القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 49
إليك أتيتُ يا مولاي قصداً
إليك أتيتُ يا مولاي قصداً / على شدنّيه سَبتاً ووجدا
وفيك تركت ما لا كنت فيه / أصرِّفه وأحباباً وولدا
تميزتِ الأمور إذا ابينت / لذي عينين برهانا وحَدا
إذا ما البعد آلَ إلى اقترابٍ / فبُعد الحدِّ ما ينفك بُعدا
نظمتُ قوافي الألفاظ لما / أردت مديحكم عقداً فعقدا
فقامت نشأةٌ حسناً لعين / وزَهراً في الرياضِ شذاً ومَلدا
إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه
إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه / من العلمِ المفصل نُطقَ حالِ
علمتُ بأنه علمٌ صحيحٌ / أتاك به المثل في المثالِ
إذا جهلَ السؤالَ فإن فيما / تراه إجابةُ علمِ السؤالِ
أذودُ عن القرابةِ كلَّ سوءٍ / بأرماحٍ مثقَّفَةٍ طوالِ
من ألسنةِ حِداد لا تُبارى / أتتك بهنَّ أفواهُ الرجال
رأيتهمُ وهم قدما صفوفا / عبيدُ مهيمنِ ولنا الموالي
فإنَّ الله أرسلهم رجالاً / لإلحاق الأسافلِ بالأعالي
وإلحامِ الأباعد بالأداني / وقالوا النقصُ من شرطِ الكمالِ
ولكن في الوجودِ وكلّ شيء / يكونُ كماله نقصُ الكمالِ
ولولا الانحراف لما وجدنا / فلا تطلب وجودَ الاعتدال
بأنَّ الله لا يعطيه خلقا / فإنَّ وجودَه عينُ المحال
ولا تسألْ قرار الحالِ فينا / فإنَّ الحكم فينا للزوال
مع الأنفاس والأمثالِ تبدو / هي الخلق الجديد فلا تبال
وليس شؤونُ ربي غير هذا / وهذا الحقُّ ليس من الخيالِ
رأيت عمى تكوّن عن عماء / وأين هُدى البيانِ من الضلال
فلا يحوي المعارفَ غيرُ قلبٍ / فإنَّ الحكم من حكمِ العقال
إذا عاينت ذا سيرٍ حثيثٍ / فذاك السيرُ في طَلَبِ النوال
إذا وفى حقيقته عُبيدٌ / له حكمُ التفيؤ كالظلالِ
ألا إنَّ الكمالَ لمن تردَّى / بأدريةِ الجلالِ معَ الجمالِ
فيفهم ما يكون بغيرِ قولٍ / ويعجز فهمه نُطقُ المقال
لو أنَّ الأمر تضبطه عقولٌ / لأصبح في إسارٍ غيرِ وال
وقيَّدَه اللبيبُ وقيدَتهُ / صروفُ الحادثاتِ مع الليالي
وإنَّ الأمر تقييدٌ بوجهٍ / وإطلاقٌ بوجهٍ باعتلالِ
إذا كان القويُّ على وجوهِ / محققةٍ تؤولُ إلى انفصال
فأقواها الذي قد قلتُ فيه / يكون لعينه عين المحال
إذا كنتَ المسيحَ وكنت عبداً
إذا كنتَ المسيحَ وكنت عبداً / إليّ بقول خالقنا رفعتا
وإن كنتَ المسيحَ وكنتَ تحيي / مواتا قد بلين لهم رفعتا
إذا ما كنت للرحمن جاراً / وفت العالمين ندى دفعتا
فلا تغتر بالتقريب منه / فإنَّ الله ينظر ما صنعتا
ويقسمه على قسمين علما / لينظر في الذي فيه ابتدعتا
فيفصله التعرف منه حالا / يعرفكم بما فيه اتبعتا
لتبصر ما فضلت به اتباعا / على الأمر الذي فيه اخترعتا
ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ
ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ / لما تدريه من كرمٍ وجودِ
لقد منَّ الإله على فؤادي / بما أعطاه في حالِ السجودِ
سجودُ القلبِ إنْ فكَّرتَ فيه / على التحقيقِ يوذنُ بالشهودِ
إلى الأبد الذي ما فيه حد / تعالى عن مصاحبةِ الحدود
جهلتَ وما جحدتَ سبيلَ كوني / فإنَّ الأصل فيّ من الصعيد
صعدتُ به إلى شرفِ المعالي / فانزلني إلى سعدِ السعود
وناداني وقد خلفت قومي / ورآئي بالمقرَّب والبعيد
وآثرتُ الجنابَ جنابَ ربي / فالحقني بمنزلةِ العبيد
وملكني الصفات فكنت مثلا / ونزهه عن المثَل الوجودي
وأيّ فضيلةٍ أسنى وأعلى / يقاومها بجناتِ الخلودِ
فضلتُ بها على الآباء حقا / يقينا صادقاً وعلى الجدود
وأعلمني المهيمن أن جدي / من أكرم ما يكون من الجدود
سوى جد الإله فقد تعالى / عن الكفوء المصاحب والوليد
إذا ما الشخص أظهر ما يراه
إذا ما الشخص أظهر ما يراه / وما سبر الفهومَ ولا الزمانا
فإنَّ اللوم يلحقه عليه / ويسلب من إذاعته الأمانا
فمن شرط الأمانة أن يراه / بخيلا في أمانته عيانا
فإنَّ لها إذا فكرت أهلاً / وإنَّ لها المكانةَ والزمانا
لقد جاء الرسولُ به صريحاً / وقد كنا تلوناه قرانا
هوان الذوق من هذا وهذا / إذا كنا بحضرته قرانا
أراه مع الزمانِ بكلِّ وقتٍ / يدور بحكمةٍ وكذا يرانا
فنزه عن معارضةِ الليالي / كلامَك إن حكمَ الدهر بانا
به ربُّ البريّة قد تسمى / لذلك قد علا مجداً وشانا
لقد جاد الإله عليَّ إذ لم / أكن من أهله كرماً ودانا
لقد حار الذي سَبَر الوجودا
لقد حار الذي سَبَر الوجودا / ليسلك فيه مسلكه البعيدا
فما وفى بذاك فحاد عنه / إلى علمٍ يورثه السفودا
عن الكشفِ الأتم فكان فيه / إذا أنصفته فرداً وحيدا
فلا تنوِ الصعيدَ إذا عدمتم / طهوراً للصلاة تكن سعيداً
فإن اسم الصعيد يريك علوَّا / لهذا الحقِّ أودعك اللحودا
ويمم ترب من جعلت ذلولا / تحزْ خيراً تكون به رشيدا
وتعطيك الأمانة مستواها / وتحذوك المشاهد والشهودا
وتحميك العناية في حماها / وتكسي ثوبك الغضَّ الجديدا
وتأتيك العوارفُ مسرعاتٌ / على ترتيبها بيضاً وسودا
فتأكلها به لحماً طريّاً / إذا ما المدَّعي أكل القديدا
إذا ما خضت في الآيات تشقى / وتحرم أن تكون لها شهيدا
إذا جد العلي اسمي اعتلاءً / على العظماء أورثهم حدودا
سمعتُ له وقد أصغى إليه / لما قالوه بينهمُ فديدا
رأيتهمُ وقد خرَّوا إليه / وبين يديه من أدبٍ سُجودا
ولنت لصونه المخزون لما / ألان به الجلامد والحديدا
وقد وافى على قومٍ قيامٌ / فصيَّرهُم بهمته قُعودا
عبدتُ الله لم أعبد سواه
عبدتُ الله لم أعبد سواه / فما معبودُنا إلا الإلهُ
شَرَى توحيد في كلِّ عينٍ / فما شيءٌ يسبِّحه سواه
ولكن ليس نفقه علم هذا / وإنْ كان قد دعاه
لقد حجب العباد بما أراهم / من أنفسه فلا عينٌ تراه
ولا عقلٌ يراه بعينِ فكرٍ / وبرهانٍ ولم يبعد مداه
قريبٌ بالشريعةِ حين قالت / بأنَّ القلبَ صيَّره حماه
بعيد بالأدلة عن عقولٍ / لقد عزَّ الذي يحمي ذراه
رأيت البدر في فلك المعالي
رأيت البدر في فلك المعالي / يشير إليَّ حالا بعد حالِ
ويطلبني ليسلبني فؤادي / فيحوجني إلى ذلِّ السؤال
دعاني بالغداة دعاءَ بلوى / إلى وقتِا لظهيرة والزوالِ
فلما لم يجبه دعاه حباً / ووجداَ دائماً أخرى الليالي
فلم يكن غير قلبي من دعاه / فمل ظفرت يداي من النوال
بشي غير نفسي إذا أجابت / فحرت إلى الوصال من الوصال
وقولي من إلى لا علم فيه / وفيه علمه عند الرجال
رجالُ الله لا أعني سواهم / فضوءُ البدرِ ليس سنا الهلال
ومن وجه يكون سناه أيضاً / كما أن الهدى عين الضلال
يميزه المحل وليس غير / وهذا ليس من غير المحال
كاسماءِ الإله لها مجال / وإنَّ مجالها من ذا المجال
وليس يخالها منه بوجه / ولم يكثر بها فاعلم مقالي
دعاني في المودة والوصال / بألسنة العداوة والتقالي
إذا كان الإمام يؤم قوماً / هم الأعلون آل إلى سفال
وجيد عاطلٌ لا شك فيه / يميز قدره عن جيد حالِ
فآل المعتلى بأبي قبيس / إذا شاء الصلاة إلى سفال
كظهر البيت منزله سواء / يؤدي من علاه إلى اعتلال
ولكن في صلاتك ليس إلا / فحاذر ما يخونك في المثال
فإنَّ العبد عبد الله ما لم / تراه دريئة بين العوالي
لذلك إن أقيم على يقين / إشارة أسهم عند النضال
ومن بعض الزجاج هوى وعجباً / يطيعُ العالياتِ من الطوال
ألا إنَّ الطبيعة خير أمٍّ / وفيها الكون من حكمِ البغالِ
ألا إنَّ الطبيعة أمّ عقم / إذا كان البغالُ من البغالِ
ستورٌ في ظهور الخيلِ مهما / رأيت الخيل ترمى بالمخالي
إذ إنسان شخص من فيال / تعينت اليمين من الشمال
فقوّ شماله ليعود طلقا / فهذا حكمه يومَ النزال
وكن في القلبِ منه تكن إماماً / إذا تدعو جحا حجةُ النزال
مقارعة الكتائب ليس يدري ال / ذي تحويه ربات الحجال
ففي الدنيا بدت أسماء ربي / فعاينتِ النقائصَ في الكمال
وفي الأخرى إذا حققت أمري / أكون بها كأفياء الظلالِ
كمالُ الأمر في الدنيا لكوني / ظهرنا بالجلالِ وبالجمالِ
وفي الأخرى يريك كمال ربي / فنائي عند ذلك أو زوالي
كمال الحق في الأخرى يراه / كمالي في الجنان بما يرى لي
كمالي أن أكون هناك عبداً / فما لي والسيادة قل فما لي
وكن من أعظم الخدماء عندي / بها صححت في الأخرى كمالي
إذا كان التكوُّن بانحراف / فعين النقصِ عين الاعتدال
سبقتُ القومَ جداً واجتهاد / على كَوماءَ مشرفةِ القذال
اصابت عينُ من تهوى مناصي / فقامَ بساقها داءُ العضالِ
وكنتُ أخاف من حدِّي وعدوي / أصابَ بنظرةِ الداءِ العضالِ
وكنتُ من السباقِ على يقينِ / فأخرني القضاءُ عن النواك
بأعمالي منبت لها كئيباً / أردد زفرتي من شغلِ بالي
ولكني سبقتُ القوم علماً / ومعرفة إليه فما أبالي
فإنَّ الله ينزلني إليه / بعلمي بالكثيب مع الموالي
وهذا العلم كنت به كريماً / أردّ به السفال إلى الأعالي
من العمال قد عصموا وفازوا / فأجني منهمُ ثمرَ الفعالِ
نفخت بعلمنا روحاً كريماً / بأجسامِ من أعمالِ الرجالِ
فإني قد سبقتهمُ اعتناء / بتعليمي إلى دارِ الجلال
ليس يدري ما هو المر سوى
ليس يدري ما هو المر سوى / من هو الآن على صورته
فإذا تبصره تعلمه / للذي يعلم من صورته
إنما يبصره في ملكه / مثله يمشي على سيرته

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025