي الخِلانِ منْ ماءٍ وراحِ
يظنُّ ألوفَ جدواه احتقاراً / شِراكَ النَّعْلِ أورَثَّ النَّصاح
فهُنئَتِ المواسمُ والتَّهاني / به ما هَبَّ مُختلِفُ الرَّياحِ
تبدَّلَ مُرْهفُ العَزماتِ حزْماً
تبدَّلَ مُرْهفُ العَزماتِ حزْماً / وتختلفُ السَّجايا بالزَّمانِ
وكنتُ أجيلُها مُتَمطِّراتٍ / فها أنا لا أفَرِّطُ في العِنانِ
وجوهٌ لا يُحَمِّرُها عِتابٌ
وجوهٌ لا يُحَمِّرُها عِتابٌ / جديرٌ أنْ تُصَفَّرَ بالصَّغارِ
فما دانَ اللِّئامُ لغير بأسٍ / ولا لانَ الحديدُ بغيرِ نارِ
دعوا دمعي بيوم البَيْنِ يجْري
دعوا دمعي بيوم البَيْنِ يجْري / فقد ذهب الأسى بجميلِ صبْري
وكيف تصبُّري وأخي رَهينٌ / بأرضِ الشام في ظَلْماءِ قَبْرِ
بحارَةِ غُرْبةٍ من أرض حمصٍ / لقد غَدر الزمانُ وأيَّ غَدْرِ
أعَنْهُ أسامُ سُلْواناً وصَبْراً / سأنْدبهُ ولا خنْساءَ صَخْرِ
فإنْ عجَزتْ عن النَّدبِ القوافي / بعثْتُ الدمْعَ نَظْماً غيرَ نَثْرِ
فقدْتُ أخي وكان أخي ظَهيري / على الحَدَثانِ سَمَّاعاً لأمْري
فقدْتُ مُهَنَّداً عَضْباً جُرازاً / يَقُدُّ بكلِّ رائعَةٍ ويَفْري
إذا ما شمْتُهُ لِقِراعِ خَطْبٍ / جَلا الغمَّاء عن وجهي وصدْري
تقيَّلَ شِيمتي طفلاً وأجرى / على جَدَدي وأحْرز جلَّ فخري
فلم يَسْعَ الدنيَّةَ في مرامٍ / ولم يمشِ الضَّراءَ لقصدِ حُرِّ
ولم يَضرعْ لجبَّارٍ رجاءً / لمعروفٍ ولو أمْسى بضرِّ
أنا الباكي إذا فارقتُ خِلاً / فكيف أخي وخالِصَتي وأزْري
إذا أحْبَبْتَ فاصْبرْ للرَّزايا
إذا أحْبَبْتَ فاصْبرْ للرَّزايا / فإنَّ مُقارنَ الحُبِّ البَلاءُ
وكيفَ خُلوصُ حُبٍّ من بَلاءٍ / وبينَ الحُبِّ والبَلْوى إِخاءُ
رأيتُ مواسمَ الأيامِ طُرّاً
رأيتُ مواسمَ الأيامِ طُرّاً / على الحالات من صومٍ وفِطْرِ
بفخْرِ الأمةِ الجَحْجاحِ نالتْ / مناقبها وحازت كل فَخْرِ
فعُجْتُ لها أُهَنِّئُها بخِرْقٍ / سَحيحِ الجودِ في عُسرٍ ويُسْر
يحامي الجار وشْكاً غيرَ بُطءٍ / ويُعطي المالَ دثْراً غيرَ نَزْرِ
يَزُرُّ قميصه بأساً وجوداً / على الهَوْلينِ من ليثٍ وبحرِ
حَوى أقصى المناقبِ والمَعالي / بمحمودَيْنِ من مسْعىً ونجْرِ
فجاء كنصْلِ سيفٍ هِنْدوانٍ / يُسرُّ برونقٍ منه ونصْرِ
كأنَّ مُحمَّداً جَوْنٌ مُسِفٌّ / يَصوبُ الأرض قطْراً بعد قطْرِ
إذا سَقَتِ الهَوامِدَ راحَتاهُ / تبدَّلَ غُبْرها منه بخُضْرِ
فعاشَ الصاحبُ الزاكي ثَناهُ / مُطاعَ القولِ في نهْيٍ وأمْرِ
فضَلْتَ تهانيَ الأيامِ طُرَّاً
فضَلْتَ تهانيَ الأيامِ طُرَّاً / فضاقَ بمدحِ عَلْياكَ الكلامُ
وفُقْتَ بني النَّدى والبأسِ حتى / حَسوداك الصَّوارِمُ والغَمامُ
فأنت لِكُلِّ مَجْدِبَةٍ قِطارٌ / وأنت لكُلِّ مُجْلِبَةٍ هُمامُ
تُبيحُ تَبَرُّعاً نَصْراً وَرِفْداً / إذا نكَصَ الجَحافلُ والكِرامُ
فمالُكَ يَحْكُمُ العافونَ فيهِ / وجارُكَ بالخَسيفةِ لا يُرامُ
يَفِرُّ كَراكَ منْ فكرِ المَعالي / إذا ما طابَ للنَّكسِ المَنامُ
فسُلْطانُ الرُّقادِ بها طَريدٌ / لهُ منها فِرارٌ وانْهِزامُ
وتطلعُ شمسُ رأيكَ في الدَّياجي / فَتَجْلوها وما انْجابَ الظَّلامُ
فتَفْرَعُ كلَّ شامخةٍ كَؤَودٍ / يَزِلُّ الطَّيْرُ عنها والسِّامُ
عُلاً للصاحبِ الجحْجاحِ أرضٌ / وعند سِواهُ رضْوى أو شَمامُ
مكارِمُ حازَها نجْراً وسَعْياً / فهُنَّ له جليلاتٌ ضِخامُ
تَمَلَّكها أبو الفَرَجِ المُحامي / إذا ذلَّ المُثَقَّفُ والحُسامُ
فهُنِّيَ كُلُّ ما عَشْرٍ وعِيدٍ / به ما اهْتَزَّ للرِّيحِ الثُّمامُ
يَفِرُّ الخطْبُ قد أمْهي شَباهُ
يَفِرُّ الخطْبُ قد أمْهي شَباهُ / وتُطْردُ عن مراكزها الهُمومُ
ويُضْحي المحْلُ بالآفاقِ خِصْباً / يَعُمُّ الخفْضُ منهُ والنَّعيمُ
وفي دسْتِ العُلى بحرٌ خِضَمٌّ / تُقِرُّ له السَّحائِبُ والعُلومُ
طَليقُ الوجهِ أغْلبُ خِنْدِفيٌّ / به افْتخرت وإن قدُمت تَميمُ
يُناطُ نِجادُ صارِمِهِ بمُعْدٍ / على الأيامِ منْزِلُهُ حَريمُ
بغزْوتِهِ وغُرَّتِهِ يَجِنُّ ال / صبَّاحُ ويُسْفِرُ الليلُ البَهيمُ
فأكْدَرُ لا يَفِرُّ لهُ طَعينٌ / وأزْهَرُ هارِبٌ منهُ الصَّريمُ
سَجيحٌ في مودَّتهِ حَييٌّ / وأفْوَهُ في حفيظَتِه خَصيمُ
يَحوزُ الأسْودانِ لهُ المَعالي / كثيفُ الجَيْش والسَّطْرُ الرَّقيم
فيُنْجدُهُ بليغٌ أو كَمِيٌّ / مجالُهُما الصَّحائفُ والهُضومُ
مُذيعُ النَّصْر للمخذول جَهْراً / لكن للنَّدى مُخْفٍ كَتومُ
عَلِقْتُ بحبْلِ أروْعَ من نِزارٍ / به الخَشْيانُ يَأمَنُ والعَديمُ
بمِطْعانٍ إذا ذَلَّ المُحامي / ومِطْعامٍ إذا خَوَتِ النُّجومُ
رَقَدْتُ ولم يَنَمْ لصلاحِ أمري / ويَفْدي ساهِرَ المجدِ النَّؤُومُ
وصانَ تَبَرُّعُ النَّعْماءِ منهُ / إِباءً للخَصاصَةِ ما يَريمُ
فجادَ بِنعْمَتيْ رِفْدٍ وعِزٍّ / نَطوفُ السَّيْفِ جفْنتهُ رَذومُ
تفوقُ السيف والوَطْ
تفوقُ السيف والوَطْ / فاءَ فَتْكَتُهُ ونائلُهُ
فأنْعُمُهُ مَواطِرُهُ / وعَزْمتُهُ مَناصِلُهُ
غَمامٌ بِشْرُهُ الوَضَّا / حُ في النَّادي مخائلُهُ
إذا لَمَعتْ بَشاشَتُهُ / هَمى وانْهلَّ وابِلُهُ
مَنيعُ الجارِ ناصِرُهُ / مُباحُ الجودِ باذِلُهُ
مُنَجَّحَةٌ مكارِمُهُ / مُخَيَّبَةٌ عَواذِلُهُ
وغامِرَةٌ فَواضِلُهُ / وباهِرَةٌ فَضائلُهُ
تَجودُ على عِتاقِ ال / طَّيْرِ والعافي أنامِلُهُ
فَتُطْعِمُها مَعارِكُهُ / وتُطْعِمُهُمْ مَراجِلُهُ
ويَشْقَى مَنْ يُجادِلُه / كما يَشْقى مُنازِلُهُ
فَمُرْضِيَةٌ فَتاويهِ / وراضِيَةٌ مَسائِلُهُ
تَبَرُّعُهُ لِباغي الجُو / دِ والنُّعْمى وسائلُهُ
فقد كَثُرَتْ عَوارِفهُ / ولكنْ قَلَّ سائلُهُ
وزيرٌ جَلَّ أنْ تَسْري / بمكْروهٍ مَخاتِلُهُ
ولكِنْ ضارِبٌ بالصُّبْحِ / مَنْ أعْيَتْ مَقاتِلُهُ
أيا شَرفاً لدينِ اللهِ / رَبُّ العَرْشِ كافِلُهُ
وأحْمَدَ كُلِّ مَحْمَدَةٍ / وتَقْواهُ مَعاقِلُهُ
ومَنْ طابَتْ مَاسعِيهِ / كما طابَتْ أوائلُهُ
بَقِيتَ لِكُلِّ خَيْرٍ / أنْتَ قائلُهُ وفاعِلُهُ
مَدى الأيَّامِ ما أنْبَتَ / رَوْضَ الحَزْنِ هاطِلُهُ
وما طافَ ببَيْتِ اللَّهِ / حافِيهِ وناعِلُهُ
لهُ بالمجْدِ أنْسٌ مُطْمئَنٌّ
لهُ بالمجْدِ أنْسٌ مُطْمئَنٌّ / وعنْ عارٍ يُدَنِّسهُ نِفارُ
فهَزَّامٌ إذا اشْتَجَرَ العَوالي / ومَهْزومٌ إذا ما عَنَّ عارُ
تَشكَّى الشمسُ والزُّهر السواري / إذا ما الليلُ أوضِحَ والنَّهارُ
فيسْتُرُ كلَّ لامِعَةٍ دُخانٌ / ويكسِفُ كلَّ مُشْرقةٍ غُبارُ
كما تشكو صَوارِمَهُ المَواضي / كُماةُ الرَّوْعِ والكُومُ العِشارُ
سَموحٌ بالنَّوالِ لمُعْتَفيهِ / إذا بَخِلتْ بِدَرَّتِها الغِزارُ
وفكَّاكُ العُناةِ بكُلِّ أرْضٍ / إذا ما حَبَّبَ الموْتَ الإِسارُ
إذا سَبَقَ النَّوالَ لديْهِ بِشْرٌ / تَعَقَّبَ جَمَّ نائِلهِ اعْتِذارُ
تَذودُ كَراهُ أفْكارُ المَعالي / فقِسْمتُهُ غِشاشٌ أوْ غِرارُ
وَقاحُ البأسِ ذو وِدٍّ حَييٍّ / كأنَّ صِفاتَهُ ماءٌ ونارُ
ولُهْنَتُهُ تَقومُ بأبْرَدَيْهِ / وباقي اليومِ أمْرٌ وائْتِمارُ
تَوَقَّلَ في الفَوارِعِ منْ تَميمٍ / فَطابَ السَّعْيُ منهُ والنِّجارُ
جبالٌ من حُلومٍ راسيات / وعند المحْلِ في الجَدْوى بحارُ
إذا غَضِبوا فللجُرْدِ المَذاكي / بهامَةِ كُلِّ جَبَّارٍ عِثارُ
تَقَرُّ بمجدهم عدنانُ عَيْناً / وتفخرُ من مساعيهمْ نِزارُ
نَمَوْا تاجَ المْلوكِ وللْغَوادي / بما جادَتْ منَ القَطْرِ افْتخارُ
فجاءَ كَنَصْلِ سيفٍ هِنْدوانٍ / يَزينُ بَهاءَ روْنقِه الغِرارُ
بأفْواهِ المُلوكِ لِراحَتَيْهِ / من التَّقْبيلِ في النَّادي عِطارُ
كشاربَةٍ على وِرْدٍ أكَبُّوا / ولا قَعْبٌ ولا غُمَرٌ يُدارُ
وزيرُ الخيْرِ أحمدُ ذو المَعالي / ومنْ هو من بني المجْدِ المُشارُ
كرُمْتَ فكُلَّ إسْهابي وَجيزٌ / وطولُ مَدائحي فيكَ اخْتِصارُ
وما كَسَفتْ هُمومي نورَ فضلي / وما يَدْوى من الصَّدَأ النُّضارُ
ومعْسولِ الشَّمائلِ منْ نِزارٍ
ومعْسولِ الشَّمائلِ منْ نِزارٍ / يَفوقُ بسعْيهِ عَمّاً وخَالا
إذا لاقيتهُ لاقيْتَ وِرْداً / على ظَمأٍ بهاجِرَة زُلالا
يَحُلُّ الضَّيْفُ منه في المَشاتي / إذا ما يَمَّمَ الحَيَّ الحِلالا
بأكْرَمِهمْ إذا نزلوا مَبيتاً / وأطْعَمِهِمْ إذا هَبَّتْ شَمالا
وأرْفَعِهمْ إذا نَزلوا قِباباً / وأمْنَعِهِمْ إذا ما الخَطْبُ غالا
كأنَّ جَبينَهُ سيْفٌ يَمانٍ / أجادَ القَيْن صفْحَتهُ صِقالا
يَفوقُ الزَّعْزعَ الهوْجاءَ عزْماً / وعند أنانِهِ الشُّمِّ الجِبالا
وبَسَّامٌ إذا بكَتِ المَواضي / بيوْم الرَّوْعِ مُحْمَرّاً مُذالا
وزيرٌ جَلَّ عنْ كِبْرٍ وبَأوٍ / إذا الوزراءُ ظَنُّوهُ جَلالا
فلمْ يذهبْ تواضعُهُ بمَجْدٍ / ولكنْ مُبْلِغُ المَجْدَ الكَمالا
وكمْ قدْرٍ يزيدُ مع انْحطاطٍ / مُسِفُّ السُّحْب أصدقُهنَّ خالا
إذا عَسلَتْ مَزابرهُ لخَطْبٍ / مُلِمٍّ دَقَّتِ الأسَلَ الطِّوالا
تكونُ سُطورُها سَلماً وحَرْباً / إذا سُطِرَتْ صِلاتٍ أوْ صِلالا
إذا ضَلَّتْ رَويَّةُ أَلْمَعِيٍّ / أصابَ الأمر في الرَّأي ارْتجالا
أيابا جعفرٍ حُزْتَ المَعالي / فلم تتْرُكْ لطالِبها مَجالا
وأبْصرتَ الزَّمانَ بعينِ صَدْقٍ / فلم تذخَر سِوى الإحسانِ مالا
وعِلْمُك أنَّ مُلك الأرض طُرّاً / سوى المعروفِ لا يُغْني قِبالا
أعادَك ملْجأً منْ كلِّ خَطْبٍ / فكُنْتَ لكلِّ مَلْهوفٍ ثِمالا
فهَنَّا كُلَّ عامٍ مُسْتَجِدٍّ / بَقاؤكَ ما جَلا أفْقٌ هِلالا
يسُحُّ نوالُهُ من غير شَيْمٍ
يسُحُّ نوالُهُ من غير شَيْمٍ / إذا ما أخْلَفَ الجَوْنُ الرُّكامُ
ويَحْمي والمَعاقِلُ مُسْلِماتٌ / وقد ذَلَّ المُثَقَّفُ والحُسامُ
ويَرْزُنُ والرَّواسِي طائشاتٌ / كأنَّ رَبيطَ حَبْوَتِهِ شَمامُ
ويعءتكرُ الدُّجى وقْتاً وحَظّاً / فيَجْلوها النَّدى والابْتِسامُ
ويحْسُدهُ على لُطْفِ السَّجايا / زُلالُ الماءِ عَذْباً والمُدامُ
يَرُقُّ لسائليهِ ومُعْتَفيهِ / ويَقْسو حينَ يرتفِعُ القَتامُ
إذا الوزراءُ مَتُّوا بالمَساعي / شَآى الوزراءَ أحْمَدُها الهُمامُ
شآهُمْ موْثلٌ من كلِّ خَطْبٍ / إذا لم يُلْفَ منْ شَرٍّ عِصامُ
يُدِرُّ المَحْلُ ديمَةَ راحتَيْهِ / ويُغْريهِ بنائلهِ سَلامُ
عَزوفُ النفس عن حُبِّ الدَّنايا / وبالعَلْياءِ صَبٌّ مُسْتَهامُ
هو السيفُ الصَّقيلُ بكفِّ ذمْرٍ / فلا نابي الغِرارِ ولا كَهامُ
يُجرِّدُه ويُغْمِدُه مضاءٌ / وحِلْمٌ إذْ يَجِلُّ الاِجْتِرامُ
فعند السَّلءمِ صَفْحٌ واحْتمالٌ / وعند الحربِ بطْشٌ وانتقامُ
وما تاجُ المُلوكٍ بمُسْتَزادٍ / وجودُ يديْهِ والنُّعْمى سِجامُ
بقلبي والقوافي منْ هَواهُ / وجودِ يديْهِ والنُّعْمى غَرامُ
فمَدْحي لا يلُمُّ بهِ مَعابٌ / ووُدِّي لا يَدِبُّ إليهِ ذامُ
ولستُ كمنْ مودَّتُهُ رِياءٌ / ولا مَنْ حَبْلُ صُحبتهِ رِمامُ
خُلِقْتُ أبا الوَفاءِ لغيرِ مُجْدٍ / فكيفَ بمنْ أنامِلُهُ غَمامُ
فإنْ شكَتِ القَوافي بعضَ ما بي / فليسَ إليه ينصَرفُ الكلامُ
ولكن أشْتكي زَمَني إليهِ / وبالشّكْوى إليه لا ألامُ
كما أنَّ الطَّبيبَ إليهِ يُشْكى / السَّقامُ ولم يكُنْ منهُ السَّقامُ
وكِتْمانُ السَّرائرِ عن حبيبٍ / بفَتْوى الحبِّ كِتْمانٌ حَرامُ
بقيتَ لكلِّ مكْرُمَةٍ وبأسٍ
بقيتَ لكلِّ مكْرُمَةٍ وبأسٍ / مُشاراً في المَناقِبِ والمَعالي
إذا أدْركْتَ من شَهرٍ هِلالاً / أهابَ بكض السُّعودُ إلى هِلالِ
تُجَنِّبُك الحوادثُ والرَّزايا / فِرارَ الفَلِّ منْ وخْزِ العَوالي
فمُستَجْديكَ غانٍ عنْ سَحابٍ / ومُسْتعديك غانٍ عنْ نِزالِ
وكمْ طوَّقْتَ من مِنَنٍ رِقاباً / تَؤودُ كِرامَ أعْناقِ الرِّجالِ
كَتمْتَ بُعوثَها فَوشى ثَراءٌ / ونَمَّتْ حالةٌ منْ بعْدِ حالِ
إذا غَشَّى البلادَ قَتامُ مَحْلٍ / بعثْتَ عليه صَوْباً منْ نَوالِ
فأضْحى كلُّ مُغْبَرٍّ خَصيباً / سَحوحَ الوَدْقِ مُنْهلَّ العَزالي
عِمادَ الدولةِ الحامي حِماهُ / إذا خَلَتِ القبائلُ منْ ثِمالِ
رَضيَّاً للإِمامِ ومُرْتَضاهُ / لما يرْضاهُ منْ شَرفِ الخِلالِ
فلا بَرحتْ مَنازلَك التَّهاني / مَدى أيَّامِنا ومَدى اللَّيالي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025