القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 61
شديدٌ ما أَضَرَّ بها الغرامُ
شديدٌ ما أَضَرَّ بها الغرامُ / وأَضْناها لِشقْوتِها السّقامُ
وما انفروت بصَبْوتها ولكنْ / كذلكم المحبُّ المستهام
تشاكَيْنا الهوى زمناً طويلاً / فأَدْمُعَنا وأدْمُعها سِجام
قريبة ما تذوب على طلول / عَفَتْ حتَّى معالمها رمام
سقى الله الدّيار حياً كمدمعي / لها فيها انسكاب وانسجام
وبات الغيث منهلاًّ عليها / تسيل به الأَباطح والآكام
حبستُ بها المطيَّ فقال صحبي / أَضرَّ بهذه النُّوق المقامُ
وبرَّح بالنّياق نوًى شطونٌ / وأشجانٌ تُراشُ لها سهام
فلا رنداً تشمّ ولا تماماً / وأين الرّند منها والثّمام
مفارقة أحبَّتُها بنجدٍ / عليك الصَّبر يومئذٍ حرام
تقرُّ لأعيُني تلك المغاني / وهاتيك المنازلُ والخيام
إذا ذُكِرَتْ لنا فاضَتْ عيون / وأَضْرَمَ مهجة الصّبِّ الضّرام
لعمرِك يا أُميمَةُ إنَّ طرْفي / على العبرات أَوْقَفَهُ الغرام
أشيمُ البرق يبكيني ابتساماً / وقد يُبكي الشجيَّ الابتسام
تَبَسَّم ضاحكاً فكأَنَّ سُعدى / تزحزح عن ثناياها اللّثام
يلوحُ فيَنْجَلي طَوْراً ويخفى / كما جُلِيَتْ مضاربه الحسام
أما وهواك يمنحني سقامي / ومنك البرءُ أجمَعُ والسّقام
لقد بلغَ الهوى منِّي مُناه / ولم يبلغْ مآرِبَه الملام
على الأَحداق لا بيضٌ حدادٌ / يُشَقُّ بها حشًى ويُقَدُّ هام
سلي السُّمر المثقَّفَةَ العوالي / أتفتكُ مثل ما فتك القوام
أَبيتُ أرعى النجمَ فيه / بطرفٍ لا يلمُّ به منام
يذكّرني حَمامُ الأَيْكِ إلْفاً / ألا لا فارقَ الإِلفَ الحَمامُ
وهاتفةٍ إذا هتفت بشجوي / أقول لها ومثلك لا يلام
فنوحي ما بدا لكِ أن تنوحي / فلا عيبٌ عليك ولا منام
بذلتُ لباخلٍ في الحبّ نفسي / ولَذَّ لي الصبابةُ والهيام
منعتُ رضابه حرصاً عليه / ففاض الريُّ واتَّقد الأُوام
وفي طيِّ الجوانح لو نَشَرْنا / بها المطويَّ طال لنا كلام
أرى الأَيَّام أَوَّلُها عناءٌ / وعقباها إذا انقرَضَتْ أثام
عناءٌ إنْ تأَمَّلها لبيبٌ / وما يشقى بها إلاَّ الكرام
لذاك الأَكرمون تُزادُ عَنها / فتُمنَعُها ويَعطاها اللّئام
نَزَلْنا من جميل أبي جميل / بحيث القصد يُبلغُ المرام
فثَمَّ العروةُ الوثقى وإنَّا / لنا بالعروة الوثقى اعتصام
إذا بَذَلَ النَّدى قالت علاه / لكسْبِ الحَمْد يُدَّخَرُ الحطام
فللأموال فيما يقتنيه / صُدوعٌ ما هنالك والتئام
وعضبٌ صارم الحدَّين ماضٍ / ولا كالصَّارم السَّيفُ الكَهام
إذا نَزَلَ المروع لديه أمسى / يضيم به الخطوب ولا يُضام
جوادٌ لا يجود به زمانٌ / ولا يستنتج الدَّهر العقام
أشيمُ بروقه في كلّ يومٍ / وما كلٌّ بوارقه تُشام
إذا افتَخر الأَنام وكان فيهم / فليس بغيره افتخر الأَنام
وإنْ عُدَّتْ على النسق الأَعالي / فذاك البدء فيه والختام
تيقَّظَ للمكارم والعطايا / وأَعُنُ غيره عنها نيام
مكانُكَ من عرانين المعالي / مكانٌ لا يُنالُ ولا يرام
وما جود الرَّوائح والغوادي / فإنَّ الجودَ جودُك والسَّلام
بنفسي من لدى حربٍ وسِلْمٍ / هو الضرغام والقرم الهمام
تُراعُ به أُلوفٌ وهوَ فَردٌ / وليسَ يَروعُه العَدَدُ اللَّهام
ومن عَظُمتْ له في المجد نفسٌ / أُهِينَتْ عنده الخِطَطُ العظام
لتهدى أُمَّة بك في المعالي / وما ضَلَّتْ وأنتَ لها إمام
كأنَّك في بني الدُّنيا أبوها / وراعٍ أنتَ والدُّنيا سَوام
محلُّك من بلادٍ أنتَ فيها / محلُّ الأَمن والبلد الحرام
لكلٍّ في حِماك له طوافٌ / وتقبيلٌ لكفِّك واستلام
تَعودُ بوجْهك الظَّلماءُ صُبحاً / ويُسْتَسْقى بطلعتِك الغمام
ويُشرقُ من جمالِك كلُّ فجٍّ / كما قد أَشْرَقَ البَدر التّمام
فِداؤك من عَرَفْتَ وأَنتَ تدري / فخيرٌ من حياتهمُ الحِمام
أُناسٌ حاوَلوا ما أنتَ فيه / وما سَلَكوا طريقك واستقاموا
لقد بَخِلوا وجُدْتَ أَنت فينا / كما انهلَّت عَزاليه الرّكام
وما كلٌّ بِمندورٍ ببخلٍ / ولا كلٌّ على بُخلٍ يُلام
تميل بنا بمدحتك القوافي / كما مالتْ بشاربها المدام
ولولا أَنتَ تُنْفِقُها لكانتْ / بوائِرُ لا تُباعُ ولا تُسام
نزورُك سَيِّدي في كلّ عامٍ / إذا ما مرَّ عامٌ جاءَ عام
تُخَبر أَنَّنا ولأنتَ أدرى / صيامٌ منذ وافانا الصِّيام
يشقُّ عليَّ أن تشقى بحبسِ
يشقُّ عليَّ أن تشقى بحبسِ / وأنْ تبقى لرشٍّ أو لكنْسِ
تكبَّلُ بالحديد وكنتُ أخشى / محاذَرَةً عليك من الدمقس
وعزَّ عليَّ أن تبقى بدار / وما يُلفى بها غيرُ الأخسِّ
أتَخْدِمُ كلَّ مبتذَل حقير / إذا ما بيعَ لا يُشرى بفلس
وكنتُ أغار إن رمقتك عينٌ / تلوِّثُ عرض صاحبها برجس
تطوف بك الوجوه الغبر منهم / كما طافت شياطين بإنسي
ولو مُكِّنْتُ مما أشتهيه / خَدَمْتُك دون أصحابي بنفسي
تقول سَلَوْتَني ونَقَضْتَ عهدي / وخُنْتَ مودَّتي ونَسيتَ أُنسي
معاذ الله أن أسلوك يوماً / ويومي في غرامك فوق أمس
تُحدِّثُ عن هواك دموعُ عيني / بألسنةٍ من العبرات خرس
يجول عليك طول اللَّيل فكري / وأُصبِح فيك محزوناً وأُمسي
وأذكرُ ما مضى من طيب عيش / فآكل راحتي وأعضُّ خمسي
فمن غزلٍ يروق لديك مني / ومن نغم يَلَذُّ وشرب كأس
فآهاً ثم آهاً ثم آهاً / على قمرٍ يدير شعاع شمس
فما أغلى ليالينا وأحلى / لقد بيعت لشِقْوَتِنا ببخس
ليالي كانت اللَّذات فيها / وأيَّام لنا أيّام عرس
مَضَتْ تلك السنون وفرّقتنا / حوادث من خطوب الدهر بؤس
رماها من قضاء الله رامٍ / فأنْفَذَ سَهْمَه من غير قوس
ومن لي أن أزورك كلَّ يوم / وأن أسعى على عيني ورأسي
عسى لطفٌ من الرحمن يأتي / ويسعدني بسعدٍ بعد نحس
كما سَعِدَ العراقُ به ولاذَت / برأفته أفاضل كلّ جنس
أرى ما يطمع الراجين فيه / فأطمعُ في نجاتك بعد يأس
سأُفْرِغُ للثناء عليه فكري / وإملاء القريض عليك طرسي
ومنه إليك قد حان التفاتٌ / فأبشِرْ في إزالة كل نكس
فبادر بالدعاء له وأخْلِص / وأنْذِر نَتْفَ لحيةِ كلّ وكس
لقد عَجِبَ الحِسانُ الغيدُ لمَّا
لقد عَجِبَ الحِسانُ الغيدُ لمَّا / رأتْ عنها سُلُوّي واصطباري
وأنِّي لا أميل إلى نديم / يروّيني بكاسات العقار
وإنِّي قد مَدَدْتُ اليوم باعاً / أنال بها الَّذي فوق الدراري
فلا يوم صَبَوْتُ إلى الغواني / ولا يوم خَلَعْتُ بع عذاري
ثكلتك ليس لي في اللهو عذر / وقد لاح المشيب على عذاري
ولست براكب من بعد هذا / جواداً غير مأمون العثار
فنم يا عاذلي بالأمن منِّي / فلم تَر بعد عذْلك واعتذاري
وقل للغيد شأنك والتجافي / وللغزلان أخْذَكِ بالنفار
صَبَوتُ إلى الدمى زمناً طويلاً / وقد أعْرَضْتُ عنها باختياري
وكانت صبوتي قد خامرتني / وها أنا قد صَحَوْتُ من الخمار
وقد هدرت زماناً فاستقرت / وكانت لا تصيخ إلى قرار
لئن ضيّعتُ أيام التصابي / فإنِّي قد حَظيتُ على الوقار
وكيف يجدُّ في طلب الغواني / فتىً قد جدّ في طلب الفخار
يقول ليَ النَّصوحُ هلكْتَ وَجْداً
يقول ليَ النَّصوحُ هلكْتَ وَجْداً / بمنْ تهوى وما كذَب النَّصوحُ
وقال إلى متى تبكي رسوماً / عَفَتْهنَّ الجنوب وكم تنوح
فغضَّ الطَّرف عن طَلَلٍ قديمٍ / فقد أودى بك الطَّرف الطَّموح
تلوحُ لعينِك الدِّمَن البوالي / وقد تخفى وآونةً تلوح
أراعَكَ ما ترى من رسم دارٍ / وطارَ بقلبك البرق اللّموح
فخَفِّضْ من فؤادك حين يبدو / لعينك بارقٌ وتَهُبُّ ريح
وفي الأَطلال ما تشكو إليها / من البلوى ولكنْ لا تبوح
مَحَت آثارها للحيّ نأيٌ / وممَّنْ أَنْتَ تهواه نزوح
كما مُحِيَتْ سطورٌ من كتابٍ / وما يدري لها عندي شروح
وقد راحت ركائب آل ميٍّ / فما راحت وللمشتاق روح
فقلتُ نعم ولي جفنٌ قريح / بعبرته ولي قلبٌ جريح
أروح على منازلها وأغدو / فأَغدو يا هذيم كما أَروح
لئنْ جاد السَّحاب وجادَ طرفي / أَرَيْتُ الدَّهرَ أيَّهما الشَّحيح
فدعني يا هذيم بها لعلِّي / أَموتُ من الغرام وأَستريح
أَدارَ الكأْس صافيةَ المُدامِ
أَدارَ الكأْس صافيةَ المُدامِ / كحيلُ الطَّرْفِ ممشُوقُ القوامِ
وَقَد رَكَضَتْ بأقداح الحميّا / خيولُ الصُّبْح في جنحِ الظَّلام
وأبصر غادةً من آل سام / على الباقين من أولاد حام
ومالت للغروب نجومُ أفق / كما نثر الجمان من النظام
ونحنُ بروضة تَندى فتُبدي / لنا شكران آثار الغمام
وقد أمْلَتْ حمائمُها علينا / من الأوراق آياتِ الغرام
أقمْنا بينَ أفناءِ الأغاني / وما اخترنا المقام بلا مقام
تَلَذُّ لنا القِيان بها سماعاً / إذا اتَّصَلَتْ بمنقطع الكلام
وما رقَصَتْ غصونُ البان إلاَّ / لما سمعَته من لحن الحمام
فمن طربٍ إلى طربٍ توالى / ومن جامٍ سعى في إثر جام
رَضَعْنا من أفاويق الحميّا / وقلْنا لا منعنا بالفطام
نَفُضُّ خِتامَها مِسْكاً ذكيًّا / وكان الدَنُّ مسكيَّ الختام
تحلُّ بها المسرَّةُ حيث حَلَّتْ / ودبَّت بالمفاصل والعظام
عَصَيْنا من نَهى عنها عتوًّا / وفزنا بالمعاصي والأثام
وحرَّمنا الحلالَ على الندامى / وما يغني الحلال عن الحرام
وكم يومٍ تَركنا الزِّقَّ فيه / جريحاً من يد الندمان دامي
وعُجْنا بالكؤوس إلى التصابي / وما عُجْنا لأطلال رِمام
وليلٍ يجمعُ الأحبابَ شملاً / بمن نَهوى شديد الالتحام
وباتَتْ تُسْعِف اللَّذات فيه / ببنتِ الكرم أبناءُ الكرام
فمِنْ وَجهٍ تَقَرُّ به عُيوني / ومن رشفٍ أبُلُّ به أُوامي
فيبعثُ بالسرور إلى فؤادي / ويهدي بالشفاء إلى سقامي
وقد طاب الزمان فلا رقيب / يكدر صَفْوَ عيشي بالملام
وما أهنا شموسَ الراح تترى / وقد أخَذَتْ عن البدر التمام
وغانيةٍ تجود إذا استُميحَتْ / بطيب الوصل بعد الانصرام
فما غَدَرَتْ لمشتاق بعهدٍ / ولا خَفَرَتْ لصبِّ بالذمام
تركتُ العاذلين بها ورائي / وقدَّمتُ السرور بها أمامي
تعير بوجهها الأقمار معنىً / إذا وافتك بارزة اللثام
كأنِّي قد أخَذتُ على الليالي / عهود الأمن من ريب الحمام
ومَن أضحى إلى سلمان يُعزى / وخِدْمَتِه فمحمول السلام
أصَبْتُ بنيله أمَلاً بعيداً / وما طاشت بمرماها سهامي
كأنِّي أستزيد ندى يديه / بشكراني لأيديه الجسام
وكم نِعَمٍ له عندي وأيدٍ / رغمتُ بهنَّ آنافَ اللئام
وصالَحْتُ الخطوبَ على مرادي / وكنتُ عَهِدتُها لَدَّ الخصام
وما انْفَصلتْ عُرى أملٍ وثيقٍ / وفيه تَمسُّكي وبه اعتصامي
مكان تمسكي بالعهد منه / مكان الكف من ظبة الحسام
وسَيَّال اليدين من العطايا / تسيل من العطاء لكل ظامي
إذا ما فاتني التقبيل منها / فليس يفوتني نَوْءُ الغمام
تمام جماله خَلَقٌ رضيٌ / وحَسْبُك منه كالبدر التمام
وتلك خلائقٌ خَلُصَتْ فكانت / نُضاراً لا تُدَنَّسُ بالرغام
فتًى في الناجبين لقد أراني / وقارَ الشَّيخ في سِنِّ الغلام
ركبتُ إليه من أملي جواداً / بعيدَ الخطو جوَّابَ الموامي
فأبْرقَ واستهَلَّ ورحت أروي / سجام القطر عن قطر سجام
كما نَزَلتْ على أرضٍ سماءٌ / تسيل على الأباطح والأكام
فأمسى كلَّ آونةٍ قريضي / يُغَرِّدُ منه تغريد الحمام
أرى مديحي لآل البيت فرضاً / كمفتَرَضِ الصلاة أو الصيام
أئِمة ملَّة الإسلام كلٌّ / يُقالُ له الإمام ابن الأمام
وما شرَفُ الأنام بغير قومٍ / هُمُ مذ كُوّنوا شرَفُ الأنام
أفاضوا بالعطاء لمجتديهم / وللأعداء بالموت الزؤام
وكلٌّ منهمُ ليثٌ هصورٌ / وبحرٌ من بحور الجود طامي
بنفسي سيّداً في كلّ حالٍ / يرى فيها احتشامي واحترامي
ظفِرْتُ به حُساماً ليس ينبو / نُبُوَّ مضارب السَّيف الكهام
وقد يُدعى الكريمُ إلى نوالٍ / كما يُدعى الشجاع إلى صِدام
وعندي في صنائعه قوافٍ / يضيق بهنَّ صدرُ الاكتتام
وشعري في صفات بني عليّ / رُفعتُ به إلى أعلى مقام
سأُطْرِبُ في مديحك كلَّ واعٍ / ولا طربَ الشجيّ المستهام
وأشكرُ منك فضلك ثم أدعو / لوجهك بالبقاء وبالدوام
بَقِيتَ أبا الثَّناء مدى اللَّيالي
بَقِيتَ أبا الثَّناء مدى اللَّيالي / على الدَّاعي لكم خضل اليدين
يحولُ نداك ما بين الرَّزايا / إذا هَطَلَتْ يداك به وبيني
تواعدني بك الآمال وعداً / رأيت نجازه من غير مين
تجود على محبّك كلّ عام / بلبس عباءة وتقرّ عيني
حَباكَ الله منه بالشِّفاء
حَباكَ الله منه بالشِّفاء / ومَتَّعَك المهيمنُ بالبَقاء
فيا بحر النَّوال ولا أماري / ويا بَدرَ الكمال ولا أُرائي
حياتُك في الوجود أبا جميل / حياةٌ للمروءة والسَّخاء
وفي وجدانك الأَيَّام تزهو / كما تزهو الرِّياض من البهاء
لتشرق في أسِرَّتك النَّواحي / ولا يبقى الظَّلام مع الضياء
وأدعو الله مبتهلاً إليه / دعاءً في الصَّباح وبالمساء
بأنْ يُبقيكَ للإِسْلام ظِلاًّ / تَقيه كلَّ ممتنع الوقاء
فلا اعْتَلَّتْ لعِلَّتك المعالي / ولا فَقَدَتْك أَبناءُ الرَّجاء
دواءٌ للعلى من كلّ داءٍ / فلا احتاج الدواءُ إلى الدواء
أَراني والخطوبُ إذا أَلَمَّتْ
أَراني والخطوبُ إذا أَلَمَّتْ / رَحبْتُ إلى جميلِ أبي جميلِ
كأَنَّ الله وَكَّلَهُ برزقي / وحوَّلَني على نِعْمَ الوكيلِ
وعدلٍ ما قضى في الحبِّ يوماً
وعدلٍ ما قضى في الحبِّ يوماً / على عشّاقه إلاَّ بظُلْمِ
فَهِمْتُ بأنَّه قمرٌ منيرٌ / ولكنْ قد تحيَّرَ فيه فهمي
أرى القاضي يشاركُ كلَّ حيٍّ
أرى القاضي يشاركُ كلَّ حيٍّ / وليسَ المَيْتُ ينجو مِنْ يَدَيْهِ
وأُقْسِمُ إنَّه لو مات أيرٌ / تَوَرَّثَ منه إحْدى خِصْيَتَيهِ
أرى هذي النياقَ لها حنينٌ
أرى هذي النياقَ لها حنينٌ / إلى إلْفٍ لها ولها رُغاءُ
وأجفانٌ بِعَبْرَتها رواءٌ / وأحشاءٌ بزفرتها ظِماء
وأنَّ بها من الأَشجانِ داءً / أعندك يا هذيم لها دواء
حدا منها بها للشَّوق حادٍ / وفاز بها بعد التوقّص والنجاء
أراها والغرام قد ابْتلاها / بلى إنَّ الغرامَ هو البلاء
أراعَ فؤادَها بَيْنٌ وإلاّ / فما هذا التَّلَهُّفُ والبكاء
وهل أودى بها يوماً وقوف / على رسمٍ ومرتبع خلاء
فذرها والصَّبابة حيث شاءت / أليس الوجد يفعل ما يشاء
تَحِنُّ إلى منازلها بسلع / عَفَتْها الهوجُ والريح العفاء
وقوم أحسنوا الحسنى إليها / ولكنْ بعد ذلك قد أساؤا
نأَوْا عنها فكان لها التفاتٌ / إليهم تارةً ولها انثناء
وظَنَّتْ أَنَّهم يَدنونَ منها / فخابَ الظَّنُّ وانْقطع الرَّجاء
سَأَلتُك عن منازلنا بنجدٍ
سَأَلتُك عن منازلنا بنجدٍ / وهاتيك الأَرجاء والبطاح
أَروَّاها الغمامُ الجون حتَّى / سقى ما حولهنَّ من النَّواحي
وهل نَبَتَ الثّمام أو الخزامى / فَعَطَّر فيه أنفاس الرياح
وهل لطم الشقيق بها خدوداً / مضَرّجة على ضحك الأَقاحي
وهل خَطَبَتْ على الأَثلاثِ منه / حمائِمُها بأَلْسِنَةٍ فِصاح
وكيفَ عَهِدْتُ أقواماً مرامي / لديهم أَنْ أراهم واقتراحي
وهل ذكرت نداماي الأوالي / غبوقي في رباها واصطباحي
منازل صَبْوَتي وديار وجدي / ومنشأ لوعتي ومدى رواحي
لقد كادَ الفؤاد يطيرُ شوقاً / إليها يا هذيم بلا جناح
ألا مَنْ مُبلغٌ عنِّي نقيباً
ألا مَنْ مُبلغٌ عنِّي نقيباً / يَسودُ النَّاس في شَرَفٍ ودينِ
بأنَّا ما بَرِحْنا في سُرورٍ / تلاحظنا العنايةُ بالعيون
ولمَّا أنْ أَتيْنا الوقْفَ صبحاً / حَلَلْنا في مَحلّ أبي أمين
فكان مكانه جنَّات عدنٍ / وقد قيل المكانة بالمكين
وأوْسَعَنا من الإِكرام برًّا / وكنَّا من نداه على يقين
نَزَلْنا يا أبا سلمان منه / بقيتَ الدَّهرَ في حصنٍ حصين
أُسامِرُ من أُحِبُّ ولا أُداري / رقيباً يتَّقيه ويتَّقيني
لنا ما نشتهي من كلِّ شيءٍ / يروق إلى المسامع والعيون
ولكن الصّيام أتَى عَلَيْنا / فصُمْنا في الحنين وفي الأَنين
وهنداوِكُم قد صامَ أيضاً / وأَصبحَ عاقلاً بعد الجنون
فهل تَدري بنا مولاي أنَّا / قَهَرْنا جُنْدَ إبليسَ اللَّعين
بطاعة أمرك السَّامي أراه / تَمَسَّكَ منه بالحبل المتين
وسلمانُ الأَشمُّ سَلِمْتَ أضْحى / وفوزي منه تقبيل اليمين
فكَمْ من مِنَّةٍ قُلِّدتُ منه / كما قُلِّدْتُ بالعقد الثمين
سيخطبُ في مدائحه قصيدي / كما خَطَبَ الحَمام على الغصون
وأذكرُهُ وأَشكرُهُ وأُثني / عليه الخير حيناً بعد حين
فلا منعت من الدُّنيا مجاني / مكارمه على مَرِّ السِّنين
ولا فارقتُ منه هاشميًّا / حليف الجود وضَّاح الجبين
أحَلَّتْني مكارمُه مكاناً / أراني النجمَ في الآفاق دوني
فليسَ البرُّ إلاَّ برَّ حُرٍّ / يصونُ المجد بالمال المهين
فلا تَربَتْ يدُ العافين منه / ولا خابَتْ بطلعَتِهِ ظنوني
شَفَيْتَ بطردِ صالحِ كلّ صدرٍ
شَفَيْتَ بطردِ صالحِ كلّ صدرٍ / ولم تَبْرَحْ شِفاءً للصدورِ
وطهَّرْتَ الشَّريعة من دنيٍّ / يبيعُ الدِّين في فلسٍ صغيرِ
مطامعُ نفسِه قد صَيَّرَتْهُ / كما تدري إلى بئس المصير
ويشكو فَقره للنَّاس طرًّا / وما هو وربّك بالفقير
تعاطى من تجاسُرِه أُموراً / يَسُرُّ عِداك في تلك الأُمور
ويبطِشُ بطشَ جبَّار على أنْ / له جأشٌ يَفِرُّ من الصفير
فكيفَ يلينُ مولانا لخصمٍ / أشَدَّ عليك من صُمِّ الصّخور
عقورٍ إنْ ذُكِرْتَ له بغيبٍ / له الويلات من كلْبٍ عقور
ومن يك ذاته نَجِساً خبيثاً / متى يلقاك في قلب طهور
فلو يُرمى بلجّ البحر يوماً / لنَجَّسَ شيبُه ماءَ البحور
نظرتَ إليه في عيني رحيمٍ / صفوحٍ عن جنايته غفور
وأَحْيَيْتَ اسمَه من بعد موتٍ / وكانَ يُعَدُّ من أهل القبور
فعاد لما نُهي عنه وأمسى / على تلك السَّفاهة والفجور
يظنُّ لجهله من غير علمٍ / بأنَّك غير مُطَّلعٍ خبير
ولك يتحمَّل الإِكرام حتَّى / رماه لؤمه في قعرِ بير
يطيش إذا الْتَفَتَّ إليه طيشاً / ولا ربَّ الخورنق والسَّدير
فلو طالت يداه عليك يوماً / أراك الحتفَ ذو الباع القصير
وإنَّ سَماعَك الأَخبارَ عنه / وإنْ كَثُرتْ قَليلٌ من كَثير
وكدَّرَ كلّ من يهواك منَّا / وكنَّا قبلُ كالماء النَّمير
ولا ترضى الحميرُ به إذا ما / نَسَبْناه إلى جنس الحمير
أَزَلْتَ وجودَه فغَنِمتَ أجراً / كأعظم ما يكون من الأُجور
فأنتَ فُدِيتَ للإِسلام حصنٌ / وسُورٌ للشريعة أَيُّ سور
تحامي عن شريعة دين طه / بماضيها محاماة الغيور
مَحَوْتَ بسَيف سَطوتك الفَسادا
مَحَوْتَ بسَيف سَطوتك الفَسادا / بحكْمٍ قَد أَرَحْتَ به العبادا
دَخَلْتَ البصرة الفيحاءَ صُبحاً / ونارُ الشّرِّ تَتَّقِدُ اتّقادا
وقد عَبَثَتْ يدُ الأَشرار فيها / وطالَ فسادهم فيها وزادا
لقد حَكَمَتْ بها جُهَّال قومٍ / يَرَوْنَ الغيَّ يومئذٍ رشادا
عَمُوا عمَّا بَصُرْتَ به وصَمُّوا / فما بلغوا بما صنعوا مرادا
فلو عُرِضَ الصَّوابُ إذَنْ عليهم / بحالٍ أَعْرَضوا عنه عنادا
وهل تثِقُ النفوسُ بعين راءٍ / يرى لونَ البياض بها سوادا
تفاوَتَتِ العُقول بما نراه / مَداركُها قياساً واطّرادا
ومن حقّ الرّئاسة أنْ نراها / لأَورى النَّاس إنْ قَدَحَتْ زنادا
وأَعلاها لدى الآراء رأياً / وأرفعها وأطولها عمادا
خطوبٌ ما مضى منهنَّ خطبٌ / بطارقِ ليلةٍ إلاَّ وعادا
وكم هَدَرَتْ دماءٌ من أُناسٍ / وأموالٌ لهم نَفِدَت نفادا
بحيثُ الأَشقياء استضعفتهم / وَقدْ طال الشقا وقد تمادى
ولمَّا ساءَت الأَحوال فيهم / ولا نَفَعَ الحِفاظُ ولا أفادا
ولم يُرَ مَنْ يُسَدُّ به خِلالٌ / إذا ما أَعْوَزَ الأَمر السدادا
وباتَ النَّاس في وَجَلٍ عظيم / يُريعُ السَّمعَ منه والفؤادا
دُعيتَ لكشفِ هذا الضرّ عنها / ولا يُدعى سواك ولا يُنادى
ومنذُ قَدِمْتَ مدعوًّا إليها / أَرَحْتَ بما قَدِمْتَ به العبادا
عَلِمْنا أنَّ رأيَك فلْسفيٌّ / وأنَّك تَكشِفُ الكُرَبَ الشدادا
وتَنْظُرُ بالفَراسة مِن يقينٍ / فَتَنْتَقِدُ الرِّجالَ بها انتقادا
وما قَلَّدتهم بالرأي منهم / وَلَمْ تحكُم لهم إلاَّ اجتهادا
لقد أَخمدْتَ نيراناً تَلَظَّى / وتلك النار قد أمستْ رمادا
وقَرَّتْ أعيُنٌ لولاك باتَتْ / على وَجَلٍ ولم تذق الرقادا
جُزِيتُم آل راشد كلَّ خيرٍ / ففيكُمْ تعرِفُ النَّاس الرشادا
لكم صَدْرُ الرئاسة في المعالي / وأَنتُمْ في بني العليا فُرادى
تدين لك الأَقاصي والأَداني / وتنقادُ الأُمور لك انقيادا
وقُدْتَ صِعابها ذُلُلاً وكانتْ / على الأَيَّام تأبى أنْ تقادا
لقد فازَ المشيرُ بك اتّكالاً / عَلَيْك بما يُؤَمّل واعتمادا
أتانا عَنْكَ مَولانا البَشيرُ
أتانا عَنْكَ مَولانا البَشيرُ / فَبَشَّرَنا بما فيه السُّرورُ
ورُحْنا تَسْتَقِرُّ لنا قلوبٌ / بما فَرِحَتْ وتَنْشَرِح الصدور
تَقلَّدْتَ القَضاء ورُبَّ عِقْدٍ / تُزَيِّنه الترائِبُ والنحور
وأَمضى ما يكونُ السَّيفُ حدًّا / إذا ما استَلَّهُ البطل الجسور
تضيء البصرة الفيحاء نوراً / بأَحْمَدَ وهو في الفيحاء نورُ
إذا نازلتَه نازَلْتَ صِلاًّ / يروعُ الصّلَّ منه ويستجير
وإنْ نَزَلَتْ بمنزلِهِ ضيوفٌ / فقد شَقِيَتْ بمنزله الجُزور
إذا ما جِئْتَهُ يوماً ستلقى / ضيوفاً نحو ساحته تسير
ألا يا ساكني الفيحاءَ إنِّي / لكمْ من قَبلها عَبدٌ شكور
ليهْنِكُمُ من الأَنصار قاضٍ / لدين الله في الدُّنيا نصير
فهل عَلِمَ النقيبُ بأنَّ شوقي / إليه دُون أُسْرَتِهِ كثير
وهل يقِفُ الكتاب على أخيه / فيعلَمُ ما تضَمَّنَتِ السُّطور
هما قمرا سماوات المعالي / إذا ما يأْفُلُ القمر المنير
ومقصوصِ الجناح لو فؤادٌ / يكاد إلى معاليكم يطير
فلا خبرٌ ليوصله إليكم / على عَجَلٍ ولا أحدٌ يسير
يعالجُ في الجوى دمعاً طليقاً / يذوبُ لصَوْبهْ قلبٌ أَسير
ومن لي أنْ تكون بنو زهير / أَحبَّائي ولي فيهم سميرُ
إذا هَبَّ النَّسيمُ أقولُ هذي / شمائله اللَّطيفةُ والبخور
تَوَلَّى قاضياً فيكم وَوَلَّى / وفي أعقابهِ ظلمٌ وزُورُ
عَدُوّكم القضاة الصُّفْرُ تتلو / وشَرَّ الأَصْفَرين هو الأَخير
إذا ما مال نحو الحقّ يوماً / أمالته الوَساوِسُ إذ يجور
وكم في النَّاس من شيخ كبير / عليه ينزل اللَّعْن الكبير
تَمَلُّ حياتَهُ الأَحياءُ منَّا / وتكرهه الحفائر والقبور
قليل من سجاياه المخازي / وجزءٌ من خلائقه الفجور
طَوَيْتُ به الكتابَ وثَمَّ طيٌّ / يفوحُ المسكُ منه والعبير
بدا وَرَنْت لواحظُه دَلالا
بدا وَرَنْت لواحظُه دَلالا / فما أبهى الغزالةَ والغزالا
وأسْفَرَ عن سنا قمرٍ منيرٍ / ولكنْ قدْ وَجَدْتُ به الضلالا
صقيلُ الخَدِّ أبْصَرَ من رآه / سوادُ العين فيه فخال خالا
وممنوع الوصال إذا تبدى / وجدت له من الألفاظ لالا
عجبتُ لثغره البسام أبدى / لنا دُرًّا وقد سكن الزلالا
شهدتُ بشهد ريقته لأنِّي / رأيتُ على سوالفه نمالا
فيا عجباً لحسن قد حواه / وقد أهدى إلى قلبي الوبالا
سأشكو الحبَّ ما بَقِيَتْ حياتي / وأشكرُ من صنائعه الجمالا
ألا يا سيّد العلماء طرًّا
ألا يا سيّد العلماء طرًّا / ورَبَّ الجود والمجدِ الأثيلِ
ويا حُلْوَ المذاقة يومَ يُفتي / بجود الطبع والفعل الجميلِ
أضَرَّ بنا فَدَتْك النَّفس جوع / ويعجبنا مربّى الزنجفيل
وأذهَلَنا إليه اليومَ شوقٌ / فكِدْنا أن نصيرَ بلا عقول
ومثلُكَ من يجودُ بما لديه / ويسخو بالكثير من القليل
أما والعَينُ تُبكيها طُلولٌ
أما والعَينُ تُبكيها طُلولٌ / لِمَن تهوى وتُدميها شؤونُ
ألِيَّةَ مغرمٍ يبدي سُلُوًّا / وفي أحشائه الوجد الكمين
يكتِّمُ سِرَّه بالصَّبر حتَّى / يَبوح بِسرِّه الدَّمع الهتون
يطيع غرامه دمعٌ كريمٌ / ويعصي أمْرَهُ صَبْرٌ ضنين
يقول إذا ذكرتُ له عذولاً / له دين وللعشاق دين
لقد فتكت بي الأحداق حتَّى / جُنِنْتُ وما الهوى إلاَّ جنون
وما يُدريك ما طَعَنتْ قدود / مهفهفةٌ وما فتكت عيون
فذا منها وما قَتَلَتْ قتيل / وذا منها وما طَعَنَتْ طعين
ألينُ وأشتكي منها فتقسو / فكم تقسو عليَّ وكم ألين
وإنَّ الظاعنين وإنْ تناءت / عليها لي وإن نزحت ديون
وللمستغرمين بعينِ نجدٍ / غداة البين إذ خَفَّ القطين
قلوبٌ عند كاظمةٍ رهون / وما قُبِضَتْ إذَنْ تلك الرهون
فلا صبرٌ على نأيٍ مقيمٌ / ولا دَمعٌ على سرٍّ أمين
بِروحِكِ يا سُلَيمى ما لِقلبي
بِروحِكِ يا سُلَيمى ما لِقلبي / لهُ في كلِّ آوِنَةٍ خُفوقُ
ولا سيما إذا هبَّت شمالٌ / به أو أوْمَضت منه البروق
أمِنْكِ الوَجْدُ قيَّدني بقَيْدٍ / فَرُحْتُ ودمع أجفاني طليق
نَهَضْتُ بعبء حُبِّك يا سُلَيمى / وإن حَمَّلْتِني ما لا أطيق
ويملكني هواكِ وكلُّ حرٍّ / لمن يهواه يا سَلمى رقيق
وأعْجَبُ ما أرى أنّي غريقٌ / بدمع منه في قلبي حريق
وما فَرَّقْتُ شمل الدَّمع إلاَّ / غداةَ البين إذ ظعن الفريق
أُريقُ دَمَ العيون غداةَ سارت / ركائبهم وأيُّ دمٍ أُريق
فهل طيفٌ يلمُّ بنا طروقاً / فَيَمْرَحُ عندنا الطيْف الطروق
وهل نزل الحيا بالوبل ليلاً / بها واعشوشب الروض الأنيق
وهل ضَحِكَ الأقاح على رباها / وخضَّبَ خدَّه فيها الشقيق
فَقد مَرَّتْ لنا فيها ليالٍ / نشاوى بالمدام فلا نفيق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025