المجموع : 78
اذا أعيت مكأفأةُ الجميلِ
اذا أعيت مكأفأةُ الجميلِ / فلا تَغفُلْ عن الشُّكر الجزيلِ
وأوفَى الشُّكرِ ما أعلنتَ خَطّاً / فذاكَ يدومُ جيلاً بعد جيلِ
عليَّ ديونُ شكرٍ ليسَ تُقضى / لو قُسمَت على دهرٍ طويلِ
ولكن ربُّها سَمْحٌ كريمٌ / فيعَذِرُني ويَرضَى بالقليلِ
على القدسِ الشَّريفِ لنا سلامٌ / يُرَدَّدُ في الصَّباحِ وفي الأصيلِ
لقد نزلَ الشَّريفُ على شريفٍ / فأكرِمْ بالمَنازِلِ والنَّزِيلِ
رسولٌ لو جَهِلنا مُرسِليهِ / أرانا فضلَهم فضلُ الرَّسولِ
وهل يَخفَى الصَّباحُ على بصيرٍ / فيحتاجَ النَّهارُ إلى دليلِ
لنا من فَيضِ غَيرتهِ رِواقٌ / نَعِمنا منهُ في ظِلٍّ ظليلِ
يَفيضُ بكلِّ عامٍ نيلُ مِصرٍ / ومنهُ كُلَّ يومٍ فيضُ نيلِ
وليسَ الجودُ بالأموال جوداً / ولكن بالبَشاشةِ والقَبُولِ
إذا كان الكريمُ عَبُوسَ وجهٍ / فما أحلَى البَشاشَةَ في البخيلِ
رسالةُ فاضلٍ وَرَدتْ فكانتْ
رسالةُ فاضلٍ وَرَدتْ فكانتْ / أحَبَّ إليَّ من تُحفِ الهَدايا
أبانَتْ عن مَوَدَّتهِ صريحاً / وعمَّا فيهِ من كَرَم السَّجايا
فَضَضتُ خِتامها فلِقيتُ منهُ / لطائفَ أبرزَتْ سعدَ الخَبايا
وأبدَى طَيُّها سِرّاً بديعاً / يُنادي كم خَبايا في الزوايا
لئنْ تَكُ غيرَ صادقةٍ بمدحي / لقد صَدَقَتْ بإخلاصِ الطَّوايا
وحقَّ لهُ الثَّناءُ على صِفاتٍ / فَضائلها مُسلَّمةُ القَضايا
أنا كالآلِ يُحسَبُ عينَ ماءٍ / فتَتَّخِذُ العِطاشُ لهُ الرَّوايا
وقد يُغني التَّوهُّمُ عن يقينٍ / وحُسنُ الصِّيتِ عن حُسن المزايا
مَضَى مَن كان للتَّقريظ أهلاً / وأدبَرَ كُلُّ طَلاّع الثَّنايا
وقد عاد التُرابُ إلى تُرابٍ / وأصبحَتِ المُنَى بيَدِ المَنايا
أتى مَن قبلنا دُنياهُ بِكراً / فأدرَكَ عندها بِكْرَ العَطايا
فكان القومُ في الدُّنيا ملوكاً / ونحن اليومَ من بعضِ الرَّعايا
قضى في خَلقهِ ذو العَرشِ أمرا
قضى في خَلقهِ ذو العَرشِ أمرا / فصبراً أيُّها المحزونُ صَبْرا
لعَمرُ اللهِ إنَّ الصَّبرَ مُرٌُّ / وأكثَرُ ما أفادَ يكونُ مُرَّا
وكلُّ حَلاوةٍ طَعْمٌ شَهيٌّ / وأكثَرُها وَجَدناهُ مُضِرَّا
رماكمْ يا كِرامَ النَّاسِ سهمٌ / أصابَ فتىً سليمَ القلبِ حُرَّا
مَضَى عَجَلاً وخلَّفَ طُولَ حُزنٍ / يدومُ عليهِ في الأحياءِ دَهرا
هو الغصنُ الذي جَنَتِ المنايا / عليهِ بقصفهِ ظُلماً وغَدرا
أبَرُّ مُهذَّبٍ قولاً وفِعلاً / وأفضلُ مُخلِصٍ سرّاً وجهرا
علكيمْ بالتَّأسِّي فهو طِبٌّ / بهِ داءُ الأسَى في القلبِ يَبْرا
أقامَ الدُّودُ ينهشُ قلبَ صخرٍ / وقامت تندُبُ الخنساءُ صَخرا
فأفنَى الدَّهرُ صخراً في بِلاهُ / وراحت أدمُعُ الخنساءِ هَدْرا
لكلِّ هياكلِ الأرواحِ هَدْمٌ / ولو فَسَحتْ لها الأيَّامُ عُمرا
وعَيشُ المرءِ حُلمٌ قد تَقَضَّى / فأعقَبَ حَسْرَةً وأطالَ ذِكرا
وذاكَ طريقُنا نمشي عليهِ / إلى دارٍ وراءَ القبر أُخرَى
لعَمرُكَ إنَّهُ سفَرٌ طويلٌ / تَفانَى قيصرٌ فيهِ وكِسرَى
فطُوبَى للذي يَعتَدُّ زاداً / لهُ حتى يُصيبَ لهُ مَقرَّا
سلامُ اللهِ مِن أعلَى سَماهُ / على صَفحاتِ ذاكَ الرَّمسِ يُقرا
حَوَى بدرَ التَّمامِ وهل سمِعتُمْ / ببدرٍ أنزَلَتْهُ النَّاسُ قَبرا
سَقتْهُ مَراحِمُ الرَّحمن سُحباً / مُؤرَّخةً وغيثُ الجُود قَطْرا
لَعَمرُكَ ليسَ في الدُّنيا خليلُ
لَعَمرُكَ ليسَ في الدُّنيا خليلُ / يدومُ ولا يُقيمُ بها نزيلُ
فُرادَى أو جُموعاً كلَّ يومٍ / لنا عنها إلى الأُخرَى رحيلُ
لنا في أرضِنا عُمرٌ قصيرٌ / ولكن عندنا أَملٌ طويلُ
وآمالُ الفتَى أوهامُ فكرٍ / تلوحُ لهُ ويمتنعُ الحصولُ
رحيلٌ مُمكِنٌ في كلِّ يومٍ / يُعارِضُهُ بقاءٌ مُستحيلُ
وكلٌّ حينَ دَعْوتهِ يُلبِّي / إذا ما جاءَهُ ذاكَ الرَّسولُ
كما لملوكنا دُوَلٌ علينا / عليهم للقَضَا دُوَلٌ تَدُولُ
وقد يتقدَّمُ المَلِكُ المُعَلَّى / وقد يتَأَخرَّ العبدُ الذَّليلُ
مَللِتُ نَوائبَ الأيَّامِ حتَّى / غَضَبِتُ بها عَلَى عيشٍ يطولُ
حياةٌ شابَها كَدَرٌ كثيرٌ / وفي أثنائِها صفوٌ قليلُ
وكنتُ تركتُ نظمَ الشِّعرِ دهراً / لحالٍ دونَ مأخذِهِ تحولُ
وما أنا والقريضُ وصِرتُ شَطراً / فراحَ هناكَ ميزانِي يَعولُ
ولم يكْفِ النَّوائبَ شَطرُ جِسمي / فقلبي اليومَ مشطورٌ عليلُ
لقد نُعِيَ الخليلُ صباحَ يومٍ / بهِ كَثُرَ التَّلهُّفُ والعَويلُ
خليلٌ كانَ لي نِعْمَ المُصافي / تَلاقَى الأنُسُ فيهِ والجميلُ
وكانَ وِدادُهُ الذَّهبَ المصفَّى / يزيدُ جِلاءَهُ الزَّمَنُ المُحيلُ
أفَلْتَ اليومَ يا نَجمَ الدَّياجي / على عَجَلٍ وما حانَ الأُفولُ
دهاكَ البينُ في أندَى شَبابٍ / كغُصنِ البانِ أدرَكَهُ الذُّبولُ
تركتَ بني مُشاقةَ في نُواحٍ / عليهِ الصُّبحُ يَمضي والأصيلُ
بَكَوكَ بأدمُعٍ نَفِدَتْ وجَفَّتْ / فكانَ من الدِّماء لها بديلُ
ومِثلُكَ مَن يَقِلُّ الدَّمعُ فيهِ / ولو أنَّ السَّحابَ لهُ مَسِيلُ
عَهِدُتكَ ليسَ تَغفُلُ عن مُنادٍ / إذا ما نابَهُ الخَطبُ الثَّقيلُ
وتَجهَدُ في مَنافعِ كُلِّ داعٍ / كأنَّكَ بالنَّجاحِ لهُ كفيلُ
وفيكَ معَ الشَّبابِ وَقارُ نفسٍ / رَصينٌ ليسَ تبلُغُهُ الكُهولُ
وجاهٌ عندَ أهلِ الجاهِ يسمو / ومنزِلةٌ لها شأنٌ جليلُ
سَليلُ أبيكَ إبراهيمَ حَسْبي / وحَسْبُكَ حيثُ أنتَ لهُ سَليلُ
حَيا بكَ ذِكرُهُ المشهورُ فينا / فزالَ وذِكرُهُ ما لا يزولُ
وبينَكُما مَعَ النَّسَبِ اشتراكٌ / بتسميةٍ لها الشَّرَفُ الجَزيلُ
فكُنتَ نظيرَهُ قبلاً وأمسَى / بفِردَوسِ البَقا لكما حُلولُ
فقُلتُ مؤرِّخاً بأجَلِّ دارٍ / أمامَ العرشِ قد قامَ الخليلُ
أتتني وهيَ سافرةٌ صباحا
أتتني وهيَ سافرةٌ صباحا / ومَيلُ العِطفِ قد حلَّ الوِشاحا
فقُمتُ وقد خفضتُ لها الجَناحا / وقُلتُ لها بعَيشكِ ذُقتِ راحا
فقالت لا وعيشكَ لم أذُقْ را /
أراني لفظُها دُرَراً تلالَتْ / ولكنْ نافَسَتْ فيهِ وغالَتْ
لذلكَ أوجزَتْهُ وما أطالتْ / فقلتُ ولِمْ حذفتِ الحاءَ قالَتْ
أخافُ تَشَمُّ أنفاسي فتَبْرا /
وقُلتُ لها بعَشيكِ ذٌقتِ راحاً
وقُلتُ لها بعَشيكِ ذٌقتِ راحاً / فقد شاهدتُ في جَفنيكِ سُكرا
فولَّتْ وهيَ عابسةٌ وعادَتْ / فقالت لا وعيشِكَ لم أذُقْ را
فقلُتُ ولِمْ حذفتِ الحاءَ قالت / أخافُ العَتْبَ إن أبديتُ عُذرا
فقلتُ وهل لمثلي العَتبُ قالت / أخافُ تَشَمُّ أنفاسي فتَبْرا
لقد خَطَرَتْ مخضَّبةَ البَنانِ
لقد خَطَرَتْ مخضَّبةَ البَنانِ / كأقلامٍ تَخُطُّ بأُرجُوانِ
ومَدَّتْ مِعصَماً منها نضيراً / كَفَرْعٍ نابتٍ مِن غصن بانِ
مبلبلةُ الحِلَى لبِسَتْ سِواراً / ينوبُ سكوتُهُ عن تَرجُمانِ
أرادتْ أنْ تزِينَ بهِ يديَها / لبَهْجتهِ فزانتهُ اليَدَانِ
رأيتُ لعِلَّتي منهُ طبيباً / يَجُسُّ النَّبضَ مِن أيدي الحِسانِ
تَبارَكَ مَن لهُ في كلِّ يومٍ / بدائعُ في الخَليقةِ ذاتُ شانِ
يحدِّثُ مَن رآها النَّاسَ عنها / وما خَبَرُ المُحدِّثِ كالعِيانِ
دَعِ الأيامَ تفعلُ ما ترومُ
دَعِ الأيامَ تفعلُ ما ترومُ / ولا تَعبَث بهمَّتِكَ الهُمومُ
يزولُ الشَّرُّ مثلَ الخير عنَّا / فلا هذا ولا هذا يدومُ
سَوادُ اللَّيلِ يَعقُبُهُ بَياضٌ / وهُوجُ الرِّيحِ يَعقُبُها النَّسيمُ
يُصيبُ كُنوزَ مالٍ كلُّ فَدْمٍ
يُصيبُ كُنوزَ مالٍ كلُّ فَدْمٍ / بقيمةِ بعضِ فلسٍ لا يقومُ
وكم يُمسي لبيبٌ لا يُصلِّي / لشِدَّةِ ضُعفِهِ لكنْ يصومُ
ولو يُعطى من الأرزاقِ كلٌّ / على مِقدارِهِ انتَصَفَ الحكيمُ
ولم يعتبْ على الأيَّامِ شخصٌ / يَرَى عدلَ القضاءِ ولا يلومُ
وبَينَ النَّاسِ ذو مالٍ بخيلٌ / بفَضْلتهِ وصُعلُوكٌ كريمُ
وإنَّ تَكَرُّمَ الفُقَراءِ عِندي / كبُخلِ ذَوي الغِنَى عَيبٌ ذميمُ
وبعضٌ يَدَّعي ما ليسَ فيهِ / وبعضٌ يشتري ما لا يَسومُ
وآخرُ يَنصَحُ الأصحابَ عمَّا / بهِ كمُعالجٍ وَهُوَ السَّقيمُ
وفي الشُّعراءِ مَن في كلِّ وادٍ / إذا هَدَرَتْ شَقاشِقُهُ يَهيمُ
وبعضُ الشِّعرِ في أُذُنٍ كلامٌ / يَطيبُ وبعضُهُ فيها كُلُومُ
وكم رَجُلٍ يقومُ مَقامَ جيشٍ / ويَسقُطُ دونَهُ الجيشُ العظيمُ
وبعدَ الشَّمسِ كم تبدو نجومٌ / ولكنْ ليسَ تَخلُفها النُّجومُ
وما سَلِمَ الكمالُ لذاتِ شخصٍ / فلا إنسانَ مِن عيبٍ سليمُ
ويَغلِبُ كلَّ مقتَدِرٍ قديرٌ / ويعلو كلَّ ذي علمٍ عليمُ
لأفئدةِ النِّساءِ هوىً جديدُ
لأفئدةِ النِّساءِ هوىً جديدُ / ولكن ما لَهُنَّ هوىً قديمُ
يزورُ قلوبَهنَّ الحُبُّ ضيفاً / على قدَمِ الرَّحيلِ فلا يقيمُ
غزالةُ مَعشَرٍ فيها نِفارُ
غزالةُ مَعشَرٍ فيها نِفارُ / وما فيهِ على الغِزلانِ عارُ
تُبيحُ دَمَ المُحِبِّ بمُقلتَيْها / فيسلَمُ كاشحٌ ويُصابُ جارُ
لها في مُلتَقَى الحيَّيْنِ دارٌ / ولكن لا تزورُ ولا تُزارُ
مِن العَرَب الكرامِ لها أُصولٌ / ولكنْ لا ذِمامَ و لا جِوارُ
إذا عَقَدَتْ لِواءَ الحربِ يوماً / فحبَّاتُ القلوبِ لها غُبارُ
تُحدِّثُ في ربيعةَ عن كُلَيبٍ / بعزَّتِها فتسَمعُها نِزارُ
إذا عَبِثَ الدَّلالُ بمعطفَيها / تَعرَّضَ دونَ هِزتَّهِ الوَقارُ
بوَجْنتِها شَقائقُ قد تبدَّى / بحُمرتها مِن الآسِ اخضِرارُ
فتلكَ شَقائقُ النُّعمانِ ليستْ / بِهنَّ يدٌ ولا عينٌ تُدارُ
تُرينا الجمرَ في خدٍّ أسيلٍ / ومن لَحظاتها تُسبَى الجِمارُ
كتابٌ مثلُ مِصباحٍ صغيرُ
كتابٌ مثلُ مِصباحٍ صغيرُ / يُضئُ بنورِهِ البيتُ الكبيرُ
سَوادٌ في بياضِ الطِّرسِ منهُ / بَياضٌ في سَوادِ الجهلِ نُورُ
حَوَى في طيِّهِ لفظاً قليلاً / ولكن تحتهُ مَعنىً كثيرُ
لقد جَمَعَ العَرُوضَ معَ القوافي / على وَجْهٍ تناوُلُهُ يسيرُ
فحيَّا اللهُ واضِعَهُ وزِيدَتْ / لهُ عمَّا أفادَ بهِ الأُجورُ
يحقُّ لكلِّ تلميذٍ ثناءٌ / عليهِ يَسوقُهُ قلبٌ شكُورُ
اقولُ ليوسُفَ المسعودِ مَهلاً
اقولُ ليوسُفَ المسعودِ مَهلاً / فقد أسرعتَ في شَدِّ الرِّحالِ
لئن خَلَتِ المنازلُ منكَ يوماً / فإن القلبَ أرَّخَ غيرُ خالِ
لقد ناحَت رُبَى لُبنانَ حُزناً
لقد ناحَت رُبَى لُبنانَ حُزناً / على مَن كانَ في يدِهِ الزِّمامُ
أميرٌ مِن بني رَسلانَ كانتْ / تَذِلُّ لهُ الجَبابِرةُ العِظامُ
كريمٌ قد تَوارَى في ضريحٍ / تُحيطُ بهِ الملائِكةُ الكِرامُ
فصادَفَ أرِّخوهُ مَقَرَّ مجدٍ / تَجاوَرَ فيهِ أحمَدُ والإمامُ
ثوَى في اللحدِ أسقُفُنا المُفدَّى
ثوَى في اللحدِ أسقُفُنا المُفدَّى / بَنيَّامينُ ذو الشَّرَفِ الرَفيعِ
بَكَت عينُ الجميعِ عليهِ حزناً / وكانَ اباً مُحِبّاً للجميعِ
أشارَتْ نحوَ مِنبرِهِ عصاهُ / تُنادي بالبُكا راعي القطيعِ
فقالَ مؤرِّخاً أبكي فِراقاً / مَضَى الرَّاعي إلى الحَمَلِ الوَديعِ
لانطونَ المدوَّرِ لوحُ رَمسٍ
لانطونَ المدوَّرِ لوحُ رَمسٍ / كتبنا فوقهُ بدمِ العُيونِ
أيا غُصنَ النَّقا إنَّ المنايا / كما أرَّختُ قاصِفةُ الغُصونِ
مَضَى مَن كانَ أذكَى مِن إياسٍ
مَضَى مَن كانَ أذكَى مِن إياسٍ / بحكمتِهِ وأشعَرَ مِن زُهَيرِ
فقُلْ يا اُبنَ الكَرامةِ قِرَّ عيناً / لبُطرسَ أرِّخوهُ خِتامُ خَيرِ
ضريحٌ قد سقاهُ سَحابُ فضلٍ
ضريحٌ قد سقاهُ سَحابُ فضلٍ / وعَمَّتْهُ اللَّطائِفُ والمَراحِم
ثَوَى في جانبَيهِ كَريمُ قومٍ / شهيرٌ بالفضائِل والمَكارِمِ
ولمَّا حلَّ في أكنافِ تُرْبٍ / على عَهدِ الصبِّا والموتُ ظالِمْ
أتى تاريخهُ يُهدَى لبِشْرٍ / بدارِ الخُلدِ قُسْطَنْطينُ سالِمْ
لِموسَى بُسْتُرُسْ نَجلٌ سعيدٌ
لِموسَى بُسْتُرُسْ نَجلٌ سعيدٌ / بَنى داراً لها شأنٌ عظيمُ
لدَى التاريخِ في الأبوابِ نادَت / بحفيظِ اللهِ بانيها سليمُ
لرزقِ اللهِ دارٌ مع أخيهِ
لرزقِ اللهِ دارٌ مع أخيهِ / سميّ الخِضْر من آل التُّويَني
قد ازدانَتْ بها بيروتُ حُسناً / فكانت نُزهةً في كلِّ عينِ
تقولُ مُشيرةً لمؤرِّخيها / أنا في الأرضِ بُرجُ الفَرقَدينِ